الجمعة، سبتمبر 30، 2011

نساء نوبل – "السلام" - 2 \12

«لماذا يكون صنع السلام أصعب من خوض الحرب؟»، لأن صنعه ومن ثم المحافظة عليه يتطلبان الشجاعة، ويفترضان «اختبار مقاربات جديدة والتمتع بشخصية مدنية محببة»

والأميريكية جين آدمز(Jane Addams 1860-1935‏) واحدة من اثنا عشرة امرأة دافعن عن حقوق الانسان بشجاعة ومثابرة، فكوفئن بجائزة نوبل للسلام بسبب التزامهن بهذه القضية. نساء ناضلن في سبيل الحقيقة، والعدالة، والأمل، والاصلاح.


هي ثانية أمرأة تنال جائزة نوبل للسلام عام 1931 وقد حصلت عليها مناصفة مع نيكولاس موراي باتلر.

وقد فازت بها مكافأة عن ابحاثها الطويلة فى مجال "البديل الأخلاقى للحرب"‘  وقد أعتبر تكريمها تكريماً للأتحاد الدولى للمرأة من أجل السلام والحرية الذى أُسس عام 1919 وكانت أول رئيسة له ، كما ظلت ترأسه حتى توفيت.



ولدت جين فى سيدارفيل بولاية إلينوى، وكان أبوها من الأثرياء، كما كان زعيماً سياسياً وعمل مدة ستة عشر عاما كسيناتور وعضو مجلس الشيوخ وشارك فى الحرب الأهلية، وكان صديقا للرئيس الأميركى إبراهام لينكولن.

وكانت جين فى بداية حياتها تعانى من عيب خلقة فى العمود الفقرى نال من قوتها الجسدية فى الصغر وجعلها تعانى الوهن طوال حياتها، الا انها عولجت منه بعد ذلك.

فى عام 1881، تخرجت جين فى ثانوية روكفورد للإناث، ثم بدأت خلال الست سنوات التالية فى دارسة الطب، لكنها تركته بسبب ضعف حالتها الصحية واحتجازها بالمستشفى عدة مرات. ثم سافرت إلى أوروبا حيث قضت 21 شهرا فى القراءة ودراسة خططها المستقبلية. وعندما أصبحت فى السابعة والعشرين من عمرها قامت هى وصديقتها إلين ستار بزيارة أحد المساكن الحكومية فى شيكاغو التى تمنح مجاناً للفقراء. وفى عام 1889، ساهمت جين وصديقتها فى تأجير منزل أخر مشابه ثم اتجهت الصديقتان بعد ذلك وجهة أجتماعية ومدنية وساهمتا فى إنشاء وادارة المعاهد التربوية والتعليمية، والشركات التى تجمع روؤس أموالها من التبرعات.

ومنذ إعلان قيام الحرب عام 1914، حرصت جين على تكريس طاقتها ووقتها من أجل السلام. وفى يناير 1915، تم أختيارها رئيسة لحزب السلام الأميريكى للنساء وفى أبريل من نفس العام, أختيرت لرئاسة مجلس النساء للسلام ورغم ذلك، لم تتمكن جين من الحصول على عرض من قبل الرئيس ويسلن بشأن القيام بوساطة بين الدول المتحاربة، فتعرضت جين لتجربة قاسية عندما أبدت موقفها الرافض دخول بلادها الحرب فى ابريل عام 1917، وأصطدمت بهجوم الآراء المحافظة عليها مثل اراء جماعة "بنات الثورة" و"الرابطة الأميريكية"، كما قوبلت أراؤها بسوء فهم من قبل أصدقائها المقربين.

ولكن الموقف تغير تماماً مع بداية العشرينات، وصارت تعامل معاملة القديسات، وتقارن بالرئيس الأميركى لينوكلن وأخذت مكانتها تزداد رفعة وأكتسبت شهرة دولية بعد رحلاتها المتعددة، وبصفة خاصة، رحلتها عام 1923 حول العالم التى حققت لها من المزيد من الأنتصارات الدولية.

وبالأضافة إلى مجهوداتها لدفع السلام، كانت جين آدامز دائما رمزاً للعدالة الأجتماعية، والجهود المبذولة لتحقيقها فى الولايات المتحدة فهى التى أسست حركة التكافل الأجتماعى.

وفى منزل هال هاوس الذى أسسته فى شيكاغو، ومنزل (هنرى ستريت) فى نيويورك قدمت جين آدامز العديد من الأعمال الأجتماعية الخيرية، كالتربية والتعليم واعادة التأهيل، وغيرها من الأعمال التى هدفت لتغيير حياة الفقراء وتحسينها. وقد شملت جهودها الفقراء ماديا والتصدى لقضية عمل الأطفال، واتاحة الفرص لهم للوقاية من مختلف الأمراض.

كانت جين تؤمن إيمانًا قويًا بضرورة البحث عن أسباب الفقر والجريمة، وأهمية المستخدمين الاجتماعيين المدرَّبين، بالإضافة إلى العمل الاجتماعي للضغط من أجل تحقيق الإصلاحات. لذا فقد كونت بخبرتها المعهودة مجموعات مدنية للضغط على الهيئات التشريعية وكبار المسؤولين. ومن ضمن الإصلاحات التي تمت في الولايات المتحدة والتي تُعزى كثيرًا لجهودها، القانون الأول الذي حدد ثماني ساعات عمل في اليوم للنساء العاملات، كذلك أول قانون تصدره الدولة يختص بتشغيل الأطفال. بالإضافة إلى الإصلاح السكني وأول محكمة للأحداث.

كتبت آدمز وألقت كثيرا من المحاضرات عن تشكيلة واسعة من المشاكل الاجتماعية، اشتملت على تشغيل الأطفال والصحة العامة وتخفيف البطالة، وكذلك الضمان الاجتماعي.

انعكس تنوع اهتمامات جين آدمز في كتبها التي منها: الديمقراطية والأخلاق الاجتماعية (1902)؛ روح الشباب وشوارع المدينة (1909)؛ عشرون عاما في دار هَلْ (1910)؛ النساء في لاهاي (1915)؛ أحدث مفاهيم السلام (1915)؛ السَّلم والخبز وقت الحرب (1922).





لتحميل كتاب الديمقراطية والأخلاق الاجتماعية باللغة الأنجيليزية


 
وعندما نالت جين جائزة نوبل، كانت حركة مقاومة الحروب والتصدى لها قد بلغت أوجها. وفى عام 1930، أخذت زمام المبادرة لجمع أصوات النساء للمطالبة بوقف الحروب وإيصالها إلى رؤساء الدول وقد ظلت تساند جميع الجهود النسائية الدولية الموالية للسلام حتى وفاتها عام 1935.

من أقوالها المأثورة

Nothing could be worse than the fear that one had given up too soon and left one unexpended effort which might have saved the world.







و تمنح جائزة لأفضل كتاب أطفال بأسم جائزة جين أدامز لكتب الأطفال وهى تمنح سنوياً منذ عام 1953 من مؤسسة جين أدامز والأنحاد النسائى للسلام والحرية.


منقول بتصرف من كتيب نساء نوبل 29 امرأة فى قمة المجد إصدار عام 2000- المعلومات المتوفرة عن جين آدمز باللغة العربية قليلة
يتبع ......

الأربعاء، سبتمبر 28، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 12 (الأخيرة)


اليوم نتحدث عن الفائزة رقم 12 بجائزة نوبل للأداب وتعد هيرتا مولر الأخيرة فى هذه السلسلة – تفصلنا أيام قلائل عن الدورة الجديدة لتوزيع الجوائز التى ربما تحمل لنا سيدة أخرى فى هذا المجال. ومن المعروف أن عدد الحاصلين على جائزة نوبل للأداب منذ عام 1901 وحتى 2010 هو (107) من بينهم 12 سيدة.


