السبت، سبتمبر 12، 2009

الهيدرا وأشياء خاصة جدا


أن أعلانات التليفزيون الفجة تذكرنى بحيوان الهيدرا (ليس فى صورته الحالية) ولكن فى الاساطير الاغريقية حيث كانت كائن لديها جسم ثعبان والعديد من الروؤس واذا تم قطع رأس لها فأنه ينمو لها رأس أخر على الفور ولايؤثر فيها أى سلاح فتاك (جاء هرقل فيما بعد وقتلها) فالاعلانات لديها مقدرة فائقة على تجديد نفسها بشكل مريع بل وأستنساخ أجزاء من نفس الاعلان بدأ من "عيل مزز" ومرورا بالدايرة بتقربنا لبعض وأنتهاءا بعبد القوى
ولست هنا بصدد التحدث عن هذه النوعية من الاعلانات ولكن سأتوقف عند أعلانات المنتجات شديدة الخصوصية التى لا يجب بأى حال من الاحوال الاعلان عنها أمثلة الفوط الصحية النسائية ووسائل أزالة الشعر والواقى والمنشاطات الجنسية والملابس الداخلية
للرجال 
والحقيقة أننى لم أتخيل أننى سأمسك بقلمى فى يوم لكى أكتب فى هذا الموضوع الا أننى قبل رمضان شاهدت مشهدا من فيلم لاحمد حلمى يدعى "مطب صناعى" هو الذى دفعنى للكتابة والمشهد يتلخص فى أن السيد أحمد حلمى يذهب  لكتابة طلب وظيفة فتطلب منه نور البطاقة الشخصية فاذ به يخرج لها كيس لعبوة فوط صحية يضع فيها البطاقة فيظهرعليها الجزع وتقول له أيه ده ايه ده وهو بكل برأة لا يفهم فتقول له أبقى أسال الكيس ده بتاع ايه؟؟؟ ولا أعرف رغم دراستى للدراما تحت أى بند درامى يصنف هذا المشهد وسر وجوده فى الفيلم الا لو كان منتج الفيلم له حصة فى هذا المنتج - ووجود هذا المشهد الصادم فى الفيلم أضحى طبيعيا بعد سيل الاعلانات عن هذا المنتج فبات مشاهدته على شاشة التليفزيون شىء عادى الا أننى لاأصدق أن الفتيات والسيدات لا يشعرن بالخجل والاستياء عند عرضه مع ما يتم بثه أيضا اعلانيا عن وسائل لنزع الشعر وخاصة أن كانت تشاهده مع أبوها وأخوانها حتى والله لو زوجها وياسلام لو أولادها حواليها كمان !!ومالاأفهمه أن هذا المنتج لايحتاج لاعلان أبدا ليس فقط لانه لا بديل له فى مصر ولكن لانه بديهية من بديهيات حياة أى فتاة وسيدة حتى فى النجوع فما الداعى للاعلان عنه بهذه الصورة الفجة أليس من الافضل أستبداله بأعلان عطور لكى تتعطر المرأة لزوجها بدلا من أستقباله برائحة الثوم والبصل مثلا؟؟ والغريب والمدهش أن هذا المنتج له أعلانات لاصقة تحمل ارشادات غذائية وصحية للفتيات بشكل لائق وفى أطار أعلانى جميل ومنسق موضوعة فى حمامات الخاصة بالسيدات فى أحدى المولات الشهيرة والتى يرتدها الاف الفتيات والسيدات وهن أكثر عددا من مشاهدات التليفزيون
ولان حيائى يمنعنى من التحدث عن أعلانات الواقى والمنشطات الجنسية والتى لا يشعر مسئولى التليفزيون بالخجل عند عرضها مع أن والله الشباب يشعرون بالخجل عند رؤيتها فالذى لفت نظرى لها هم الشباب أولادى اللذان شعرا بأمتعاض شديد لوجود مثل هذه الاعلانات على الشاشة التى تجمع كل افراد الاسرة - ملاحظة الذى لا يشاهد التليفزيون أو الاعلانات الغرض من البوست ليس مشاهدة الاعلانات من عدمها ولكن ما يتم عرضه من أشياء شديدة الخصوصية فعدم المشاهدة ليست المشكلة -وأن كنت لاتشاهد فهذا لايعنى عدم وجود مشكلة
 وحسب تربيتى وعلمى فأن أعلان عن ملابس داخلية رجالية يندرج تحت بند قلة الذوق وعدم اللياقة الا لو كان القائمين على هذا النوع من الاعلانات يصدقون أن حبل الغسيل الذى تجد عليه رصة من الملابس الداخلية الرجالية فى مقدمة البلكونة أو الشباك لايثير أشمئزاز المار بالشارع 
وأن كان الاعلان عن الملابس الداخلية الرجالية شىء طبيعى فلما يخجل الرجل من فتح باب شقته اذا كان يرتدى فقط ملابسه الداخلية أو
لما ننظر بكل أرف للرجل الذى ينزل البحر بملابسه الداخلية بدلا من المايوه؟؟؟ هل من الطبيعى والعادى جدا أن نرى مثل هذه الاعلانات ليس فقط على الشاشة أنما يطل عليك البوكسر أيضا من على عواميد الاعلانات فى الشوارع
الذين لا يعرفون ماهو البوكسر ينزلوا أى شارع فى مصر المحروسة وينظروا على أى عامود أعلانات سيجدونه منور
وأناعندى فكرة لاصحاب تلك الاعلانات وهى ليست بفكرة هزلية حاشا لله وأنما فكرة جدية تستلزم الاموال المدفوعة للتليفزيون وهى عمل دورات مياة متحركة فى أنحاء مصر - كسائر دول العالم المتقدمة هو مش أحنا برضة دول متقدمة ومتحضرة طيب أزاى سايبين الناس تفك زنقتها تحت الكبارى وفى الازقة ؟؟ويمكن وضع أى أعلانات عن هذه المنتجات على ابواب الحمامات من الداخل بجانب الاعلانات التى تغرق الصيدليات وبهذاالحل ستساهم الشركات صاحبة هذه النوعية من المنتجات أولا فى التقليل من حجم خدش حياء الفتيات والسيدات وأسرهن (لانه لايزال هناك العديد من الوسائل التى تعمل على خدشه يوميا) وستعمل هذه المنتجات على نشر الوعى الصحى بين المواطنين والمحافظة على نظافة البلد الذى نعيش فيه ولن
يضار التليفزيون بأى حال من الاحوال فلديه الكثير من أموال أعلانات المقرمشات الكثير من شيبسى وشيبسكو وفوكس وروتيتو ومصرواوووى 
وأتمنى ألا اصحو من نومى يوما لاجد من تطل على من التليفزيون لتقول لى يامدندش ياقميص النوم يامأور ياكومبيليزون
أعتذر أن كنت سببت أى حرج أو استياء لقراءهذا البوست لكن كتابته كانت ضرورية وماأتمناه أن يتم الاطلاع عليه من قبل القائمين على الاعلانات كما فعلوا حين نشرت بوست أعلان كوكاكولا وأعلان مولتو وللعلم بتوع أعلان مولتو سابوا لى تعليق وقالوا انهم حيعملوا ج2 و3 للاعلان ويارب يارب علشان الايام المفترجة ديه أصحاب أعلانات المنتجات الخاصة جدا
 لا
يتركوا لى نفس التعليق والا أن لم تستحى فأفعل ماشئت
قلمى

