الجمعة، مارس 12، 2010

ياسمينا خضرا - نموذج مختلف

منذ سنتين دخلت المكتبة لشراء كتاب ما وقد كنت فى عجلة من أمرى الا أنه لفت نظرى أسم رواية بأسم "الصدمة" لياسمينا خضرا ولم أكن قد سمعت عنها من قبل وبالطبع قمت بشراء الرواية.

 تحكى الرواية عن طبيب جرّاح اسمه أمين جعفري، فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية لكنه يعيش على هامش الصراع السياسي منخرطاً في الواقع الذي نشأ فيه. يمضي حياته بين عمله وزوجته. تحصل عملية انتحارية في احد مطاعم تل أبيب، فيهب إلى معالجة المصابين. وبينما كان منهمكاً في إجراء العمليات الجراحية تباعاً، للمصابين الناجين من الموت، يُستدعى الى أحد أجنحة المستشفى للتعرف الى الجثة الممزقة للمرأة الانتحارية، بوجود اثنين من رجال الأمن. لدى معاينتها، يصاب بالذهول وتتداعى الأرض تحت قدميه، إذ يكتشف أن الجثة الممزقة هي لزوجته، التي تبادر الى ذهنه أنها من بين ضحايا التفجير، ولكن التحقيقات أثبتت انها هي التي نفذت العملية الانتحارية، في تل أبيب، ثم يعثر على رسالة صغيرة في منزله، الذي بعثر رجال الأمن محتوياته، كانت زوجته أرسلتها من بيت لحم. شعر الطبيب بأن الحب الذي جمعه بزوجته كان يخفي في قلبه نوعاً من »الخيانة« فهو لم ينتبه مرة الى انخراط زوجته في العمل العسكري. هكذا كانت مأساته مزدوجة وربما أكثر، فقرر ان يسلك الطريق التي أوصلت زوجته إلى العملية الانتحارية، عائداً الى العائلة والماضي والضفة الغربية. ويلتقي الفلسطينيين المستعدين دوماً للقيام بأعمال مماثلة ويستمع الى أخبارهم التي لم يكن قادراً على استيعابها. وهناك، بينما كان الناس يحتفون بشخصية زوجته كبطلة كان يُنظر إليه هو كمرتد وخائن، ويعامل وفقا لذلك بقسوة. يصور الظروف التي يجد الفلسطينيون أنفسهم مضطرين على العيش داخلها في بلادهم.
يكتشف أمين الكثير عن دوافع صراع الفلسطينيين ضد دولة إسرائيل. »ليست هناك من كارثة أكبر من أن يعيش الإنسان تجربة الإهانة«، يوضح له أحد القادة الفلسطينيين. »إنها محنة هائلة يا دكتور. إنها تسترق منك كل طعم للحياة«. هنا يحصل لدى أمين تفهم أكثر، وتتضح له بجلاء الدوافع التي قادت زوجته إلى القيام بذلك العمل العنيف. وفي نهاية الرواية تعود الأحداث إلى بداية الرواية حيث تحدث عملية انتقامية يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين تسفر عن عدد كبير من الضحايا، أغلبهم من الأبرياء ، و يصاب أمين بدوره بجراح خطيرة: وهكذا تنغلق دائرة العنف - دائرة يبدو أنه لا سبيل للنجاة منها.
هذا عن الرواية التى أعتبرتها فى ذلك الحين من أفضل ما قرأت خلال العام 2008
فماذا عن الكاتبة ياسمينا خضرا
المفاجأة أن ياسمينا خضرا هذا ليس اسم كاتبة عربية، إنه اسم روائي جزائري شهير، واسمه الحقيقي محمد مولسهول، صاحب العديد من الروايات التي أثارت جدلا كبيرا في الجزائر وتحولت معظمها الى افلام سينمائية وترجمت إلى أكثر من 29 لغة عالمية منها اللغة العربية والكاتب يكتب أعماله بالفرنسية ومن أشهر روايته بجانب الصدمة أو الاعتداء سنونوات كابول و صفارات بغداد وفضل الليل على النهار

وأسم ياسمينا خضرا هو اسم زوجته التي أحبها وشريكته في الكفاح. فبعد تركه الجيش خلال الأحداث التي شهدتها الجزائر بسبب الإرهاب، نصحته زوجته باتخاذ اسم مستعار، وقالت له: أعطيتني اسمك لمدى الحياة فأنا أعطيك اسمي للخلود. واسمها ياسمينة خضرا، ويقول هو أنه متمسك به الى الأبد ولايريد أن يغير هذا الاسم بعد أن منحه الشهرة، فزوجته دائما تحمل له الحظ السعيد وكان الكاتب قد عانى فترة طويلة في خلواته العسكرية من غياب هذا الكائن الأنثوي الرقيق والطيف الشفاف الملهم جماليا وعاطفيا والمسكون بأكوانه الملونة الهشة ومثل هذا الغياب دفعه الى التماهي مع نصفه الآخر زوجته التي رافقته في رحلة العمر بكل مسراتها وأشواقها وأشجانها وتجاربها المختلفة.

