الأربعاء، أغسطس 31، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 2

بعد سلمى لاجرلوف، كانت الأديبة الإيطالية جراتسيا ديليدا- Garzia Deledda ثاني امرأة تفوز بجائزة نوبل للأداب عام 1926، بعد انتقالها من القصص الواقعية نحو الملاحم والأساطير وبخاصة روايتها (إله الأحياء )، وهي من الأديبات العصاميات اللاتي علمَّن أنفسهن بأنفسهن.


ولدت ديليدا في بلدة " فيورو " الصغيرة الموجودة بجزيرة سردينيا في 27 سبتمبر عام 1871 في أسرة ثرية ، وتلقت تعليمها الأساسي في مدرسة البلدة الابتدائية حتى بلغت العاشرة من عمرها وبعد ذلك تلقت دروساً خصوصية في اللغة الايطالية واكتشف معلم اللغة نبوغها المبكر في كتابة الإنشاء وطلب منها أن تقوم بنشر ما تكتب في الصحف والمجلات وكانت آنذاك في الثالثة عشرة من عمرها، وأبدت إعجاباً بكل من شاتو بريان وفيكتور هيجو وبلزاك ، ومن الايطاليين : كاردوتشي ، ودانو نتسيو ، فضلاً عن الأدباء الروس ، وكان تأثيرهم واضحاً في روايتها ( في البحر الأزرق ) المنشورة عام 1890 ومن بعدها ( أرواح شريرة ) وقد شجَّع هذه المجموعة الكاتب الإيطالي الشهير آنذاك ، روجيرو بونجي أن يكتب لها مقدمة روايتها ( أرواح شريرة ) عام 1896.‏

وقد كان لنشأتها في سردينيا انعكاسات واضحة على كتاباتها، إذ دارت أحداث معظم أعمالها في أحضان الطبيعة البكر التي تميز بها ريف سردينيا، كما أنها حرصت في رواياتها وقصصها على رسم ملامح نفسية لشخصيات لها القدرة الفطرية على التميز والإدراك، وشخصيات تعاني من أسر المبادىء الدينية المتشددة، وقد استمدت هذه الصورة من ملامح سكان الريف.

وفي عام 1892 كتبت أولى رواياتها الطويلة وكانت بعنوان أو" زهرة سردينيا" وبعثت بها الى أحد الناشرين في روما فنشرها ولاقت نجاحاً منقطع النظير وأتبعتها برواية أخرى وهي " أنيم أونست " 1895، ولكنها جنت أول نجاح حقيقي لها من خلال رواية " الياس بورتوليو " 1903 التي تُرجمت الى جميع اللغات الأوروبية.‏

وفي أول القرن العشرين ، في عام 1900 تزوجت جراتسيا، وبعد زواجها سافرت مع زوجها بالميرو مودساني إلى روما ، وأحسَت أنها المدينة التي تنشدها فعاشت فيها سعيدة مع اسرتها، تكتب ، وتنجح وتحظى بالكثير من الشهرة والتقدير وفي روما اكتشفت عالماً اكثر رحابة متمثلاً في المدنية بأبعادها الثقافية والحضارية المختلفة ومتمثلاً أيضاً في المؤلفات الأجنبية التي غاصت فيها جراتسيا ديليدا تلتهمها بنهم حيث كان لهذه الاكتشافات الأثر العظيم في كتاباتها التي صارت أكثر تنوعاً وانفتاحاً.‏

وقد بلغت المحصلة النهائية لأعمالها قرابة خمسين رواية ومجموعة قصصية ، أغلبها مستوحاة من أجواء سردينيا ، ومن أبرز أعمالها: " سينير " عام 1904 ، وهي حكاية امرأة ضحّت بنفسها من أجل طفلها غير الشرعي ، و " كان آل فنتو " عام 1913 ، ورائعتها " الأم " عام 1920 التي تحكي عن قس وقع في الحب وحمَّل أمه عذاباً لم تستطع تحمله ، وهي من الأعمال التراجيدية المتميزة، وقد قارنها ( دي . إتش . لورنس ) برواية " مرتفعات وذرينج " ، ورواية " بعد الطلاق " ، ورواية " قصبة في مهب الريح ".‏

وتدور أحداث رواية "الأم" حول موضوع رهبانية القسس، وهي ليست رواية أحداث بقدر ما هي رواية أزمات نفسية عاشتها أم القسيس ” باولو ” حين اشتبهت في أن ابنها ارتكب الخطيئة مع الأرملة ” آنييس ” . كانت ” الأم ” امرأة جاهلة ولكنها تعرف، صارحت ابنها باكتشافها ، و أخذت عليه عهدا بأن يقطع صلته بآنييس ، ولكن عذاب ابنها جعلها تنظر إليه على انه ضحية لقانون الكنيسة . وقد جعلت المؤلفة أحداث روايتها تدور في بلدة صغيرة من خلقها أسمتها ” آر ” في مكان لم تسمه ، ولا خلاف بين الدارسين على أن وصف البلدة والمنطقة المحيطة بها وأهلها ينطبق على وصف أي بلدة صغيرة في جزيرة “سردينيا ” مسقط رأس المؤلفة .

وقد لجأت المؤلفة إلى اللغة الشاعرية ، لكي تلطف من قتامة الرواية التي وصفها أحد النقاد الايطاليين بأنها ”أكثر روايات المؤلفة سوادا وهي التي لا تكتب الا روايات سوداء ” ووصف ناقد آخر هذه الرواية بتوترها المتصاعد ، وبقلة عدد شخصياتها . وقد ترجمت القصة إلى لغات عديدة ، وهي من الأعمال التي مازالت تلقى إقبالا لدى الجمهور الايطالي برغم مرور أكثر من ثلاثة أرباع قرن على نشرها لأول مرة.

