السبت، يونيو 18، 2011

عاصفة العمر – للكاتبة شهرزاد






أتكون أنت مراهقتى المتأخرة؟

ثورة البركان التى تعترض طريقنا

ونحن فى أتجاه مرحلة ما من العمر؟

مراهقتى التى لم تستيقظ وأنا على عتبة البلوغ؟



مراهقتى التى لم أصافحها وأنا على المقاعد المدرسية؟



مراهقتى التى كانت وصايا أمى وجدتى أقوى منى ومنهما؟



مراهقتى التى كنت أسترها وأستتر منها ادعاء للنضج؟



مراهقتى التى بحثت عنها طويلا



بين أكوام الكتب والصحف والروايات؟



ولم أجدها ولم تجدنى؟



فعشت بين رفيقات صباى كتمثال من النضج



تمر به المشاعر ولا تمر.



***






وسمعت نسوة الحى يوما يتهامسن أمامى



موقنات بأنها يوما ما ستأتى



ستطرق بابى فى مرحلة من العمر



وقلن: ما لم يأت فى مرحلة البلوغ



يأتى فى مرحلة النضج



وإن مراهقة النضج تختلف كثيرا



فمراهقة البلوغ فيها من الأحلام والفرح والطيش الكثير



بينما مراهقة النضج بركان ثائر



وكأننا حين نصاب بها نحاول أن ننتهز كل دقيقة لنا فى الحياة



فتصبح دقائق الحياة أغلى



وكأننا أكتشفنا الحياة للمرة الأولى



وكأن كل مامضى من حكايات



لم يكن سوى بروفات مكررة



من أجل الحكاية الأنضج والأقوى



***



وسخرت يومها من قولهن حد الضحك



وتساءلت: كيف لقلب يسير على ثلاث وهنا



أن ينبض بقوة؟



وكيف للحب قدرة على بث الروح فى جثة قلب متآكلة الأطراف؟



لكنى أكتشفت الآن وبعد أن كبرت



وبعد أن ماتت عجائز القوم



أن تجربتهن كانت أعظم من سخرينى



وأن عاطفة النضج هى عاصفة العمر



لها فى النفس مكانة مخيفة



كأنها آخر الأبناء



كأنها آخر الفرص



كأنها آخر الأطواق



كأنها آخر اللحظات على هذه الأرض



***



فمراهقتنا المتأخرة رائعة



عاطفة تأتى لتوقظ الميت فينا



لتمنحنا فرصة للشعور بالحياة



لتذكرنا بالقلب والنبض والسهر والشوق لتقيس لنا مساحة المتبقى بنا



من قدرة على الجنون والحب بجنون



فنحن ياسيدى نحتاج إلى الأعتراض أحيانا.. وبقوة نحتاج إلى التمرد



نحتاج إلى رفض أشياء قبلناها معظم العمر



نحتاج إلى تبديل أسطوانة



حرصنا كل العمر على الأستماع لها وترديدها



كأغنية من التراث



***



وأنت جئتنى فى مرحلة



بدأ الهدوء يخيم فيها على أحلامى وأحزانى



لهذا.. أحتاج لكى أصلك إلى الكثير من التمرد



والكثير من الرفض والكثير من العصيان



والكثير من الطيش والكثير من الحماقة



والكثير من السخافة والكثير من القسوة



والكثير من الجنون



أحتاج لكى أستقبلك إلى تسلق الجبل العظيم



أحتاج إلى السباحة عكس التيار



أحتاج إلى السير على رأسى مئة عام



أحتاج إلى اسئصال عقلى



أحتاج إلى فقدان الذاكرة



أحتاج إلى أحراق المدينة الفاضلة



أحتاج إلى أستبدال القوم والزمان والمكان



أحتاج إلى نسف الكثير وتدمير الكثير



***






فأنت ...



