الثلاثاء، مارس 23، 2010

جائزة الشاعر محمود درويش وفى مواجهة المدفع



قررت الحكومة الفلسطينية اعتبار يوم الثالث عشر من مارس في كل عام والذي يوافق مولد درويش يوما للثقافة الفلسطينية ومنحت (مؤسسة محمود درويش) التي تأسست بعد وفاته جائزة محمود درويش للثقافة والابداع لعام 2010مناصفة بين الكاتبة المصرية أهداف سويف والكاتب الجنوب افريقي برايتن برايتنباخ
تميزت أهداف سويف بأعمالها الابداعية والتي اهتمت بالدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني وابراز هذه القضية على نطاق دولي واسع
أما برايتن برايتنباخ من الكتاب المرموقين في جنوب افريقيا وصديق محمود درويش ومن المعروفين على النطاق العالمي كمناضل ومبدع ضد العنصرية ونظام الابارتيد ووقوفه الحازم الى جانب الشعب الفلسطيني واستقلاله

وفى كتابها «فى مواجهة المدافع» الذي جمعت فيه مقالاتها في صحيفة الـ«غاردين» البريطانية، عن زيارتها إلى فلسطين وأثار جدلاً كبيراً يومها، أولاً بالعربية، ثم بالإنكليزية وكانت جريدة الجارديان البريطانية كلّفتها بزيارة الأراضي الفلسطينية عقب اندلاع الانتفاضة الثانية ببضعة أشهر، من أجل كتابة تحقيق صحفي عما رأته هنالك، وكانت المشاهد والعذابات التي رأتها سويف مروّعة.
وزيارة سويف تسببت بهجوم كبير عليها في العالم العربي والمملكة المتحدة أيضاً. عدّها عدد من العرب دعوةً صريحةً إلى التطبيع. بينما تعرّضت في بريطانيا لهجوم بحجة التحيّز في تناول معاناة الفلسطينيين، من دون الاستماع إلى الطرف الآخر. لكنّ الهجوم العربي على الكاتبة سرعان ما خفت، إذ كتب عدد من المثقفين البارزين دفاعاً عن موقفها، كما دافعت هي نفسها قائلة: «كنت واضحة ومتصالحة مع نفسي، رأيت أنّه لا بد من أن يكون هناك مَن ينقل صورة حقيقية وحيّة لما يحدث في الأراضي الفلسطينية للقارئ الغربي». وبعد مقالاتها في الـ«غاردين»، تغيّرت النظرة إلى فلسطين قليلاً وأصبحت الصحيفة تسمح بخطّ أكثر تعاطفاً مع العرب.
و أشارت إلى مدى الظلم الإعلامي الذي يقع على فلسطين والمنطقة العربية في الخارج؛ مؤكدة أن هذه الصور الخاطئة والمغلوطة التي يبثها الإعلام الغربي حيال الثقافة العربية والتراث العربي مقصودة بهدف تشويه المنطقة لتمرير المشروع الإسرائيلي
وحينما عادت من فلسطين المحتلة كان همها هو كيفية جعل العالم كله يرى ما رأته هنالك، وهكذا اجتمعت مع عدد من أصدقائها وصديقاتها من أجل التفكير في منظومة ما تروّج للحق الفلسطيني والقضية العربية
هكذا تألفت منذ ثلاث سنوات جمعية مسجلة رسمياً في بريطانيا تسمى "جمعية الأحداث الملتحمة"، الهدف منها العمل الثقافي في الأراضي العربية المحتلة؛ لأن حق الفلسطيني في التثقف هو جزء من مشروع المقاومة، كما تسعى الجمعية إلى تعريف المثقفين والكتاب والفنانين في الغرب بالحق الفلسطيني، وبما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ خاصة الفئة التي تقف في الصف الإسرائيلي ومحسوبة على اللوبي الصهيوني
وتقرر انتقاء الفئة الأخيرة تحديداً؛ خاصة الذين يكتبون بجريدة نيويورك تايمز الأمريكية والصحف الأمريكية التي تنتمي إلى التيار المحافظ المؤيد لإسرائيل
وحرصت أهداف سويف على الاتصال بالشخصيات الفلسطينية المؤثرة، مثل المفكر الكبير إدوارد سعيد والأستاذ مريد البرغوثي، من أجل الحصول على نصائحهم ودعمهم حيال الجمعية الوليدة
وهكذا بدأت قوافل الجمعية تزور الأراضي الفلسطينية زيارة سنوية، وتقوم الجمعية بدعوة واستضافة عدد من الصحفيين والفنانين والكتاب الغربيين في تلك الرحلة، ليتعرف هؤلاء جميعاً على ما يجري من ظلم وطغيان، وأشارت سويف إلى أن الجمعية تتكفل بكامل مصاريف هؤلاء الكتاب، كما لا تشترط عليهم الكتابة أو التحدث عما يرونه هنالك؛ حيث راهنت سويف أن ضمائرهم الحرة سوف تعمل وحدها عقب العودة من فلسطين المحتلة
وأوضحت سويف أن هذا هو ما حدث بالفعل للكثيرين ممن ذهبوا مع القافلة؛ حيث كانت الساعات الأولى هادئة على الجميع، قبل أن يبدأ الوجوم يسيطر على الكتاب الغربيين؛ مما يرونه من حياة بالغة القسوة وسط الدبابات الإسرائيلية، وسط انقطاع تام لأبسط الحقوق والمرافق الحياتية والإنسانية، قبل أن يتحول الأمر إلى بكاء وغضب من الكتاب الغربيين للمهزلة الإنسانية التي تمر بها فلسطين المحتلة
وأكدت سويف أن الكثير من ضيوف تلك القوافل عادوا إلى بلادهم وبدؤوا في الكتابة بالفعل عما رأوه، كما أن البعض الآخر بدأ يتفهم حقيقة دور اللوبي الصهيوني في بلاده على ضوء هذه الزيارة؛ فهنالك كاتب بريطاني تتابعه الصحف أينما ذهب؛ ولكن مع زيارته مع القافلة قامت هيئة الإذاعة البريطانية BBC بإلغاء حديث أجرته معه؛ مما أصاب الكاتب الكبير بالدهشة والغضب مما يجري، بعد أن كانت الصحف الغربية تتسابق لتنال حديثاً منه أو خبراً عنه؛ مما جعل زيارته مع القافلة توضح له حقيقة ما يجري في دولته ذاتها.

