الخميس، نوفمبر 10، 2011

الشماعة والملطشة



لما كنت بأكتب مقالات "نساء نوبل" 2 من أصدقاء المدونة (أعتز بهما) تركا لى نفس التعليق وهو أننى أختبىء وراء هذه النوعية من الكتابات وأتحاشى الحديث عن الأحوال كما أعتدت ، والحقيقة أنا لا أتحاشى لكنى بكل بساطة فى حالة أرف.

وطبعاً أول ماأقول كده تبص تلاقى إتهامات مصوبة لك – "الله هو إنت مش مع الثورة؟" "هى الثورة مش عاجباكى ولا إيه" – وأكون أنا أصلاُ مافتحتش بقى أو أكون قصدى حاجة بس اللى قدامى عايز يقولنى كلام وخلاص.

قبل الثورة كان فيه شماعة واحدة نعلق عليها كل الأخطاء وهى الحكومة مع أن الأخطاء لم تكن أخطاء الحكومة فقط لكن الشعب أيضا يتحمل جزء من هذه الأخطاء – ومعرفش ليه الناس عايزة تنكر حقيقة زى ديه وليه لما أقول الكلام ده يبقى معناه انى العدو.

بعد الثورة بقى فيه العديد من الشماعات نعلق عليها كل الأخطاء والشماعات تنوعت تحت العديد والعديد من المسميات وهى مش مجال حديثنا وإن كانت إحدى أسباب الأرف، فنحن يوميا نبحث عن شماعة نعلق عليها الأخطاء بدون أن نجد حل لأى خطأ. ننظر للماضى كل دقيقة وثانية ونجتره ولا نتقدم خطوة أو يمكن أنا أتعميت.

يعنى هناك شماعة لكل خطأ وكارثة بدون حل جذرى وملموس، ومثال على ذلك تفجير خط الغاز الذى أنفجر بالأمس للمرة السابعة مرة شماعة أحسن يستاهلوا وحى على الجهاد ومرة شماعة أنفلات أمنى مرة شماعة مؤامرة وشماعة وراء شماعة ومافيش حد يقول كلمة حق إن مايحدث خطأ ولو كنا عايزين نحارب إسرائيل فهذه ليست طريقة للحرب. طبعا غير كل مصيبة تحصل مرة نلزقها للفئة المندسة ومرة للفلول وأم الخلول ومرة للبلطجية ومرة للشرطة ومرة للمجلس العسكرى والجيش.

المهم أن كل واحد دلوقت فى الشعب المصرى بقى ملطشة للتانى وعلشان بس محدش يقول لى تعميم ومش تعميم علشان فيه كلمات كده بقت أكلاشيهات تتقال فى كل مناسبة وهى لا بلاش التعميم فأحم ودستور وقبل ما أخبط حأقول حبة من الشعب ومش حبة قليلين حبة كتير كل واحد بيلطش فى التانى أو بمعنى أدق فيه حالة من الأنفلات الأخلاقى الرائعة وبرضة علشان محدش يطلع لى الطبنجة ويطخنى مش تعميم ورحمة أبويا الغالى اللى لو كان عايش كان طب ساكت من اللى بيحصل من سفالة وقلة أدب مش تعميم بس الأكيد أنه مش أقلية ومرة تانية مش أقلية يعنى ماسورة كده وأنفتحت من الحقد والسفالة وبدل مانواجهها ونلاقى لها حل يقولك أصلهم كانوا مكبوتين ياعينى!! أصل النظام الكوخة هو السبب كان طابق علي لسانهم شوف إزاى – طيب وهو النظام أهو غار إيه المبرر للسفالة معرفش؟؟؟

"جان جاك روسو" كان بينادى بإن الحرية صفة أساسية للإنسان وحق غير قابل للتفويت وإن الأنسان لو تخلى عن حريته فقد تخلى عن إنسانيته وحقوقه كأنسان – أنا بقى لا ارى أى مظاهر للحرية التى قامت من أجلها الثورة على العكس تماماً أن مايحدث من مظاهر حرية تحت زعم أنها حق مشروع لا تندرج تحت بند الحريات فالاعتصامات من أجل تحقيق مطالب فئوية فى هذا الوقت وأقول أحم دستور فى هذا الوقت علشان بس الطبنجة ماتتطلعليش "فى هذا الوقت" هذا ليس وقت مطالب فئوية يمكن مش بفهم فى السياسة وماليش فى السياسة بس هو انا إزاى أطلب مطالب من حكومة إنتقالية وأعتصم وأبلطج وأحطم منشأت وأقطع طرق وأعطل مصالح ناس واقول ديه حرية – الحقيقة معرفش!!! ولما تقول كده تلاقى اللى يقول لك انت مش عاجبك الثورة أتفلقى!!! ما علاقة الثورة بالمطالب الفئوية والأعتصامات والتهديدات؟؟ والمشكلة أنك لا تجد شخص من ممثلى الثورة والمتحدثين بأسمها يقول ياجماعة ده مش وقته أستنوا شوية. كل واحد فى وادى المجلس فى وادى وحكومة شرف فى وادى وشباب الثورة فى وادى والشعب فى وادى تانى خاااااااالص والمفاجأة أن الشعب غلبان مش عارف يعمل إيه واللى فاكر ان شباب الثورة بيمثل الشعب بيضحك على نفسه لأن الشعب مش المدونين ولا التويترات ولا الفيس بوك تتصوروا – بس درس الأستفتاء محدش أتعلمه ليه علشان ببساطة لا نتعلم من الأخطاء!