استيقظت متأخرا وتأخرت كثيرا



أكثر من قدرتى على أستقبالك فى عالمى



أكثر من قدرة العثور على ثغرة تسر بك إلى دنياى



أكثر من تجاهل الوقت والعمر والعقل والظروف



تغيرت العملة فى وقتى وقلبى وحلمى



فأنت لم تتأخر سنوات طويلة



أنت تأخرت عمرا بأكمله



أنت تأخرت عمرا بأكمله



***



منشورة فى مجلة زهرة الخليج – مقالها الأسبوعى بتاريخ 12 مارس 2011

الثلاثاء، يونيو 14، 2011

كل سنة وأنت أعز صديقة



النهاردة 14 يونيو عيد ميلاد صاحبتى هى مش أى صاحبة هى عشرة عمر فكرت السنة ديه أقدم لها حاجة مختلفة بدل ما أحط لها فلوس فى ظرف علشان تشترى إلى هى عاوزاه وأكتب لها كل سنة وأنت طيبة وأروح أديها الظرف وأقول لها كل سنة وأنت طيبة ياعجوزة يلى أكبر منى بسنة زى مابعمل كل سنة علشان أغيظها أصلها الوحيدة الى أكبر منى بين صحباتى وبصراحة أحساس لذيذ أنه يكون فيه حد أكبر منك بين الصحاب :)  المهم أنها أكبر منى ب8 شهور بس :) فكرت السنة ديه أعمل لها شىء مختلف رغم أننا متعودين نعمل كده فى كل عيد ميلاد لها ولى من زمان حتى أنا محتفظة بكل الأظرف الى كاتبة لى عليهم من سنين. السنة ديه بقى قررت أكتب لها وعنها هنا فى البلوج لعدة أسباب أولا أنى مقشفرة ومعنديش فلوس أحطهم لها فى ظرف :) وثانيا لأن أبنها فى ثانوية عامة وهى عندها حالة أنهيار (كابوس ربنا يزيحه عن كل الأمهات يارب) وكمان هى تعبانة اليومين دول وحاسة بأرهاق شديد فقلت أكيد لو كتبت عنها حتنبسط وتفرح والمود بتاعها حيبقى أحسن وهو ده المهم عندى أنى أخليها سعيدة ومبسوطة فى عيد ميلادها والأهم من ده كله أنها فعلا أنسانة تستحق أنه يتكتب عنها.




سميحة مش أى صاحبة أعرفها من 27 سنة من 1 يوليو 1984 يعنى لما كان عمرى 24 سنة لما رحت أشتغل فى أوتيل وعملت لى هى أمتحان تايبينج بعد ما عصرونى قبل ما أروح لها. كانت أول مرة أشوفها وطلعت معايا فى نفس المكتب مكتب الأغذية والمشروبات والحفلات فى الفندق، الغريبة أنها كانت معايا فى الكلية بس دفعة (أكبر منى بسنة) وعمرى ما شفتها ولا أتعرفت عليها فى الكلية. كانت لسة متجوزتش وكانت شابة أنيقة وعالطول بتلبس كعب عالى ولغاية النهاردة بتلبس كعب عالى لأنها مش بتعرف أبدا تلبس أحذية بكعب صغير أو زحافى زى حالاتى. قبل مانتجوز كانت حياتنا كلها فى المكتب ده قعدنا فيه سنين حتى بعد ما أتجوزنا بس بعد ماخلفنا لتانى مرة حياتنا بقيت برة المكتب ده.

مافيش حاجة فى حياتى سميحة متعرفهاش من يوم ماعرفتها لغاية النهاردة عمرى مافكرت أخبى عنها حاجة وبأثق فيها لأنها كتومة فبأكون عارفة أن فعلا السر فى بير، والميزة فيها أنها عمرها ما كانت بتحكم على ولا على أخطائى كانت دايما متفهمة لكل أفكارى وحساسيتى الزائدة عن اللزوم ولكل لحظات حياتى ولا عمرها قالت لى كلمة جارحة ولا عمرها لما كانت بتدى نصيحة بتقول كلام يضايق أو يجرح مشاعرى وعمرها مابتتكلم على حد من وراه ولا جابت سيرة حد بأى كلام وحش طوال سنوات عشرتى لها. والحقيقة صفاتها الرئيسية تخلتف عنى تماما هى دائما بشوشة وصبورة لأقصى درجة ولاتبدى أى أنفعال على الأطلاق مهما كانت تحت أى ضغط عصبى وتعرف تتحكم فى أنفعالاتها وتصرفاتها دائما حكيمة وأنا عكس كده تماما – هواياتنا مختلفة أختلاف كلى وجذرى يعنى هى بتحب الخياطة وأنا بكره الخياطة جدا ومن كتر شطارتها فى الخياطة هى الى خيطت لى فستان فرحى وهى كمان الى حضرت لى فرحى فى الأوتيل. أنا بحب قراءة الروايات والكتب التاريخية موت وهى مش بتقرأ غير مجلات البوردة علشان البترونات ومجلات وكتب الأكل والمكياج والفساتين وتعرف حياة الفنانين من الألف للياء معرفش أزاى. يمكن الحاجة الوحيدة الى مشتركين فيها غير أننا أعز اصحاب هى أننا أجوزاتنا عندهم القلب مع أن المفروض هم الى كانوا يجيبوا لنا القلب :) !!! وطبعا مش حأنسى أفكرها أن أنا السبب فى جوازها :)
سميحة دايما تقول على أنى شاطرة فى شغلى والحقيقة أنا بقيت شاطرة علشان هى كانت أستاذتى وهى الى علمتنى حاجات كتير فى الشغل أتعلمت منها النظام والدقة والحرفية فى الشغل وأنك أزاى تعمل شغلك بطريقة صح وكمان يعنى أيه تحب شغلك وتخلص له. لما كنا بنشتغل فى الأوتيل كان لسة الفاكس مش أختراع كان فيه تلكس طبعا محدش يوعى عليه غير أنا وهى :)  وكان فيه موظف مخصوص شغلته أنه يبعت التلكسات لأقسام الأوتيل كلها وسميحة كان بيبقى عندها كمية مهولة من التلكسات تتبعت كانت بتكتبها على الألة الكاتبة علشان الرجل يعرف يقرأ الخط ومايغلطتش فى نقل ولا كلمة وأقول لها يابنتى ماخطك حلو أكتبى التلكسات بأيدك ليه تضيعى وقتك كده تقول لى لا علشان يفهم المهم أنها لما كانت بتخد أجازة كنت بعمل زيها برضة وأكتب التلكسات على الألة الكاتبة.


