الثلاثاء، يناير 26، 2010

أسلام وأيمان (2) - قصة أيمان

ايمان طفلة فى قصة ربما تفوق فى أحداثها الخيال وربما هى تحدث كل يوم ولكن لانها بعيدة عنا فنحن لا نصدقها أو نصدقها ونحمدالله أنها لا تحدث لنا – عرفتها طفلة هزيلة عمرها خمس سنوات ترتيبها الثانى بين أخين أبنة لعائلة تقطن قريبة من منزلى شاءت الظروف أن أتعرف بوالدتها لتعتبرنى أختا كبيرة لها والمستشارة الصديقة لاحوالها – وكنت ألاحظ على الاطفال الثلاثة المرض وسوء التغذية وبمراقبتى لاحوالهم عرفت أن الاب مرتبه ضئيل لا يكاد يكفيهم وكانت الام لاجادتها قراءة القرآن وأحكام تلاوته كانت تقوم بتحفيظه للعديد من السيدات كمدخل رزق بسيط يساعد الجميع على التكيف على الحياة وللحق لم يكن هذا ما يشغل بال الام ولكن ما كان يشغلها هو سوء معاملة الاب لاولاده ولها فقد كانت تشكو أنه يكره أولاده ويغار منهم اذا هى قدمت لهم شىء أو أهتمت بهم ومع تكرار الشكوى والحكايات كنت أنصحها بأنه يجب أن تستشير طبيب نفسى فى حالة زوجها بعد أن عرفت أنه هو نفسه ضحية لاهمال أب وقسوة زوجة أب وما كان يستفزنى حقا أنها أكتشفت كراهية زوجها للاطفال منذ بداية الزواج مع الطفل الاول ومع ذلك أصرت على أنجاب أيمان التى فى رأيها ربما كانت ستتغير معاملة الاب لها لانها بنت وكنت أسألها وهل كنت تعرفين أنها بنت وماذا عن الثالث فكانت تقول لى أنه غلطة وهى الكلمة المستفزة التى تقولها كل الزوجات بلا أستثناء وخاصة المطلقات أو التى تعانى من مشكلة ما مع زوجها عن الطفل الثانى والثالث وربما العاشر – أنه غلطة –



وكانت لايمان منزلة خاصة فى قلبى لاننى كنت أراها طفلة هزيلة ما تكاد تتعافى من مرض حتى يصيبها مرض أخر أما لسوء التغذية أو الاهمال أو لصمتها الذى لم يكن يكسره غير تواجدها معى وكنت أعاملها كأبنة لى وأفرح حين تدعو لى بأن يجزينى الله خيرا على أدخال السرور الى قلبها وكنت أجيد فعل هذا لها ولاخواتها أيضا لكنها كانت دائما لها خصوصية خاصة ربما لانى كنت أشعر كم هى طفلة حزينة وذكية ولكنها لا تجد حسن رعاية ذكائها ومرت السنوات على تلك العائلة بحلوها ومرها مشاكل لاتنتهى لكن نجد لها حل لاجل الاطفال الثلاثة الذين لاذنب لهم فهم لم يختاروا أهاليهم ولكن أختار الاب أم تفتقد الكثير من الذكاء والكياسة فى معاملة الزوج وأختارت الام أب يعلم أن لديه مشكلة نفسية ولكن يرفض علاجها والاخطر أنه كان يفكر فى الزواج وزوجته تشجعه على ذلك ليتسنى لها العناية بأطفالها بينما هو مشغول بالبحث عن زوجة أخرى وما تكاد مشكلة تنتهى حتى تنفجر أخرى وفوجئت بالام تخبرنى أنها حامل للمرة الرابعة فكاد أن يغشى على ولم أتمالك نفسى فرغم تعاطفى الشديد معها تعاطفت مع الزوج الذى بالكاد يكفيهم وهى تتهمه أنه متاكسل لانه لا يعمل بعد الظهر فالاطفال يكبرون ويدخلون المدارس وهو لا يساعد بأى شىء وهو يتهمها أنها بتربطه علشان مايهربش منها وانه لن يهرب لان الشقة ملك له ومن السهل عليه طردها من حياته بأولادها وتفاقمت المشاكل حتى كادت أن تفقد جنينها وكنت أتمنى من كل قلبى ذلك ولكن الله يفعل مايريد وأصبح لايمان أخت رضيعة وهى جهاد وكانت بتلغ من العمر وقتها 9 سنوات وكما يقولون فى تطور سريع للاحداث قام الزوج فجأة بالتطاول ضربا على الزوجة التى رفضت استمرار الحياة وحملت رضيعتها وتركت اولادها الثلاثة فى رمضان لوالدهم وقالت لى أنها لو أستمرت فى الحياة معه فسوف تلقى بنفسها من الشباك فهو بتصرفاته يدفعها الى أفكار شيطانية وهى السيدة الملتزمة أشد الالتزام وبعد طول مفاوضات ومصالحات وافقت هى ووافق الزوج على عودة الحياة وحين همت بالعودة سمعت أنه لم يوافق وانها هى وأهلها يترجوه للعودة فرفضت وطلبت الطلاق وقالت أنها ستترك له الاطفال ماعدا الرضيعة فهى لا تقدر على مصاريفهم ولا تملك سكن لهم وحتى لو توفر لها السكن فلن تستطيع توفير أيجاره وأصرت على الطلاق وكان أن طلقها زوجها وبدأت معركة أخرى شنها الزوج على الزوجة بأن نعتها بكل الصفات التى لا تليق بأى سيدة محترمة وكان أن يتصل بجميع صديقاتها ويرسل رسائل على الموبايل بأقذع السباب والشتائم ووجدت أيمان فى يوم تطرق باب منزلى وتسألنى هو بابا ليه بيعمل كده وليه ماما سابتنا؟؟ وللحق لم أعرف بماذا أجيها وكانت هذه أخر مرة اراها فيها هى الان تبلغ 11 عاما باع والدها الشقة وأخذها الى منطقة سكنية أخرى بدون أن يخبر الام وعرفت الام من المدرسة بهذا الانتقال وأخذت تبحث عنهم فى كل مدارس المنطقة الاخرى حتى وجدتهم – الابن 13 عاما أخرجه والده من المدرسة ليعمل فى ورشة وايمان أخبرت والدتها أنها لم تعد ترغب فى رؤيتها فلقد تركتها لتتزوج (الام متزوجة الان من أبن عمها – والاب أيضا) والابن الاصغر يرفض رؤية الام حتى تتطلق والابنة الرضيعة سوف تتم 3 سنوات خلال ايام لم ترى أباها ولا أخواتها منذ حوالى سنة.
حالة من الفوضى النفسية يعيش فيها 4 أطفال ربما تكون الام حزينة على أطفالها والاب لم يكن خير مثال للابوة منذ البداية وكلا يسير فى طرق حياته فى أتجاه مختلف أساسه العند والتشفى من جهة الاب رغم زواجه
وتحاول الام حاليا أحضار الاولاد فى أجازة نصف العام وصاحب الورشة يخبرها أن الاب يرفض – ترى أى أمتهان هذا حين نحادث غرباء عن خصوصيتنا لان غيرنا أخبرهم عنها؟؟ وأى مصير ينتظر أيمان وأخواتها الثلاثة وأى جيل نزرعه بنبتة الطلاق وسوء الاختيار ومساوىء كل الاشياء.

