الخميس، فبراير 04، 2010

أضربنى شكرا

موضوع اليوم أعرضه من وجهة نظرى الشخصية فقد وقع نظرى على تصريحات السيد وزير التربية والتعليم فى جريدة الامس بأن المدرس أصبح ملطشة بعد ألغاء الضرب فى المدارس – بصراحة أنا أول مرة أعرف أنه تم الغاء الضرب فى مدارس مصر؟ وده من أمتى؟؟ أمال كمية العيال الى بتضرب حتى الموت لغاية فترة قريبة ديه ده كان قبل ولا بعد الالغاء؟؟ ومحدش يقول لى أنه من فترة مافيش حوادث ضرب يفضى الى الموت أو الى عاهة فى المدارس لان الموسم ده مضروب بسبب أنفلونزا الخنازير والعيال مش بتروح والمدارس ثلاثة ارباعها يفتح يوم ويقفل عشرة؟ فالموسم الدراسى ده ليس مقياس بأى حال من الاحوال –

السؤال بقى هو الضرب هو الى حيرجع للمدرس هيبته؟؟ ويطالب الوزير الا يحرر الام والاب محاضر للمدرسين الذين يقومون بضرب أطفالهم؟ وهو الاب أو الام بتحرر محضر للمدرس لمجرد أن المدرس ضرب أبنها عصاية ولا لما يكون المدرس أو المدرسة عايش دور البلطجى وتقريبا كان حيموت أبنهم – هل من المفترض أنى أروح للمدرس وأقول له برافو؟؟؟
أنا أول مرة أعرف أن الهيبة لها علاقة بالضرب وأن المدرس لاجل أن يكون له هيبة يدخل يرقع أصداغ العيال كل يوم مع أن الصفع على الوجه ده مهانة وقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك تجد حتى الام والاب يصفعون أطفالهم بطريقة الافلام المصرية يعنى القلم ينزل يرف على الخد وبصوت طبلة فى الخلفية –
المهم حتى لا نخرج عن الموضوع أنا كنت أعمل مدرسة فى بلد خليجى فى بداية تخرجى وكان من قوانين هذا البلد الصارمة والمعروفة أنه ممنوع الضرب فى المدارس والكلام ده من أكثر من عشرين عاما يعنى حين كان الضرب هو الوسيلة الفعالة للتربية وخاصة أن هذا البلد معروف بتسيب الاطفال ودلعهم وأنا مارست مهنة التعليم سنتان كانت لى هيبة وشنة ورنة وأنا شابة ولم أكن أحتاج لان اضرب أى من تلميذاتى وكنت أتعامل مع فتيات من بدو الصحراء لا يعرف أهاليها عنها شىء يعنى لو كنت كسرت ضلعها محدش كان حيعرف وكانت أعمارهن متقاربة من سنى لانهن كن يلتحقن بالتعليم فى سن متأخر ولم أكن أضربهن ليس خوفا من القانون لكن لانهن أمانة – أطفال أو شابات على عتبات المراهقة بيخرجوا من منازلهن الى المدرسة لتكون المرسة دار أمان لهم وليس دار رعب وأذلال –
يعنى منع الضرب فى المدارس ده ليس بدعة والعياذ بالله وطبقته وأعتقد تطبقه عدة دول عربية منذ زمن يعنى أحنا مش عجبة لو كان القانون ده حقيقى يطبق.
كل طفل له مفتاح مهما كانت درجة سوء سلوكه والضرب هى وسيلة الضعيف وليس وسيلة من له هيبة وهل فى القرن الواحد والعشرين يصلح الضرب وسيلة للتهذيب فى المدارس – بعد أن اصبح الطفل المصرى ماشاءالله يتفوق أحيانا بذكائه (لو وجد الرعاية الصحيحة) على من هم أكبر منه سنا بل حتى على والديه.
الاطفال فى مدارسنا أنواع عيال شقيانة بتساعد أهاليها فى لقمة العيش يعنى بعد ماتخلص المدرسة بتروح تساعد أهاليها وفى منهم بيشتغلوا فى لم الزبالة هل طفل زى ده محتاج أنه يضرب لو كان فى يوم نسى كراسته أو قلمه أو نسى يعمل الواجب
وعيال تانية متكومة داخل الفصل محشورة بالتلاتين والاربعين واحد مخنوقة فى الحر وبردانة فى الشتا لان المدارس مافيهاش شبابيك ليس ذنبهم أنهم محشورين فى المدرسة وليس ذنبهم أن يكون أهاليهم مش ملاحقين يشوفوا ويتابعوا واجباتهم وليس معنى أنى أسلم أبنى للمدرس أنى أسلمه علشان يبهدله ويضربه بل لان يرعاه أن وكان المدرس لا يفهم فى رعاية الاطفال ونفسيتهم فهو ليس بمدرس ولا يصلح لان يكون معلما.
والطفل والطفل غير مسئول عن سوء العملية التعليمية وتدهور أحوال المدرسين وليس من المفترض أن المدرس والمدرسة تطلع غلبها أو غله فى التلاميذ