وقد فازت الكاتبة الالمانية من أصول رومانية هيرتا مولر Herta Muller بجائزة نوبل للاداب للعام 2009 لاعمالها المستوحاة من حياتها في ظل ديكتاتورية نيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا ،ولقدرتها على تصوير "حياة المحرومين". وقالت لجنة الحكام ان مولر (56 عاما وقتها) هي كاتبة "عكست حياة المحرومين بتركيز الشعر وصراحة النثر".



ولدت مولر في 17 اب/اغسطس 1953 في غرب رومانيا لوالدين من اقلية تتحدث الالمانية. وكان والدها في الحرس الخاص النازي خلال الحرب العالمية الثانية وقام الشيوعيون الرومانيون بترحيل والدتها الى معسكر اعتقال في الاتحاد السوفياتي بعد الحرب.


وطردت مولر من اول عمل لها كمترجمة بعد ان رفضت العمل لحساب الشرطة الخاصة التابعة للديكتاتور السابق نيكولاي تشاوشيسكو.
 

وقررت تكريس حياتها للادب وعكست كتابات مولر الحياة اليومية الكئيبة في ظل نظام تشاوشيسكو القمعي والمعاملة القاسية للرومانيين الالمان. كما شكل الفساد وعدم التسامح والاضطهاد افكارا رئيسية في كتاباتها.


ومن بين اشهر رواياتها "جواز السفر" التي نشرت العام 1986 في المانيا وترجمت في العام 1989، و"الموعد" التي نشرت العام 2001 وتصف القلق الذي تعيشه امرأة بعد ان استدعتها مديرية امن الدولة.

ووصفت مولر الديكتاتور الروماني السابق تشاوشيسكو في مقال نشرته صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" العام 2007 بانه "محدث نعمة يستخدم الصنابير وادوات الطعام المصنوعة من الذهب كما ان لديه ضعفا خاصا تجاه القصور". وقالت ان رومانيا اصيبت "بفقدان الذاكرة الجماعي" لماضيها القمعي.

وقالت ان سكان رومانيا "يتظاهرون بان ذلك الماضي اختفى، ان البلاد جميعها مصابة بفقدان الذاكرة الجماعي"، واضافت "ان (رومانيا) كانت مأوى لاعتى الطغاة في شرق اوروبا واكثرهم شرا بعد ستالين، خلق (تشاوشيسكو) لنفسه صور بطل توازي ما يحدث في كوريا الشمالية".

أعمالها:

منخفضات (مجموعة قصصية) - سنة النشر: 1984 ألمانيا (نشرت للمرة الأولى في رومانيا عام 1982 بعد حذف العديد من الفقرات بها من قبل الرقابة الرومانية) وهى أقرب لسيرتها الذاتية، حيث تصف فيها طفولتها فى عائلة ألمانية فى رومانيا. ووصفت مولر الألمان فى هذا الكتاب بأنهم أقلية منعزلة وغير متحضرة، كما وصفت العنف وإدمان الخمور كأحد مشاكل تلك الأقلية، واتهمت الأقلية بأنها حتى بعد انتهاء الحرب لم تتخلص من فكرها الفاشى مثلما فعل الألمان داخل ألمانيا. وكانت مولر تقصد بالتحديد والدها الذى كان نازيا متعصبا وكان عضوا فى القوات الخاصة المقربة من هتلر. كما تطرقت للمجتمع الرومانى وقسوته واضطهاده للأقليات. ولكن تم نشر الكتاب بعد أن حذفت الرقابة الرومانية كل الأجزاء التى تدين المجتمع الرومانى.

ثم نشر الكتاب لأول مرة بالألمانية عام 1984 فى نسخته الأصلية مما عرض مولر للاضطهاد الشديد والمضايقات المستمرة من قبل أجهزة الأمن الرومانية، حتى هربت عام 1987 إلى ألمانيا وعملت أستاذة زائرة بجامعات ألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة

رواية (1982) - سنة النشر 1984

جواز السفر - سنة النشر 1986

الترحال على ساق واحدة - سنة النشر 1989

الشيطان منعكسًا في المرآة - سنة النشر 1991

الثعلب هو بالفعل الصياد - سنة النشر 1992

البطاطا الساخنة هي السرير الدافئ - سنة النشر 1992

الجوع والحرير (مقالات) - سنة النشر 1995

الموعد - سنة النشر 2001

الملك يركع ويُقتل - سنة النشر 2003

الرجال الشاحبون وفناجين القهوة - سنة النشر 2009

أرجوحة النفس - سنة النشر 2009 وهى الرواية الوحيدة المترجمة لها باللغة العربية والتى قام مشروع "كلمة" للترجمة - هيئة أبوظبي للثقافة والتراث- بترجمتها وتتناول «أرجوحة النفس» قضية قمع الرومانيين الألمان إبان فترة الحكم الستاليني في أوربا الشرقية. فبعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية واحتلال الجيش الأحمر لرومانيا صدرت الأوامر بإيداع جميع الرومانيين من أصل ألماني بين سن السابعة عشرة والخامسة والأربعين معسكرات العمل القسري. فقد رأى الاتحاد السوفيتي حينها أن على هؤلاء الألمان المشاركة في إعادة بناء ما دمرته ألمانيا النازية.


وقد ترجمت أعمالها لأكثر من عشرين لغة وقد حصلت على العديد من الجوائز.

لم يكن أشد الألمان تفاؤلا يتوقع فوز "هيرتا مولر" بجائزة نوبل للآداب، فهى وإن كانت كاتبة لها وزنها فى المجال الأدبى، لكنها لم تكن تنتمى لأدباء الصف الأول فى ألمانيا حتى صدرت روايتها الأخيرة "أرجوحة النفس"، التى أعادتها للصدارة مرة أخرى.

أضف إلى ذلك أن هيرتا مولر كرست كل أعمالها تقريبا لمواضيع تتعلق بالأقلية الألمانية فى رومانيا وحياتها تحت دكتاتورية الحكم السوفيتى. وهو موضوع لا يحظى باهتمام كبير داخل ألمانيا، ناهيك عن الاهتمام العالمى.

فالقارئ العالمى حين يقرأ روايات تغوص فى التاريخ الألمانى فإنه يفضل أعمالا ترصد الفترة النازية وجرائمها، مثل أعمال "جونتر جراس"، ولكن هيرتا مولر قررت رصد التاريخ الآخر لألمانيا الذى يصور الألمان كضحايا لدكتاتورية أخرى.

هيرتا مولر تعيش اليوم ببرلين وأصبحت عضوا فى أكاديمية اللغة الألمانية.

تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال - تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل" < السلسلة القادمة نساء نوبل الحاصلات على جائزة السلام

الثلاثاء، سبتمبر 27، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 11



فازت الروائية البريطانية دوريس ليسنغ بجائزة نوبل للأدب للعام 2007 بعد مسيرة حافلة من العطاء الأدبي والفكري الغزير وبهذا تصبح ليسينغ المرأة الحادية عشرة التي تفوز بجائزة نوبل للآداب.


 
وقدحصلت الكاتبة على الجائزة لقدرتها الإبداعية في رحلتها الروائية التي بدأتها في بداية الخمسينات من القرن الماضي، وأنجزت ما يزيد عن خمسين عملاً روائياً ترجمت خلالها خطها الفكري والأخلاقي . والمتتبع لأعمال دوريس ليسنغ يجد انها تتنوع في مواضيعها، فمن المواضيع العاطفية الى قصص الخيال العلمي . وكدلك لها اعمال مسرحية عديدة .

ووصفت الأكاديمية المؤلفة البريطانية بأنها "شاعرة ملحمية للتجربة النسائية أمعنت النظر في حضارة منقسمة، مستخدمةً الشك وقوة الرؤية والتوقد". وتميَّز فوزها بالجائزة بما يشبه الإجماع على جدارتها بها، فلم يثر أي لغط أو تساؤل من أي نوع كان.