أيام شغل الأوتيل ماكنش فيه حاجة أسمها أوفر تايم كان ممكن نقعد للساعة عشرة فى الشغل لما يكون فيه ضغط شغل وأفواج سياحية أو مواسم ومن النادر أننا كنا بنمشى الساعة خمسة ولومشينا خمسة كان بيتقال لنا هو أنتوا فاكرين نفسكوا شغالين فى حكومة. سميحة وضبت أفراح لناس كتير وناس مهمة جدا فى البلد لها تقلها أوى علشان هى كانت مسئولة الحفلات فى الفندق طلبات الناس الهاى كانت لها العجب وكانت بتعرف أزاى تتعامل مع الناس المتعجرفة وكمان الى معندهاش ذوق هى أستاذة فى فن التعامل مع الناس يعنى لا ترمى دبش فى كلامها ولاتقول كلمة تندم عليها وده بالطبع عكسى تماما. مفتكرش فيه يوم أتخانقنا سويا الحمدلله وحتى لما كنا بنتخانق كنا بنروق عالطول. كنا بنضحك لما مديرها يكلمها بالليل فى البيت ويسألها هى الزفة أتأخرت ليه كأنه ذنبها. ده غير التأخير الى كنا بنتأخره أيام الكريسماس والنيويرعلشان كنا بنطبع المنيوهات على أخر لحظة وبالصدفة أكتشفنا أن مكتبنا كان مبنى على مقبرة والناس الى فى الأوتيل كانت بتخاف تمشى فى الممر الى تحته بالليل والحمدلله نقلوا لنا المكتب بعد الأكتشاف المذهل ده.


سبت الشغل فى الأوتيل وبعدها بشوية هى كمان سابته وكل واحدة فينا راحت شغل غير التانى كنا بنشوف بعض من الوقت للتانى لغاية لما أتجمعنا فى شغل تانى فى شركة أدوية كنت بتسغرب النقلة من أنها كانت مسئولة ولها هيلمان وبعدين تغير الكارير بتاعها وتشتغل فى قسم كله مناقصات وعمليات أدوية بعد ماكانت بتحط مينوهات للأفراح ولمناسبات عديدة يعنى من أفراح وزغاريد وكوش وورد لأدوية وعينات ومناقصات وطلبيات والحقيقة كان الحال من بعضه لأنى رحت قسم عمرى ماكنت بفهم فيه ولا حتى سمعت عنه فى حياتى لغاية لمادخلته وهو الأى تى.