لتحميل رواية الأم باللغة العربية:


أو من:


ومن المؤسف أن كتابات جراتسيا ديليدا قد اختفت بموتها، تماماً كما حدث مع سلمى لاجرلوف، مع أنها استطاعت بفوزها جذب الأنظار الى عظمة إيطاليا وإبداعها وأعادت الذاكرة الى كبار المبدعين في القرن التاسع عشر أمثال بوكاتشو ومورينا موريتي وريناتو فوتشيني ومايتو باندللو .‏

ويقول الناقد الفرنسي ( فرانسوا ليفي ) أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة السوربون إنه عند الحديث عن جراتسيا ديليدا ، يجب الاهتمام بعلاقتها بالجزيرة التي عاشت فيها من ناحية ، وثقافة البحر المتوسط على وجه الخصوص ، وهي ثقافة ذات شكل مميز تبدو واضحة في أدب الذين ولدوا في أحضان الجزر الإيطالية، مثل سردينيا، وصقلية ، ومنهم على سبيل المثال ( بيراندللو ) و ( ليوناردو شاشا ).‏

ففي جزيرة سردينيا عاشت حضارات عديدة من اليونان إلى العرب إلى الرومان، إنها أرض ذات نكهة خاصة ، وفوق هذه الأرض تولدت أهم مدارس الشعر الإيطالي في القرن الثامن عشر، كما اهتم الامبراطور فريدريك الثاني بالمدارس الفنية في القرن التاسع عشر ، وقد انعكس التاريخ واضحاً على سردينيا ، لكن هناك فارقاً بين ثقافة سردينيا وثقافة صقلية، فهذه الجزيرة قد أنتجت أدباً مكتوباً، أما سردينيا فأدبها شفاهي ، ولذا فإن حالة جراتسيا ديليدا قد غيَّرت الكثير من شكل الأدب هناك ، حيث كتب وجودها انتهاء عصر الأدب الشفاهي تقريباً وبداية الآداب المدونة، كما عكس مكانة المرأة في مثل هذه المجتمعات.

ويرى فرانسوا ليفي أن حياة ديليدا بمثابة مجموعة من حالات الهروب، فهي لم تتجه الى الكتابة إلا هرباً من رغد المعيشة في أسرتها الميسورة، حيث اكتشفت أن القيم الخلقية ليست على ما يُرام هناك، لذا اهتمت بحياة الرعاة، وراحت تتأملهم عن قرب، كما كان وجودها الدائم في مكتبة الأسرة بمثابة هروب آخر، حيث اهتمت بالروايات المسلسلة والشعر العاطفي وروايات الفروسية،  لذا حاولت ان تعكس في أدبها صوراً من حالات الهروب بأشكال مختلفة .‏

ويقول فرانسوا ليفي إن الكاتبة لم تتزوج موظفاً إلا من أجل السفر إلى روما، وكي تستقر هناك حيث أرض الحضارة والذكاء، وفي روما بدأت مرحلة أدبية جديدة اهتمت فيها بأساطير الجزيرة، وهناك ولدت روايات من طراز " الياس بورتولو " عام 1903، وهي بمثابة إعادة كتابة لرواية كتبتها قبل ذلك بثلاث سنوات ، وفي العام نفسه نشرت رواية " رماد " ، وفي عام 1908 نشرت " أموت أو أحبك " والتي كانت أول أسباب حصولها على جائزة نوبل للآداب.‏

وابتداءً من عام 1912 اهتم النقاد بشكل واضح بأدب الكاتبة ، فقدمت " أبيض غامض " في السنة نفسها و " الحب والحقد " ، وفي عام 1915 قدمت " الطفل المختبىء " و " ماريانا " ثم نشرت " الأم " عام 1920 ، ثم نشرت رواية " إله الأحياء " عام 1922 ، وفي عام 1923 نشرت رواية " بوص تحت الريح " وبعد سنوات نشرت رواية بمثابة سيرة ذاتية تحمل إسم " كوزيما " وماتت قبل نشرها بعام تقريباً حيث توفيت في روما في 15 أغسطس 1936.

للأطلاع على المزيد من المعلومات عن جائزة نوبل باللغة الأنجليزية

http://www.nobelprize.org/nobel_prizes/literature/shortfacts.html

تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال & تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل"

الثلاثاء، أغسطس 30، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 1

الأديبة السويدية "سلمى لاجرلوف" رائدة روايات الأدب الكلاسيكي العالمي في القرن الماضي والتي اصبحت معروفة للعالم بعد حصولها علي جائزة نوبل في الأدب في عام 1909 وهى أول سيدة تفوز بجائزة نوبل في الأدب.






وقد ولدت الكاتبة في اقليم مارياكا الجبلي في قرية تابعة لمقاطعة فارملاند بشمال السويد البارد سنة 1858وهي صاحبة أروع رواية كتبت للأطفال في عام 1906 تحت اسم "مغامرات نيلس هالجرسون عبر السويد".

هذه الرواية حققت لها الشهرة المطلوبة وخلدتها في بلدها السويد وذاع صيتها في كل انحاء الدنيا، فالرواية تحمل معاني عميقة الدلالة للأطفال الصغار فهي بمثابة موسعة لتعليم اطفال المدارس دروس في الأخلاق ومبادئ العلوم والجغرافيا وهي تخاطب عقل الصغار بشكل تربوي وتشجعهم علي الإلتزام وعمل الصالح.