وتعد الروائية البريطانية دوريس ليسنغ واحدة من أهم الشخصيات الأدبية بعد الحرب العالمية الثانية التي تميزت بغزارة عطائها الأدبي والروائي ساهمت كتابتها في إغناء المكتبة العالمية. وولدت ليسنغ في 22 أكتوبر عام 1919 في إيران حيث كان والدها يعمل كضابط في الجيش البريطاني وأمضت طفولتها في إحدى المزارع الكبيرة في زمبابوي قبل أن تنتقل إلى بريطانيا موطن والديها عام 1949. تركت مقاعد الدراسة في وقت مبكر منذ أن كانت في سن الرابعة عشر وعكفت على دراسة الأوروبي والأمريكي في القرن التاسع عشر.

اشتهرت الكاتبة البريطانية خلال مسيرتها الفكرية والأدبية بنضالها ضد المظالم والاستعمار والتمييز العنصري كما عُرفت بأفكارها المؤيدة لحقوق المرأة وهي مواضيع تناولتها بأسلوب يمزج بين الواقعية الاجتماعية و الإبداع الخيالي. ومع صدور روايتها "المفكرة الذهبية" 1962 تحولت ليسينغ إلى أيقونة الحركات النسائية رغم أنها لم تنتمي يوما من الأيام إلى تلك الحركات.

الأّ انها في مناسبات عديدة تؤكد على انها ترفض رفضاً باتاً أي شكل من أشكال الأدلجة، ولذا فإنها ضد ان يصنف أدبها في إطار الأدب النسوي أوفي إطار النظريات السياسية الجامدة، رغم انها كانت قد انتمت للحزب الشيوعي قبل عام 1956، ومع انها غادرته بعد هذا التاريخ الأ ان اعمالها بقيت تصب في مجرى الأدب السياسي وتحمل الطابع الأخلاقي الإنساني.

اعمالها غالبا ما تكون مستوحاة من تجربتها الشخصية التي تقول عنها أفاجأ دائما بما اكتشفه في داخلي كما اثرت نشأتها في افريقيا ونضالها السياسي والنسائي علي اعمالها.

كتابها الاكثر شهرة المفكرة الذهبية (ذي غولدن نوتبوك، 1962) يروي قصة روائية ناجحة تكتب مذكراتها علي اربع مفكرات مختلفة: واحدة سوداء لعملها الادبي واخري حمراء لانشطتها السياسية وزرقاء تحاول فيها ايجاد الحقيقة عبر التحليل النفسي وصفراء لحياتها الخاصة. وحين تفتح المفكرة الخامسة وهي المفكرة الذهبية التي ستتضمن كل سيرة حياتها، لم يسعها سوي ان تعهد بها الي حبيبها.

طفولتها المشتتة بين عدة قارات كانت مصدر الهام ملحمتها الادبية (اولاد العنف) التي صدرت بين عامي 1952 و1969 في خمسة اجزاء وهي تشبه شخصية بطلتها الروائية مارتا كويست الي حد كبير. ومن انجح اعمالها Going Home(1957) الذي تندد فيه بالتمييز العنصري في جنوب افريقيا و The Good Terrorist (الارهابية الصالحة 1985) حول مجموعة من الشبان الثوريين من اليسار.

اتهم النقاد ليسنغ بالمبالغة في مساندة تحرر المرأة حتى وصْفِها بـ عدم الأنوثة . الأمر الذي ردت عليه الأديبة بالقول: يبدو أن ما تقوله النساء وما يعانينه وما يخضعن له كان مفاجأة للبعض . وفي الواقع فإن ليسنغ وإن كانت قد دفعت بوجوب إعطاء المرأة حقوقها حتى الحد الأقصى, فإنها لم تتخطَّ الخط الأحمر. بل العكس، فقد حذرت من تخطيه. ففي آخر أعمالها الروائية الصدع ، تحذر الكاتبة النساء من دفع المطالبة بحقوقهن إلى مستوى استعداء الرجال لأن هذا العداء خطر محتمل فعلاً.

وإضافة إلى الأعمال الروائية, كتبت دوريس عدداً من الكتب عن القطط، حبها منذ الطفولة، ومذكراتها حتى العام 1949م بعنوان: تحت جلدي الذي حازت عليه جائزة جيمس تايت سنة 1995م.

منحتها جامعة هارفرد دكتوراه فخرية عام 1995 وقد منحتها ملكة بريطانيا لقب رفيقة شرف ، بعدما رفضت دوريس لقب سيدة الإمبراطورية البريطانية لأنه لم يعد هناك من إمبراطورية بريطانية على قولها. وحازت في العام 2001م جائزة أمير استورياس أرفع جائزة أدبية في إسبانيا وغير ذلك الكثير، وصولاً إلى جائزة نوبل، التي ما من جائزة بعدها.

دوريس ليسنغ دون تضخيم هي أعظم كاتبة بالانجليزية لا تزال علي قيد الحياة، فرغم كبر سنها، إلا أنها لا تزال تكتب وتصدر لها الرواية تلو الأخرى، فالكتابة هي الحياة لها، وذلك علي حد وصفها، ولأنها متفردة وسابقة لعصرها دوما في كتاباتها منذ قرابة ثلاثين عاما أو أكثر، كان النقاد وكبار الأدباء ينتظرون سنويًا تكريمها بمنحها جائزة نوبل في الآداب، ولكن مع مرور الأيام وقلة توهجها بحكم التقدم في السن، اعتقد الجميع أنها علي قائمة المحرومين لأسباب سياسية، حتي جاءت جائزة الآداب لعام 2007.

تصدر الأعمال الروائية والقصصية للكاتبة البريطانية دوريس ليسنغ مترجمة الى العربية عن الدار العربية للعلوم - ناشرون التي حصلت على حقوق النشر من الكاتبة بموجب اتفاق تمّ بينهما. وقد صدر من أعمال ليسنغ حتى الآن: «الأنثى»، «الحلم الجميل»، «الجدتان»، «مذكرات مَن نجا»... ويصدر في السلسلة «الفرد وإميلي»، «قصص قصيرة» وسواهما. واللافت أن الدار شاءت أن يتولى ترجمة هذه الأعمال مترجم واحد هو الأكاديمي العراقي محمد درويش.



إنها اليوم عجوز في حوالى الثانية والتسعين من عمرها، تعيش في إحدى ضواحي لندن، وتستأنس في وحدتها بقطتين تشاركانها المسكن.


 
وللإطلاع على قائمة أعمالها:

http://en.wikipedia.org/wiki/Doris_Lessing

وأنصح كل من يحبون القراءة الا يفوتوا فرصة قراءة أعمالها بل وأقتنائها.

لتحميل بعض أعمالها باللغة الإنجليزية
http://freebooksnet.blogspot.com/2010/10/doris-lessing-collection-free-download.html


تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال - تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل

السبت، سبتمبر 24، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 10



الفريدي يلينيك (بالألمانية: Elfriede Jelinek) هي روائية وكاتبة مسرحية نمساوية ولدت في مقاطعة ميورزيشلا في جنوب النمسا يوم 20 أكتوبر 1946. تحصلت على تعليم ديني في المدرسة الكاثوليكية، وبدأت في العام 1960 دراستها الموسيقية فتعلمت العزف على عدة آلات موسيقية: الاورغن، كالمزمار والقيثار والكمان وغيرها، ومن ثم واصلت دراستها في التأليف الموسيقي في معهد فيينا للموسيقى ودرست كذلك تاريخ الفن وعلم المسرح إلى جانب دراساتها الموسيقية.في عام 1967 بدأت يلينيك بنشر أعمالها الإبداعية التي أبرزتها ككاتبة ومحرضة سياسية وفي عام 1974 انتمت الكاتبة إلى الحزب الشيوعي النمساوي ولكنها خرجت منه عام 1991.

