الاثنين، مارس 01، 2010

بنت الكويت


إنني بنت الكويت
بنت هذا الشاطئ النائم فوق الرمل

كالظبي الجميل

في عيوني أنجم الليل، وأشجار النخيل

من هنا ...أبحر أجدادي جميعاً

ثم عادوا..يحملون المستحيل

إنني بنت الكويت

ومع اللؤلؤ في البحر ترعرعت

ولملمت محاراً ونجوما

آه .. كم كان معي البحر حنوناً وكريما

فانبطحنا عند رجليه رجالاً ونساء

وعبدناه صباحاً ومساء
ونسينا خلق الصحراء..والنخوة ..والقهوة
والمهباج ..والشعر القديما؟؟؟

وغرقنا في التفاهات

هدمنا كل ما كان مضيئاً

وأصيلاً ..وعظيما

إنني بنت الكويت

غرفتي الشمس

ومن بعض أسمائي الصباح
وجدودي اخترعوا الأمواج .. والبحر
وموسيقى الرياح

صادقوا الموت، فلا الخيل استراحت

من أمانيهم

ولا السيف استراح

ثم حلّت لعنة النفط علينا

فاستبحنا كل ما ليس يباح
فالبساتين فراش للهوى
والنساء الأجنبيات

يعطرن ليالينا الملاح

والدنانير على الأقدام ترمى

وعلى الأجساد تصطف القداح

هكذا يا وطني

ترفع رايات الكفاح

هكذا يبكي على الحائط سيف أثري لأبي

هكذا من يأسه، يبكي السلاح

وطني أصبحت لا أعرفه

هل هو البازار؟

والشيكات من غير رصيد؟

ودكاكين القمار؟

هل هو الخمسون ( هامورا) يجوبون البحار؟

هل هو الشعب الكويتي الذي

تذبحه المافيات في ضوء النهار؟

فاغضبي أيتها الأرض التي

ما شاركت في الحرب إلا بالصراخ

والتي ما أنجبت بعد مخاض موجع

غير فرسان المناخ

بنت الكويت

إنني بنت الكويت

كلما مر ببالي عرب اليوم بكيت

كلما فكرت في حال قريش

بعد أن مات محمد رسول الله

خانتني دموعي، فبكيت

كلما أبصرت هذا الوطن الممتد

بين القهر...بكيت

كلما حدقت في خارطة الأمس

وفي خارطة اليوم... بكيت

كلما شاهدت عصفوراً بروما

أو بباريس يغني

دون أن يشعر بالخوف ...بكيت

كلما شاهدت طفلاً عربياً

يشرب البغضاء من ثدي الإذاعات ...بكيت

كلما شاهدت جيشاً عربياً

يطلق النار على الشعب ...بكيت

كلما حدثني الحاكم عن عشق الجماهير له

وعن الشورى، وعن حرية الرأي ...بكيت

كلما استجوبني بوليس قطر عربي

عن تفاصيل جوازي

عدت من حيث أتيت



كاتبة تلك الكلمات هى الشاعرة الرقيقة الدكتورة الكويتية سعاد الصباح المحبة لمصر وقبل أن أكتب عنها – بداية أقول

أخترت الكتابة عن المرأة فى هذا الشهر ليس أنحيازا لبنى جنسى ولا لألقى مواعظ أو أرشادات دينية لكنى فقط وددت أن أخط هنا سيرة بعض نساء فضليات على قدر كبير من العلم والثقافة فما يكاد يذكر يوم المرأة حتى تهب زوابع بأنه فتنة وبأن المرأة مجلبة للخزى والعار وبأن تعليم المرأة لا جدوى منه وأن خروجها لنيل العلم هو الضلال والفساد بعينه وغيرها من الاحاديث التى تظهر جاليا فى هذه المناسبة.