وقد اختار الكاتب الاسم المستعار في العام 1997 قبل ان يكشف عن اسمه الحقيقي في العام 2001

هذا الروائي اختار اسم زوجته لتوقيع أعماله من باب الإجلال والإحترام البالغ الذي يكنه للمرأة عموما والتي تمثل لديه الهوية المكملة لهويته الأصلية حسب تعبيره فلم يعتبرها من الطبقة الدنيا ولا هى عارأو خزى ومجرد التفوه بأسمها ذنب لا يغتفر
تحية لياسمينا خضرا - الزوجة والزوج
(منقول بتصرف من عدة مصادر)

هناك 11 تعليقًا:

  1. تحية لرجل حمل اسم زوجته مفتخرا به كوسام معلق على صدره .وياريت الناس تعتبر .......ولكن مع الأسف لازال على كثير من القلوب أقفالا ...........تسلم الأيادي

    ردحذف
  2. يانو أقفال مصدية كمان ده فيه ناس مش بتكتب فى دعوات الفرح أسم العروسة ؟؟ ده بناء على ايه معرفش - مع أنى أعرف أن أبن تيمية الله يرحمه تيمية ديه تبقى جدته يعنى منسوب لجدته وقد كانت واعظة وشوفى ده كان سنة كام وهو مكانته أيه- ياسبحان الله على الزمن الى أحنا فيه!!!

    ردحذف
  3. القصة والكاتب ينبع معهما روعة الإحساس بالمرأة وإجلالها .. ولكن المشكلة أن المرأة ذاتها لاتدرك قيمة نفسها وتتخلى عما تملكه وتهون بنفسها..شكرا على القصة البديعة واحساسك بها وبكاتبها

    ردحذف
  4. يااااااااااااااااه..انا جسمى بيقشعر

    ردحذف
  5. بجد راجل نموذج

    ردحذف
  6. عندما يكون الرجل كامل الرجوله لايشعر بأى نقص..عندها لايخشى من ظهور المرأه بصوره افضل او بأفضل صوره
    والعكس عندما يشعر بالنقص يتمنى ان يحجمها ويخفيها

    ويطلع عقد اللى خلفوه عليها


    تحياتى

    ردحذف
  7. فى حقيقة الأمر عقلى لا يقتنع بفكرة ان يفجر الشخص نفسه لا من زاوية دينيه و لا من زاوية عقلانية بحته و لم نسمع فى عهد الرسول ان أحد تابعيه كان يرمى بنفسه للتهلكة بهذه الصورة

    أيضا غير مقتنعه على الاطلاق بقتل مدنيين سواء كانوا اسرائليين او غيرهم و لا ارى فى ذلك بطولة


    شكرا لعرضك الشيق

    ردحذف
  8. Tears: أنا ضد العنف بكل اساليبه ومن أى جانب - والصدمة فى القصة هى أنه كان متزوج من زوجته لعشر سنوات لم يشك قط فى أنها فدائية وهذا محور القصة أن تعيشى مع شخص وفى النهاية يتبين لك أنك لم تعرفيه قط - مش ساعات ده بيحصل وكتير كمان؟؟ بأختلاف الحدث

    د\صبرى عندك حق

    لاسع أفندى : حلوة يطلع عقد الى خلفوه عليها :)

    ردحذف
  9. غير معرف14/3/10 12:55 ص

    السلام عليكم

    قرأت الموضوع بعناية ولفت نظري أنه إبان متابعتي لموت الإمام العلامة شيخ الأزهر أنه مات وهو يكتب كتاب المرأة في الإسلام
    رحمه الله
    حدث هذا الترابط بين قصة تدوينتك تلك والأحداث التي مرت علينا الايام الماضية
    شكراً لكِ

    ردحذف
  10. قمة الحب والوفاء والتحضر في النظرة الحقيقية للمرأة
    دائما تأتين بالجديد المثير
    تحياتي

    ردحذف
  11. مش بقولك كل ما اقرأ لكى حاجة بتزودى رصيد دماغى اهو انا مكنتش اعرف اى حاجة خالص نهائى عن هذا الكاتب ابدا تسلمى اختى العزيزة
    وطبعا فكرة انك تعيشى مع انسان وفجاة تحسى انك مكنتيش تعرفى عنه اى حاجة دى واردة جدا
    اما عن احترامه لزوجته وتقديره لها فدى حكاية تانية خاااااااااااااااالص

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))