المواضيع التي تتناولها الكاتبة في كتاباتها جعلت من الفريدي ايلينيك كاتبة مدافعة عن حرية المرأة، حيث اشارت في اكثر مناسبة الى ان اضطهاد المرأة لا يشكل سوى جانب واحد من جوانب الاضطهاد في المجتمع الحديث.

وتركز في معظم أعمالها على الجنسية الأنثوية وعلاقات المرأة بالرجل وحروبهما الجنسية ضمن مشاهد اغتصاب والاستغلال السادي للجسد. وتقوم بتشريح هذه العلاقات بلغة خلاعية وفضائحية خصوصا في روايتها "شهوة". شخصياتها الأنثويّة ضحايا مسؤولة عن انهيارها لأنهها متواطئة مع الجلاد، مع المنطق الذكوري، وكليشيهات الحريّة الزائفة في مجتمع قائم على لعبة الاستغلال.

ويصنف النقاد الاعمال الادبية لألفريدى على انها مزيج من الاشكال التقليدية والحديثة في الادب، ومن خلال ذلك تود ان تبرز اهمية العلاقة بين الوعي واللغة المستخدمة في الكتابة.

في روايتها «معلمة البيانو» التي صدرت العام 1983، و«رغبة» في العام 1989 ، تعالج الكاتبة النمساوية الفريدي ايلينيك موضوعة ازدواجية المعايير الاخلاقية واضطهاد المرأة. واسلوبها في هاتين الروايتين ليس تقليديا، فلغة الروايتين مليئة بالصور الاصيلة والتجارب اللغوية، كما يشير بعض النقاد.

تتناول رواية «معلمة البيانو» (الرواية التي اقتبست فيلما سينمائيا عام 2001) قصة أم طموحة تحفز ابنتها على ان تصبح عازفة بيانو في فرقة موسيقية، ولكن تحصل كارثة للابنة فتظل تعاني من مشاعر نفسية صعبة. اما رواية «رغبة» فهي تتحدث عن مدير مصنع للورق يعامل زوجته كونها فقط ادة للجنس، هذه الرواية اصبحت مادة للنقاشات حيث اتهمت الكاتبة بالترويج للخلاعة السادية.

ايلينيك تناولت ايضا موضوع الفاشية والشعبوية في بعض رواياتها مثل روايتها بعنوان «هؤلاء يقتلون الاطفال» الصادرة عام 1995 التي تربو على الستمائة صفحة، والتي تناولت فيها تاريخ الفاشية وحاضرها، وكذلك رواية «وصلة رياضة» عام 1998، وكذلك في رواية «الممنوعون».

في سنة 2004 منحت جائزة نوبل للأداب «لأن جريان موسيقاها يتوالف من تيار الأصوات الموسيقية والأصوات المضادة في رواياتها واعمالها الدرامية مع الحماس اللغوي غير المألوف الذي يميز نتاجها الأدبي، الذي يكشف اللامعقول في الكليشيهات الاجتماعية وقوتها المستعبدة» كما عللت الأكاديمية السويدية.

عندما منحت جائزة نوبل استقال أحد أعضاء الأكاديمية محتجا على منحها الجائزة وذلك لـ «ان لغتها الادبية بسيطة، ونصوصها كتل كلامية محشوة، لا أثر لبنية فنية فيها، نصوص خالية من الافكار، لكنها مليئة بالكليشيهات والخلاعة»

وللكاتبة أعمال أيضا في الترجمة حيث نقلت إلى لغتها أعمالا لتوماس بينشون وجورج فيدو واوجين لابيش وكريستوفر مارلو، وفي كتابة السيناريو.

وتلقت جوائز أدبية كثيرة، منها جائزة الكليات الجامعية النمساوية للشعر (1969) وجائزة التفوق من وزارة الفنون والتعليم في ألمانيا الفدرالية (1983) وجائزة هينريش بول لمدينة كولونيا (1986) وجائزة برلين المسرحية (2002) وجائزة شتيغ داغرمان السويدية 2004.

وتقيم الكاتبة حاليا بين فيينا وميونيخ بألمانيا.

لا توجد تغطية معقولة عن ألفريدى فى العالم العربى ربما لأصولها اليهودية ( اب يهودى وام نمساوية) أولتمردها الشديد على مجتمعها وثوابته او للغتها الخارجة. هذا وتعتبر ألفريدى موضع جدل داخل بلادها بسبب آرائها في المسائل السياسية المعاصرة مثل حرب العراق ومعاداة السامية والعداء للأجانب، والتي تعبر عنها بحرية مطلقة في مقالات وكلمات ورسائل إلى الناشرين.

لا يوجد لها نصوص مترجمة باللغة العربية وقد تم ترجمة بعض أعمالها للغة الأنجليزية ومنها :

The Piano Teacher (1988), translation of Die Klavierspielerin by Joachim Neugroschel.

Wonderful, Wonderful Times (1990), translation of Die Ausgesperrten by Michael Hulse.

Lust (1992), translated by Michael Hulse.

Women as Lovers (1994), translation of Die Liebhaberinnen by Martin Chalmers.

Greed (2006), translation by Martin Chalmers.
إليكم نص تحت بلطة الصباح ترجمة : بدل رفو المزوري كتبته ألفريدى ضد الهجوم الإنكلو ـ أمريكي على العراق 2003
تحت بلطة الصباح

فمي المفتوح

المشرع

والطماع

للتفاح

والشمس

والتفاح الليمونادي.

*** ***

تحت بلطة الصباح

تعدم الشمس

بالمقصلة ..

انظر....

احتسي ليمونادها

حتى المخ

أنا اطبل على أفخادها

المدورة ....

فقلب الشمس يكشف عنه

بلا رحمة ...

ويعرض للنظر وللرؤية ,

يالخباثة بلطة الصباح

كي تظل خرساء

والينا يجئ تفاحك الاجود

الي ..الي... الي...

*** ***

درز اكليلي ..

درز قمي (من القمة الشاهقة)

قص نظيف...

رايات ذهبية ...

طيور مهاجرة ...

فانا أطبل كعكات

مبهرة ...

على بطن الشمس

انا اطرق طبلة مسطحة

من صفيح يحمى ..

*** ***

عظم قمي( من القمة الشاهقة)

عظم جبيني...

تحت بلطة الصباح ...

أنا أبرك والفم مفتوح

ودم الشمس

حامض,

طعمه ومذاقه

كسبع أصداف.

بيضوي طعم الشمس

تحت بلطة الصباح

المشفق...

انظر...

صوت طبلي

الصاخب ,

كعزلة الصدف

كمرافقة فريدة

للطيور

مع سكاكر ليمونية

واعواد طبلي

تحمى ..

ترام ..ترام .. ترام ..

دعوني ..دعوني ..دعوني

اموت مع الشمس

تحت بلطة الصباح .

تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال - تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل"

الجمعة، سبتمبر 23، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 9

فيسوافا شيمبورسكا Wislawa Szymborska شاعرة بولونية حائزة على جائزة نوبل للأداب  لعام 1996‏.