ود\سعاد الصباح هي أول كويتية نالت الدكتوراه في الاقتصاد باللغة الإنجليزية و قد تم ترجمتها للعربية وهى تجيد اللغة الانجليزية والفرنسية بجانب اللغة العربية.

ولدت في 22مايو عام 1942 , و هي الابنة البكر لوالدها الشيخ محمد الصباح الذي حمل اسم جده الشيخ (محمد الصباح)  الذي حكم الكويت بين عامي (1892 – 1896) , وفي عام 1973 حصلت على البكالوريوس في الاقتصاد مع مرتبة الشرف من كلية الاقتصاد جامعة القاهرة, ثم حصلت على الماجستير من بريطانيا و موضوع الرسالة التنمية و التخطيط في دولة الكويت، ثم حصلت على الدكتوراه في الاقتصاد و العلوم السياسية من جامعة ساري جلفورد بالمملكة المتحدة . منحت الدكتورة سعاد الصباح درجة الزمالة من كلية (سانت كاترين) بجامعة أوكسفورد المتخصصة في العلوم السياسية والاقتصادية وشؤون الشرق الأوسط، وبذلك تعتبر أول امرأة عربية من الشرق الأوسط يتم انتخابها لدرجة الزمالة لجامعة أوكسفورد لأعمالها الإبداعية، ولمكانتها العلمية.

اختارها الامين العام للأمم المتحدة بين خمس سيدات منهن حرم الرئيس الامريكي و حرم الرئيس الفرنسي لتكون ضيفة شرف للمؤتمر العالمي للمرأة الذي عقد ببكين عام1995

وكانت قرينة للشيخ المتوفى عبدالله مبارك الصباح الذى كان نائب حاكم الكويت والقائد العام للجيش والقوات والمسلحة فى فترة حكم الشيخ عبدالله السالم الصباح.

وهى عضو مؤسس للمجلس العربي للطفولة و التنمية بالقاهرة، الى جانب عضويتها فى العديد من المؤسسات وقد شاركت في معظم فعاليات المؤتمرات الخاصة بالمرأة والطفولة، والمنتديات والمهرجانات الثقافية والشعرية في الكويت، وعلى امتداد الوطن العربي.

ساهمت مساهمة فعالة في خدمة الحركة الثقافية والفكرية من خلال الدعم والمساندة من أجل واقع ثقافي أفضل، فهي تؤكد دائماً أن الثقافة والشعر رسالة إنسانية، وأن الكويـت ليست نفطـا فقـط بل ثقافـة و عطاء انساني وأن الشاعر والأديب هو مرآة صادقة لواقعه الاجتماعي والثقافي والإنساني. فأسست دار سعاد الصباح للنشر و التوزيع و كان أول إصداراتها إعادة نشر مجلة " الرسالة " المصرية في أربعين مجلدا من بيروت عام .1985

أسست مع زوجها أول هيئة عربية تتولى تشجيع مواهب الإبداع لدى الشباب العربي فكانت جوائزهما التي خصصت أربع منـها للإبداع العلمي و أربع أخرى للإبداع الفكري و الأدبي مـع جــائزة خاصة للأبداع و أربع أخرى للإبداع الفكري و الأدبي مـع جــائزة خاصة للأبداع الفلسطيني

عندما وقعت كارثة الغزو العراقي المشؤوم تقدمت صفوف العمـل و ذلك بالمشاركـة في اللجنـة العليا لتحرير الكويت و قامت بإستئجار إذاعة خاصة للدفاع عن قضية الكويت من لندن و آزرت إصدار النشرات و الكتب و عقد المؤتمرات دفاعا عن وطنها في واشنطن و لندن و القاهرة و جنيـف و براغ بالإضافة الى تحريض منظمات عربية على التحرك النشط ضد العدوان و كتابة المقالات اليومية في الصحف العربية.