والحرية برضة أن الواحد يقول مايملى عليه ضميره يعنى لما يشوف حاجة مش عاجباه يقول رأيه بدون حجر على رأيه أو تسفيه لرأيه لأن الوطنية مش مزايدات مش معنى ان مش كل الناس لم تنزل التحرير لظروف خاصة بها كالسن أو غيره أو غيره يتم السخرية منهم والتريقة عليهم من قبل شباب الثورة وكمان يتقال أنهم اصحاب فضل علينا مافيش حد فى البلد ديه صاحب فضل على التانى كل واحد له واجبات بيعملها بطريقة حسب مقدرته وانا مش حأعلق نشرة ويافطة وأقول أنا عملت إيه خلال ايام الثورة علشان أنا مش مطالبة أبين لحد أنى مصرية وبحب بلدى ومش حاقدم لحد كشف حساب لأن مافيش حد له حاجة عندى ومش ماسك لى ذلة. ومش حأجيب مصحف وأحلف عليه أنى ضد الفساد بس كمان أنا ضد النفاق وضد سياسة القطيع وأنى ألغى عقلى وتفكيرى يعنى كل حاجة فيها الوحش والكويس والثورة ايضا فيها أخطاء وأخطاء جسيمة ويجب ان تتدارك قبل فوات الأوان وأنا مش مطالبة أنى أحلها ومش مطالبة أقدم لها حلول لأن محدش بيسمع لحد وبرضة مش مطالبة أنى أقف اصقف للغلط وأقول قمااااااان علشان أعجب!!!

يعنى الناس اللى حربت فى 6 أكتوبر وأنتصرت لم تقم بإذلال الشعب وكل يوم وليل ونهار تقول لهم أنا جبت لكم النصر وانتوا قاعدين فى بيوتكم على الكنبة ولما شهداء ماتوا لم يتم المتاجرة والمزايدة بأرواحهم على العكس فيه أهالى شهداء لا تجد من يقدم لها العلاج.

دلوقت حتلاقى واحد أو واحدة يطلع يقول لى يارب أبنك يموت علشان تحسى بحرقة وعلى فكرة ده حصل فعلاً لى وللعديد من صديقاتى لمجرد أننا قلنا بلاش مزايدات – وطبعاً مش من حقى أنى أشعر بأرف ومش من حقى أنى اتكلم غير الكلام اللى على مزاج الآخر لو ماقلتش آمين على كل حاجة بتحصل أبقى أنا العدو. يعنى قبل الثورة كان عصر خرفان ودلوقت بقى عصر المعيز المفروض أنساق زى القطيع وراء كل إشاعة وكل تحريض وكل جروب وكل مظاهرة وكل مليونية وكل مقال وكل واحد مالوش شغلانة فجأة مسك ورقة وقلم بقى محلل سياسى وبيكتب ويجود فى أحوال الوطن. وأى حوار يتقلب بشيتمة وقلة أدب من غير مراعاة لأى شىء علشان كل واحد قصدى معظم الوحايد بقوا ملطشة.

والديمقراطية طبعأ واضحة وضوح الشمس لو ماأنتخبتش عمرو حمزاوى يبقى أنت عدو الثورة ولو ماأنتخبتش أسماء محفوظ تبقى برضة عدو الثورة معرفش ليه مع أن الديمقراطية أنك تختار ولك حرية الأختيار بدون أن يتم أتهامك – لو ماأنتخبتش واحد من الأخوان تبقى خايف من الإسلام و تريد الفسق فى البلد والعياذ باله لو ماأنتخبتش واحد من السلفيين تبقى والعياذ بالله كافر لو أنتخبت واحد مسيحى وانت مسلم وقعتك ووقعة أهلك سودة لو أنتخبت واحد علمانى أو واحد ليبرالى يبقى انت عايز تمشى على حل شعرك لو أنتخبت واحدة ست بيقى مش حتخلص من السخرية ولو انتخبت واحد وطلع من الفلول وانت ماكنتش تعرف يبقى انت متوالس مع النظام.