ولاهداف سويف مجموعة قصصية «زينة الحياة» وهى الأكثر شهرة بين القراء المصريين خاصة قصة «السخان» التى أحدث نشرها فى مجلة «الهلال» قبل سنوات ضجة كبيرة، نظرا لجرأتها، وأهداف سويف تكتب بالإنجليزية، حيث درست اللغويات فى جامعة لانكستر بانجلترا، وعملت بتدريس الأدبين الإنجليزى والأمريكى بجامعتى القاهرة والرياض، وصدر لها عدة أعمال منها: «عائشة»، «فى عين شمس» و "خارطة الحب" التى قامت دار الشروق مؤخرا بنشرها باللغة العربية .

وتجري أحداثها خلال الانتداب البريطاني على مصر، وتتعرف فيها آنا وينتربورن الإنجليزية على شريف البارودي المصري بعد أن يختطفها شبان وطنيون وهي متخفية في هيئة رجل، ليكتشفوا أنها امرأة. وتؤكد آنا لشريف أنها لن تشي بهم أو تعطي معلومات عنهم مقابل مساعدتها في الترحل عبر أرجاء مصر للتفرج والترويح عن النفس. وتفي بوعدها بعد إطلاق سراحها، فيصطحبها شريف في رحلة إلى صحراء سيناء تلتقي فيها بالبدو هناك. ويقع الاثنان في غرام بعضهما، وتقرر آنا الزواج من شريف رغم استهجان معارفها وسخط وازدراء الحاكم الإنجليزي للفكرة برمتها. ويجري الزواج وسط أجواء معارضة شديدة لتكون ثمرته الصغيرة نور
وتستعرض أهداف سويف السجالات السياسية والثقافية لتلك الفترة الحرجة من تاريخ مصر الحديث, إلى جانب المناورات والأحداث السياسية بين القصر والحكومة واللورد كرومر والوطنيين المصريين. وهنا تتجلى براعة الكاتبة في الرجوع الى الأرشيفات التاريخية واستنطاقها، ومقدرتها في الطرح والاستعراض لرسم صورة لأجواء تلك الفترة المشحونة والغاضبة من تاريخ مصر. وكأن لسان حالها يقول للقارئ الإنجليزي، لقد كانت هناك قصة أعقد وأكبر من مجرد اختزالها في شعار مساعدة الرجل الأبيض للشعوب المستعمرة. وتنخرط آنا إلى جانب شريف البارودي في نضاله مع رفقائه من الوطنيين في سبيل تحرير مصر وفكها من قيود الانتداب البريطاني. وبعد فجيعتها بموت شريف تضطر لاصطحاب ابنتها نور البارودي إلى باريس تاركة وراءها مصر وكل من أحبتهم وأحبوها فيها
ولا تغيب مصر المعاصرة عن الرواية بفضل الحبكة الطريفة التي ابتدعتها أهداف سويف. فبينما تدور أحداث القصة الرئيسية لآنا وشريف البارودي زمن الانتداب البريطاني لمصر، تكشف أمل الغمراوي تفاصيل هذه القصة في زمننا المعاصر، إذ بعد أن تعثر إيزابيل الصحفية الأميركية في بيت والدتها المريضة على صندوق يحتوي على رسائل وقصاصات من صحف عربية، تلجأ إلى عمر الغمراوي