هناك 4 تعليقات:

  1. كلامك مضبوط جدا ..... نتمنى ان يوجد بعض الحياء فى اعلانتنا ؟؟
    لكن يبدو انه لا حياه لمن تنادى !!!

    ردحذف
  2. غير معرف13/9/09 12:27 ص

    انا غير متابعة للاعلانات اصلا
    لكن لا مانع من ان نطالب حد متخصص فى الشعارات و الحملات يعمل حملة
    (بلا اعلانات بلا دعاية)
    و سادعم هذه الحملة بنشرهاعلى مدونتي
    تحياتى

    ردحذف
  3. أصبح الجرى وراء المادة أهم من الأخلاق والحياء
    فلم يفكر مصـمم الإعلان فى أخته أو أمه
    أو أطفاله

    فعلاً إذا لم تستحِ فافعل ما شئت

    ردحذف
  4. ياسمين ناصف17/9/09 12:21 م

    أولا اتفق علي مبدأ رفض الاسفاف و الفجاجة بكل الاشكال ولكن ......
    انا لم اجد حرج ابدا في المنتج المعلن عنه حيث من اساسيات الحرية هي الاعلانان عن منتج للبيع او خدمة مقابل أجر. بل أعتقد ان أهم المحادثات التي تمت بيني وبين ابنائي كانت في الرد علي هذه الاسئلة التي تخجلون منها.. فأنا أرفض رفضا باتا أن يتعلم ابنائي أمور الحياة من اصدقائهم ولا يوجد أي تعليم في المدارس تشبع حب استطلاعهم. ولذا فقد نشأ ابنائي بالعلم الصحيح كل في حينه -وعلي أد سنه - بمعلومات صحيجة مبسطة وبشكل طبيعي مع نصيحتي لهم أن يحتفظوا بهذه المعلومات لنفسهم وليس للنشر أوالاستعراض بين الاصدقاء حيث أحترم حق الوالدين في مد المعلومات الي الابناء بطرقتهم. ولكن يبدو من هذه التعليقات أن هذا لا يحدث حيث أن المشكلة في حرج الاهل وليس في الاطفال.وتحياتي لك يا مني يا جميلة علي كل القضايا المثارة من خلال صفحاتك الرائعة. ياسمين

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))