بطل تلك الرواية هو الطفل نيلس هو عنيد وشقي في الرابعة عشرة من عمره يتفنن في إزعاج الآخرين ولا يتورع عن ازعاج والديه والحيوانات العديدة التي تعيش في المزرعة الخاصة بهم. نتيجة لهذا العناد والإساءة التي يسببها نيلس للحيوانات يتحول الي قزم كنوع من العقاب له وحتي يرتدع ويتعلم احترام الآخرين، وفي وضعه الجديد هذا يحس بالضعف ومن ثم راح يستجدي حيوانات المزرعة بالصفح عنه، غير ان الحيوانات رفضت ذلك الا بعد ان يقوم بجولة عبر السويد علي ظهر اوزة قبل ان يصبح فرد عادي مرة أخري، وعندئذ حملته الأوزة علي ظهرها وانضمت الي مجموعة من الأوز البري التي كانت تستعد للهجرة، وراحت مجموعة الأوز تطوف به من قرية الي أخرى وهناك بدأ يكتشف مظاهر الطبيعة والعادات الإنسانية والحيوانية، وبعد ان زاد افقه اتساعاً واكتسب خبرة كبيرة قرر بعد عودته أن يعامل الجميع معاملة حسنة، وقد أحسنت لاجرلوف في تلك الرواية توظيف خبرتها المدرسية في معاملة التلاميذ الصغار اذ انها عملت لمدة 10 سنوات كمدرسة قبل استقالتها وتفرغها للأدب. وكتبت هذه الرواية في ظروف صعبة كانت السويد تعيشها مما جعل السويديين يهاجرون بالالاف الى اميريكا. فكانت الرواية من اجل اكتشاف السويد مرة اخرى جغرافيا لكي يتعلق الاطفال في بلدهم ويحبونه كأنهم شاهدو كل تضاريسه الجغرافية.

وقد تبلورت فكرة الرواية بعد وصول رسالة تكليف للمؤلفة من الاتحاد الوطني للمدرسين في السويد بتأليف كتاب تربوي للأطفال يثير اهتماماتهم بجغرافية بلادهم. أحبت سلمى الفكرة وتحمست لها، وأمضت ثلاث سنوات في القراءة والترحال لكي يولد كتابها حاويا معظم الحكايات الشعبية التي استمتعت بسماعها صغيرة وليثير اهتماما بجغرافية بلدها الجميل ومتضمنا لتاريخه العريق، مرورا بالعادات والتقاليد والفنون الشعبية حتى يولد شاملا.

هذه القصة التي لو بدأ طفل في قراءتها فلن يتركها إلا بعد أن ينتهي منها.. سيستمتع بها لدرجة تفوق الوصف، رغم أنها في الأصل مدرسية، وكانت مكتوبة لأطفال مدارس السويد، ليقرؤوها ويؤدوا الامتحان فيها، إلا أنهم رغم ذلك أحبوها لدرجة مذهلة، ولا يوجد طفل في السويد، إلا وقرأها مرتين وثلاثا في إجازته الصيفية، ولا يوجد طفل هناك إلا ورسم مناظرها من خياله بعد أن قرأها. والرواية تحولت إلى فيلم محبب للكبار والصغار ثم مثلت كمسلسل كارتوني نال شهرة واسعة.



وتعتبر روايتها الأولى " جوستا برلينج" التي كتبتها في عام 1891 هي أيضاً واحدة من أروع ما كتبت وجعلت منها أديبة ذائعة الصيت خاصة بعد ان حولها المخرج موريتز سيتللر الي فيلم في عام 1925م، وكان أول فيلم تمثل فيه جريتا جاربو. وكانت تلجأ دائما إلى تقسيم أعمالها إلى حلقات مختصرة تكفى كل منها لتعرض فى سهرة واحدة، وكانت تطعم رواياتها دائما بشخصيات خيالية وعناصر سحرية كما حدث فى روايتها "سائق عربة الموت" 1912 ذات الطابع الأجتماعى و"أورشيليم" (1901-1902) التى أستوحت فكرتها بعد رحلة قامت بها إلى مصر وفلسطين.

كان النقاد لا يختلفون حول عالمية "سلمى" ويتندرون بأعمالها التى يسهل ترجمتها إلى 40 لغة مختلفة رغم إغراقها فى المحلية. وقد نهجت سلمي لاجرلوف بشكل عام في كتاباتها الطابع الملحمي دارت أغلب احداثها في مقاطعة فارملاند (على الحدود السويدية-النرويجية) وكانت تؤمن بأن النساء فى هذه القرية يجدن فن السرد الشفهى ويستطعن تخليده.

وتميزت "سلمى" بقدرتها المتميزة على المزج بين السلاسة والتحميص، وبين الحقيقة والخيال، تمتاز رواياتها بدقة التصوير وصدق التعبير عن بيئتها وطبقتها الفقيرة الكادحة، وكانت رغم أنها قضت حياتها وحيدة بلا زوج – لفقر اسرتها المدقع بالأضافة إلى اعاقة فى فخدها طالما عانت منها – كانت تحرص بأستمرار فى رواياتها على التأكيد أن حب المرأة يصنع المعجزات، وهو قادر على إنقاذ الرجل، وعلى مر التاريخ، ظل النقاد يتساءلون: مالذى يدفع سلمى دائما فى أعمالها، لرسم الملامح النفسية لرجال يفشلون فى التكيف مع الحياة، ولا يعود إليهم السواء الأجتماعى المفقود الا بعد الوقوع فى غرام امرأة؟ وهل يرجع السبب إلى نشأتها بين أب طاغ مدمن كحول وأم تضطلع بدوره للحفاظ على كيان الأسرة؟


كتبت عن تجربتها في الكتابة :

"عندما أكتب أعيش في وحدة كبيرة، وعلي أن أختار بين عيشتي وحدي وأنا أكتب، وبين أن أعيش مع الآخرين ولا أقدر على كتابة كلمة واحدة" وبعد أن تنتهي من الكتابة تقول : يخيل إلي أن شخصا آخر هو الذي كتب لي

ومن أعمالها أيضا "الروابط الغير مرئية" 1894، "عجائب المسيح الدجال" 1897، "ملك البرتغال" و"البيت العتيق". اخر اعمالها الملحمة الثلاثية - حلقة لوينسكولد - شارلوت لوينسكولد - آنا سفارد 1925-1928 والتى خطته وهى تبلغ من العمر سبعون عاما.

