الثلاثاء، يناير 19، 2010

أسلام وأيمان (1)

حين يفتح المأذون دفتره ليقفل صفحة فى حياة رجل وأمرأة كانا يوم ما زوج وزوجة تفتح صفحة جديدة فى حياة أطفال تلك الزيجة السابقة وفى أغلب الاحيان لايرسم الاطفال فى تلك الصفحة أنواع شيكولاتة أو أيس كريم أو أى ألعاب طفولية خاصة أن أفتقد الرجل والمرأة أهم قواعد الحياة وهى الاحترام المتبادل لأجل طفل كان يوما ثمرة حب بين نفس الرجل ونفس المرأة.




تتحرر وثيقة وتتحرر معها أفكار شيطانية ربما من عقل الرجل أو المرأة لغرض واحد الا وهو تعذيب الاخر ولا يجدا وسيلة للتعذيب سوى طفلهما أو أطفالهما ويظن كل أب وأم أنهما على حق وأن الاخر هو المخطىء دائما وتمر الايام والشهور والسنوات بحلوها ومرها أما مرها فيفيض فى نفسية طفل أو أطفال لا ذنب لهم الا أن الوالد والوالدة يمارسان لعبة العند المتوارثة عبر الاجيال. وأسلام وأيمان طفلان كل منهما له قصة مختلفة من بيئة مختلفة ولكنها بدأت نفس البداية بأنت طالق -

كان اسلام طفلا يبلغ من العمر تسع سنوات حين قررت والدته أنها لا تقوى على مواصلة الحياة مع والده وحملت حقيبتها وطلبت الطلاق وفى محاولة من الاب لمنعها هددها بأنه سيحرمها من رؤية طفلها أن أصرت على الطلاق فكانت المفاجأة أنها لم تأبه لذلك التهديد وأصرت على الطلاق وقالت له أنها لا تريده ولا تريد رؤية ولدها .
من الخطأ أن نهدد ومن الاخطاء التى نقع فيها أننا نقلل من شأن التهديد وكأنه لن يحدث فتكون النتيجة كارثة وفى حالتنا هذه هى كارثة أنسانية أصابت طفل. وبدأت سلسلة الحرمان التى صاحبتها قصص يومية من الحقد والكراهية تلقى على مسامع الطفل الذى طلقت أمه -التى كانت لها أسباب تبدو فى نظرها وجيهة لعدم تحمل زوجها - وبتخطيط من العمات والجدة تمتزج ويتجرعها الطفل كأسا متكررا بأن أمه تركته ورحلت وأنها لا تحبه وتكرهه وتأكد من ذلك حين علم أن الام رحلت عن مدينته وذهبت لمدينة أخرى لتبدأ حياة جديدة.
وتمر السنوات يلين الاب ويسمح للام بأن ترى طفلها ولكن بعد أن كان الطفل قد نسى معنى الامومة وجاءت أمه تحمل له أخ من أب أخر فلا داعبه ولا وجد قلبه يخفق شوقا لأمه وسنة وراء سنة لا يرى أمه الا فى المناسبات والاعياد تهاتفه وتشتكى دوما من جفاء معاملته لها رغم أنه أصبح يزورها فى المدينة الاخرى ولايخفى بل يعلن أنها لا تشكل له أى معنى للأمومة رغم محاولاتها المستميتة دائما لارضائه وكانت العائلة بالنسبة له هى الاب والعمة والجدة الا أن الاب رغم أصابته بالعمى بعد مرض شديد ألم به كان هو المحرك الاساسى لحياة الطفل محاولة منه تعويض أبنه عن غياب أمه.