قعدنا سنين سويا فى الشركة 14 سنة ساعات ماكناش بنقدر نشوف بعض كل يوم بس كان كفاية أننا مع بعض فى نفس المكان بيننا ذكريات كتيرة حلوة ومضحكة مش ممكن تتنسى عايزلها كتاب علشان أحكيها كلها. سميحة عندها مقدرة على تخيل المواقف المفزعة بشكل بشع يعنى أحسن من ستفين كينج مرة كنا سويا فى رحلة لماجيك لاند أول مافتحت كنا رايحين بباص مخصوص مع أولادنا أنا ولدين وهى معاها بناتها العسل الأثنين وأبنها الصغير المهم بعد ماقضينا اليوم وأنبسطنا كان ميعاد الباص يجى يخدنا الساعة 7 بالليل الباص للساعة 8 مجاش 8 ونصف 9 وأيامها كانت المنطقة هناك صحراء جردااااء مافيهاش صريخ أبن يومين يعنى مافيش تاكسى حيعدى أبدا وهى عمالة تقول لى يالهوى لو طلعوا علينا حرامية وياريت بتقول يسرقونا وخلاص لا لازم تقول ويغتصبونا وبعدين يموتونا وبعدين يسرقونا ياحبييتى أهدى بس تعالى نروح نشوف أكيد فيه محطة أوتوبيس المهم لاقينا موقف ميكروباصات وطبعا العمال بتوع البارك واقفين يستنوا هم كمان الميكروباص وديه مش تسكت ايه ده حتركيبنا ميكروباص ياى ده الناس حتخطفنا وطبعا الناس سمعاها المهم الميكروباص جيه وكان رايح رمسيس قلت لها يلا نركب قالت لى الله وحننزل فين ياستى أركبى الساعة بقيت 9 ونصف وحاقولك تعملى أيه المهم الميكروباص طلع بيعدى من الجيزة وقلت لها أنزلى يلا وخدى تاكس وكلمينى لما توصلى البيت وهى بيتها فى العجوزة وانا بيتى فى مدينة نصر وقررت تانى يوم أنها تشتكى الشركة وبعتت جواب شكوى علشان الباص الى أتأخر وقعديت يجى شهر تقول لى بس لو كان طلع علينا حرامية ياستى ماخلاص روحنا وكله تمام تتغاظ :) وبعد كام سنة تفتكر الموضوع ده وتضحك. أحنا ممكن نفتكر مواقف كتيرة ونفضل نضحك عليها نفس الضحك الى ضحكناه أول مرة زى بالضبط لما تتفرج على أفلام زمان الحلوة الأبيض والأسود بتاعة عبد السلام النابلسى الى كل مرة لازم نضحك عليها لما تشوفها.


صحيح السنين عدت علينا بحلوها ومرها بس ماغيرتش حاجة فينا أنا وهى زى ماأحنا لسة أعز أصحاب حضرت حفلة تخرج بناتها السنة إلى فاتت ولسة فاكرة كأنه أمبارح أول مرة أشوف فيها اسماء بنتها وهى بيبى وإن شاءالله أحضر أفراحهما قريب وربنا يديم علينا نعمة الصداقة ديه لأخر يوم فى عمرنا. صيفنا سويا وسافرنا رحلة عمل سويا لتركيا وقعدنا سويا فى نفس الاوضة صحيح كنا بنتقابل قبل النوم علشان ظروف الشغل بس برضة كنا بنلاقى وقت نضحك ونهزر مرة لاقيتها بتصور السراير وهى ملعبكة وعليها كمية هدوم وحاجات مش متوضبة سألتها اشمعنا يعنى قالت لى علشان كل حاجة نصورها حتى الفوضى الى كانت بيننا فى الأوضة أنا كمان صورت الصورة ديه وهى عندى من 2005 بس أنا متأكدة أنه لسة محمضتش الفيلم لغاية دلوقتى :) مافيش مرة حد فينا سافر الا وكان جايب تذكار من البلد إلى كان فيها للتانى ولغاية دلوقت عندى أول لوحة صغيرة عن الصداقة كانت جايباهالى من بيروت فضلت متعلقة فى مكتبى لغاية لما مشيت من الشركة جبيتها علقتها عندى فى البيت فوق مكتبى.


صعب أنك تلاقى أنسانة بمواصفات سميحة فى الأيام ديه هى فعلا ملاك قلبها أبيض بفتة بيضاء بل ناصعة البياض ولايمكن أغفل ذكر برها بوالدتها ربنا يخليها لها. عيبها الوحيد أهمالها الشديد فى صحتها معرفش سببه أيه مرة رحت معاها للدكتور وبعدين الدكتور أتأخر قلت لها حأروح أنا لحسن مالقيش تاكسى وبعدين بعد ماشيت لقيتها بتكلمنى وتقول لى أنا روحت بعد ما كنا قعدنا أستنينا فى الدور ساعة ونصف وكان خلاص عليها الدور!! المهم أنها تحب تلعب دور الدكتور يعنى لو قلت لها أنا حاسة بمغص تقول لك عندك الزائدة لو عندك  صداع تقول لك روحى أكشفى لحسن يطلع ورم طيب ياحبيبتى ماتلعبى دور المنصح ده لنفسك وتروحى للدكتور والنبى ياسميحة آلهى يسعدك أبوس إيدك روحى للدكتور يوم الخميس ده.


