الأربعاء، يونيو 24، 2009

فاقدو الذاكرة

لاجئون الى الذاكرة – كان معرض صور لتوثيق جرائم الحرب الاسرائيلية (ساقية الصاوى مايو 2009) وفكرة المعرض بدأت أولا بمتحف هولوكست فلسطين على الانترنت وداخل عالم " سكاند لايف " الإفتراضي وهو موقع أنشىء ‏خصيصا لتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بالصور وروايات شهود ‏العيان والتجسيد الحي ثلاثي الأبعاد، ويسعى هذا المتحف إلى توثيق معلومات عن الضحايا ‏من حيث مكان وزمان وظرف إستشهادهم واللحظات الأخيرة لهم ، وصور ولقطات مجسدة ‏لهم ولذويهم ولممتلكاتهم التي دمرتها الحرب .‏ (معلومات عرفتها من القراءة عن هذا الموضوع) -

أما المنسقة صاحبة الفكرة فهى السيدة داليا يوسف كانت تشاهد مع زوجها مدمن مشاهدة الأفلام السينمائية فيلماً أمريكياً اسمه «freedom writers»، من بطولة النجمة الأمريكية الحائزة مرتين على الأوسكار هيلارى سوانك،
فى البداية ظنّا أن الفيلم مجرد تنويعة مملة على لحن الهولوكست الذى لا تمل هوليوود من عزفه، لكن الفيلم متقن الصنع جذبهما حتى النهاية، بدأ بتيمة سينمائية مكررة عن مُدرّسة تذهب إلى مدرسة فى حى فقير لتدرس فصلاً مليئاً بالمشاغبين والضائعين الذين داستهم الحياة الأمريكية القاسية، لكنها تنجح فى تغييرهم من خلال زيارة تصطحبهم فيها إلى متحف الهولوكست الذى أقيم فى أمريكا لتخليد ضحايا النازية من اليهود،
ويبدأ الطلبة بكتابة خطابات افتراضية إلى ضحايا الهولوكست، وينجح شعورهم بالتعاطف مع هؤلاء فى إعطائهم دفعة معنوية تجعلهم يشعرون بأنهم أحسن حظاً لأنهم لم يخوضوا تلك التجربة المريرة.
الزوج بعد المشاهدة اكتفى بالندب والعويل، لأننا كعرب لم ننجح فى تخليد مآسينا وتضحياتنا على شاشة السينما، واستعاد نظرية المؤامرة وهو يتذكر محاولاته التى باءت بالفشل من أجل تحقيق عمل عن حرب أكتوبر وآخر عن فلسطين،
أما الزوجة التى تعودت دائماً أن تفكر فيما ينبغى عمله أكثر مما ينبغى قوله، فقد لمعت فى ذهنها فكرة أن تتبنى إنشاء متحف للهولوكست الفلسطينى على شبكة الإنترنت (مجال عملها وهوايتها معاً) يضم صور ضحايا المجازر الإسرائيلية المتكررة قبل استشهادهم وبعد استشهادهم ونبذة عنهم وعن حياتهم، لكى لا يصبحوا مجرد أرقام تتناقلها نشرات الأخبار
-
(منقول من اصطباحة بلال فضل بتاريخ 11\5\2009) –
ما لم يذكره بلال فضل فى مقالته أن الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية وأن الطلبة كان يتحتم عليهم كتابة كل ما يشعرون به من معاناة فى حياتهم كواجب لتحصيل درجاتهم وتحسين مستواهم اللغوى و كان الحافز لهم هو التجربة المريرة لضحايا الهولوكست والتى تجسدت لهم من خلال العديد من اللقاءات مع شخصيات عاصروا الحدث وقراءة كتاب مشهور جدا A diary of a young girl – Ann Frank والفيلم مصنوع بذكاء خارق ولا يوجد به غلطة لا تاريخية ولا فنية – وذلك لان السينما فن سابع ورسالة ذات قيمة (طبعا فى أوروبا والدول المتقدمة) فعند مشاهدتى للفيلم رغم أعجابى الشديد به الا أنى سألت نفسى كعرب لم لا ننجح فى تخليد مآسينا وتضحياتنا على شاشة السينما كما يقول بلال فضل – لكن هل نحاول أصلا ونفشل ؟؟ أذكر جيدا أنى ناقشت هذا الموضوع بعد مشاهدتى لهذا الفيلم بذاته مع مجموعة اصدقائى وكيف أننا نوظف أفلامنا فى الاعلان عن التفاهة ليس الا - رغم أن السينما ليست ترفيه وطبل وزمر وضحك على عقول الناس وأظهار حياة العصبجية وكأنهم أبطال وأدراج لغة السفالة وقلة الحياء وكأنها اللغة الرسمية للشعب المصرى حتى سب الدين الذى لا يوجد شعب فى العالم يعرفه غيرنا ويتداوله الصغير قبل الكبير اصبحت تسمعه فى أفلامنا!! – وكيف أن صناع السينما يملكون المال (الاموال الطائلة) ولا يعبأون أن يصنعوا فيلم يحكى عن أى شىء له معنى فى حياتنا وكأن حياة العرب بلا حياة بلا أبطال بلا شهداء بلا نزيف يومى بلا قيمة نحن صفر كالمونديال نحن مهامشين وفاقدو الذاكرة ولا تاريخ لنا سوى فى الحوارى والبلطجة والازقة والمشاهد الهابطة المشهد تلو المشهد!! بينما اليهود ولاخر العمر سيعلقون كل أخطاء الحاضر والمستقبل على شماعة الهولوكست النقطة اللانهائية التى لن ينساها العالم أبدا بفضل افلامهم المتقنة(نعم المتقنة والمبهرة) التى يصنعها غيرهم بأموالهم (هم) – أما نحن فستبقى لنا ذاكرة الشرشحة والشردحة (وكل الكلام الابيح) ومازالت شهرازد تحكى وتلطم واللجوءالى بوبوس يتوغل ويستمرررررررررر