وقد منحت جائز نوبل في الأدب تقديراً لإبداعها في تصوير مشاعر النفس البشرية والخيال النابض بالحيوية والمثالية النبيلة التي تميز أعمالها. كما تم اختيارها عضوا بذات الأكاديمية التي منحتها الجائزة في عام 1914 كأول أمرأة تنتخب عضوة بها. وفى عام 1928، حصلت على الدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعة جريفس فالد الألمانية.

سنة 1940 انهى الموت اسطورة امراة شبه مشلولة ، تسنمت ذرى المجد بصبر وجهد ومثابرة وجد، حتى بلغت اعلاها، عن اثنين وثمانين عاما من البذل والتفاعل والعطاء.

وقد كرمتها السويد بإطلاق اسمها علي فندقين كبيرين فيها، كما أن منزلها الذي عاشت به "مورباكا" تحول إلى متحف يضم مقتناياتها. واعتباراً من عام 1992، قررت الحكومة السويدية وضع صورتها على العملة الرسمية فئة 20 كرونا.


 الرابط التالى لقراءة بعض أعمالها المترجمة للأنجليزية أون لاين

http://www.readbookonline.net/books/Lagerlof/259/

لقائمة أعمالها :

http://en.wikipedia.org/wiki/Selma_Lagerl%C3%B6f




تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال & تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل"

الاثنين، أغسطس 29، 2011

نساء نوبل – "السلام" - 1\12

 أنا لا أفهم فى السياسة ولست مؤهلة لأن أكتب عما يحدث فى بلدى فأشياء كثيرة لا أفهمها وأحب أن أحتفظ بقناعاتى لنفسى وخاصة أن مجالات الحوار تتحول إلى ساحة من السباب والشتائم والأتهامات الغير مبررة دون مراعاة للعديد من الأشياء لذا فأنا مقتنعة تماما بأن قلمى ليس مخولا لأن يخط مقالا سياسيا ويكفى الجميع الزخم اللانهانى من الكتابات والمقالات والأحاديث.

لذا فقد أتخذت قرارا منذ فترة بأن تكون مدونتى بشكل رئيسى صفحة للأفادة فهى طريقتى العملية التى تجعلنى أشعر بأننى أشارك بشكل فعلى فى أن أكون ولو نقطة مضيئة فى عالم لا ينتهى من المعرفة أمنحه لقارىء مدونتى.

واليوم وجدتنى أحتفظ بكتيب قيم هدية من مجلة زهرة الخليج تحت عنوان "نساء نوبل" وهو إصدار يناير 2000 وقد فكرت أن أطرح هنا نبذة مختصرة عن كل سيدة حصلت على جائزة نوبل على أن أبدأ أولا بعرض الحاصلات على الجائزة فى مجال الأدب.

ومن المعروف أن بين جائزة نوبل والنساء حكاية طويلة بدأت فصولها فى وقت مبكر ، إذ لم تمض سنتان على إنشاء الجائزة عام 1901 حتى حصلت عليها امرأة هى مارى كورى عام 1903، التى عادت وفعلتها مجددا عام 1911. وكان فوزها بالجائزة فى مجالين كانا لزمن طويل حكرا على الرجال وهما الفيزياء والكيمياء.

وقد كانت إمرأة وراء إنشاء جائزة نوبل للسلام وحكاية هذه الجائزة هى أولا حكاية حب. فقد كان ألفريد نوبل مغرما بالنمساوية برثا كينكسى التى عملت معه بعض الوقت (1833-1896) وحين طلبها للزواج رفضت الفكرة أعتراضا منها على عمل نوبل فى صناعة الديناميت، الذى كانت ترى فيه مصدر تدمير يزيد المخاطر على البشرية. وهكذا تزوجت برثا بالبارون فون-ساتنر وحملت أسمه لكنها بقيت على صداقة مع نوبل، وأقنعته بإنشاء جائزة للسلام للتكفير عن ذنوبه وهكذا كان وكانت برثا أولى حائزتها سنة 1905.

برثا- فون ساتنر Bertha-von-Suttner


تعتبر برثا الأولى من بين تسع نساء حزن على جائزة نوبل للسلام خلال القرن العشرين. ولدت برثا عام 1843، وقد قام والدها الكونت كينكسى بتربيتها وتعليمها تعليما رفيع المستوى، وحرص على أن تتقن عدة لغات. وبعد أن دارت الدوائر على أسرتها، ومرت بعدة نكبات، أضطرت للألتحاق بوظيفة مربية لدى عائلة "فون ساتنر" ثم تزوجت بالأبن البكر للأسرة بعد قصة حب.

وبدأت برثا تستغل وقت فراغها فى كتابة الروايات الأدبية. وفى عام 1887، أكتشفت وجود مايسمى المنظمة الدولية للسلام والفصل بين الدول ومقرها لندن. فقررت أن تقضى بقية عمرها فى العمل من أجل تحقيق مبادئها المثالية المتعلقة بفكرة السلام عن طريق الكتابة والمشاركة فى المؤتمرات، وإلقاء المحاضرات بهدف الكشف عن المخاطر التى تهدد أوروبا. وقد أتسعت دائرة شهرتها بعد صدور روايتها "داى وافن" Die Waffen Nieder سنة 1889 (ألقوا الأسلحة)، والتى تحكى فيها عن أمرأة تناضل من أجل السلام بعد أن فقدت زوجها وأبناءها فى الحرب وقد أكتسبت بسبب هذه الرواية شهرة دولية.