<سميحة أحمد فؤاد > وحشتينى أوى بقالى شهرين ماشفتكيش من يوم ما رحنا زورنا أستاذ حمدى فى القصر العينى كل سنة وأنت طيبة ياأغلى وأعز صديقة ربنا يخليكى لى ويحفظك يارب لزوجك ولعائلتك الجميلة. كل سنة وأنت أغلى صديقة وأحلى أم وأرق زوجة ودايما صبورة وحمالة قاسية ربنا يحفظك يارب.

قلمى

الأحد، يونيو 12، 2011

أصدق وصف

أنا لا أعرف من كاتب تلك الكلمات لكنها وصلتنى عبر البريد الألكترونى وأراها أصدق تعبير لحالة الكلام التى أضحت بلا حدود ولا ضوابط ولا روابط ولا لها حتى صاحب   

جمعة الأصطباحة
يحكى ان زيد عدى على عبيد  وقاله " صباح الخير"  .. فوقف عبيد مبلم محتار مش عارف يرد يقوله إيه والا إيه .. وفجأه جري على اللاب توب بتاعه وقرر يعمل جروب عشان يشوف تعليقات ومقترحات الناس يمكن يلاقى رد مناسب على تحية زيد إللي هي " صباح الخير " !! ... بدءت الناس تشارك بتعليقاتها ومقترحاتها وخلال ساعتين كان إنضم للجروب حوالي 31 الف مشترك ( أم الفضا !! ).. عبيد ما صدقش نفسه من كتر المشاركات وإللي بالطبع كان منها تعليقات ساخره من عبيد ومن الموضوع نفسه وطبعاً مشاركات أخرى أكثر جديه وإيجابيه !! وإستمرت المشاركات الفعاله وخلال سبع ساعات صار العدد 69 ألف مشترك !! ومعها لقى عبيد إللي كان حط رقم موبايله ع الجروب سيل من المكالمات لعل أهمها كان من فريق إعداد برنامج العاشرة مساءً تطلب منه ان يحل ضيفا على البرنامج ليحكي للمشاهدين حكايته مع الفيس بوك والجروب الجديده إللي عملها .. طار عبيد فرحا بالدعوه وفط مسرعاً لدولاب الملابس عشان ينقي طقم يناسب حواره مع منى الشاذلي وظهوره في التليفزيون لأول مره بعد ان ورم بقه من بوس اللاعبين في البرامج الرياضيه بعد الماتشات زي الدبانه الغلسه .. وهو يحلم ويحلم بالقاء المنتظر تلقى مكالمة أخرى ليكون ضيفاَ على برنامج الحياة اليوم وبرنامج مصر النهارده وبرنامج الكوره مع شوبير وبرنامج أهل مصر وبرنامج المطبخ اللبناني على إحدى القنوات العربيه ولو حتى بمكالمه هاتفيه!! بدء التوتر يصيب عبيد مع توالي عدد المشاركات وزيادة عدد المشاركين لما يزيد عن مائة ألف !! .. وفي الموعد المحدد كان عبيد ضيفا عند الست منى ولكنه فوجئ بكوكبه من الضيوف من كبار رجالات الإعلام ومريديه موجودون لمشاركته في المناقشات وقرر فريق الإعداد ان يفتح الخط للمتصلين حتى يبدوا أرائهم في الموضوع إللي قالب البلد ...
