الجمعة، مايو 01، 2009

ارحموا أطفالكم

نتحدث كثيرا عن العنف و نشاهد الكثير من صور العنف فى شتى أنحاء العالم ولكن هل فكر أحد بالعنف الموجه ضد الاطفال ليس أطفال غزة أو العراق وليس العنف على يد زوجة أم أو زوح أب ولكن للاسف العنف من الام ضد طفلها –
لماذا تضرب الام طفلها وأنا هنا أتحدث عن الام لان أثبتت الدراسات فى مصر أن الام وليس الاب هى العامل الاول فى العنف الاسرى والذى يؤدى فى بعض الحالات للوفاة – والام هنا ربة منزل أو سيدة عاملة لديها علم ومعرفة بأحوال الدنيا ولا تقع تحت ضغوط الفقر (وأن كان الفقر لا يبرر العنف ضد فلذات أكبادنا أبدا) – وحين تسأل الام لماذا تضربين طفلك أو طفلتك بكل تلك القسوة (العنف موجه للجنسين على حد سواء) فتكون الاسباب لعدم أمتثال الطفل لاوامراها أو لبكائه المستمر أو تبوله لااراديا أو نتيجة سوء سلوكه - وهى كلها أشياء طبيعية فى حياة طفل فهو مجرد طفل وتوجد الاف الطرق لتقويمه غير غسيل الفم بالصابون و الحرق بالملعقة أو الضرب بالحزام أو بالشبشب أو صفعه على وجهه لطمات متلاحقة لا يستطيع الطفل حتى من خلالها أن يتنفس –
وحين تحاول مناقشة الامور مع الام بهدوء لاتسمع سوى مهاترات لا تصدر الا من أشخاص لا عقول لها وبالتأكيد لا مشاعر لديها وحتما لاتندرج تحت الامومة –
هل يمكن لطفل أن يستذكر دروسه أو يستوعبها بعد حصة من الضرب المبرح ليس فى فصله ولكن من أمه ؟؟ هل يعقل أن يعاقب طفل تلفظ خطأ بلفظ خارج غالبا لم يعرف معناه بأن يوضع فى فمه ماء وصابون حتى لا يكررها – هل سيشفى الطفل من التبول الاارادى حين تحرقه بالمكواة أو بأى ألة ساخنة أخرى - أنا لا أعرف من أين تأتى الامهات بهذه السيناريوهات المرعبة لمعاقبة أطفالهن والتى تسبب لهم جروح وكدمات وسجاجات قد لا تلتئم مع الزمن وأن كانت جروح النفس العميقة التى لا ترى أقوى وأعمق !! وحين تخبرهن ده طفل أو ديه لسة عيلة تجيبك بكل صلف وغلظة طفل ايه ده شحط وشيطان وعفريت وتبدأ سلسلسة أخرى من الشتائم والسباب على الطفل فيهان الاف المرات و من أتحدث عنهم أطفال فى عمر الزهور أطفال مجرد اطفال ابرياء لا يعرفون ذنبا سوى أنهم اطفال لهؤلاء الامهات - من هؤلاء الامهات من هى على تدين لامثيل له ومنهن سيدات مجتمع راقى ومنهن التى تحمل شهادات تؤهلها لمنصب وزير ولاتعانى أى منهن من أى مشاكل ولاتظنوا أنهن بعيد عن أنظاركم هن بينكم بكل تأكيد ولكننا للاسف لانرى هذا الوجه فيهن ولانعرفه وأن عرفناه ترى ماذا نفعل؟؟

ينفطر قلبى حين ارى ضحايا لمثل هؤلاء الامهات وأذكر انه فى يوم أخبرتنى أحد هؤلاء الامهات شخصيا بعد جلسة مع طبيب نفسانى بخصوص ولدها أن الطبيب أخبرها أن هذا الولد فى طريقه للاجرام بفضل تربيتها – والطفل كان عمره 7 سنوات ! وزهرة بريئة أخرى أخبرتنى أحد المسئولين بدور الايتام أنها حضرت اليهم بدون علم امها لتخبرها بكيفية الانضمام اليهم أى للدار لانها ترغب فى العيش مع أطفال الدار – أنها ترى فى أطفال الدار الايتام أمانا أكثر من حضن أمها –

هل تظن أى من الامهات التى تتفنن فى أساليب عقاب طفلها أو طفلتها أن الزمن كفيل بأن ينسى الطفل الاساءة أو هل تعتقد أن هذه هى اساليب التربية الحديثة لا أعتقد أن أى دين سماوى كان أو غير سماوى يقر العنف ضد الاطفال أو يعلنه اسلوبا للتربية فى أى زمن من الازمنة – لا اعلم كيف تغفو ليلا وفى قلبها كل هذه القسوة وتمارس حياتها بشكل عادى بل وتتفاخر بهذا الاسلوب السادى ضد الاطفال –
أخر الاحصائيات تقول أن 166 طفل فى مصر قتل بسب العنف الاسرى خلال النصف الاول من 2008 ترى ما شعور هؤلاء الامهات وقد تحول فلذة كبدها الى رقم مجرد رقم ميت فى أحصائية وهى طليقة بسبب الحكم بالقتل الخطأ – متى يكون عندنا جهة مسئولة للتبليغ عن مثل هؤلاء الامهات قبل أن يزهقوا أرواح فراشاتهم الرقيقة –

هن ليسن بالضروة أصدقاء اقارب أو معارف ولكن تشاهدوهن أيضا اثناءالتواجد فى السوبر ماركت أو فى النادى أو فى المسجد أو فى محلات البيع أنا متأكدة أنه على الاقل تصادفون مثلهم مرة اسبوعيا فى تلك الاماكن التى تترددون عليها

فهل تخبروهن على الاقل - بأن يتقوا الله فى أولادهن كما أخبرهن أنا- فهن السند فى الحياة حين لن يكون لهؤلاء الامهات سندا

"قلمى"

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله
    اختى منى متميزة كعادتك

    ردحذف
  2. من الموكد يا منى ان الاولاد نعمة ورزق كبير من اللة فكيف لا يحافظ البشر على مثل هذة النعمة والتى لم يقدر اللة ان يرزق بها بعض الناس
    ولكن فعلا لا يشعر باهمية الشىء الا فاقدة ، فليحافظ اللة على اولادنا ويحميهم من كل سوء

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))