والان الى لبنان فى الرحلة المتجهة الى بيروت من القاهرة يوم 24\7\2007 وأنا أحب لبنان قبل أن أراه أحبه فى قصة حب مى زيادة وجبران خليل جبران وأحبه لاجل قصص الياس خورى وأميلى نصر الله وأحبه كرمال فيروز وصوتها و أغانيها وأحب لبنان لحلاوة اللهجة التى يتحدث بها أهلها وأحبها لاننى لطالما حلمت بزياة مغارة جعيتا منذ الصبا وقد تحقق لى ذلك وأن جاء متأخرا-
وقد سافرت الى بيروت بعد ترقيتى بصحبة مديرى الجديد وهو مهندس شاب يصغرنى بسنوات (أنا الاكبر فى قسمى لكن الحمدلله فى الشركة ناس أكبر منى سنا) وقد سبقنا الى هناك بيوم زميل عمل أخر وكان الغرض من السفر هو أصلاح السيستم الذى كان دوان جدا جدا فى فرع الشركة ببيروت ولتدريب فريق العمل هناك – لن أخوض فى تفاصيل مهمة العمل لانها جدا معقدة – وتوافق سفرنا فى وقت كانت لبنان تعانى من عدم أستقرار سياسى بسبب أنتخابات الرئاسة وبسسبب أغتيالات كان اخرها النائب وليد عيدو الذى أغتيل فى يوينو – وقد تم أستضافتنا فى فندق يعد الاقوى فى أحتياطات الامن والحراسة وهو فونيسيا أنتركونتينتال (طيب لما أنتوا خايفين علينا كده سفرتونا ليه؟؟؟!!!) القريب من المطار ومن المراكز الرئيسية فى البلد والفندق يقع على كورنيش بيروت ويعد من أفخم الفنادق هناك ومكون من 31 طابق وقد أقيم به العديد من الاجتماعات السياسية الهامة وهو ايضا بالقرب من المكان الذى تم فيه أغتيال الراحل رفيق الحريرى وقبل الوصول الى الفندق يمكنك مشاهدة مكان الحادث ولازالت أثاره واضحة ويخبرك الجميع بكل فخر أنه مكان الاغتيال بغض النظر على أنك تكون مرعوب حين يخبرونك أن ما تراه الان وتسير فوقه السيارة كان حفرة عميقة جدا ولكن تم ترميمها وقد تم أغتيال الحريرى يوم 14\2 وأعتبر هذا اليوم عطلة رسمية فى لبنان لتخليد ذاكره (وليس للاحتفال بالفالنتين !)
كما قلت الفندق فى منتهى الفخامة والاناقة والاتساع وتبهرك ديكوراته ومهما رأيت من فنادق فى بلدى لا أجدها أبدا برونق ولاجمال الفنادق الاخرى وكم اود أن يتجول المهندسو المعماريين والديكور ليعرفوا أن ما يطلقون عليه جمال فى بلدنا ليس له علاقة بالجمال ولا الابهار وليس هذا تقليل من شأن بلدى وجماله لا ولكننى أحزن لاننا نظن اننا بلد سياحى وعندنا ما نمتع به السائح والحقيقة أننا نخدع أنفسنا بذلك فنحن حتى لا نعرف فن معاملة السائح عربيا كان أو غربيا –
الحمدلله غرفتى كانت فى الدور الرابع وهى للحق كانت تكفينى أنا وعائلتى بالكامل لو كانوا معى وفى كل سفر وعند زيارتى لمكان أو تذوقى لطعام لاأرغب الا فى وجود اولادى معى – يوما ما أتمنى لهم ذلك أن شاء الله – ولعلكم تذكرون حبى للطعام فكم سعدت بوجود سلة فاكهة فى أنتظارى مع كارت ترحيب وأيضا علبة أنيقة صغيرة تحتوى على تشكيلة من الحلويات الشامية- رغم الرطوبة العالية جدا فى هذا الوقت من السنة فقد فتحت الشرفة لارى ما يحيط بالفندق فاذا بى أجد على شمالى فندق لا يقل ارتفاعا وضخامة مع الفارق أنه نموذج محترق الجدارن والنوافذ وليس به أى معالم وواجهته محترقة تماما وحين سألت فيما بعد عن السر وراء عدم ترميمه قيل لى لوجود خلاف حاد بين الشركاء وكنت أحكى عن هذا الفندق لفريق العمل فى الاردن فقال لى أحدهم أنه كان لا يستطيع النوم بسبب وجود هذا الفندق بجواره حين كان هو شخصيا فى رحلة عمل لبيروت أما أنا فكنت أنام قريرة العين وأن كانت الاشباح حتى تقطن معى لان كما ترون من الصورة أن الفندق على الكورنيش أهناك منظر أروع من ذلك لتحلم به عند النوم !! والصورة مأخوذة بكاميرتى الديجتال التى أشتريها قبل السفر خصيصا لاجل عيون لبنان –