بدء الست منى البرنامج كالعاده ب " اااا ... ممممم " إحكيلنا القصه يا عبيد بدأت إزاي ..وإيه هدفك من الحمله دي ... بدء عبيد يسرد القصه وبدءت معها سخونة المناقشه في الإزدياد وعندما وصل عبيد لذكر غايته من الحكايه كلها وهي إنه مش لاقي أنسب رد على زيد لما قاله " صباخ الخير " ... هنا إنفجر الشيخ السلفي الضيف في وجهه وطالبه بعدم الرد عليه أصلا لأن هذه التحيه ليست من الإسلام في شئ !! وبدء الشيخ يفند حكم الإسلام على زيد وهل هو مرتد عن المله وحابط عمله ام مذنب تجوز له العوده والتوبه !! وهنا تدخل الليبرالي المشهور في الحديث ليسكت الشيخ ويطالب عبيد بالرد ب " صباح الجود مورنينج " مثلاَ وأيده في ذلك العلماني واضف ولماذا لا يرد " بصباح البنجور" !! .. ومع إحتدام النقاش تدخلت الست منى وطلبت رأي احد اعضاء فريق إتلاف الثوره إللي أكد إن رأيهم هايكون معلن للجميع يوم الجمعه في التحرير وإللي قرروا يسموها " جمعة الإصطباحه "  حتى يعلن الشعب رأيه ويختار هل يكون الرد هو " صباح الفل "والا " صباح الجمال " والا " صباح القشطه ".. قاطع الجميع إتصال تليفوني من أحد الأطباء حيث إستبعد أن يكون الرد " صباح القشطه  " لخطورتها في زيادة نسبة الكوليسترول في الدم وإقترح الرد ب " صباحك لايت "....وإتصال أخر من واحد مسيحي يدعو لإعتصام مفتوح أمام ماسبيرو للضغط على المسلمين في الإعتراف ب " صباح الخير " كتحية رسميه للبلاد بعيداً عن الماده 2 من الدستور ... وإتصال من واحد منفعل جدا يرجع هذا الإختلاف لذيول الحزب الوطني وإستشهد ببرنامج " صباح الخير يا مصر !! " ..... طلعت الست منى لفاصل عاد الجميع معها بإتصال لمحامي الإخوان الشهير يقسم بالله إن الجماعه مش هتشارك في مظاهرات" جمعة الإصطباحه"  ويقسم بالله ان رد " عمت صباحاً " هو الحل لهذه المعضله قبل أن يقسم بالله انه هاينهي المكالمه .. توالت الإتصالات من المشاهدين لعل أبرزها من أحد المسئولين الكبار والذي أكد على وحدة الصف وعدم الإنشقاق والسير وراء دعاوى الفرقه في إختيار الرد المناسب.. وكذلك إتصال من ربة منزل إقترحت " يسعد صباحك " .. ومن أحد الأمهات الفاضلات إللي قالت في مكالمتها كلمه واحده وهى " إتوكسووووا "!!... بدى الذهول الشديد على وجه عبيد الذي لم يجد رداَ واحداَ ووجد نفسه محاطاَ بسيل من المقترحات والإتهامات والإهانات أحياناَ ... إنتهت الحلقه مع تصميم كل مشارك فيها على رأيه وتشبثه الشديد به لحد التطاول على الأخرين أحيانا ومع إنقسام المشاركين على النت ما بين مؤيد ومعارض وساخط وناقم ولاعن وغير مهتم و..... وبعد أنتهاء البرنامج تواعد الجميع على اللقاء غدا في برنامج أخر ليواصلوا عرض وجهات نظرهم ويعيدوا نفس الكلام هو هو تاني وإستعراض الطبعات الأولى من الصحف والمجلات والتي بالطبع إتخذ هذا الموضوع القسط الأكبر من مقالاتها وتقاريرها... وبينما كان عبيد عائداً لبيته مهوماً مثقلاً بيوم طويل من الصراعات .. مر عليه زيد وقال له .. مساء الخير !!!!

