الأربعاء، يناير 25، 2012

لمحبى فن الرسم

أصدقاء المدونة المهتمين بالرسم وعلى دراية باللغة الإنجليزية يمكنهم متابعة مقالاتى المأخوذة عن كتاب


"التعايش مع الفن" - كتاب رائد ومتميزعن فن الرسم والنحت والتصوير ورغم أنه مخصص لطلاب الجامعات الا أنه يعد مرجع متميز ومبهر للمهتمين بهذا النوع من الفن ، فالكتاب غني بالرسومات والصور المأخوذة من العديد من الثقافات الفنية وفترات زمنية مختلفة ومتفرقة. وهو مكتوب بأسلوب دافئ  فالمعلومات التي يحتويها تمت صياغتها بصورة حيوية للغاية تكاد تنبض منها الحياة فالمؤلفة ليست فقط باحثة فى الفن ولكن عاشقة له.

يمكنكم المتابعة من خلال اللينكات التالية على مدونتى الأنجليزية أو لينك الصفحة الخاصة بى على الفيس بوك

http://monathestar.blogspot.com/2012/01/living-with-art-part-3.html

الأربعاء، يناير 11، 2012

صور لها معنى

















الصور من أختيارى والكلمات العربية بقلمى

الأربعاء، يناير 04، 2012

أشياء لا أنساها (1)

فى حياتنا مواقف كثيرة، مواقف ننساها وآخرى نتناساها، وتبقى مواقف تعلق بالذاكرة لا تفارقنا حتى لو غابت عنا شىء ما يذكرنا بها.

مواقف مرت بنا ونحن أطفال ومراهقين وشباب، عديدة ومتنوعة، أضحكتنا وأبكتنا وربما سببت لنا ألم ما ولكنها تبقى معنا. لاأعرف لما قررت أن أبدأ أول تدوينة لعام 2012 بمواقف مرت على وأنا طفلة لا أنساها أبداً قد تبدو تافهة فى نظر البعض ولكنى حين أتذكرها أبتسم وأشعرببهجة وكأنى عدت لهذا الزمن.


كنت أحب حلوى غزل البنات جداً ولازلت وكان على أن أقتصد مصروف يومين لأتمكن من شراءها وفى يوم بعد أن وفرت النقود اللازمة وقمت بشراء الحلوى إذ بالحلوى تقع على الأرض ويصبح لونها ترابى بدلا من نصاعة بياضها فتفتق ذهنى الطفولى أن أقوم بغسل المكان الذى اتسخ، وما انا وضعتها تحت صنوبر ماء حتى أختفت من يدى، لازلت للآن أتذكر تلك الصدمة والدهشة البلهاء التى أصابتنى وأدراكى لواقع بالنسبة لى كطفلة مخيف، لازلت أذكر الحسرة والحزن على فقدانى لقطعة الحلوى. ولكنى تعلمت أن الحلوى لا تغسل ، كما أن ليست كل الأشياء تعود لسابق عهدها حين يصيبها العطب. أتذكر ذلك الموقف دائماً ولاأنساه ولاأعرف لماذا أتذكره ولكنه دوما يدفعنى للأبتسام.

كنت طفلة مشاكسة للغاية وكانت والدتى لا تعرف سوى أننى ملاك أسير على الأرض لم تكن تعلم أننى كنت أهوى أن أقوم بقلب قُفة الكركديه التى كان يضعها بواب العمارة المجاورة لعمارتنا على الدكة، لا أعرف لماذا كانت تغريتى تلك القُفة الكبيرة بأن أقوم بقلبها على الأرض، كنت شريرة للغاية ولاأعرف لماذا كان يهوى وضعها على الدكة فلو كان وضعها على الأرض فمن المؤكد بأننى لن أقوم بقلبها. مرة ثم مرة ثانية فثالثة وكما يقولون فالثالثة تابتة أمسك بى البواب بالجرم المشهود وانا فى طريق عودتى من المدرسة للبيت – الطالبة التى تدرس فى مدرسة الليسيه فجاء على الفور بواب عمارتنا وأعتذر له وقال له ديه بنت ناس معلش وحقك علينا وشوف تمن الخسارة كم والست والدتها حتتكفل باللازم، الحقيقة مش فاكرة ماما عملت إيه للبواب، بس فاكرة كويس ذهولها التام مما سمعت ونظرتها لى وطبعاً العقاب، بأنى أتحرمت من مجلة ميكى لمدة أسبوعين مع أنى كنت أقوم بشرائها من مصروفى فطبعاُ حرمتنى من المصروف تماماً علشان معرفش أحوش وأجيبها. بس انا كنت بأخدها شُكك من بتاع الجرائد ماهو كان عارفنى وواثق فى وكنت بعرف أرجع له الفلوس بالتمام والكمال وطبعا كنت بأخبى المجلة وانا بقراها علشان لا أتكشف.