وكانت برثا تؤمن بأن صناعة السلاح تعوق التقدم فى أى مجال، وكانت دائما تجرم وزراء الحرب والدفاع، والدول الكبرى، وصناع السلاح. وطرحت فكرة تقسيم العالم إلى اتحادات فيدرالية، وحثت على تنمية الأستقلالية الأقتصادية والأستعاضة بقوانين السيادة المطلقة عن علاقات القوة. ودعت إلى اقامة منظمات للسلام فى النمسا وألمانيا وأيطاليا وربطها بالمنظمة الدولية الموجودة فى لندن. كما نادت بمهاجمة تضخم الموازنات العسكرية، الا أنها فوجئت بعدم مساندة أصدقائها الأشتراكيين لها. وتوفيت برثا فى يونيو 1914، بعد أن أمضت أخر أيامها فى الأعداد لمؤتمر للسلام كان من المفترض أقامته فى هذا العام فى فيينا. وتعتبر برثا من أشهر نساء بلدها، وهى أول أمرأة كرمتها النسما بإصدار طابع يحمل صورتها فى عام 1965.



الرابط المرفق لقراءة كتابDie Waffen Nieder>"Ground Arms باللغة الأنجليزية أون لاين:
http://www.archive.org/stream/groundarmsdiewa00suttgoog#page/n10/mode/2up

تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال > تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل"

الأربعاء، أغسطس 17، 2011

العلاج بالفن التشكيلى


إيمان عبد الله، فنانة تشكيلية وأول فتاة تستخدم فنها فى علاج المرضى النفسيين وهو نوع من العلاج يسمى "العلاج بالفن،" وهذا النوع منتشر فى الدول المتقدمة منذ سنوات طويلة ، أما فى الدول العربية فتحتل السعودية المركز الأول فى هذا المجال حيث أكثر الأبحاث المتداولة قادمة من السعودية تليها الآمارات ثم مصر. 



إلا أن عدد أخصائيى العلاج بالفن فى مصر قليل للغاية، وذلك لأن هذا النوع من العلاج غير منتشر فى الثقافة العلاجية فى مصر"، لأنه لاتوجد كلية أو قسم فى إحدى الكليات فى مصر تخرج أخصائيين علاج بالفن بالرغم من أهميته، حيث أنه يعتبر مكملاً للعلاج الدوائى للمرضى النفسيين.

تقول إيمان، أخصائية العلاج بالفن -30 عاماً- ، أنها تخرجت فى كلية التربية النوعية قسم التربية الفنية بجامعة القاهرة ثم قررت أن تستخدم فنها فى علاج المرضى ، فحصلت على دراسات عليا فى العلاج بالفن والإرشاد النفسى، كما أنها تعمل فى هذا المجال منذ 6 سنوات.
 وإيمان تعمل معالجة نفسية بإستخدام الفن التشكيلى فى مستشفى د. عادل صادق ، كما شاركت فى العديد من معارض الفن التشكيلى والفوتوغرافيا والورش الفنية.

توضح: أن كل أخصائيى العلاج بالفن فى مصر يعتمدون على مجهوداتهم الذاتية فى تعليم أنفسهم من خلال قراءة الدراسات الأجنبية فى هذا المجال، مضيفة " أشعر بالاستياء بسبب عدم وجود وعى ثقافى أو اهتمام بهذا النوع من العلاج فى كافة المستشفيات".

فهذا النوع من العلاج لا ينفذ على أرض الواقع فى المستشفيات بشكل كبير، حيث أنه بالرغم من وجود أقسام فى بعض المستشفيات لهذا النوع من العلاج إلا إنه غير مفعل ولايطبق بشكل صحيح أو بالشكل الذى يطبق به فى الخارج. فلا يوجد سوى ثلاثة مستشفيات خاصة بالأضافة إلى مستشفيين فقط تابعين للدولة. كما لا توجد مواقع على شبكة الأنترنت تقدم دراسات باللغة العربية ومعظم الأبحاث باللغات الأجنبية.

وفكرة هذا النوع من العلاج تعنى الأستعمال العلاجى للأنتاج الفنى من خلال أبتكار الفن والتمعن فى ماهيته وأشكاله بحيث يستطيع المرضى المصابون بالأكتئاب أو الأضطرابات النفسية أن يطوروا من درجة إدراكهم لأنفسهم والآخرين فضلا عن التأقلم مع الأعراض المرضية والضغوط التى تنتابهم والصدمات التى يمرون بها، فيحسنون من قدراتهم ويستمتعون بحياتهم نسبيا من خلال عمل التشكيل.

وتشرح الدكتورة إيمان أن المريض عندما يأتى وهو يشكو من معاناة ما يطلب منه أن يرسم صورة أو أكثر ثم يتم تحليلها من حيث الأفكار والأسلوب الذى نفذت به والخطوط والألوان والأشكال والعناصر ثم يتم ربطها مع عناصر المشكلة النفسية التى يمر بها للوقوف على مصدر تلك الصور لمعرفة أسباب معاناته. ثم يتم وضع خطة العلاج عن طريق إستخدام الحجج العقلية والتدريب الفنى السلوكى.

وعن نماذج المرضى النفسيين التى قامت بعلاجهم، تقول إيمان " هناك مرضى كثيرين نجحت فى علاجهم بالفن ، بعضهم من الأطفال الذين كانوا يعانون من مرض فرط الحركة وقلة الانتباه "
ADHD"، ومرضى الفصام الذين طلبت منهم أن يرسموا الهلاوس التى يرونها على الورق لكى يدركوا أن هذه الأشياء ليست حقيقية.

