الأربعاء، أكتوبر 17، 2012

23 سبتمبر 2012 يوم أن تغيرت حياتى



دقت الساعة الثانية عشر منتصف ليل 23 سبتمبر 2012 حين قاموا بتمديدك على فراش فى غرفة العناية المركزة وطلبوا منى الإنتظار بالخارج.....
خارج الغرفة كانت تصلنى صوت الجهاز وهم يحاولون إنعاش قلبك الذى بدأ يفقد قدرته على التواصل مع جسدك ومع الحياة... مرة بعد مرة يصلنى ذلك الصوت مدوياً...
قلبى ينقبض .. يخبرنى أبنى أنه غير متفائل لا أجد أجابة.... يخرج لنا الطبيب الأول يخبرنا الحالة الخطرة ... فقد أصيب زوجى بهبوط حاد فى الدورة الدموية... لاأعرف كم مر من الوقت حين خرج الطبيب الثانى ليخبرنا أنه يأسف ولكنهم فعلوا كل مابوسعهم ولكن " البقاء لله"....
نظرت إليه بإستغراب "يعنى إيه؟؟ طيب ليه؟".... وقت الوفاة الساعة الثانية عشر والنصف ... حين رحل عنى الرجل الذى شاركنى الحياة 25 سنة و9 إشهر... رحل فجأة بعد أن قال آه قلبى يوجعنى وكانت آخر كلماته...
لم يسمع بكاؤنا ونحن بجواره على فراش الموت فى تلك الغرفة المليئة بمرضى القلب... لم يشعر بى وأنا بجواره فى السيارة يحملونه ليتم وضعه فى ثلاجة الموتى لحين نحضر شهادة الوفاة فى الصباح...
ذهبنا للمستشفى وهو معنا وعدنا لمنزلنا وهو ليس معنا ... عدنا لدفء بيتنا وتركناه فى غرفة باردة... على الطاولة بقايا طعامه لم يكمله حين داهمه الألم... كان هنا والآن لم يعد هنا ولن يعود هنا...
ومع آذان الفجر كان أهل المنطقة قد علموا بوفاته.. رجال بكوا عليه على صداقة عمر ضاعت منهم فجأة..." ده لسة كان راجع معايا من صلاة العشاء وكان كويس"...
كنت أحاول أن أغمض عينى وأخبر نفسى أن هذا مجرد حلم وبأنه سيعود وسيطرق الباب الآن ولكن حين فتحت عينى كان على أن أودعه وألمسه للمرة الأخيرة... قبلت الجبهة التى كنت منذ ساعات أمسح العرق عنها... وكأنى قبلت جبل من الجليد تبدل ذلك الدفء الذى كان يشع من جسده وعينيه وكل روحه... ولكن لم تفارق وجهه البشاشة التى أعتدنا عليها...
أقسى الأصوات هى صوت جرف التراب فوق القبر ذلك الصوت الذى يعلن صارخاً فى عقولنا وقلوبنا أنه الآن فى عالم غير عالمنا...وأنه علينا أن نتقبل حقيقة أنه لن يعود معنا.. أنه الآن فى عالم أفضل... عالم أنقى... أنه مع الله...
23 سبتمبر 2012 يوم أن تغيرت حياتى وأصبحت فى الأوراق الرسمية "أرملة"
منذ ذلك التاريخ تلاشت من ذاكرتى كل الأشياء التى كانت تغضبنى منه لم أعد أتذكرها مطلقاً.... فى قلبى وذاكرتى 26 سنة كلها ألفة وعشرة أكثر من طيبة - "ماجد زوجى العزيز" أفتقدك جداً.... ولكنى أدرك أنك فى مكان أفضل وأجمل بكثير.

قالوا لى عودى للكتابة .. لتتغلبى على أحزانك.. اليوم عدت فقط لأكتب عنه ... عنك ... عن زوجى الراحل.. ولكنى مهما كتبت لا أجد كلمات... بداخلى أشياء كثيرة غير مفهومة... بداخلى حزن وحيرة وأحاسيس آخرى .. ولا أملك الآن سوى الدعاء لك....
اللهم : ياحنان يامنان ياواسع الغفران اغفر له وارحمة وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم : أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار
اللهم : عامله بما انت اهله ولا تعامله بما هو أهله
اللهم : ان كان محسنا فزد فى حسناته وان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته
اللهم : أدخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب
اللهم : انزله منزلا مباركا وانت خير المنزلين
اللهم : انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
اللهم : أجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم : أفسح له قبره ومد بصره وأفرش قبرة من فراش الجنة
اللهم : أعذه من عذاب القبر وجاف الأرض عن جنبيه
اللهم : أملأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور
اللهم : قه السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته
اللهم : أغفر له فى المهديين واخلفه فى عقبة فى الغابرين واغفرلنا وله يا رب العالمين وأفسح له فى قبره ونور له فيه.