بعض مؤلفاتها الشعرية: ومضات باكرة\اليك يا ولدي\فتافيت امرأة \في البدء كانت الانثى \برقيات عاجلة الى وطني

ولها فى الادب مجموعة مقالات "هل تسمحون لي أن أحب وطني" و كتاب توثيقي تاريخي "صقر الخليج عبد الله المبارك الصباح"

ولها العديد من الكتب فى الاقتصاد:

التخطيط والتنمية في الاقتصاد الكويتي ودور المرأة – 1983 باللغة الإنجليزية

الكويت / أضواء على الاقتصاد

أوبك بين تجارب الماضي وملامح المستقبل

السوق النفطي الجديد

أزمة الموارد في الوطن العربي

مجموعة بحوث "المرأة الخليجية ومشاركتها في القوى العاملة"

وأختم الحديث عنها بقصيدة من قصائدها:



يقولون: إنّ الكتابة إثم عظيمٌ

فلا تكتبي

وإنّ الصلاةَ أمام الحروف حَرامٌ

فلا تقربي

وإن مِدادَ القصائد سمٌّ

فإيّاك أن تشربي

وهأنذا

قد شربتُ كثيراً

فلم أتسمّم بحبر الدواةِ على مكتبي

يقولون: إن الكلامَ امتيازُ الرجال

فلا تنطقي

وإن الكتابة بحرٌ عميقُ المياهِ

فلا تغرقي

وهأنذا قد سبحتُ كثيراً

وقاومتُ كلّ البحار... ولم أغرقِ

يقولون إني كسرتُ بشعري جدارَ الفضيلة

وإنّ الرجال هم الشعراء

وأسأل نفسي:

لماذا يُقيمون...هذا الجدار الخرافيَّ

بين الحقول...وبين الشجر

وبين الغيوم...وبين المطر

وما بين أنثى الغزال...وبين الذكر؟

ومن قال: للشعر جنسٌ

وللنثر جنسٌ

وللفكر جنسٌ؟

ومن قال إنّ الطبيعة

ترفضُ صوت الطيور الجميلة؟

يقولون إني كسرتُ رخامة قبري

وهذا صحيح...

وإني ذبحتُ خفافيش عصري

وهذا صحيح...

وإني اقتلعتُ جذور النفاق بشعري

وحطّمت عصر الصفيح

فإن جرّحوني

فأجمل ما في الوجود..غزالٌ جريح


والى لقاء أخر مع المرأة

هناك 7 تعليقات:

  1. ممكن أزود معلومة ؟؟؟

    أيام قصيدة كن صديقي ...هاجمها البعض قائلين أنها قصيدة كتبها نزار قباني و نسبتها لنفسها ...كنت بحب القصيدة دي قوي علشان تعتبر رسالة من امراة إلى ملايين الرجال الشرقيين ...رجال على استعداد لمصادقة المرأة الذكية ولكنهم لا يحبون الزواج بها :

    كن صديقي
    كم جميلاً لو بقينا أصدقاء
    إن كل امرأة تحتاج أحيانا إلى
    صديق
    و كلام طيب تسمعه
    و إلى خيمة دفء صنعت من كلمات
    لا إلى عاصفة من قبلات
    فلماذا يا صديقي ؟
    لست تهتم بأشيائي الصغيرة
    و لماذا .. لست تهتم بما يرضي النساء ؟
    كن صديقي
    إني احتاج أحيانا لأن أمشي على
    العشب معك
    و أنا أحتاج أحيانا لأن أقرأ ديواناً من شعر معك
    و أنا كامرأة يسعدني أن أسمعك
    فلماذا أيها الشرقي تهتم بشكلي؟
    و لماذا تبصر الكحل بعيني
    و لا تبصر عقلي؟
    إني أحتاج كالأرض إلى ماء الحوار
    فلماذا لا ترى في معصمي إلا السوار ؟
    و لماذا فيك شيء من بقايا شهريار
    كن صديقي
    ليس في الأمر انتقاص للرجولة
    غير أن الرجل الشرقي لا يرضى بدور
    غير أدوار البطولة!
    فلماذا تخلط الأشياء و ما أنت
    العشيق؟
    إن كل أمراة في الأرض تحتاج إلى
    صوت ذكي.. وعميق
    و إلى النوم على صدر بيانو أو كتاب
    فلماذا تهمل البعد الثقافي
    و تعنى بتفاصيل الثياب؟
    كن صديقي
    انا لا أطلب أن تعشقني العشق الكبير
    (لا أطلب أن تبتاع لي يختاً و تهديني قصورا وتمطرني عطراً فرنسياً)*
    و تعطيني مفاتيح القمر
    هذه الأشياء لا تسعدني
    فاهتماماتي صغيرة .. و هواياتي صغيرة
    و طموحاتي هو أن أمشي ساعات و ساعات معك
    تحت موسيقى المطر
    و طموحي هو أن أسمع في الهاتف صوتك
    عندما يسكنني الحزن ويضنيني الضجر.