الهيافات هى الشغل الشغال جروبات للبلوفر والبدلة والترينج والجزمة غير تضيع الوقت فى الخوض فى أعراض الناس والشتائم والفاظ كأقذر مايكون واللى مش عاجبه يتفلق - طيب بدل النكت والسخرية والهيافات ديه فكروا فى شىء مفيد –

الغريبة أن من ضمن الأكلاشيهات أن التغيير لن يحدث الآن طيب ليه الأكلاشيه ده لا يطبق على المطالب الفئوية ولا يطبق على التعامل مع الشرطة يعنى برضة مافيش طلبات ممكن تتحقق فى كم شهر ولا عمر الشرطة حتتغير فى كم الشهر – زى ماهو ببساطة الشعب مش حيتغير فى كم شهر وبدل مانقعد نقول فيه مؤامرة على الثورة فيه مؤامرة على الثورة المؤامرة من داخل الثورة نفسها والمؤامرة ديه شماعة من الشماعات الجديدة مافيش أى قوة فى العالم تقدر تمنع أى شعب فى العالم - حتى لو أرادت - من التقدم والحياة فى ظل قوانين تحقق العدل والحرية الحق والعدالة الأجتماعية وحتى لو كان من مصلحة هذا الطرف أو ذاك أن تظل أنت فى تخلف، فإنه لا يحقق غرضه إلا عندما تتاح له الفرصة بواسطة العدو الحقيقى فى الداخل والعدو الحقيقى لهذه الثورة هى المصالح الشخصية للقائمين عليها والعنترية والشعارات الزائفة والائتلافات التى لا حصر لها وبالطبع أن كل واحد فى وادى.

وكعادة المصريين فى تحويل كل شىء جميل لمسخ فهم لم يعتادوا سوى على القبح ويلزمنا الكثير والكثير للتغيير.

وحين يحدث التغيير لن أكون هنا فلو حدث فى القريب العاجل سيتم القضاء على كل من هو أكبر من 40 سنة علشان مالوش لازمة حسب القوانين الجديدة وتصنيفات العصر الشبابى المزهزه اللى بيحترم الكباربشكل مفرط ولو مش على عجل حيكون ربنا أفتكرنى. والمضحك أنه يقول لك شباب الثورة بقوا ملطشة فى بق كل واحد الحقيقة معرفش مين اللى بيقول كده غيرهم؟؟؟ ويقول لك احنا ضد التصنيف وهم من قاموا بتصنيف فئات الشعب وأشعر أننا فى أنتظار حكم بالإعدام على أى رأى مخالف.

ولأنى أمارس حقى فى الديمقراطية فقد منعت التعليقات علشان كل واحد مش عاجبه كلامى يشتم براحته من غير ماأضطر اقرأ المزيد من الأرف والمهاترات ما أنا برضة ديمقراطية. أعتقد من حقى أنى أكون أرفانة ومن حقى أزعل على حال البلد وأزعل على حاجات كتير حلوة راحت وضاعت. من حقى أقول رأى بحرية وبدون خوف من اتهامات سخيفة ومن حقى أحافظ على كرامتى ولا أسمح لأى شخص أنه يهينى لأن الثورة والتى صنفت تحت أسم الربيع العربى فالربيع لا يعنى زوابع وأتربة وطين ورمال -أتمنى المحافظة على هذا الربيع إن كان حقاً ربيعاً.


وطبعا أسفة لحدتى فى الكلام بس أنا فعلاً أرفت من كم الأنفلات الأخلاقى ومن الإنشغال بالهيافات والأحاديث والشو الإعلامى المقيت والتهييج والشوشرة والأكاذيب والأشاعات مافيش مراعاة لشىء خالص وكمان زهقت من البيان اللى بيطلع النهاردة وبكرة يطلع بيان تانى يكدبه والتنصل من كل شىْ وكل واحد يقول انا مالى مش أنا اللى قلت آمال مين اللى قال؟؟؟  

وبصراحة أنا كده ومش حأتغير اللى مش عاجبنى حأقوله وحأكتبه واللى عايز يقرأ اهلا وسهلا مش عايز أهلا وسهلا برضة ويشتم بعيد عنى وبراحته خااااااااالص ولما الأخلاق والأدب يرجعوا حأبقى أرجع التعليقات  وده بعد عمر طويل إن شاءالله.
ويارب نتقى الله فى هذا الوطن
قلمى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))