طالبة منه مساعدتها في معرفة أسرار هذا الصندوق، فيعمد عمر إلى تعريفها بشقيقته أمل التي تعيش في القاهرة والتي تتولى بعد ذلك تصنيف الرسائل ومحتويات الصندوق وترتيبها. ولا تغيب بعض من هموم مصر المعاصرة عن هذه الرواية، فهناك المواجهات المسلحة في الصعيد بين من يسمون بالجماعات المسلحة والدولة، ومسألة النزاع العربي الإسرائيلي والسلام البارد والتطبيع مع إسرائيل وتحضر قضية الشعب الفلسطيني في الرواية باقتران جد أمل وعمر الغمراوي بفلسطينية من عائلة الخالدي التي يأتي أقاربها من فلسطين لزيارتها، مقدمين شهاداتهم للقارئ لما يجري هناك من فظائع يرتكبها الإسرائيليون، ومحاولات الصهاينة سرقة الأرض
ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن رواية "خارطة الحب" كانت من بين الروايات التي رشحت لنيل جائزة "بوكر" الأدبية أرفع الجوائز الأدبية البريطانية، غير أنها لم تفز بالجائزة رغم ما نالته من ترشيح قوي. ولم يتضح السبب في ذلك إلا بعد إعلان أحد أفراد لجنة التحكيم فيما بعد أن ذلك يعود لما تعكسه الرواية من موقف إزاء الصهيونية وإسرائيل.

بقى أن تعرف عزيزى القارىء أن الدكتورة أهداف سويف كانت أستاذتى فى الجامعة لمدة عام قبل رحيلها لانجلترا وأكن لها أعجابا شديدا وأحتراما وقد بلغت أهداف اليوم 23 مارس الستين عاما وما كتبته عنها اليوم هو أبسط ما يمكن تقديمه لها من تقديروتحية رقيقة وأتمنى أن تسنح لكم الفرصة بقراءة كتبها وخاصة فى مواجهة المدفع وخارطة الحب.

قلمى والاستعانة بمعلومات من الانترنت

هناك 3 تعليقات:

  1. يعني مش بس اضطهدت من الإنجليز والأجانب لا وكمان العرب ؟؟عليه العوض ومنه العوض بجد ...خلينا دافنين راسنا في الرمال زي التراب ...أصبحنا مثل القرود الثلالثة ( لا نرى لا نسمع لا نتكلم ) ولا تعليق

    ردحذف
  2. اولا مين سلام فياض دا مش رئيس الحكومة الفلسطنيه عباس ابو مازن ؟
    ثانيا والله نفسى انا الجوايز دى تتحول لفعل عملى مش مجرد مقالات وووو بس

    ردحذف
  3. هشام الذى قرر هو سلام فياض حسب الخبر المنشور من 2008 اما الجوائز فده شىء رمزى ونشكرهم عليه لتكرميهم لاديبة مصرية هى بروحها وقلمها مع القضية الفلسطينية ومش مشكلة لما نكتب مقال نكرم فيه واحدة من أديبتنا وأنا شخصيا لن أتوقف عن الكتابة عن من يستحق التكريم وتم تكريمهم وده أبسط حقوقهم

    نو: على رأيك ولا تعقيب

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))