    كن صديقي
    فأنا محتاجة جدا لميناء سلام
    و أنا متعبة من قصص العشق
    و الغرام
    و أنا متعبة من ذلك العصر الذي
    يعتبر المرأة تمثال رخام
    فتكلم حين تلقاني
    لماذا الرجل الشرقي ينسى
    حين يلقى امرأة نصف الكلام؟
    و لماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى
    و زغاليل حمام
    و لماذا يقطف التفاح من أشجارها
    ثم ينام؟!

    ردحذف
  2. قصيدة جميلة لشاعرة حساسة أثرت الشعر العربي وغنى لها مشاهير الغناء أمثال ماجدة الرومي
    سيدتي الفاضلة .. الإبداع إبداع لا يحكمه جنس ولا لون ولا عمر والذين مازالوا يفرقون بين الرجل والمرأة في العطاء هؤلاء يعيشون في عصر غير عصرنا
    شكرا على الإبداع الدائم ودمتي بخير

    ردحذف
  3. ياسلام عليك يانو أنا كنت حأكتب القصيدة ديه وأقول أن ماجدة الرومى غنتها بس بصراحة أنا بقالى فترة كده كل شوية حد مختلف يسيبلى مواعظ وكأنى بأرتكب كفر أو بحرض على فسق لما أنشر حاجة فقلت يا بت قصرى لان بصراحة ماعنديش دماغ اليومين دول لمناقشة مهاترات - وسوف أرد على الايميل أن شاءالله بخصوص الموضوع الاخر -

    د\عاطف جزاك الله خير على دعمك لكتاباتى

    ردحذف
  4. ى انا لسه راجع من الكويت لازم يعنى تفكرينى بيها ؟؟؟ عموما احسنت الاختيار للشعر والشاعرة

    ردحذف
  5. مامتى الجميله الرقيقه

    وحشانى جدا

    انا دايما بستفاد كتير من بوستاتك بجد ومن غير اى رياء

    لما كتبتى عن بنت الشاطىء ماكنتش اعرفها
    اما دكتوره سعاد فانا اعرفها ولكن ليس بحوزتى اى كتب لها

    تسمى على فكره المقالات بتاعه شهر مارس دى
    هااستناها
    بنتك المجنونه

    سكره

    ردحذف
  6. أحسنتىبجد فى إختيار قصيدة تعبر عن الواقع العربى المؤلم

    دكتورة سعاد شخصية من أجمل و أقدر الشخصيات العربية

    سلمت يداك
    شكرا لك

    ردحذف
  7. أشكرك على إختيارك لتلك الكلمات والشاعرة الجميلة المتألقة المحبة دائما ..أعشق الإنتماء وكلمات الحب للوطن والأرض وزكريات التلاقى فى كل مكان نحبه.. أسعد دائما كلما مررت بمملكتك الخاصة وأجد دائما بها الجديد الممتع

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))