الأربعاء، يونيو 23، 2010

صفعة على وجه شهرذاد



بينما تعتبر قضية ضرب الزوجات من أكثر صور العنف على مستوى العالم، وبينما تؤكد الاحصاءات فى مصر زيادة معدلات العنف بسبب الخلافات الزوجية، بالإضافة إلى دخول فئات لم تكن موجودة من قبل فى العنف ضد المرأة مثل الأطباء، ورجال الدين، المدرسون، ورجال الشرطة. وصلتنى رسالة على الايميل تفيد أن المرأة المصرية تربعت على العرش بتصدرها قائمة الاوائل فى ضرب زوجها؟؟؟ لاأعرف هل هذه النكتة ؟ فلم يتم الاشارة عن أى مصدر لتلك المعلومة.
لاأتصور أمرأة تضرب رجل الا لوكانت (فتوة) أو من فئة (زينا) و(البايونيك ومان) هل قارن أحد بين كف المرأة وكف الرجل أو شلوت المرأة و شلوت الرجل. هل تقدر المرأة على جذب الرجل من شعره وتمريغه فى الارض كما يفعل هو بها؟
أن الرجل يتميز عن المرأة بقوة الجسد والعضلات وهو شىء ميزه الله عنها وللاسف يستخدم العديد تلك الصفة والقوة الجسدية ضد المرأة ولايتذكر الرجل من أمور دينه حين يريد تأديب الزوجة سوى اية في سورة النساء (فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) والامر بالضرب هنا هو الضرب الذى لايسبب الاذى وليس القلم الذى يرن على وجه الزوجة لاذلالها أو سحلها من شعرها وغيرها من أساليب التعذيب والعنف الذى يقوم بها الرجل ضد المرأة.
هل تقدر المرأة على طرح زوجها أرضا ووضع قدمها فوق رقبته كما يحلو له أحيانا حين يرغب فى تأديبها؟
ترى هل يعرف الرجل شعور المرأة حين يمارس الجبروت ضدها؟ دعونى أخبركم عن ذلك الشعور عن تجربة حقيقية عشتها مع زوج أول مرت 28 سنة على أول صفعة تلقيتها فى حياتى من رجل عاديت الدنيا كلها لاجل أن أحصل عليه زوجا ولازلت للان أذكر تلك الصفعة جيدا وكأنها حدثت بالامس رغم أننى اليوم زوجة لرجل لم يهينى يوما وأم لشابين الا أنه لن تمحو الحياة أثر تلك الصفعة التى تسقط على وجه المرأة من كف رجل كانت فى تلك اللحظة تعشقه  فيسقط القناع فأرى وجها كان الحب يعمينى عن رؤيته رغم أن الشواهد كانت واضحة وضوح الشمس بأننى أسير نحو أفق مظلم مع ذئب.
 فى تلك اللحظة شىء ما يتهشم داخل كيان المرأة ولا يسمع سواها صوت تهشم الزجاج شظايا داخل مسامها لتنزف حزنا.
 فى تلك اللحظة تتحول فيها المرأة أما لكيان هش لاحول له ولا قوة فتتوالى عليها الصفعات يوما بعد يوم وترضى بالانكسار ويصبح العنف جزءا من حياتها اليومية وينمو بداخلها مقت وكراهية لا تجد له منفثا سوى بلوم نفسها ولوم أولادها ويدخل الاولاد منظومة العنف الاسرى الذى لا يتنهى.
 وأما أن تتحول المرأة الى قوة تحدى تأبى الخنوع لقسوة لامبرر لها فالدموع فى تلك اللحظة لن تحرق سواها فأيامها وكل أحلامها تلاشت مع صوت الصفعة.
 وتتحول الصفعة ساعتها الى معركة لن تنتصر فيها المرأة أبدا مهما بلغت قوتها الجسدية ضد الرجل الا أن تصادف وجود ألة حادة أوأى شىء يبعد عنها الخطر وهو ما يبرر العديد من جرائم القتل دفاعا عن النفس فى لحظة زمنية قاسية. 