 

وعيال تانية متربية أخر تربية وعمر ما أهاليها ضربتها تروح المدرسة وتلاقى المدرس أو المدرسة ذو الهيبة بيشتم العيال بالاب والام أو بأى شتائم أخرى وممكن قلمين كده برضة على الماشى وأذكر فى سنة من السنوات حين كان أولادى فى المدرسة ذهبت فى أجتماع أولياء أمور (مدرسة خاصة خالى بالك) وسألت أحدى المدرسات أخبار ابنى عندك ايه فاذ بها تنظر الى والى أبنى وتقول أبنك ده زبالة؟؟؟ ياترى سيادة الوزير ماذا تفعل لو كنت مكانى ؟؟ على فكرة أنا معملتهاش محضر -
ويقول سيادة الوزير أن مدرسيه كانوا يضربونه عشر عصيان على أيده واذا تعب أكملوا له الضرب فى اليوم التالى وهل ياترى طفل اليوم يتحمل عشر عصيان أو حتى خمس ده ماشاءالله كل أطفال هذا الجيل لو نفخت فيهم يطيروا سواء أبناء الاغنياء الذين لايأكلون غير الجانك فوود وأبناء الفقراء أو متوسطى الدخل الى على باب الله يعنى سوء تغذية بجميع أشكالها.
أين هيبة المعلم حين يلم العيال علشان يخدوا درس فى القهوة هل يوجد فى دولة محترمة من يعطى دروس خصوصية فى قهوة لطلبة جامعيين؟؟
أين هيبة المدرسة حين تأتى لاعطاء درس خصوصى بالستوب وتش أو بأن تعتذر وقتما تشاء وتغير المواعيد وتزيد من عدد الحصص قبل الامتحانات؟؟
أسلوب اضربنى شكرا لن يعيد للمدرس هيبته طالما بقى التدريس سبوبة ليس أكثر – وحين لا يلمس الطفل من معلمه أو معلمته الحب والرعاية التى يريداها فهو لن يحبهم ولن يحب المادة التى يقومون بتدرسيها والله لو علقوا للعيل حبل المشنقة
أرحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء ياناس

قلمى

هناك 6 تعليقات:

  1. غير معرف4/2/10 9:53 م

    السلام عليكم
    بصراحة أنا ضد الضرب لكن مش ضد العقاب
    والضرب في حد ذاته مش مرفوض أوي لكن بأشكال معينة .. يعني مثلاً
    هناك حديث شائع أنه عن الرسول لكن لا تأكيد لدي عن صحته فلا تأخذيه مني قبل التحقق منه :
    علموهم سبع واضربوهم سبع وصاحبوهم سبع ثم أطلقوا لهم الحبل على الغارب .. وهتجدي في النهاية عمرهم 21 سنة
    وكذلك في كتاب شعب الايمان للبيهقي حديث لعلي بن لأبي طالب رضي الله عنه ، حدثنا سعيد بن منصور ، عن إسماعيل بن زكريا ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عمن حدثه ، عن علي رضي الله عنه ، قال : « علموهم وأدبوهم »

    لكن في نفس الوقت هحرم التعذيب والقهر وحتى من الجميل أن الضرب على الوجه في الإسلام محرم يعني لا تلطم ولا تضرب حد على وشه

    وحتى حينما نتأمل شكل تأديب وضرب الزوج لزوجته في الإسلام سنرى فيه شكلاً غاية في التحضر ولم يكن منه الإيلام الجسدي بقدر ما هو إيلام معنوي وتأنيب .. أظن أن قرأت كلاماً مستفيضاً في هذا في كتاب أحكام النساء لابن القيم ..