وأضافت أن مرضى الإكتئاب أيضاً يمكن أن يعالجوا عن طريق الفن، من خلال استخدام الألوان التى تبعث على التفاؤل ومن خلال إشتراكهم مع مجموعة من الأشخاص فى التلوين للخروج من عزلتهم، كما يستخدم هذا العلاج أيضاً فى التخلص من الآثار الانسحابية من الإدمان.



وتتعامل إيمان مع جميع الفئات العمرية بداية من الأطفال فى سن خمس سنوات وحتى الأشخاص الذين يبلغون سن السبعين إلا أن معظم تعاملاتها مع الكبار وإن كان الصغار يستهويهم الرسم بالألوان وتشكيل الصلصال. ونسب النجاح والأستجابة تقريبا متساوية سواء كان المريض طفلا أو شيخا كبيرا.

والهدف الرئيسى من العلاج هو شفاء المريض فى المقام الأول لكن تقول إيمان إنه إذا تم أكتشاف أن المريض يمتلك بعض المهارات التشكيلية بحيث يمكن تطويرها وصقلها فأنه يتم مساعدته فى الأستمرار وتذكر إيمان أن مريضا شارك بإحدى لوحاته فى أفتتاح أحد المعارض.

أما كيف يمكن تأهيل من يرغب فى ممارسة هذا النوع من العلاج فلابد أن يكون الشخص محبا للمهنة ولديه أستعداد للتعامل مع المرضى حتى لا ينعكس الموضوع بالسلب على المرضى. مع الأخذ فى الأعتبار أن العلاج بالفن التشكيلى لا يعد بديلا للطب النفسى.


 الموضوع بتصرف من مجلة المرأة اليوم (العدد 539) – فنجان شاى

لمزيد من المعلومات :