وحمل العيد الصغير مفاجأة أخرى غير متوقعة لاسلام فقد توفى والده ووجد نفسه بعد عشر سنوات وحيدا وقد مات سنده وغابت عنه أمه ووجد نفسه هشا بداخله نفسية مجروحة لم تلتئم يوما وبموت والده أنفجر جرحه غزيرا لينزف لم يحتمل فكرة أنه الان وحيدا وتفجرت بداخله كل المشاعر المكبوته بأنه لم يسعد فى طفولته ولم يجد من يلومه حتى على موت الاب سوى أمه وأنهار تحت وطأة ذلك الاحساس – أنه شاب يبلغ من العمر الان 19 سنة يعالج نفسيا ومنع عنه الطبيب أى زيارات عائلية وتبقى أمه تندم بعد فوات الاوان -

........ يتبع (قصة أيمان)

(قلمى)

هناك 9 تعليقات:

  1. غير معرف19/1/10 10:03 ص

    السلام عليكم
    متابع ومنتظر التكملة لأضع أسئلتي

    ردحذف
  2. ماما منى
    كثيرا من اولادنا يضيعون بسبب اخطاء الكبار
    بسبب سوء الاختيار من البدايه والعواقب عليهم هم فقط ويرجع الكبار يندموا بعدما لاينفع الندم

    ردحذف
  3. استاذة منى

    القصة اللى حضرتك كتباها بتتكرر بأشكال مختلفة ودايما الابناء هما اللى بيدفعوا الثمن

    الطفل بيبقا عامل ذى البذرة اوالزرعة اللى محتاجة رعاية من اللى زارعها علشان تنمو وتبقا شجرة طارحة فلو محدش رعاها واداها الحنان والاهتمام بتموت

    دمتى بكل ود

    ردحذف
  4. تعرفي يا منى أعرف ولد زي إسلام كده عارفه مين أحب واحده لقلبه؟ زوجة أبيه علشان أمه الحقيقيه و أبوه انفصلوا وقامت الأم برميه لدى أبيه وزوجته الأولى وكان يبلغ من العمر أقل من عامان وحينما جاء تركه أبوه وخرج ليسهر مع رفاقه فما كان من زوجة الأب إلا أنها احتضنته و أخذت تبكي مهانتها و تبكي هذا الرضيع الذي لا ذنب له ..ومرت السنوات ونجد هذا الابن يسمي زوجة أبيه بماما و إذا مرضت يجلس تحت قدميها باكيا و إذا ذهبت لقضاء أيام مع إحدى أبناؤها ذهب إليها طالبا إياها بالعودة للبيت ...سبحان الله الآباء يزرعون الحصرم والأبناء يضرسون...في انتظار باقي القصة

    ردحذف
  5. حين أصبح الزواج صفقة
    وحين توقفت الأمهات عن القول لبناتهن : معلش يابنتي البيوت كلها مشاكل
    وحين قلت أعداد الرجال وزادت أعداد أشباه الرجال
    وحين أصبحنا عبيدا للمال
    وحين قتلتنا الأنانية
    ونسينا التسامح
    ومن فبل ومن بعد حين نسينا ديننا
    حين جدث كل هذا
    دفع أطفال أبرياء ثمن حماقات الكبار


    دمتي بخير

    ردحذف
  6. في انتظار التكملة

    تحياتى

    ردحذف
  7. غير معرف25/1/10 2:00 ص

    السلام عليكم
    متابع وحسناً فعلتِ

    ردحذف
  8. غير معرف26/1/10 1:00 م

    السلام عليكم
    اختلست دقائق فقُلت أمر عليك لأرى جديدك فلم أجد !
    فقلت أسألك وأطلب منك أن تمنحينا واجب الضيافة الذي نناله في صفحتك في كل زيارة

    ردحذف
  9. فاروق إبن النيل ...
    شجعنى الكتابة لكى 4حاجات :
    1- برج الدلو مثلى (11 فبراير )
    2- تحبى الورد وخاصة البلدى الأحمر
    3- البيانو ( الموسيقى )
    4- التابلوهات الرومانسية
    أرجو أن تزورينى فى مدونتى :
    farouksam.blogspot.copm

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))