ولدت الشاعرة في قرية بنين الصغيرة بالقرب من مدينة بوزنان في غرب بولندا في الثاني من يوليو عام 1923م . و أمضت طفولتها و صباها في هذه القرية البولندية الصغيرة و في مدينة بوزان ،وهي مركز نشاط أدبي مرموق . لكنها لم تعش فيها إلا أثناء مرحلة الطفولة الباكرة، إذ انتقلت أسرتها ،وهي لا تزال في مرحلة التعليم الابتدائية ،عام 1931 إلى مدينة كراكوف، و أكملت فيها دراستها الابتدائية ثم التحقت بالمدرسة الثانوية فيها. وقبل أن تكمل دراستها الثانوية وقعت بولندا تحت الاحتلال النازي ،وأغلقت المدارس فيها.وكان عليها أن تكمل شطراً من تعليمها عن طريق حضور فصول التعليم السرية ، أو غير القانونية التي كان ينظمها البولنديون، ودون علم المحتل الألماني. و ما أنتهى احتلال ألمانياحتى التحقت بجامعة جاجيولونيان لدراسة الأدب البولندي و علم الاجتماع ، في الفترة ما بين 1945_1948 .و بعد تخرجها عملت في مدينة كراكوف ، و استقر بها المقام فيها حتى اليوم بالصورة التي يمكن القول إنها أمضت معظم حياتها فيها . و انتقلت فيسوافيا شيمبورسكا للعمل في مجلة كراكوف الأدبية الأسبوعية ( الحياة الادبية )عام 1953، و استمرت فيها لمدة طويلة حتى 1981 أصبحت المسئولة عن قسم الشعر بها .وكانت تقوم بتحرير مقالات تحت عنوان "قراءة غير إلزمية" كان هدفها نقد المؤلفات والكتب والأعمال الأدبية المتنوعة بداية بكتب السياحة، والمطبخ ، والأهتمام بالحدائق والسحر وإنتهاء بكتب تاريخ الفن وأشعار "تى إس أليوت" و قد جمعت هذه المقالات في كتابين نشرا في سلسلة من أوسع السلاسل انتشاراً في بولندا .
ومن عام 1981 اصبحت الشاعرة عضو لمجلس تحرير مجلة "المنشور" (Pismo) التي كانت خاصة بالوسط الادبي في مدينة كراكوف.

و بدأت فيسوافا شيمبورسكا حياتها الأدبية بكتابة الشعر منذ وقت مبكر ، و أثناء دراستها بالجامعة. اول ظهور للشاعرة كان من خلال قصيدتها "أبحث عن الكلمة" عام 1945 المنشورة في الملحق الادبي لجريدة يومية بولندية لكن عندما قدمت اول ديوانها بعنوان "قصائد" للنشر لم تحصل على موافقة السلطات البولندية حيث لم يتوافق شعرها مع متطلبات الواقع الاشتراكي – كما بررت السلطات قرارها في ذلك الوقت، ونشرت ديوانها لهذا نحن أحياء ( THAT IS WHY WE ARE ALIVE)عام 1953 ، ثم ظهر ديوانها أسئلة النفس ( QUESTIONING ONESELF)عام 1954 . و هما ديوانان تغلب عليهما نزعة التمرد السياسي و التناول الواقعي للمشهد اليومي ، و ما ينطوي عليه من مفارقات . ثم جاء ديوانها أنادي يتي ( CALLING FOR YETI )عام1957 ، الذي يتسم بغلبة النزعة التاملية الفلسفية على قصائده ، و الذي حظى بشعبية كبيرة ، و حقق لها شهرة و اسعة في بولندا . و تتابعت دواوينها بعده ، ورسخت مكانتها المتميزة في الشعر البولندي باعتبارها أهم شاعرات بولندا المعاصرات ، بالرغم من أن أنتاجها الأدبي كله لا يزيد عن تسعة دواوين . و بقية هذه الدواوين هي : ملح (SALT ) عام 1962 ، و فيض البهجة ( FLOOD OF JOY )عام 1967 ،و مصادفة (CHANCE ) عام 1972 ، و عدد كبير ALARGE NUMBER عام 1976 ، و أناس على الجسر (PEOPLE ON A BRIDGE)عام 1983، و النهاية و البادية THE END AND THE BEGINING عام 1993 . بالاضافة الي الكتابين النثريين و الدواوين التسعة ، نشرت شيمبورسكا عدداً من الترجمات للشعر الفرنسي التي ظهرت في الكتب و الدوريات المختلفة .

وفي فترة التقلبات السياسية في بولندا كانت الشاعرة تحتج مع باقي زملائها من الوسط الفني على بعض القرارات الحكومية حيث كانت من ضمن الموقعين على ما سمي بالخطاب رقم 59 والذي كان رسالة احتجاج على تغييرات في دستور الدولة البولندية الذي كان يهدف الى إبرام اتفاقية ابدية مع الاتحاد السوفيتي واستمرار حزب العمل البولندي في الحكم. كما اشتركت فيسوافا شيمبورسكا في تأسيس اتحاد ادباء للبولنديين معارض للحكومة.
تمتاز الشاعرة بحساسية عالية تجاه العلاقات الإنسانية المختلفة (علاقة الإنسان بنفسه، علاقة الإنسان بالإنسان، علاقته بالظواهر والكائنات والتاريخ).. وهي مراقبة بارعة تبهرها التفاصيل والدقائق فتغوص خلفها إلى أبعد الحدود مستخدمة لذلك لغة تمتاز بالبساطة ولكنها محسوبة بشكل دقيق جداً بحيث أن تغيير بسيط يمكن أن يؤدي إلى تشويه الغاية التي ترمي إليها القصيدة.



ولقراءة أشعارها المترجمة باللغة العربية

تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال - تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل"

السبت، سبتمبر 17، 2011

أعتذر عن الكتابة مؤقتا

أعتذر عن الكتابة مؤقتا وسأواصل سلسلة "نساء نوبل" بعد العودة قريبا إن شاءالله

الجمعة، سبتمبر 09، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 8


ولدت توني موريسون عام 1931 في بلدة لورين بولاية اوهايو الأميركية، وقد هاجرت إليها أسرتها من الجنوب حيث كان أبوها يعمل في الزراعة بعد أن ضاقت الحياة بالأسرة هناك. وكان أبوها يعتقد اعتقادا جازما باستحالة التعايش بين البيض والسود في انسجام ووئام، وكان هذا الاعتقاد بطبيعة الحال وليد أجيال كثيرة من معايشة بين البيض والسود.

ولقد أظهرت الطفلة توني ميولاً أدبية منذ نعومة أظفارها ، وقد اطلعت على كلاسيكيات الأدب الفرنسي والانجليزي والروسي ، وقد تابعت دراستها في الانسانيات والأداب في جامعتي"هاورد"و"كورنيل" ، فقد تخصصت بالقانون بجامعة"هوارد"ثم درست الآداب عام 1953 وتابعت تحصيلها الدراسي لتحوز شهادة بعلم النفس عام 1955 . وشرعت موريسون في الكتابة منذ سنوات دراستها الأولى في الجامعة عندما كان السود يقاتلون من اجل نيل حقوقهم المدنية. فصورت أوضاع السود تصويرا فيه كثير من الواقعية والعمق والتعاطف. تقول إحدى الشخصيات في روايتها (محبوبة): لقد أخذ البيض كل ما معي وكل ما احلم به، وحطموا قلبي. ليس هناك حظ سيئ في العالم ولكن هناك شعبا ابيض فقط. ومنذ أن نشرت كتابها الأول بعنوان (أكثر العيون زرقة) 1970 وهي تحاول محاولات دائبة لإضاءة مراحل مهملة من التاريخ الأميركي، فأميركا التي تكتب عنها موريسون بلد استعبد الآخرين فاستبعد نفسه بالتالي، وشخصياتها التي لحق بها الضر والقمع والاضطهاد تتطلع إلى الموت أو إلى النسيان أو إلى إلغاء الماضي، وهي موقنة بأن الموت ربما يكون أفضل من المستقبل

وعملت في جامعات عدة مثل"الجامعة الجنوبية في تكساس"و"هاورد"و"ييل" ، كما عملت أستاذاً للإنسانيات في جامعة"برينستون"في نيوجيرسي ، حيث نالت درجة الأستاذية وحصلت على مقعد ، كما عملت كناقدة وألقت العديد من المحاضرات العامة المتخصصة في الأدب الإفريقي الأمريكي ، وبعد حياة زوجية قصيرة مع هارولد موريسون المعماري المشهور تطلّقت توني عام 1964 لتعمل كمحررة أدبية في مؤسسة راندوم للنشر.