الجمعة، أغسطس 12، 2011

عميلنا العزيز هدفنا راحتك




أنا من الشخصيات التى لا تحب أن تؤجل أى شىء لآخر لحظة فأنا منظمة ومرتبة جدا فمثلا لو عندى قسط ميعاد أستحقاقه يوم 15 عادة ما أدفعه يوم 10 فلا أحب ترك الأشياء لآخر دقيقة فغالبا شىء ما يحدث لو ترك لأخر لحظة. المهم حتى لا أطيل فى المقدمة (إلى أكيد حتطول). يأتى كل أول شهر يعنى أول كده ما الواحد بيأخد مرتبه (إلى اصبح ربع الى كنت بخده من 2 سنة وللى مش متابعنى أنى قعدت 2 سنة من غير شغل بعد ماسبت شغلى الى قبل كده ولم أجد أى عمل غير إلى انا فيه دلوقت بس قبلته لعدة أسباب مش مجاله هنا ) – ماعلينا كل أول شهر يقسم المرتب والمعاش فى عدة أظرف بتروح لصاحب نصيبها من تسديدات فى 3 بنوك وواحد من البنوك قرر أن يقوم بعمل خدمة جديدة للعملاء على ماكينة ATM وهى حتنفع العملاء إلى الذين يقوموت بتسديد فواتيرهم فى آخر لحظة يعنى لو الفاتورة أو القسط يوم 15 العميل حيقوم بتسديدها الساعة 11 الا ربع ليلا قبل ما اليوم يقلب ويبقى 16 - فائدة الخدمة الجديدة ديه أنها بتدخل فلوس العميل عالطول فى حسابه كأنه واقف على شباك البنك –  لأن العميل العزيزإلى البنك عايز راحته فهم أنه بيسدد فى أخر لحظة فكل إلى حيعمله حيحط الفلوس عالطول فى الماكينة أصل قبل كده كان العميل بيحط الفلوس فى ظرف ويكتب أسمه ورقم الحساب والمبلغ إلى داخل الظرف ويودع الفلوس فى الماكينة فى مكان مخصص للظرف والأجراء ده بيأخد يومين علشان يطلع الفلوس فى الحساب – البنك قام بإلغاء الأظرف وقال للعميل لو سمحت حط فلوسك فى الماكينة عالطول بلا ظرف بلا ديالوا طيب حد يسألنى إيه المشكلة – إيه المشكلة؟؟ المشكلة أنى أول أمبارح رحت أسدد القسط كالعادة وانا راجعة من الشغل وصلت البنك 4 ونصف ماتنسوش إحنا فى رمضان لاقيت طابور واقف على ماكينة واحدة ATM  خير ياجماعة قالوا لى الماكينات الأخرى مش شغالة البنك فيه 3 !!! عموما ديه مش مشكلة لان العملاء أتعودوا أنه أى يوم يكون قبض أو تسديد مستحقات ماكينة واحدة بس بتشتغل ديه سمة رئيسية فى كل بنوك جمهورية مصر العربية إى والله تقولش متفقين!!! كان فيه حوالى 3 أشخاص دورهم قبلى الدور كان على واحدة شابة معاها والدتها ست كبيرة وكان واضح أنها أول مرة تستعمل الخدمة ديه (وأنا كمان شرحه أول مرة أشوفها لأن لحد الشهر الى فات كان لسه نظام الظرف اللطيف موجود) – المهم جيه شاب يساعد البنت وكل ما تحط الفلوس الماكينة تعد وتطلع لها 100 جنيه مش عايزة تأخدهم والبنت واقفة لايصة واحد قالها أنزلى فكى من المقلة الى تحت خليه يديهالك عشرينات وتعالى حطيها – نصائح المصريين – واحد تانى محدش ياجماعة معاه فكة 100 علشان ماتنزلش وتطلع وطبعا مافيش بطلة معاها فكة غيرى فكيت لها 50 و50 ووقفت تانى على الماكينة تعيد نفس الخطوات والشاب بيساعدها ووالدتها قعدت تشكرنى كأنى عملت لهم معجزة وطبعا قالت لى شايفة العطلة والحمدلله أنا النهاردة جايبة أكل جاهز علشان نلحق نفطر وطبعا الناس كلها سمعاها لأن الحتة الى أحنا واقفين فيها أد الخن - وفى سرى طبعا قلت ياريتنى عملت كده أنا كمان – المهم كل واحد قبلى الماكينة لازم تتطلع له ورقة مش داخلة مزاجها ولا مزاج الماما والناس بقوا طابور طويل ورايا وكل واحد بيشتم فى البنك الى أجتمع عليه الجميع أنه أكبر بنك حرامى وأنه بيعذب الناس مع أننا جايين ننفعه ونديله فلوس. وجيه دورى أنا بقى الشملولة الراجل الى قبلى قلبه حس أنه حتحصل لى حاجة قالى هاتى ياحاجة أساعدك وماله ياخويا خد منى الفلوس وسالنى على رقم الحساب الى بتدخله على الشاشة وإلى المفروض محدش يعرفه بس كل مصر يومها عرفت حساب كل شخص واقف على الماكينة ديه لان كل واحد بيساعد التانى –المهم أنه أنا IT وعارفة أن مش المفروض حد يقول حساب حد بس الحقيقة لاقيت أن البنك عايزنا نتشارك وجدانيا فى هذا الشهر الفضيل فحبيت أديه له الفرصة ديه – دخلت الفلوس أول مرة الماكينة- تررررررررررر (ده صوت الماكينة وهى بتعد) عدت الفلوس وراحت مطلعة لى نصف المبلغ ماعجبهاش مع أن الفلوس ديه فلوس المعاش واخدها من ماكينة بنك تانى يعنى مش عملها على إيدى – المهم الراجل حط الفلوس بشكل تانى بعد مافرزهم ووضبهم والماكينة راسها وأول سيف لا تقبل المبلغ الرجالة الحلوة الى ورايا قالوا لى حطى فلوس غيرها ياحاجة ده على اساس أن المفروض يبقى معاك فلوس استبن تعادل القسط الى حتحطه ولأنى شملولة كنت ساحبة فلوس لأنى مسافرة ووقفت فتحت الشنطة وطلعت نصف المبلغ فئة 100 بدل فئة 200 إلى ماكنتش عاجبة الماكينة والرجل لسة واقف معايا سألنى تانى على رقم الحساب الى حفظه بس كان بيتأكد وكمان الرجالة حفظوه وقالوا له عليه قبل ما أنطق لأن طبعا الرجل جرب 3 مرات قبل المرة الرابعة ديه قدام العالم الى واقفة فى الطابور وأنا واقفة أعتذر للناس والناس تقول لى مافيش حاجة ياحاجة كلنا بيحصل لنا كده- الماكينة خدت المبلغ وراحت مطلعة ورقة ب100 مش عاجبها برضة كانت مندسة وغالبا هى 100 الى أنا فكتها للبنت والرجل الى معايا يقول لى شوفى ياحاجة ورقتين 50 تانين بسرعة قبل ما الماكينة تقفل (قصده على المكان الى بندخل فيه الفلوس) وأنا أتلبخ وأقلب الشنطة وكيس الفلوس والنظارة النظر وأطلع له الفلوس. قعدت من الساعة 5 الا ربع للساعة 5 وأنا بأودع الفلوس وموقفة ورايا طابور والناس بتشجعنى زى ماأكون فى ماتش كورة ويقولوا لى معلش هى الخدمة ديه علشان الفلوس تتحط فى الحساب عالطول وتسمع فى ساعتها طبعا لو كنت قلت لهم أن ميعاد القسط لسة فاضل له 5 أيام كانوا قتلونى لأنى سألتهم هو فيه حد بيستنى لأخر لحظة يدفع إلى عليه ضحكوا وقالول لى أحنا!!! طبعا فى كل مرة الفلوس بتتحط فى الماكينة الماكينة بتعدها تررررررررررررر وتطلع على الشاشة أتحط فيها كم ورقة وفئة إيه يعنى لو حاطط ورقيتن ب 200 و3 ورقات ب 50 وعشرة ب 100 حتعد وتفنط لك وبعيدن تطلع ورقة زى إيصال كده بالمبلغ إلى أتحط. وأنا ماشية أقترحت على الناس أننا نبقى نغسل الفلوس كويس ونكويها قبل مانيجى نحطها فى الماكينة علشان الماكينة ترضى على فلوسنا وتأخدها بسلاسة مع أن كلنا ساحبين الفلوس من ATM برضة.
شفتوا الحكمة عميل البنك ممكن البنك يلبسه فى فلوس مقطعة أو مكتوب عليها أو مش جديدة مافيش مشكلة لكن الماكينة العروسة الحلوة لا تقبل غير العملة الورقية التى تبرق والجديدة لانج – وياترى عميلنا العزيزحتجيب الورقة ديه منين؟؟؟ عملينا العزيزهدفنا راحتك والعمل على سرعة تلبية رغباتك ومهمتنا هشتكتك وبشتكتك سألت نفسى وأنا مروحة ياترى الناس الى كانت ورايا ولسة حتسدد فواتبرها المستحقة يوم 10 حتلحق تفطر فى بيتها – أشك. وفكرت ياترى حأعمل إيه الشهر الجاى لسة فاضل لى 2 سنة على ما القسط يخلص يالهوى!!!!!!!!!!!!!!!



قلمى

السبت، أغسطس 06، 2011

بدون عنوان


فى جريدة المصرى اليوم قرآت الخبر التالى:

تعرضت طفلة معاقة لحادث مأساوى بشع بالسويس، الضحية تبلغ من العمر ثلاث سنوات، التهمتها الفئران وهى على قيد الحياة. قال خال الضحية إنه تركها فى المنزل وحدها وعاد ليجد الفئران تهاجمها. تحرر محضر بالواقعة وتولت نيابة الأربعين التحقيقات تحت إشراف المستشار محمد شلبى، مدير النيابة الكلية.

