الاثنين، أكتوبر 26، 2009

فاصل وتواصل

السابعة صباحا تستيقظ بتكاسل

تغسل وجهها والنعاس لازال يداعب أهداب عينيها

تتجه الى المطبخ تبحث عن الفنجان الخاص بها

ملعقتين من السكر الخاص بالريجيم رغم أنها لاتتبع أى حمية ولن تتبعها

صوت الغليان تحب مشاهدة تصاعد بخار الماء تصب الشاى مع قليلا من الحليب

ترتشف الشاى بينما ترتدى ملابسها أستعدادا ليوم عمل أخر

لمسة عطر تبحت عن جورب جديد لا تجد هى فى حاجة للعديد من الجوارب الشفافة

تتناول كعادتها حبات الدواء الملونة هذه زرقاء – وتلك صفراء بلون الزيت – وهاتان وردياتان

تتسائل لما لا يوجد تحذير من ألوان الدواء كسائر التحذيرات الملونة المنتشرة

فى الطريق تبتاع جريدتها المفضلة تقرأ الاخبارفى السيارة بينما تخترق أذنيها أصوات الشتائم والات التنبيه والموسيقى المتضاربة للسيارات المارة بسرعة جنونية على الطريق

شخصية هامة تمر سيارتها السوداء كالشبح تنطلق اله التنبيه وكأنها سيارة أسعاف لا يتوقف الصوت يثير أعصابها

بينما تقرأ فى الجريدة أخر أخبار حادثة القطار التى راح ضحيتها العديد يقولون بسبب جاموسة

تنظر للسيارة السوداء ترمق السائق بنظرة أحتقار غير موجهة له ولكنها لا ترى غيره فى ذلك التابوت المتحرك

تصل الى مقر العمل تصعد الى مكتبها أوراق عديدة عليها قراءاتها 200
 ربما 500 صفحة لا تعرف متى تبدأها ومتى تنهيها
ولكنها أكيدا لن تهملها والا لكانت العاقبة وخيمة

تمر الساعات بآليه معتادة عليها التوجه للطبيبة بعد العمل

تتمنى الا تتأخر كالمرة السابقة لكنها تحضر فى ميعادها

تسألها تجيبها بالتحسن تعطيها الدواء لشهرين متتاليين (المزيد من الكبسولات الزرقاء الملونة) تشكرها وتستعد للعودة لمنزلها

زحام خانق من العبث البحث عن تاكسى أو حافلة تقرر أن تسير على قدميها

تتذكر أنه عليها شراء نوعان من الجبن !! أخر الشهر كم متبقى من نقود معها

حسنا يتبقى جنيهات قليلة فتشترى أرز باللبن لانه كما يقولون نفسها هفتها عليه؟؟ ولا تفهم ماهية هفتها

تعود أخيرا لمنزلها تتحرر من الحذاء تسير حافية تعد طعام الغد تتبادل أحاديث سريعة

تقرأ صفحة من كتاب مهمل بجانب فراشها تعلن الساعة منتصف الليل

تخبىء نفسها تحت الغطاء ينتشر الخدر فى كل أناملها

بوادر أنفلونزا تطرق جسدها الواهن
تغمض عينيها وقبل أن يخطفها النوم تتذكر أجتماع يوم الخميس
ياآلهى لقد كان حافلا بالاجانب ترى أى منهم يمكن أن ينقل العدوى

تتمنى فى سرها الا تكون قنبلة موقوتة حاملة لانفلونزا الخنازير

تختبىء جيدا لتنام
تحلم بالمقابر الجماعية المعدة للضحايا
تنتفض صوت المنبه يمتزج بصوت عصافير صباح جديد

الساعة السابعة  ليوم يبدأ

كان الامس فاصلا واليوم هى تواصل ولازال التواصل والفاصل مستمرا

ولازالت تعانى من الانفلونزا ولكن العادية
قلمى






هناك 9 تعليقات:

  1. جامدة جدا جدا .......

    ردحذف
  2. هى تحيرنى دائما

    احيانا اجدها طفله صغيره تتطلع الى المستقبل وتخاف من المجهول

    واخرى اجدها فتاه حالمه تحمل فى قلبها الصغير حب وشوق وحنين لا يسع قلوب الكثير من البشر

    واخرى اجدها امراه حكيمه اجد عندها اجابات لكثير من التساؤلات التى اسالها والتى لا اسالها

    حتى صرت لا اعرف لها عمرا
    فعمرها يحسب بمدى طيبتها وحبها ورضاها عن ابسط الاشياء فى حياتها
    ومصادقتها لحروف تكتبها هى بالفعل حياه تريد منا ان نعيشها
    حياه افلاطونيه لم تعد موجوده
    الا بين سطور كلماتها
    حتى وان لم تعش هى تلك الحياه


    تحياتى الى صديقه شاءت الصدفه ان تجمعنى بها
    لى الشرف ان اكون من زوار مدونتك

    ردحذف
  3. يا سيدى على قلمك
    دائما مبدع
    بس متاكده انها انفلونزا عاديه !!!!!!!!

    ردحذف
  4. وتيرة واحدة ..

    روتين ... فين الفاصل؟

    اول زيارة بس عجبني اسلوبك .. ياتري نوعين جبنة إيه ؟

    يارب يارب رومي

    وتبقي حكيتي عن يوم من أيام حياتي

    ردحذف
  5. mimi : الفاصل هو النوم :)) وأيوه جبنة رومى :))))

    محمود\شريف\أحمد أشكركم وكالعادرة لا أجد غير الشكر العميق لتشجيعكم

    ردحذف
  6. ألف سلامه مش يمكن الأرز باللبن يا منى؟؟


    انا واولادي الاتنين الصغار عندنا برد وكحه ورشح و احساس بالبرد و قريت حالا إن من الأعراض الهامة للست أنفلونزا الاتش وان إن وان نفس أعراضنا

    يارب الطف بس الطبيب قال لا مش تقلقي ...قصتك تحكي ببساطة دوامة المرأة العاملة في مصر ...بكل أحداثها والسيارة السودا والقطار المنكوب ...سبحان الله بقت أحداث عادية ...لنا الله يا عزيزتي لنا الله

    ردحذف
  7. غير معرف31/10/09 11:26 ص

    منى كلامك بيصور اليوم العادى لكل سيدة عاملة,جمبل أوى خصوصا الجبنة وأخواتها..بس على فكرة الروتين دة نعمة من الله و إسألينى أنا عن التغير , بلاااااش

    ردحذف
  8. يوم صحيح متكرر بس مليان احداث
    على فكرة ماما لما بتزهق من الشغل وتاخد اجازة بتزهق من الاجازة ويمكن تعيا كمان يعنى اللى خد على كل الاحداث دى فى يومه بيبقى صعب جدا عليه يوم عادى وهادى ونادى هو خد انه مشغول ومسئول وبيعمل 100 حاجة فى يوم واحد

    اتمنى لك الصحة والقوة الجسمانية والنفسية علشان تكونى دائما مستعدة لكل الاحداث دى

    ربنا معاكى ويسخرلك المساعدة

    مواه

    ردحذف
  9. واحب اضم صوتى لصوت د\ محمود واقتبس منه نفس الكلمات
    دمتى بكل خير

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))