أن من يظن أن الاطفال بيتربوا وأن الايام تصقلهم نعم الايام تصقلهم ويكبرون ويترعرعون بل ومنهم ومعظمهم متفوقون ولكن مالايعرفه الكثيرين أن مهما كبر هؤلاء الاطفال تظل أمنية خفية فى قلبهم وجود الام والاب معا لا يعادله وجود وخاصة الام فكم نتوق لاحضان امهاتنا حتى وأن شاب شعرنا وأنا أعلم ذلك جيدا لاننى وللان أشتاق كثيرا الى أمى التى لم أعرفها.
قلمى

هناك 6 تعليقات:

  1. غير معرف26/1/10 5:53 م

    لماذا تمزقين قلبي يا سيدتي الفاضلة؟
    عندما يكون مرتب الأب ضئيل فإن الأسرة بأكملها للأسف تضيع صحيا و ماديا
    دمتي بخير

    ردحذف
  2. غير معرف26/1/10 6:10 م

    ماذا عساي أن أقول ؟!

    أحترم قلمك بشدة

    ردحذف
  3. Sonnet عزيزتى بالطبع ليس المقصود من وراء القصة تمزيق قلب أى شخص هى فقط عظة وخاصة أن من يقرأون لى شباب وشبات منهم من لم يتزوج بعد - وأنا أختلف معك ليس بالضرورى يكون تمزق العائلة بسبب المرتب الضئيل فلو كانت عائلة صغيرة لهانت الامور مع حسن المعاملة ولكن مرتب ضئيل وعائلة كبيرة وسوء معاملة هى ما يؤدى الى ذلك

    أحمد شريف : أنا كملت القصة علشانك وعلشان واحدة صاحبتى كلمتنى النهاردة وقالت لى حأموت وأعرف قصة أيمان - بصراحة كنت مترددة لانها قاسية شوية - بس هذه هى الحياة :(

    ردحذف
  4. غير معرف26/1/10 7:11 م

    الله يحفظك يا رب
    وكما تقولي هذه هي الحياة لها ما لها وعليها ما عليها
    والأيام دُوَل
    ومتفق معك في موضوع الأسرة والدخل .. من قال أن المال هو عمود الأسرة ، بل الإيمان والحب والترابط
    أنا والدي بدأ حياته معتمداً على نفسه وكان طبيباً ومرتبه ضئيل وأغلبه كان يذهب لأقساط منه لشقته ومنها لغيره من الأمور التي بدأ بها حياته وبحكم أنها أراد أن يخرج من القرية فلم يستطع أن يعيش في كنف والده الفلاح حيث الأرض والخير فاضطر لأن يعتمد على ذاته ولم يكن أدباً تاجراً في عيادته بل أغلب حالاته كان يرد لها كشفها ، ومع ذلك أمام هذا الدخل الضئيل عشنا سعداء مرتاحين ومع الوقت فتح الله عليه ورزقه خيراً وسترها عليه ولكننا عشنا ضيق ذات اليد أوقات كثيرة خاصة وأنا طفل ما زلت أتذكر أوقات ضيق على والدي وكانت تمر كل الظروف ، والحمد لله فهذا من فضله

    دمتِ بكل ود

    ردحذف
  5. ماما منى
    الضحايا فى الاول والاخر هم الاولاد
    سوء اختيار الام للاب وسوء اختيار الاب للام
    اى كان الاطفال هم من يدفعوث الثمن ودائما مايكون ثمن غالى
    فربما كان الثمن حياتهم واستقرارهم وربما كان مشاعر كره لطرف من الطرفين الام او الاب
    تحياتى ياماما ووحشانى جدا

    ردحذف
  6. منى العزيزة

    هذا هو واقع الحياة بحلوه ومره ومع الأسف هنا حتتكرر حياة الزوجة والزوج في أربع عائلات في المستقبل عبارة عن إيمان و أخواتها القثلاثة وأزواجهم وزوجاتهم .....حقا الآباء يزرعون الحصرم والأبناء يضرسون .الله يعينك على ما رأيته معهم وما تشعرين به من أسى على إيمان و أخواتها.....

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))