الأحد، يونيو 05، 2011

الورد ليس بورطة



http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=296052

أتابع كتابات د\أيمن الجندى فى المصرى اليوم منذ فترة ومقالاته مميزة خاصة الرومانسية منها التى تلمس شغاف القلب كما أن أسلوبه سلس وبسيط يروق لى بشدة.

وقد أصابنى مقاله المطروح هنا (أعلاه) بصدمة فى نهايته فلم أتوقع تلك النهاية فأنا لست من هواة الأنهزامية - أنا أيضا أحب الزهور فى كل أوقاتها ودائما ماكنت أتوق أن يمنحنى رجلا باقة من الورود فى مرحلة الشباب ولكنى لم أتلقى سوى زهورا أثناء مرضى أو لترقية عمل :) على مدار سنوات عمرى. وكانت لى جارة تمنحنى ورودا فى عيد ميلادى فقد كانت تعرف عشقى للورود فلم تكن تبخل على بها كلما جاءت مناسبة ما لتمنحينى أياها، وبعد أن رحلت عن منطقتنا أصبحت أفتقد باقات زهورها.

ومن شهور قليلة إلتحقت بعمل فى شركة صغيرة أسسها مديرى من مجال عملى السابق ووجدته متفق مع صاحبة محل للزهور يقع خلف المبنى الذى فيه شركتنا لتحضر زهورا للمكتب كل يوم أحد وثلاثاء ليكون على مكاتبنا جميعا باقة من الزهور الصغيرة تضفى لمسة من البهجة على المكان وعلى عقولنا وروحنا فى نفس الوقت. ولأنى أحب الزهور فقد وجدتها أنا أيضا فرصة سانحة بأن أقوم بشراء باقة زهور صغيرة مرة كل أسبوع لأضعها فى منزلى حيث أن محل الزهور قريب جدا من مكان العمل كما أن العامل يحضرها لى قبل موعد الأنصراف.

وفى البداية كنت أشعر بنفس هذا الشعور البغيض الذى راود صاحب المقال وكنت أشعر بأن الجميع ينظرون إلى ويهمسون أنظروا لتلك العجوز الخرقاء ذات الخمسين عاما تحمل باقة من الزهور وكنت أيضا ألمح نفس النظرات الساخرة أو ربما الحاقدة بأن سيدة فى سنى تحمل باقة من الزهور ولم أسلم من سخرية زوجى وأولادى بالطبع، فى البداية كنت أشعر بغضب شديد من تهكمهم الا أننى مع الوقت أعتدت الا أبالى لسخريتهم فتوقفوا جميعا.

أشعر بسعادة بالغة وأنا أحمل تلك الباقة أسبوعيا منذ ست شهور الآن، وأضعها بنفسى فى المزهرية لتضفى على المكان الذى نجلس فيه جمالا هادئا بألوان شتى أحيانا مزيجا من الأبيض مع  الأحمر أو البنفسجى مع الأوراق الخضراء وتحمل لنا أحيانا نسمات الهواء رائحة عطرة حين يكون للزهور عطرا.

 أن شراء الزهور ليس بال رائق أو نقود فائضة عن الحاجة بل هى لتحقيق قدرا من السعادة النفسية الداخلية التى لن يمنحها لك شخصا آخر سواك، أحيانا اشياء بسيطة وصغيرة للغاية لن تكلفنا سوى جنيهات قليلة ستضفى علينا هدوء نفسى بالغ يمنحنا بعضا من السكينة فى ظل التوتر والحدة التى نعيشها ليلا ونهارا.


 ليس المطلوب أن نواجه البشع والقبح بقبح وبشاعة مماثلة، على العكس علينا أن نرتقى بالنفس وأن تعتاد العيون على الجمال وتتوق إليه وأن نكف عن السخرية من الأشياء الجميلة وأن نتوقف عن إصدار الأحكام الغبية على الأخرين والتهكم على تصرفاتهم وإطلاق النكات الجارحة على ما يحبون من أشياء.

ألا تتفقون معى أنه آن الأوان لذلك؟

قلمى

الجمعة، يونيو 03، 2011

قصة أعجبتنى : درسُ المحبة فى «صندوق خشب»

حدث هذا فى مصر سيارة «بيك أب» تسير فى إحدى صحارى مصر المنعزلة، تبتعد عن القاهرة مسافة سبع ساعات. يستمع سائقُها عبر الراديو إلى أغنية عُليّا: «مطلوب من كل مصرى/ من كل مصرية/ ..../ منقولش إيه اديتنا مصر/ نقول هاندى إيه لمصر/ يا حبايب مصر»، فيردد السائقُ، الكلمةَ الشريفة الأخيرة: «مصر، مصر، مصر».

وفجأة، ينقطع البثُّ ليتداخل صوتُ المذيعة تنقل آخر الأنباء. «أفاد مصدرٌ مسؤول أن عدد الضحايا والمصابين من جرّاء التفجير الإرهابى الذى وقع عصر اليوم، بلغ نحو ثلاثين قتيلاً، ومائة جريح، استقبلتهم مستشفياتنا فى حالة حرجة»، فيهتف السائقُ: «هىّ ناقصة؟! همّا يفجروا واحنا يتخرب بيت أهالينا، يا ساتر يا رب، ارحمنا يا رحيم!» ثم يشاهد شابًّا يهرول حاملاً على ذراعيه جريحًا ينزف. يتوقف السائق ويترجّل من السيارة لينجد الملهوف، وينطلقوا إلى المستشفى فى محاولة لإنقاذ المحتضر. السائق يثرثر كثيرًا منتقدًا يدَ الإرهاب، فى محاولة لطمأنة الشاب على صديقه الجريح.