حصلت الأديبة الأمريكية السوداء توني موريسون على جائزة نوبل للأداب عام 1993 ، لكتاباتها التي تغوص عميقاً في اللغة في محاولة لتحريرها من القيود العرقية والإثنية ، وهي لغة موحية معبرة تنطوي على حس شعري عال ، وكان فوزها في حينه يعني فوز المبدعات الزنجيات جميعاً ، حتى أصبح عام 1993 هو عام توني موريسون بحيث أنه لم يلتفت أحد الى كرة القدم أو الى المطربين وباعة المارجوانا ، فقد غلب فوزها بجائزة نوبل على أحداث ليست قليلة ، بما في ذلك أخبار الساسة ورجال المال ، وقد حاولت الكاتبة من خلال رواياتها تحقيق الذات لكل الأميركيين من أصل إفريقي باللجوء والعودة الى الجذور ، انها كاتبة أدبية من الطراز الأول ، تدرك معنى الحرية ومعنى الهم الإنساني . ولقد اشتغلت موريسون على اللغة ، وعلى التخييل ، وعلى الميثولوجيا، بغية البرهنة على الغنى العظيم في التراث الأسود ذي الجذور الممتدة في افريقيا وأمريكا الجنوبية التي استنشقت عبق الهنود الحمر واستنكهت سحرهم .

وتقول تونى ( أنا لا أكتب انتقاماً من العنصرية بل لتغيير اللغة الى لغة لا تنتقص من الناس ، لا أحمل سيفاً ، ولا أبتغي رد المظالم، أريد ملء الفراغ بصوت النساء السوداوات ).
 
افضل روايات توني موريسون هي (محبوبة) التي فازت بجائزة بوليتزر أكبر الجوائز الأدبية في الولايات المتحدة عام 1988. وهي رواية مكثفة وغنية في أسلوبها وأفكارها. فالحدث الواحد ينظر إليه من زوايا مختلفة شخصية ووطنية وتاريخية وإنسانية.

أخذت توني القصة من تقرير عثرت عليه في (الكتاب الأسود)، وهو مجموعة من قصاصات الصحف والإعلانات الصحفية التي ترصد تاريخ الأميركيين الأفارقة من بداية التجارة بالرقيق إلى حركة الحقوق المدنية. وكان التقرير الذي هزها من الأعماق بعنوان (زيارة إلى الأم السوداء التي قتلت ابنتها الوليدة لئلا تعيش في عالم يهيمن عليه البيض). وتشهد الجدة عملية القتل. ويتحدث التقرير عن الفقر والبؤس في حياة هاتين المرأتين ويقول: هاتان العبدتان عاشتا حياتهما كلها على بعد ستة عشر كيلومترا من مدينة سنسناتي. يقولون لنا إن تجار الرقيق في هذه المنطقة رحماء جدا بالعبيد، وإذا كانوا كذلك فكيف لنا أن نتخيل ما يفعله التجار الرحماء؟ ويختتم كاتب التقرير تقريره قائلا: لا ضرورة للتعليق. وقد نجحت موريسون في تصوير الرق بكل بشاعته وقسوته بان سمحت للشخصيات والتفصيلات بان تتكلم بنفسها عن نفسها دون تدخل من الكاتبة.


روايات تونى وروابط لتحميل بعضها باللغة العربية:


The Bluest Eye >1970 أشد العيون زرقة


http://www.4shared.com/document/46j7Z0ll/___.htm

وهى أول أعمال توني موريسون، وبها استهلت مسيرتها الروائية

فقد كانت أول ظهور روائي لها في العام 1970 ، أثارت هذه الرواية في حينها اهتمام النقاد والجماهير العريضة من القراء ومحبي الأدب لما فيها من حس ملحمي واضح وحوارات متماسكة وتصوير شاعري لدقائق حياة المجتمع الأمريكي الأسود . حيث تصور الرواية أن النساء يتسمن بالجمال والحسية والغريزة المتقدة ، ومع ذلك فإنهن يعانين من افتقاد ملحوظ لعلاقة كاملة مع طرف آخر ، ولقد بدا هذا واضحاً من خلال القزمة الزنجية بيكولا بريدلف.

Sula >1974 سولا


Song of Solomon >1977 أغنية سليمان


Tar Baby >1981 طفل تار


Beloved >1987 المحبوبة


http://www.4shared.com/document/NNdWMR5W/_-__.html

Jazz >1992 الجاز


http://www.4shared.com/document/pR_T_QRV/___.html



Paradise >1999 الفردوس


http://www.4shared.com/file/139608236/aae1f09/_-__[localhosthttp://www.4kitab.com/].html



Love >2003 الحب


A Mercy >2008 الرحمة

وقد اعتبر النقاد رواية «رحمة» للكاتبة توني موريسون واحدة من أفضل عشر روايات صدرت في سبتمبر 20088. «رحمة» عنيفة وقاسية ومتشعبة، متعددة الطبقات والأصوات، تدع القارئ في حيرة وخاصة في صفحاتها الأولى، ثم تبدأ تدريجاً في الكشف عن أعماق الشخصيات والأحداث في حياة كل فرد، بالعودة إلى بدايات القرن السابع عشر، بداية الهجرة من كل صوب وتشكيل هذه الرقعة التي كانت مشاعاً فكانت البدايات مع استقدام العبيد للعمل كمأجورين في هذه الأرض. تقول موريسون في حوار صحافي تلفزيوني معها حول الرواية: بالتأكيد أن جميع الحضارات عبر التاريخ، اليونانية، الرومانية، الفرعونية وغيرها قامت على استغلال الطاقة العاملة واستعباد العمال، ولكن الشيء اللامعقول الذي حصل في أميركا هو هذا الربط الجائر ما بين العرق والعبودية. وهنا تقصد العرق الأسود وهذا ما حاولت أن تضع يدها عليه في الرواية. ومن الملاحظ أن هذه الــرواية كان لها وقع واهتمام مميز إذ طرحت في الأســواق تزامناً مع حملة الانتخابات الأميـركية وفوز باراك أوباما الذى لم تتردد تونى في الإفصاح عن إعجابها العالي به لكونه أول رئيس أمريكى أسود في حوار متلفز معها، كما تشــيد بموهبته في كتابة السيرة.

تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال - تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل"

الثلاثاء، سبتمبر 06، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 7

ولدت المؤلفة نادين غورديمر Nadine Gordmir في بلدة يبرينغز في ضواحي جوهانسبرغ عام 1923، عرفت بكتاباتها التي تعالج النواحي الأخلاقية المتعلقة بقضية التمييز العنصري الذي لطالما عانى منه بلدها.


وكان أبواها من العاملين في مناجم الذهب، فنشأت في جو عائلي مريح وفّر لها قسطاً كبيراً من الحرية والثقافة. فانكبت منذ سن مبكرة على قراءة روائع الأدب العالمي وبالأخص روايات القرن التاسع عشر الفرنسية والروسية المترجمة إلى الانكليزية، بالإضافة إلى أعمال الكتاب الانكليز أمثال فرجينيا وولف وتشارلز ديكنز والأمريكيين أمثال هوثورن وهمنغواي. كما أنها تأثرت كثيراً بقصص كاترين مانسفيلد. لقد كانت جنوب أفريقيا جزءاً من الكومنويلث البريطاني، وهذه الحقيقة جعلت غورديمر تتماهى بالثقافة البريطانية أكثر من الثقافة الأمريكية مع أن المستعمرة التي ولدت فيها كانت تابعة لجمهورية البوير (مستعمرة هولندية). ورغم زواجها من رجل الأعمال رينهولد كاسِّرِر، إلا أنها تمسكت بلقب عائلتها.
بدأت نادين غورديمر الكتابة فى سن التاسعة، ونشرت أولى قصصها القصيرة فى مجلة ساوث آفريكا – South Africa وكانت تبلغ نحو 15 عاما. أما أولى مجموعاتها القصصية القصيرو "وجها لوجه-Face to Face " فقد نشرت فى العام 1949، فى حين ظهرت أول رواية لها فى العام 1953 وهى رواية "أيام الكذب – The Lying Days". وقد نُشر لها حتى عام 1990 عشر روايات وتسع مجموعات قصص قصيرة، إلى جانب مجموعة من الكتب فى النقد الأدبى والعديد من المقالات والمحاضرات فى مختلف المجالات. وقد ترجم بعض هذه الأعمال الي اللغة العربية.