ولانى لم أكن (فتوة) و(لازينا) و(لابايونيك ومان) ولأن كانت تربيتى لا تسمح لى بمقاتلة رجل يضربنى حتى ولو كان دفاعا عن نفسى ولم أخضع لضعفى ولم يكن يهمنى أن يقال "تستهلى مش أنت الى أختارتيه" فالمسألة هى أختيار أجبارى للكرامة وليس للحب ولا لكل اللحظات التى كنت أقاتل فيها لاجل أن أحمله بين ضلوعى وفى عيونى زوجا طالما حلمت أن يشاركنى أحلامى وطموحى. أن ثمن حريتى كان باهظا فوق تحمل طاقة أى فتاة فى مثل عمرى فى ذلك الوقت فقد كان فضيحة مدوية بأكذوبة ملفقة وكان ثمن الصفعة مكلفا ولكن عادت لى حريتى حرية أن تكون أنسانا ينبذ العنف من أنسان خلقه الله ليحميك فتجده عدوا لك
 أنسانا جعله الله قيم على المرأة ليكون سندا لها فيكون سندانا ومطرقة على رأسها.
كم رجلا فى مصر المحروسة الان على هذه الشاكلة؟

لاأعرف كيف يشعر الرجل حين يضرب المرأة لاتفه الاسباب وهو يستعرض قوته ويتفنن فى تسديد اللكمات لها. والعنف ليس بالضرورى ضربا بل يتنوع من أهانات سوقية ولفظية وسخرية لا حدود لها.
لاأعرف أين هى المرأة التى تضرب رجلها بالشبشب الا فى مسلسلات التليفزيون وأفلامه العقيمة أحيانا.
 فوالله حين يلوح الرجل بكفه نحو المرأة فأنها تموت رعبا وهلعا
ناهيك عن صدمتها بأنها تعيش قصة مرعبة وأحداث لم تراها من قبل
فهل فى يوم صفعها أباها؟؟ أو حتى لامها بلفظ جارح لا والله فلا تأتى الاهانات الا من الزوج.
هل شاهد أحد المشهد الاخير من فيلم "أحكى ياشهرذاد" حين يصفع الزوج زوجته فتصاب بالذهول فتصفعه هى الاخرى فيمسك بها من شعرها ليسحلها أرضا فتخربشه وتعضه فيقوم بخبط رأسها فى أرضية الغرفة حتى تتدفق الدماء من وجهها؟
 هذا المشهد للأسف حقيقى ويحدث فى ألاف البيوت.
 فمهما بلغت قوة المرأة فى لحظة الغضب فلن تتساوى أبدا بقوة الرجل فبالله كيف تكون المرأة المصرية هى التى تقود العنف ضد الرجل ؟ عن أى رجل يتحدثون بل عن أى أمرأة – المرأة التى يقطع زوجها اصابعها بسكين عندما تتأخرعليه فى اعداد طعام الافطار؟ أو يلقيها من الشرفة لتموت حين يختلفا ماديا؟ المرأة التى مات من جنسها 301 أمرأة عام 2009 بسبب عنف الرجل ضدها –
أن الشخصية القوية والرجولة الفذة لا تعني بأى حال من الأحوال الظلم والاستبداد والتسلط والعنف والقسوة وبذاءة اللسان وسوء الأخلاق
الا رفقا بالقوارير؟؟!!
قلمى
Near his heart to be loved by him

هناك 11 تعليقًا:

  1. أكيد كلام حضرتك صح .. ممكن نضيف عليه لو تسمحى تذكره لكل بنى جنسى فى نهاية البوست :
    “A Woman was made from the rib of man, She was not created from his head to top him, Nor form his feet to be stepped upon, She was made from his side to be close to him, From beneath his arm to be protected by him, Near his heart to be loved by him.”

    وشكرا لكى مدام منى ..

    ردحذف
  2. انا ماكنتش ناوية اعلق بس كلماتك صادقة و فيها مرارة اوى

    طبعا معاكى ان فيه رجاله مفترية و لا عندها اخلاق و لا دين و لا رجولة لان اللى بيضرب المرأه بدلا من ان يكون حماية و سند و أمان لها هو فاقد للرجولة و فى رأيى ان لو المرأه شخصيتها قوية بطبيعتها و لم تسمح باى اهانه و لو لفظية من البداية او حتى بتعليه الصوت فلن يصل الأمر لمرحلة الضرب لكن مشكلة المرأه انها بتفوت و بتستحمل اكتر من الازم

    اللى يمد ايده على مراته يستحق انه تردله الاهانة انشاالله بكباية على دماغه و بعدين تتركه زى الكلب الجربان لانه لا يمكن العيش معه ببساطة لانه لم يعد رجل فى نظرها و بالتالى ح تعيش معه بصفته ايه..الحمدلله ان قانون الخلع اللى كان موجود من ايام الرسول و المجتمع المتعفن الذكورى ماكانش عايز يطبقة فى مصر مع انه كان مطبق فى دول الخليج من زمن اطبق عشان اللى مش متربى يتربى لما تبقى فضيحته بجلاجل و يعرف الناس انه مخلوع لسوء سلوكه

    بس بالنسبة لحكاية ان المراه بتضرب الرجل فانا كنت شاهد عيان على وقعتين بالصدفة الباحته لطبقات اجتماعية مختلفة و ح اكتبهم فى تدوينه لاحقا و فيه واقعه تالته كانت لدكتور صديق للعيلة فى يوم جه بيتنا و هو منهار و انا افتكرت ان حد مات لكن لما والدى اكلم معاه اتضح ان مراته ضربته علقة زى كل مرة بس المرة دى طلبت تطلق فكان بيعيط من الاتنين!!