    المهم على كل حال أنا ضد الضرب والتعذيب الوحشي لكن مفيش مانع من الضرب الخفيف البسيط لكن مين بقى هيقدر يفرق ويضع قانون يفرق من الضرب الخفيف اللي الغرض منه التأنيب والعتاب والتحفيز وبين الضرب العنيف الوحشي .. لا يوجد بالطبع
    لذلك فمنعه أفضل بمراحل
    وهناك مفاتيح لكل شيء كما قُلت
    لكن للأسف هذه المفاتيح في جانب كبير منها منوط بأدائها الأخصائي الاجتماعي لكن للأسف خريجي الخدمة الاجتماعية في بلادنا لا يستحقوا أن يعملوا بهذا الحقل بالمرة
    في أمريكا ولندن هذه هي المهنة الأولى ، ولي صديق التحق باحدي المشاريع التابعة لهيئة اليونسكو وفوجيء أن راتبه أعلى من راتب الطبيب والمهندس وكافة المهن الملتحقة بنفس المشروع بألف دولار

    قد أعود للمزيد من المناقشة لكن مشغول في التحضير لموقع خاص هذا عنوانه
    http://watnyeg.com/
    قد ألغي بعض الافكار التي طرحتها في تدوينتي الأخيرة على فكرة
    الموضوع محل دراسة وتفكير متأني وربنا ييسر إن شاء الله

    ردحذف
  2. أحمد أنا أيضا لست ضد العقاب ولكن أنا ضد الضرب وخاصة أن الشخص أحيانا يفقد أعصابه بدرجة يجعله يتهور وينسى أنه يضرب طفل - فأن كان الاباء والامهات أنفسهم يفقدون أعصابهم مع أطفالهم فكيف سيكون حال المدرس أو المدرسة فى حالة أباحة الضرب وكما قلت من يضع الحدود فى ظل ما يمر به كل مرء من ضغوط نفسية وعصبية وعدم وجود الاخصائى الاجتماعى لذا أنا ضد مبدأ الضرب من أساسه كما توصلت أنت فى النهاية - وربنا معك ويوفقك بأذن الله

    ردحذف
  3. غير معرف5/2/10 2:20 ص

    عزيزتي منى انا سعيدة جدا بحديثك عن خبرتك بالبلد الخليج فما يطبق في بلد يمكن تطبيقه عندنا لان الاطفال في كل مكان لهم نفس العقلية مع اختلاف بسيط في البيئة
    انا ضد الضرب بالمراحل الاعداديو و الثانوية
    لكن ضرب رمزي كنوع من العقاب ليشعر الطفل بالخطأ بالابتدائية اظنه مقبولا
    و هل الاباء و الامهات ا يضربون التلاميذ ابناءهم بالبيت ؟
    لكن ما يحدث مثل العام الماضي من ضرب افضلا=ى الى الموت كان تعذيبا و همجية.
    انفلونزا الخنازير طلع لها فايدة تقليل اصابت التلاميذ و موتهم بسبب الضرب.
    دمتي بخير

    ردحذف
  4. غير معرف5/2/10 3:18 م

    أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  5. الأخت منى
    نسى الوزير أو تناسى أن هيبة المدرس ضاعت حين أصبح يتلقى راتبه من التلميذ عن طريق الدزوس الخصوصية

    تحياتي

    ردحذف
  6. العقاب وليس التعذيب لابد منه
    كمثال لو طفل مشاغب داخل الفصل لا يسكت مهما طلب منه المعلم السكوت
    فهو يعاود الشغب من حصة لأخرى
    فما الحل ؟
    طبعاً الضرب ممنوع
    فالحل إما أن يستمر المعلم فى شرحه الذى لن يكون على الوجه الأكمل لأن الجو غير مهيأ
    أو يعاقب الطفل وهنا يعرض نفسه أيضاً للعقاب

    وماذا يفعل المعلم مع طفل دائم الشجار . يكرهه زملاؤه
    كلما خلصه من عراك دخل فى آخر
    طبعاً سينصحه مرة بعد مرة
    من الآخر التلميذ لا يستجيب للنصيحة وأهله مساعدينه
    ما العمل ؟
    أليس الحل فى العقاب
    ولكن من يجرؤ على العقاب ؟؟

    من هنا ضاعت هيبة المعلم
    لأن الطفل يعلم جيداً أن لا أحد له سيطرة عليه ( تلك تعاليم أبوه أو أمه)

    أما عن حالات الموت والضرب الشديد فهى حالات فردية
    وفى هذه الأيام لا أعتقد أن معلم يشتم طفل بالأب والأم

    لأن ولى الأمر بحتة ورقة
    ممكن يتسببله فى جزا

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))