ولقد حظرت بعض كتبها فى بلدها الأم بسبب تناولها موضوعات تتعلق بنظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا قبل حدوث التحولات السياسية الجذرية التى أدت إلى طلاق سراح نيلسون مانيلا، الذى أصبح فى مابعد رئيسا للدولة. وحتى سقوط نظام الفصل العنصرى فى بلادها حافظت نادين على أسلوبها الأنتقادى بلا رحمة وواصلت العمل من أجل حرية التعبير فى دولة بوليسية لا هم لها سوى مصادرة الكتب والناس، وتنبأت فى كتاباتها بسقوط النظام فى بلادها، فأستحقت عن جدارة لقب "عميدة الأدب الجنوب أفريقى".
وحصلت نادين على العديد من الجوائز الأدبية الرفيعة، نذكر منها: جائزة النسر الذهبي (1975) الفرنسية وجائزة CNA الجنوب أفريقية الأدبية (1975)، وجائزة مالابارتي الإيطالية (1985)، وجائزة نيلي ساكس الألمانية (1985) وجائزة بينيت الأمريكية (1968. والتكريم الأسمى كان من الأكاديمية السويدية عام 1991، حينما منحت نوبل للآداب، لأنها كانت تناهض العنصرية بأدبها والتكريم الأسمى كان من الأكاديمية السويدية عام 1991، حينما منحت نوبل للآداب، لأنها كانت تناهض العنصرية بأدبها.
وتعد رواية (ضيف شرف) A Guest of Honour ، التى نشرت فى عام 1970 معلماً بارزاً فى حياتها المهنية، حيث شكلت الرواية نسيجا متجانسا مفعما بالمعانى والأبداع رغم طابعها الأدبى الكلاسيكى، ونجحت فى تصوير الأحداث المعقدة التى تأتى مع نشوء الأمم من خلال الصراع للشخصية فى الرواية. وتدور رواية (ضيف شرف) حول شخصية جيمس براي الحاكم الإداري الاستعماري الانكليزي الذي تم طرده من دولة أفريقية وسطى بسبب اصطفافه إلى جانب زعمائها القوميين السود. بعد عشر سنوات من ذلك يتلقى دعوة للمشاركة في احتفالات عيد استقلال هذا البلد. وحين عصفت الانشقاقات الحزبية والعنف بهذا البلد جرّاء تحريف المثل الثورية، وجد براي نفسه مجبراً مرة أخرى على الاختيار والانحياز إلى أحد أطراف السلطة المتصارعة، الأمر الذي يكلفه حياته.
ومن روائعها الأدبية رواية شعب يوليو  July’s People عام 1981 ولتحميل تلك الرواية المميزة باللغة العربية:


وقد حضرت نادين الى مصر عام 2005  لتكون ضيفة لواحدة من أهم اللقاءات الثقافية والإبداعية التي تقام على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب ، وقد حضر حشد هائل لحضور الندوة التي اقيمت للكاتبة حتى ان قاعة 6 أكتوبر التي أقيم فيها اللقاء لم يكن بها موضع لقدم، جاء الجميع لمشاهدة غورديمر، والاستماع إلى نقاشات تتناول عالمها الروائي والقصصي، الذي يدور في معظمه حول قضية العنصرية والتأثيرات الاجتماعية والنفسية، وانعكاساتها على العلاقات الإنسانية في مجتمعها الجنوب أفريقي.
ذكرت غورديمر خلال الندوة ان كتاباتها متأثرة بالسياسة لكنها لم تسخرها لها، وتحاول من خلالها اكتشاف الحياة. إن السياسة تؤثر في الجميع، كما قالت، رغم ان البعض لا يرى أهمية لها، إلا إن الجميع يتأثرون بقيم المجتمع وقوانينه وقيمه الاجتماعية والدينية، وهذا كله لا بد ان يظهر في الإبداع أيا كان نوعه.
وقالت غورديمر انها تكتب القصة أو الرواية من اجل توجيه الناس، واقناعهم بشيء معين. وهي ترى ان دور الكاتب هو ان يعرض ما حوله من أنماط بشرية، لأنها مؤمنة بأن الكتاب يستطيعون ممارسة تأثيرهم على الناس في مجتمعاتهم، ويزداد تأثيرهم اذا تحدثوا عن المشكلات والصراعات المحيطة بهم. إنهم، كما تضيف، لا يعطون مواعظ أو دروسا للبشر لكنهم يخلقون شخصيات قادرة على أن تترك آثارها في نفوسهم.
وتعتبر هذه الزيارة الرابعة لمصر فقد زارتها في عام 1993 و في (1954 و1958) ونادين هي مقدمة الترجمة الإنجليزية لكتاب نجيب محفوظ (أصداء السيرة الذاتية) «وهي صاحبة مقالة عن أقصوصة (زعبلاوي) نشرت تحت عنوان (زعبلاوي الجانب الخفي) في كتابها المسمي (الكتابة والكينونة) “Writing and Being” 1995.


تميز تجارب غورديمر ذات الخصوصية الأنثوية وتعاطفها وأسلوبها الأدبى الفريد قصصها القصيرة وروايتها. وقد شكل نظام الفصل العنصرى البغيض وسياسته التعسفية الظالمة واللاإنسانية محور كتاباتها واعمالها الأدبية، ماساهم إلى حد كبير فى تحولها إلى شخصية عالمية تحظى اعمالها بقسط هائل من المتابعة والأهتمام.

List of Nadine's work:
Novels


  • The Lying Days (1953)

  • A World of Strangers (1958)

  • Occasion for Loving (1963)

  • The Late Bourgeois World (1966)

  • A Guest of Honour (1970)

  • The Conservationist (1974) - Joint winner of the Booker prize in 1974

  • Burger's Daughter (1979)

  • July's People (1981)

  • A Sport of Nature (1987)

  • My Son's Story (1990)

  • None to Accompany Me (1994)

  • The House Gun (1998)

  • The Pickup (2001)

  • Get a Life (2005)



  • Short fiction collections

    Other works

    • On the Mines (1973)
    • Lifetimes Under Apartheid (1986)
    • "Choosing for Justice: Allan Boesak" (1983) (documentary with Hugo Cassirer)
    • "Berlin and Johannesburg: The Wall and the Colour Bar" (documentary with Hugo Cassirer)
    Plays



    Essay collections



    تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل

    الأحد، سبتمبر 04، 2011

    نساء "نوبل" - الآداب 6


    نللى زاكس (أحيانا فى البحث على الأنترنت تظهر نيللى ساخس) Nelly Sachs اسمها الأصلي ليوني زاكس Leonie Sachs ؛ ولدت في 10 ديسمبر 1891 في برلين – وماتت في 12 مايو 1970 في ستوكهولم هي شاعرة وأديبة ألمانية. منحت جائزة نوبل في الأدب في عام 1966 مناصفة مع الأديب اليهودي شموئيل يوسف عجنون، وذلك لأعمالها الشعرية والمسرحية.