    بجد لما تشوفيه فى العمل تلاقيه مش باين عليه كده خالص و شكله محترم بس لما تحدث حسيت قد ايه هو شخصية ضعيفة و مهانه و جبانة لان حتى لو مراته مش متربيه او مفترية فهو المفروض له شخصية او على الاقل المفروض يطلقها مش يعيط انها عايزة تتطلق

    العنف مش رجل و لا مرأه

    العنف صفة بشرية لكن فكر و عادات المجتمع البالية تشجع الرجل عليها و تنهى المرأه عنها و دى كل الحكاية

    اسفه على الاطالة

    ردحذف
  3. العنف ليس بالضرورى ضربا بل يتنوع من أهانات سوقية ولفظية وسخرية لا حدود لها.

    العنف اللفظى و الاهانات و السخرية من شعورك واتهامك بانه اونطةوتمثيل وعدم تقدير ظروفك واهانات وشكوك عنيفة موجعه اشكال للعنف عانيت منها عندما خطبت !
    بوست جيد و واقعى جدا

    ردحذف
  4. انا مع حضرتك فى كل حرف حضرتك كتبتيه

    ردحذف
  5. elsayed azab: Done and thanks

    Tears : الرجل الذى يسمح أن تهينه أمرأة فهو ليس برجل ولن يكون رجلا أبدا
    والرجل الذى يهين المرأة يسقط فى نظرى من عرف الرجال أى الشهامة والفروسية
    والمرأة التى تستبيح أن يهينها رجل لا تستحق لقب أنسانة تحياتى

    ردحذف
  6. Kontiki : نورتينى والحمدلله خلصتى منه

    ردحذف
  7. يا الله عالوجع اللي الواحد بيقراه هنا وهناك يا منمن ........حاسه براسي بتلف

    انا مسمعتش عن رجاله بتتضرب .سمعت وشفت رجاله قاعده عالقهاوي بيشربوا شيشه وحشيش مع خالص اعتذاري وستاتهم بيشتغلوا باليومية في البيوت علشان يصرفوا عليهم وعلى بيوتهن ....قهر

    ردحذف
  8. الدراسات صحيح بتقول ان نسبة جرائم القتل اللي بترتكبها السيدات عددها زاد عن المعدل الطبيعي ، لكن في نفس الوقت اثبتت ان المرأة لا يمكن تستخدم العنف الا بعد تكرار استفزازها ، يعني اكيد في سبب دفاعي...
    اما بالنسبة للراجل اللي يمد ايده علي واحدة عموما ، فده بكل بساطة مش راجل اصلا ، و مفيش وصف تاني غير كده...
    و متستغربيش ، في ستات ربنا مديهم صحة جسمية و في رجالة مساخيط ، يعني المعادلة الصعبة ممكن تحصل ، و هاتستغربي كمان انها مش بالجسم ، ده الشخصية عامل اكثر تأثيرا من القوة ، لو الزوجة شخصيتها اقوي من الزوج هاتهينه و مش بعيد كمان تضربه حتي لو كان هوا جتة و هيا مسلوعة...
    فقط التجارب الشخصية بتخلينا ننظر بتحيز أحيانا و نغفل بعض الحقائق وانا بجد مقدر شعورك و عارف انها ذكريات سودة نفسك تمحيها من ذاكرتك بألف أستيكة...
    تحياتي...

    ردحذف
  9. السلام عليكم
    ازيك يامني

    اخبارك ايه
    وحشتيني
    وهل يوجد في العالم وخصوصا عندنا الان رجال
    انهم ماتوا في حرب الرجال حرب اكتوبر ثم قضيي عليهم تماما في استرداد سيناء العزيزة

    ان هؤلاء القساه لا يتسيمون ابدا بالرجولة بل انهم ذكور قيدت في شهادة ميلادهم فقط مجرد ذكور

    ولكن هل تعلمي ان الضرب اهون من جرح الاحساس وقتل القلب يمكن الجسد بينجرح وبيشفي جراحه اما القلب اذا انجرح فلا تداويه اي ادوية ولا علي مر السنون
    دمتي طيبة وسعيدة ان شاء الله

    تحياتي

    ردحذف
  10. Ahmed Ali Eid14/11/10 12:48 ص

    إنها الرجولة الشرقية التي لا تظهر لتسطع إلا عند إنطفاء و مغيب أنثى

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))