" قلمى "

هناك تعليقان (2):

  1. منى
    السلام عليكم
    مدونتك رائعة جدا وموضوعاتك تظر أنك من هؤلاء الذين حملوا هموم أناس لا يعرفون أنهم في هم نعم فهذا حال المصريين والعرب لا يعرفون أنهم في هم وإن عرفوا فهم ينتظرون من يحمل عنهم هذا الهم ويسعى لرفعه عنهم واكتفوا هم بالمشاهدة والنقددون حراك .
    والسينما جزء من هذا الواقع المرير فنحن نخترع شخصيات وهمية لا لتضحكنا وإنما لتغيبنا عن واقعنا .والناس كانوا في الماضي على دين ملوكهم أما الآن فهم على دين إعلامهم .فنحن شعب على دين اللمبي ومرجان وبوبوس .فماذا تنتظري أخيتي من أناس يُعجبون ويصفقون للتفاهات ويمجدون صانعيها .وماذا تنتظري من سينما المنتجون فيها ما بين جزار تحول من بيع اللحم الحيواني إلي تسويق اللحم الإنساني .أول غاسل أموال لم يجد أسهل وأأمن من صناعة السينما.
    حقيقة سرني دخول مدونتك ،ومعذرة للإطالة ، وإلى لقاء

    ردحذف
  2. تدوينة اكثر من رائعة
    انا بصراحة اعتبر تدويناتك مقالات اقراها وتنمى فى عقلى وتفكيرى هذه حقيقة فعلا
    اشكرك فعلا على المجهود واشكر الله ان مصر فيها ناس لسه فى قلبها اخلاص


    شوفى موضوع صناعة السينما ده حاجة بقت زى صناعات بير السلم او تحت السلم اللى هى ذى الدوا المغشوش وقطع الغيار المغشوشة وادوات التجميل المغشوشة وووو....الخ
    اصبح الموضوع لامم لامم(من لمامة اسفة يعنى)
    تخيلى شعب حقق انتصار بيدرس فى المعاهد العسكرية على مستوى العالم زى انتصار اكتوبر ومش موثقة ولا مهتم بيه فين من ايام بدور ومحمود ياسين والجو ده مش عارفين يعملوا فيلم عليه القيمة يوثق اى شخصية ولا اى حدث رغم الاموال والاموال والاموال اللى ملهاش اول من آخر
    لكن نقول ايه حتى مفيش فيلم دينى يوضح حياة واحد مسلم بسيط عايش دينه بسماحة ورضى مش هنقول حدث كبير ولا شخصية دينية فين من ايام الافلام انتاج ماجدة
    لكن تجدى كل سنة فى افلام فى الخارج بتوثق حدث بتعرف بشخصية جديرة بالتعريف لكن تحسى اننا عدمنا الرجالة وعدمنا الاحداث ومبقاش فى حياتنا الا عوكل وسلمى وابراهيم الابيض وغيره وغيره وغيره من اللى مازلت مصره اصرار شديد جدا ان مش هما دول المصريين ابدا ابدا ابدا
    وبتمنى انها تكون فترة وتعدى زى الفترات اللى فاتت وعدت ما هو السينما لما بتمسك فكرة تقعد سنين تحور وتغير وهى هى الفكرة
    انا رغيت قوى دا انا بقيت رغاية قوى معلش بقى كان نفسى اقول تانى بس كفاية بقى وقومى خديلك حباية للصداع هههههههههههه

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))