موقف آخر وضعت فيه والدتى فى موقف محرج للغاية حين قاموا بأستدعائها فى المدرسة وذلك لأتهامى بسرقة قلم من حقيبة أحدى التلميذات فى فصلى، وأنا لم أقم بسرقة القلم والذى حدث أنه كان عندنا حصة كل أسبوع مخصصة لفيلم تعليمى وكنا نذهب لغرفة السينما كما كنا نطلق عليها وهى فصل كسائر الفصول لكن به آلة عرض قديمة جداً لكن تعمل بشكل جيد. وفى هذا اليوم قررنا أنا و2 من صديقاتى عدم الذهاب لحصة السينما والأختباء والبقاء فى فصلنا وقمنا بفتح حقائب البنات فى فصلنا وأخذنا السندويشات منها وقمنا بأخفائها فى درج ما. وقامت واحدة من صديقاتى بأخذ قلم من الحقيبة وقامت بألقائه من النافذة لأنها كانت لاتحب صاحبة القلم. وعندما عادت البنات الى الفصل وكان وقت الفسحة ووجدن أنه قد تم سرقتهن حتى أنخرطن فى موجة من البكاء الهستيرى الغير متوقع وبعد التحميص والتفحيص تم معرفة الجناة تم إستدعاء أولياء أمرنا وحين سألتنى والدتى هل قمت بأخذ القلم قلت لها لافقالت للناظرة ربما تكون أبنتى مشاغبة لكنها ليست بسارقة ولاكاذبة (ياسلام عليكى ياماما)، وبالفعل تم العثور على القلم وتم تبرأتى من السرقة ولكن تم معاقبتى بحصص أضافية فى المدرسة أما فى المنزل فقد حرمتنى والدتى من الأحتفال بيوم ميلادى ودعوة صديقاتى للمنزل وكان هذا أقل عقاب فقد شعرت الوالدة أنها أساءت تربيتى للغاية فهى فى حياتها لم تسمع عن إستدعاء ولى الأمر الا بسبب أبنتها. بس أنا فاكرة القلم كويس جداً كان لسة موضة جديدة القلم اللى بسوستة وفيه كذا لون أحمر وأسود وأزرق كان أيامها حاجة واااااااااااو ولما نجحت كنت فى رابعة أبتدائى ماما جابت لى واحد بس مش بلاستيك لا كان حاجة شيك كده وأجدع من القلم اللى أترمى من الشباك.

حدث عمرى مابقدر أنساه وهو حرب 67 صحيح كان عندى 7 سنوات بس انا بفتكر كويس الجلاد الأزرق لما كنا بنحطه على الشبابيك وبفتكر أوى صوت الغارات وأننا نطفى النور، أيام كنت بحس أننا محبوسين جوة بيوتنا مش بنقدر نخرج ولا بنروح لحد ولا حد بيجى لنا. كانت والدتى تقول أن أسرائيل بتحدف بالطيارات حاجات حلوة وأقلام فى الشارع علشان الأطفال تلاقيها وتنفجر فيهم لما يمسكوها وكانت تحذرنى من أنى ألمس أى شىء من الأرض. أنا كنت بأفضل أدور فى الأرض على أى حاجة يكون شكلها غريب كان نفسى أشوف شكل الحاجات اللى بيحدفوها بس ماشفتش. أيامها لما كنت بألعب بأعمل نفسى أوقات بائعة ذرة أعمل ذرة للجنود مش عارفة ليه الذرة المشوى يعنى؟؟ أو دكتورة علشان اعالجهم. كانت تلك الأيام هى أول معرفتى بمعنى الحرب وحب الوطن وأول بذور لمعنى الحزن.

ومن الأغانى التى لها ذكرى طفولية رغم أنها ليست بأغنية طفولة على الاطلاق، أغنية موعود لعبد الحليم كانت أول أغنية طويلة يقوم بغنائها وكانت حاجة جديدة وكان عند جيراننا بيانو وكان عندهم حد بيعزف على الباينو عمرى ماعرفت مين بس كان دايماً بيعزف مقدمة أغنية موعود على الباينو أنا لم أكن أعرف أنها أغنية عبد الحليم حتى سمعتها فى الراديو وتذكرت أننى أستمع لهذه الموسيقى من بيانو الجيران.

وفى طفولتى لم تفارقنى "بوسى" أبداً وهى قطتى التى عثرت عليها جائعة فى الطريق وأخذتها للمنزل عاشت معى سنوات كانت صديقتى الوحيدة، كنت أخبرها بأحوالى فى المدرسة وماذا فعلت، كنت أقوم بعمل الفروض المدرسية هى ولاتفارق حضنى، نأكل سويا وننام سويا، لم تفارقنى الا حين حان موعد أغترابى عن وطنى ولازلت أتساءل ترى ماذا حل بها بعد سفرى.


الذكريات والمواقف لاتنتهى منها مايؤثر فينا بشكل أو بأخر ومنها يمر مرور الكرام ولانعود إليه. وإلى لقاء فى مواقف آخرى لا أنساها.

قلمى