بعد أستراحة ساعة خرجنا للتنزه على الكورنيش حرارة ورطوبة الجو فى هذا الوقت يفسر لجوء أهل بيروت للجبل حيث أن معظمهم لهم بيوت هناك وكانت بيروت هادئة على عكس العادة بسبب الاحوال السياسية وحالة الترقب والامن متواجد فى كل مكان وبكل أدب يقترب منك الضابط لتفتيش الحقيية – بتسمحلينا بتفتيش الحقيبة؟ وبعد أعتذار يعيد الحقيبة (من غير نكت ولم يلقى باشيائك خارجها) ومهند (بطل مسلسل نور) يعد اسماعيل ياسين بالمقارنة بجنود الامن (لست أدرى ما سر تهافت الفتيات عليه!!!!) ويتم تفتيشك عند مدخل الفندق فى كل مرة حتى لو خرجت ودخلت 100 مرة وأن تصادقت مع رجال الامن وعرفوا شكلك عن ظهر قلب حتتفتش حتتفتش – مافيش ماشى يا عم نهارك ابيض – وبعد تناول وجبة سريعة عدنا للفندق لنستعد لايام من العمل وللتعرف على بلد جميل-
كنا وصلنا بيروت يوم الثلاثاء بعد الظهر و يبدأ العمل الاربعاء والخميس والعودة الجمعة ولان يوم العمل متواصل فقد كانت وجبة الافطار هى وجبة أساسية بالنبسة لى ولزميلى (مديرى لم يكن يظهر وقت الافطار ابدا) والفندق به 4 مطاعم رئيسية أذكر اسماء 3 منها جيدا لتميز الاسم Eau de Vie = ماء الحياة مطعم فرنسى و WOK WOK و قطعا لاأعرف المعنى ولكنه للاكلات الاسيوية أما موزايك MOSAIC مكان افطارنا فهو لبنانى وهو فى اللوبى وبه تراس يطل على المارينا (مارينتهم يعنى المرفأ ) والافطار هو الترويقة بلبنانى – اتروقتى؟؟ مش ترويقه مصر فى المكان أياه!!! لا يعنى فطرتى وأحلى ترويقة هى التى تتناولها فى ذلك المطعم الذى يصدح بأغانى فيروز كل صباح (أنت تسمع فيروز تقريبا فى كل مكان تذهب اليه) ويستقبلك الناس بكل بشاشة وترحاب وياسلام لما يعرفوا أنك مصرى – والحقيقة ده فى كل مكان فى بيروت مش بس فى الفندق – يبقوا عايزين يخدموك بعينيهم – واللبنانيون يجيدوا التعامل مع الناس فالجميع محل ترحاب وبشاشة فوق الوصف – وكان زميلى يتناول يوميا مع الافطار شريحة او أثنين سومون فيميه على مدى 3 أيام وهو شىء عادى جدا تواجده فى بوفيه مطعم شيك زى ده (الافطار مع الغرفة على حساب الشركة أوعوا تنسوا المعلومة ديه) طبعا أنا مش ممكن أكل سمك الصبح ابدا حتى لو كان أيه – ماله الاومليت والكرواسون والزبدة !!! بعد الافطار أو الترويقة نستعد للذهاب للمكتب وأنا رغم أننى كنت على أتصال شبه دائم مع معظم الزميلات والزملاء بمكتب بيروت الا اننى لم أكن على معرفة شخصية بهم وكانت رحلة العمل هذه فرصة لتعارف جميل وحتى الان رغم أن للاسف تم اغلاق مكتب بيروت تماما فى ديسمبر 2008 الا أننى على اتصال مع بعض الزميلات وأن كنت لا أعتبرهن زميلات ولكن صديقات – وفريق العمل بمكتب بيروت يشبه لبنان بطوائفه العديدة السنية والشيعية والمسيحية بطوائفها ولكنى لاأعرف أن كان بينهم أرمن او دروز وهم مجموعة مميزة هو كمكتب الاردن موظفيه جميعا من أبناء الوطن وليس كبقية الفروع فى الخليج والسعودية حيث التواجد المصرى 100% والفريق كشعب لبنان عامة طموح ويحب الحياة والتفاؤل لايتحدث فى السياسة معك أنما يقول الحمدلله – كتر خير الله – أن شاءالله بنسلم – وأن كان عندهم مثل سياسى رائع " ابن الحكومة اذا صادقته أكلك واذا عاديته هلكك " وعجبى !!! ولهم مقدرة جبارة على التأقلم وأعادة ميزان الحياة فلا وقت للاحباطات -
واللبنانيات متأنقات جدا ويشمل هذا المحجبات والـتأنق شياكة بسيطة كرنفال من الاناقة لاتؤذى العين وجميعهن مثقفات ويتحدثن باكثر من لغة ولكن لايدعين عدم معرفة العربية وللاسف كثيرون من يظن أن اللبنانيات هيفاء وهبى وتوابعها وهذا فهم خاطىء وبشع ولايمت للحقيقة بأى صلة –
وكانت هذه هى بعض من الانطباعات الاولى عن هذا البلد ولازال للحديث بقية