والشاب صامتٌ ملهوف على الجسد النازف يحمله بين ذراعيه. وداخل أروقة المستشفى التى تموج بالجرحى والممرضات هنا وهناك، يرنُّ فى قلوبنا صوتُ الناى الحزين، كأنما هو صوت مصر. على باب غرفة العمليات، يهمسُ الجريحُ لصديقه بكلمة لا نسمعها، قبل أن تغيم عيناه فى غيبوبة الموت. بعد برهة يخرج الطبيبُ قائلا: «البقاء لله، حضرتك أخوه؟» فيومئ الشابُّ: أنْ لا. فيردف الطبيب: «المستشفى كما ترى فى حال طوارئ، سأنتظرك نصف ساعة لتجلب صندوقًا خشبيًّا، بدل التورط فى روتين الإجراءات». يقترح عليه السائق أن يمضيا لحال سبيلهما، ويخبرا أهله فى مصر ليتسلموه فى الصباح. فيرفض الصديق فى حسم، قائلا بين دموعه: «هانصلى عليه الفجر فى مصر!» فينبهه السائق أن مصر بعيدة جدًّا!
فيصرُّ الشابُّ ويمضى باحثًا عن صندوق. فيلحقه السائق وقد تحركت شهامته، قائلاً: «استنى، انت مش أجدع منى». ويمضيا فى صحراء مصر باحثين عن صندوق يوارى الجسد المغدور، ولكن أين يجدان ضالتهما فى هذا العراء المترامى؟! يشير الصديق إلى دير ناء، فيتوقف السائقُ شبه رافض، قائلا: «إيه بس اللى يجيبنا عند الجماعة دول؟!» يدخل الصديق، يتبادل كلمات قليلة مع راعى الدير، الذى يأمر له فورًا بصندوق موتى مزيّن بالصلبان. يرفض السائق أن تحمل سيارته رمزًا مسيحيًّا!

الصديق، منصرفًا عن كل هذا، يأتى بمفكّ ويبدأ فى نزع الصلبان عن النعش الذى سيحمل جسد صديقه المسلم، ما يثير غضب أحد خدّام الكنيسة، فيقول للقس: «إزاى يسمح لنفسه يعمل كده!؟ مش كفاية ساعدناه! اسمح لى أروح أوقفه عند حدّه!» فيوقفه الراعى بإشارة من يده. وبعد نزع الصلبان، تنطلق السيارة إلى المستشفى، لتحمل الجثمان، وتتوجه لمصر. وقد أصر الصديق على الجلوس جوار النعش، بدل الجلوس جوار السائق فى الكابينة. وتُصلّى على الميت صلاةُ الفجر فى مسجد العاصمة.
بعد الصلاة سنعرف بعض الأسرار. الكلمةُ التى همس بها المحتضرُ لصديقه: «صلوا علىّ الفجرَ بمصر». كانت وصيةً إذن! أما الصديق الوفى الذى نزع «بيديه» الصلبانَ من النعش، احترامًا لصديقه الميت، فهو مسيحىٌّ مؤمن! ها هو الآن يرفع رأسه للسماء ويرسم شارةَ الصليب على صدره، داعيًا لصاحبه بالرحمة والدموع تطفر من عينيه، بعدما نفّذ الوصية. وأما السائق فيقف مبهوتًا غير مصدق هول الموقف، وقوة المحبة ورقىّ معدن هذا الشعب العظيم، لولا المضلِّلين الذين يخرّبون نسيجه بمعرفة دول النفط وسموم الصحراء. خشبُ الصندوق المنزوعُ من أشجار مصر، لا يعرف التمييز بين الأجساد التى يحملها إلى مثواها الأخير. يحتضن المسيحىَّ ويحتضن المسلمَ. يحتضن المصرىَّ. ليتنا نتعلّم من خشب الأشجار هذا الدرس الرفيع!

لا يحدث هذا إلا فى مصر. البلد الثرىّ بأقباطه مسلمين ومسيحيين. فالخيال مربوط دائمًا بخيط الواقع. هذا الفيلم المُلهِم الجميل: «صندوق خشب»، أخرجه طلابُ كلية الإعلام، جامعة القاهرة، عام ٢٠٠٩، استلهامًا من قصة حقيقية، حدثت بالفعل، فقط، فى مصر.\

 المصدر : المصرى اليوم بقلم فاطمة ناعوت 3\6\2011
  http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=299025


أنا دورت على لينك الفيلم ووضعت اللينك للذى يرغب فى مشاهدته
http://www.youtube.com/watch?v=ZwSfvweUH04