تلقى اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، إخطاراً من نقطة شرطة مستشفى السويس العام بوصول الطفلة «منى صبحى جميل- ٣ سنوات» جثة هامدة إثر انتزاع أجزاء من جسدها الصغير.

انتقل رجال المباحث إلى عنوان الضحية، وتبين أن الطفلة كانت معاقة ولا تتكلم وتعانى شللا بقدميها، وأنها تعيش مع خالها عقب انفصال والديها عن بعضهما، حيث تركتها الأم لتقيم فى القاهرة، وسافر الأب إلى الصعيد وتركها مع خالها لتقيم معه فى عزبة الصفيح بكفر العرب بآخر شارع الغورى، إحدى المناطق العشوائية شديدة الفقر بالسويس، والتى يعانى سكانها من ضعف الموارد والخدمات.

الطفله المعاقة لم يتركها القدر إلا وأوقعها فى إهمال جديد من أسرتها، تركوها ضحية الانفصال والاهمال.

وبسؤال المباحث لخال الطفلة قال: إن الكهرباء انقطعت عن منطقتهم ساعات قبل موعد الإفطار، فخرج وترك الصغيرة نائمة على السرير ليحضر شمعاً، خوفاً من أن يستمر انقطاع الكهرباء حتى دخول الليل، خاصة أن بيتهم الصغير مظلم ولا يدخله ضوء النهار، وحينما عاد قبل الإفطار بـ١٠ دقائق ليحضر الطعام ويأكل مع الصغيرة وجد كمية كبيرة من الفئران، وقد خرجت من الشقوق وهاجمت السرير والتهمت أجزاء من وجه الطفلة وقدميها وذراعيها وبطنها، ولم تمكنها إعاقتها التى بقدميها وكونها خرساء من الاستغاثة بأحد، وتعذبت الصغيرة وهى تشاهد الفئران وهى تلتهمها حتى قضت عليها وتركتها جثة هامدة. تحرر محضر بالواقعة، وتولت نيابة الأربعين التحقيق، وقررت استدعاء والديها للاستماع لأقوالهما فى الواقعة، وصرحت بدفن جثة الضحية.



لقد أنهمرت دموعى حين قرأت هذه المأساة والله لم أفكر سوى أن الله العزيز القدير قد رحمها حين أسترد وديعته بجواره فهو الأدرى والأرحم بعباده.

تلك الطفلة ضحية لأب تخلى عن مسئوليته تجاه طفلة مريضة وأم تحجر قلبها على فلذة كبدها فهجرتها هى ضحية خال هو نفسه ضحية الفقر والجهل فالخال أعتاد على القبح والقذارة من حوله فى المكان الذى يقطن فيه.

هى ضحية المسئولين الذين لا يعرفون شىء عن سكان مثل تلك المناطق التى لا تتوفر لهم أبسط سبل الحياة الأنسانية.

هى ضحية الجمعيات الخيرية والمتبرعين الذين لا يعرفون شىء عن الأعمال الخيرية سوى توزيع الطعام وكأن الفقير لا يحتاج فى هذه الحياة سوى أن يملاء فمه ومعدته بالطعام.

هى ضحية عدم توفر مراكز علاجية وطبية لتقديم خدمات واحتضان لمثل هذه الحالات المرضية بالمجان للذين لا تتوفر لهم الأمكانيات للعلاج حتى وأن لم يتوفر لمثل هذه الحالات العلاج فهناك سبل لأدراج مثل هؤلاء الأطفال فى برامج نفسية وتربوية وتعليمية.

هى ضحية للقذارة التى أعتاد عليها أهل العشوائيات الذين هم ضحايا لقلة الوعى وللجهل والذين لا يصلهم أى شخص ليتحدث إليهم ويقوم على توعيتهم ولا تصلهم أدنى مساعدات للرقى بمستواهم الأجتماعى وعدم خضوعهم لأمتهان كرامتهم وأنسانيتهم.

هى ضحية لمسئولى الكهرباء الذين يقطعون الكهرباء عن الأحياء الفقيرة بينما لا يتم قطع الكهرباء عن الأحياء السكنية التى يقطن فيها كبارات البلد.

هى ضحية "رضينا بالهم والهم مش راضى بينا" حين نرضى بأن نهان وأن نذل ونعيش فى جحر لاتدخله شمس النهار وتقاسمنا فيه الفئران فى السكن.

الطفلة منى ليست ضحية الفئران ولاضحية عجزها هى ضحية لمنظومة فاسدة من الألف للياء بدأت من البذرة التى وضعتها فى رحم الحياة لتلفظها خارجها بكل قسوة. هى ضحية للتوحش الذى أصبح سمة من سمات المجتمع المصرى لدرجة لا ترحم.

هل حقا سيضع المرشحين للرئاسة العشوائيات فى أولوياتهم كما أدعى البعض فى حوارتهم؟ هل الأموال التى قرر المشير طنطاوى منحها لمشروع العشوائيات ستصرف بمشروعية وبما يرضى الله؟ وهل ستكفى لمنح آدمية لفئة عريضة من المواطنين قاطنى العشوائيات الذين لا يعرفون سبيل فى هذه الحياة لقتل شعورهم بالمهانة سوى ممارسة البلطجة والمزيد من القهر على المستضعفين أو فى أهون الأحوال التسول؟

هل سيأتى اليوم الذى ينظر فيه بعين الرأفة والعطف لأمثال هؤلاء الذى يعتبرهم البعض حثالة المجتمع قبل أن يلتهمهم المزيد من الفئران وهم باقون بلا حراك فى جحورهم المظلمة المتعفنة!!!

أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.

قلمى