    وكانت الابنة الوحيدة لعائلة يهودية ويليام زاكس الذي كان مخترعا وصاحب مصنع، والام مارجاريته (مولودة بلقب كارجر). ونشأت في أسرة مثقفة متآلفة في مناخ برجوازي. وبسبب سوء حالتها الصحية فقد تلقت دروسا خاصة لمدة ثلاث سنوات والتحقت في عام 1903 بمدرسة الفتيات العليا، وحصلت منها بعد خمس سنوات على الشهادة المتوسطة. قرأت في سن الخامسة عشرة أولى روايات سلمى لاجرلوف بعنوان Gösta Berling وأعجبت بها جدا، لدرجة أنها تبادلت الرسائل مع الكاتبة السويدية، ودامت تلك المراسلة 35 عاما حتى توفيت لاجرلوف.



    وكتبت أولى قصائدها وهي في سن السابعة عشرة ولفتت انتباه الكاتب النمساوى "ستيفان زويج" فساعدها على نشرها. صدرت في عام 1921 أولى مجموعاتها الشعرية بعنوان "أساطير وقصص" بتشجيع ومساندة منه . وكانت القصائد الأولى ذات الصبغة السوداوية لم تزل مصطبغة بتأثيرات من المدرسة الروائية الجديدة وتدور حول مواضيع من الطبيعة والموسيقى. لكن عندما قامت نيلي زاكس بنشر أعمالها الكاملة فيما بعد لم تضمنها تلك المجموعة الشعرية.



    مات والدها ويليام في عام 1930، فعاشت بمفردها مع والدتها، وفى عام 1940، هاجرتا إلى السويد بمساعدة سلمى لاجرلوف فراراً من النازية. وعند وصولها إلى السويد توفيت سلمى، فأضطرت نللى للأعتماد على نفسها لتأمين معيشتها هى ووالدتها، وعاشت المرأتان في ظروف فقر في مسكن من حجرة واحدة في جنوب ستوكهولم. وكانت نيلي ترعى والدتها وتعمل بشكل مؤقت غسالة لتكسب قوت يومها وبدأت تتعلم السويدية وتترجم الشعر السويدي الحديث إلى الألمانية.



    ولم تبدأ أعمالها الشعرية تتوالى إلا بعد هجرتها (أو عندما كانت فى الخمسين) وتطور شعرها في أثناء سنوات الحرب بشكل كامل عن قصائدها المبكرة الرومانتيكية. فقصائدها لعامي 43/1944 والتي صدرت فيما بعد في مجموعة "في مساكن الموت" تتضمن صورا للألم والموت، وتعتبر تأبينا فريدا لشعب معذب.



    ظهر أول ديواينها وهو "فى بيوت الموت" عام 1947 الذى حكت فيه عن معاناة اليهود فى هذا الوقت. ثم المجموعة الشعرية "أفول النجوم" 1949 و "لاأحد يعرف أين يذهب" 1957 و"تحليق وتحول" 1959 وفيها تؤكد العذابات وآلام النفى والتعذيب والموت التى لاقاها شعبها.



    ومن مسرحياتها الشعرية، يمكن ذكر "إلى" 1950 التى بُثت فى الإذاعة الألمانية وحققت نجاحاً منقطع النظير. وقد فازت نللى بالعديد من الجوائز فى السويد وألمانيا. في عام 1961 أسست مدينة دورتموند جائزة نللي زاكس ومنحتها لصاحبة الاسم. وكانت أول امرأة تمنح جائزة السلام لتجارة الكتب الألمانية في عام 1965.



    صدرت لها مجموعة متكاملة ضمت جميع اشعارها تحت عنوان "رحلة إلى العالم الآخر". وقد ظهر تراجم بالأنجليزية لبعض أعمالها عام 1967 ولمسرحيتها الشعرية "إلى". كما ترجمت أبياتها "الوجود فى الليل" إلى الفرنسية فى عام 1961. وصدرت لها مجموعة أخرى متكاملة من المسرحيات الشعرية بعنوان "علامات على الرمال" فى عام 1962.



    وقد أشتهرت نللى فى سن متأخرة وفي عيد ميلادها الخامس والسبعين في 10 ديسمبر 1966 منحت نللي زاكس جائزة نوبل في الأدب وألقت خطاب شكرها القصير بالألمانية واقتبست فيه من قصيدة لها :" استبدلت بالوطن تحولات العالم". وقد منحت زاكس القيمة المالية للمحتاجين، ومنحت نصفها لصديقتها القديمة جودرون هارلان. وكان اسمها قد أطلق قبل منحها جائزة نوبل على مدرسة ثانوية Nelly-Sachs-Gymnasium .




    وقال الناقد الانكليزي ميشيل همبرغر الذي درس قصائد الشاعرة زاكس" أنه فى أعمال زاكس نجد التعامل مع الموضوع أسطورياً و صوفياً أكثر مما هو واقعي."

    ويرى البعض أن مهمة هذه الأشعار (أشعار اليهود فى تلك الفترة) هي مجرد استدرار للعواطف وأنه مشكوك في جدية المعاناة. إلا أنه فى رأى الشخصى (أنا) على المستوى الأنسانى من حق أى أنسان التعبير عن معاناته وبغض النظر عن جنسية الفائزات نلاحظ أن المرض والمعاناة والوحدة والعزلة والتمييز - بما ذلك التمييز العنصري جمع بين هؤلاء النسوة وقد كانت نللى تدافع عن كرامة الأنسان فى قصائدها. 



    وتبادلت زاكس رسائل مع الشاعرالألمانى بول تسيلان ودامت مراسلاتهما 16 عاماً التى تنطوي على دينامية لافتة، وعلى رقة هي وليدة حاجة يائسة إلى الصداقة الحميمة، التي يتوق إليها الناجون من الموت، في رسائلهما، وخاصة تلك التي كتبتها زاكس، وهي الأكثر عدداً والأكثر حرارة في المجموعة، بعد أن تعرضت للانهيار العصبي والمعالجات الطبية الطويلة، يشعر القارئ بهذا العراك المستميت ضد العزلة ورعب الظلام المطبق، على أن رقة النبرة المضحية سرعان ما تسود، في حين تكشف الرسائل التي كتبها تسيلان، والتي كُتبت خلال العطلة التي قضاها في منطقة بريتاني، عن مشاعر أب فخور بأبوته، وألمعية بالغة الرهافة. وقد تم نشر هذه الرسائل باللغة الأنجليزية (أدب الرسائل).




    والعلاقة بينهما تبدو استثنائية، لأن هناك أكثر من عنصر مقاربة بينهما، فالشاعران عالميان أولاً، وبالرغم من فارق العمر بينهما، حيث تكبره زاخس بقرابة ثلاثين عاماً، فإنهما ماتا في زمنين متقاربين تماماً (تسيلان في ابريل وزاكس في مايو) من عام 1970، وإلى جانب هذا حقق بول تسيلان شهرة شعرية أوسع بعد انتحاره، في حين حازت زاكس جائزة نوبل عام 1966.



    وفي سنوات عمرها الأخيرة انسحبت من الأضواء وعاشت في عزلة. وبجوار معاناتها النفسية وإقامتها الثانية في مصح للأعصاب، فقد أصيبت بالسرطان ماتت بسببه في مستشفى في ستوكهولم في 12 مايو 1970. ودفنت في مقبرة يهودية في شمال ستوكهولم.



    من أعمالها التى ترجمت إلى الأنجليزية


    - O the Chimneys -In den Wohnungen des Todes (New York: Farrar, Straus and Giroux, 1967)



    - The Seeker and Other Poems (New York: Farrar, Straus and Giroux, 1970)



    - Collected Poems: 1944-1949 (Los Angeles: Green Integer, 2010)


    تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال - للأسف لم أتمكن من العثور على روابط لتحميل قصائدها -
    تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل"