الأربعاء، مايو 06، 2009

بيروت - لبنان 2007 (2) والاخير

قررت أن أقهر حالة الكأبة المتسربة بداخلى وأكمل خواطرى عن رحلة بيروت علها تخفف من وطأة تلك الكأبة - كان من الصعب التحرك بسهولة فى بيروت خلال الفترة التى قضينها فيها وذلك بسبب أعتصام وتمركز العديد من الناس فى خيام عديدة فى بقعة من ارض شاسعة بجوار مسجد الحريرى (أعتصام خاص بأحوال أنتخابات الرئاسة القادمة) وهو مكان يعتبر حيوى جدا كما أن ساعات العمل كانت تعوق زيارة أى من الاماكن الممكن زيارتها - والاسعار فى بيروت خيالية ومن الصعب التسوق فى ظل هذه الاسعار الا لو كنت على دراية ومعرفة ببعض المحلات التى تبيع بثمن معقول وطبعا للستات لو بتحب الكريمات والشاور جيل الى بكل أنواع الفاكهة الى فى العالم والبارفانات وأدوات التجميل حتلاقيها هناك لانهم زى باريس فى الحاجات ديه –
ثانى يوم فى بيروت ذهبنا لمول فى وسط البلد بعد الشغل وكنا متفقين أن اصدقائنا يمروا علينا هناك علشان كانوا عازمنا فى مطعم أيطالى – الحقيقة البائعون والبائعات فى غاية البشاشة والذكاء ولا يمكن تدخل محل الا لما يعرفوا يخلوك تشترى وأنت مبسوط لكن مش بالحاح أو غصب عنك لا برضاك بعد اقتناع تام بالحاجة الى حتشتريها وتبقى عارف أنها تستاهل مش يأكلوك الاونطة – وحاجتهم مسعرة بالليرة اللبنانى وكمان الدولار والافضل أنك تشترى بالدولار علشان الليرة عملة تلخبطك من كتر الاصفار يعنى تبقى فاكر أن الالف ليرة ده مبلغ يطلع ميكملش 100 جنية – أنا سبت زملائى دخلوا محل يتفرجوا على حاجات الكترونكس ودخلت محل فرجين Virginأصل أنا لا يمكن أروح أى بلد من غير ما أدخل المكتبة واشترى كتاب أما عن البلد أو عن أى حاجة تانية ده بالنسبة لى حاجة مهمة جدا وطبعا قبل ما أدخل مديرى وزميلى قالوا لى من فضلك بلاش تشترى كتب كتيرة ! أنا أشتريت كتاب عن الاحداث اليومية لحرب اسرائيل على لبنان سنة 2006 الاحداث فى رواية على شكل يوميات من الاب شربل يكتبها لابنته فى كندا وهو يعيش فى حارة حريك وهى المربع الامنى التابع لحزب الله وهو بعيش مع زوجته مارى التى ترفض أن تترك المنزل لانها لا تريد ترك جارتها أم حسين التى تقطن بمفردها – الرواية اسمها لن انزح بقلم يوسف النبهانى (مش الشيخ النبهانى ده شخص مختلف) الكتاب تمنه 8 دولارات والرواية تضعك فى أجواء الحرب بأسلوب قصصى رائع وشيق ومؤثر وتظهر فيه روح الاخاء الوطنى بدون الحاجة الى شعارات حسن ومرقص – وفى طريقنا الى المطعم الايطالى توقف بنا الاصدقاء على البحر لنرى صخرة الروشة وهى تدعى أيضا بصخرة الحب وهى كما ترون فى الصورة صخرتين كبيرتين فى شاطىء منطقة الروشة فى بحر بيروت الغربى هى تكونت بفعل الزلازل والغريب أن صخرة الحب هذه مكان للانتحار!! فكرة المطعم الايطالى لم تكن تروق لى (هو أحنا جايين لبنان علشان نأكل أكل أيطالى وبيتزا والنظام ده لكن هم وعدونى أن اليوم الثالث حنروح نأكل أكل لبنانى علشان كده وافقت أروح وكمان كنت حأموت من الجوع كالعادة) – المطعم الايطالى ديكوره كأنك تجلس فى شارع من شوارع روما ووأتضح أن الاكل الايطالى ليس بيتزا وكانالونى ورافيولى وبس لا ده حكاية فيها كمان لينجوينى وريجاتونى وحاجات حلوة كتير على نفس الوزن أنا طلبت لازانيا ! وكأنها مطبوخة فى روما أدركت أن الايطالى الى كنت بأكله قبل كده أكيد كان صينى - والجميل فى المطعم ده أنه بعد ما الاكل وعايز تغسل أيديك بتطلع الدور التانى بتلاقى الحوض عبارة عن بئر كبيروالحنفيات معلقة في الجردل من فوقه بشكل حلو جدا – فكر برضة – خلصنا ورجعنا الفندق وطبعا رحت فى سابع نومة وأنا بحلم ببكرة يوم الاكل اللبنانى –
وجاء الميعاد بعد يوم أخر من العمل الشاق بس قبل ما نروح المطعم قالوا لنا أيه مش حتروحوا الرفاعى (انا المرة ديه كنت عارفة بيتكلموا عن أيه لان كذا مرة صديقاتى اللبنانيات يبعتوا لى كيس حلو منه) الرفاعى ده بقى اشهر واحد بتاع مكسرات فلو عايز تجيب حاجة لاهلك ولو بتعز أصحابك معزة خرافية يبقى تروح الرفاعى علشان تجيب لهم مكسرات بس خالى بالك كيلو الفستق ب 20 دولار طبعا رحنا وأحنا برضة حنعز حاجة على أولادنا والرفاعى مش بس مكسرات لا ده كل أنواع النوجة الى عمرى ما شفتها فى حياتى ولا حأشوفها غير فى المكان ده والله عنده حبة حاجات حلوة (ده لو بتحبوا الحاجات الحلوة زى أنا وعائلتى) بتاخد العقل على رأى اللبنانيين وطبعا أنا أكتر واحدة كعيت فى الطلعة ديه بس كله علشان العيلة – وتوجهنا لمطعم برج الحمام الموجود فى ماريوت بيروت – وبلاش أقولكم ماريوت بيروت عامل أزاى علشان لا أعكر صفو حلم ماريوت القاهرة والجى دبليو ماريوت (الى بالمناسبة أسوأ أكل ممكن تأكلوه فى حياتكوا هو فى الاتنين دول) – الكبة النية والعصافير المشوية من الاكلات المعروفة اللبنانية ولاتخلو أى مائدة منها- الكبة النية عبارة عن لحم مفروم جدا جدا ولايحتوى على فتفوتة دهن وتأكله مع الثومية أنا دقتها هى حلوة بس فكرة اللحمة النية ديه برضة مش عاطفية بس هى طعمها حلو أما العصافير بقى الى بيقزقزوها زى اللب فديه صعبة جدا وهى الحاجة الوحيدة الى ماعجبتنيش مش فى الاكل لا ده فى السفر كله بس الاكل اللبنانى بقى – هو ده – الصراحة الاكل المدعو لبنانى فى مصر لا يمت للبنان بأى صلة لا من قريب أو بعيد أنا وزملائى تقريبا جالنا تخمة من الاكل وياسلام الحلو حاجة أسمها مفروكة وهى كنافة خفيفة تحطها فى عسل وقشطة وتفركها فى الطبق وتأكل وأن شاء الله وزنك يزيد كده يجى 5 الى 10 كيلو والمصيبة أنهم مش بيتخنوا (حتة قر) وتسألهم أزاى مش بتتخنوا والاكل ده كله قالوا أنهم مش بيأكلوا كده غير فى الويك أند بس وباقى الاسبوع أكلهم صحى – فكر برضة – يعنى أحنا جينا لخبطنا نظامهم وطبعا ده متوقع مننا فى أى مكان !
نيجى بقى لاخر يوم فيكى يا لبنان وهو مسك الختام فقد قررنا لان الحمدلله مطلبوش مننا شغل (المكتب يعمل يوم الجمعة) كان عندنا يوم بطوله لغاية الساعة الخامسة لان الطائرة كانت الثامنة مساءا فقررنا نروح مغارة جعيتا وبعد تناول الافطار وتجهيز الحقائب تم وضعها فى التاكسى الى تم تأجيره للذهاب الى المغارة ثم الى المطار بعد ذلك وتقاسمنا مصاريف اليوم ده أنا ومديرى وزميلى – وكان سائق التكسى رجل عجوز بشوش ودمث الاخلاق وكان يشرح لنا بعض الاماكن فى الطربق (ذهبنا الى بيروت القديمة وهى منطقة اثريه جميلة تطل على البحر وتناولنا الغداء قبل الذهاب الى المطار وبعد أنتهاء جولة جعيتا) وقد مررنا على أحدى الجسور التى كان قد نسفها الاسرائليون أثناء حرب 33 يوم وقد رمم بالكامل ولا أثر لاى حرب وأخبرنا أنه قد تم نسف جسرين أخرين أثناء القصف وقد تم ترميمهما أيضا كما شاهدنا الطريق الى الجنوب حيث كانت بعض المناوشات لازالت تحدث فيه -
ومغارة جعيتا هى من أحلى الاماكن التى رأيتها فى حياتى ومن أجمل الاماكن الطبيعيةوأعتقد أن اللبنانين يعتبرونها من أجمل الاماكن الطبيعية فى الشرق كله وهى عبارة عن تحفة من صنع الله وحده سبحانه وتعالى وهى أولا تقع فى وادى أسمه نهر الكلب وللوصول اليها قطعنا مسافة طويلة بين جبال مزينة بأشجار الصنوبر والبلوط (كما فى الصورة وكلها صور فعلية من المكان ماعدا صورة المغارة فهى من النت لان تصويرها ممنوع)وعند وصولك بوابة المغارة تجد حارس الزمن فى أنتظارك يعتبر من أكبر المنحوتات فى الشرق –
ومغارة جعيتا عبارة عن تجويفات وشعاب ضيفة منحوتة طبيعى وبمرور الزمن المياه الكلسية المتسربة من المرتفعات كونت أشكال وتكوينات لا يمكن وصفها من روعة الابداع -أبداع ربانى-
وهى مقسومة لمغارة عليا وسفلى :
المغارة العليا متعة للسير على الاقدام فى ممرات للمشاة تلائم طبيعة المغارة وكل منحوتة أو صواعد وهوابط غير متشابهة فى الشكل فالتكوين فيها لا يماثل الاخروتجد نفسك مبهورا من المنحوتات الطبيعية ووتشكيل المياه على الصخور وطول ما أنا ماشية فيها (المسافة حوالى 750 متر) مافيش بنى أدم الا وكان بيقول سبحان الله من الجمال - والتصوير ممنوع سواء فى المغارة العليا أو السفلى (محدش بيدخل الكاميرا أو الموبايل مع أن مافيش حد شايفك وبتسيب الكاميرا والموبايل فى خزينة صغيرة قبل ما تدخل مفتاحها بيفضل معاك لحد ما تخلص الجولة) –
اما السفلى فهى المغارة المائية ويتم الانتقال فيها بقوارب صغيرة عبر مسطح مياة لتشاهد أيضا التكوينات الجميلة عبارة عن أعمدة هوابط ونوازل ولا تسمع غير صوت هدير المياه لان مافيش حد بيكلم ويرغى ويعلى صوته وهو بيتفرج ومافيش صوت خروشة كيس شيبسى ولا فرقعة علب الكانز علشان الاكل ممنوع فى المغارة للمحافظة على البيئة وهذا الهدوء والجمال الربانى تستمتع به لمسافة 500 متر تقريبا– المغارة المائية تقفل فى الشتاء لأرتفاع منسوب المياه – وسبحان الله درجة الحرارة ثابتة طول السنة فى المغارتين بس طبعا درجة حرارة المائية اقل من الجافة- ولابراز جمال المغارة سواء الجزء العلوى أو السفلى وليستمتع المشاهد بعجائب الطبيعة من الشلالات البلورية وضعت أنارة مميزة تلائم بيئة المغارة الحساسة - ويمكن قبل دخول المغارة مشاهدة فيلم عن تاريخها للتعرف على طريقة أكتشافها وحول تكوينها وتاريخها -


وكانت مغارة جعيتا هى أحلى ختام لتلك الرحلة التى لاتنسى والناس الجميلة الى شفتها هناك وتسلميلى يا بيروت ويارب أشوفك تانى



"قلمى"

هناك تعليق واحد:

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))