فيه أيام كده بتعلم فى الواحد والنهارده ده "يوم مشهود من عمرى"، صحيت بالعافية الساعة 7 الصبح ونزلت أنا وجوزى وأبنى الأصغر علشان الكبير قال لى أنا حأروح بعد الظهر مش حأنزل بدرى.
الساعة 8 وصلت لجنتى الأنتخابية الموجودة بداخل مدرسة تقع بالقرب من سوق الخضار واللحوم والسمك والفراخ اللى فى الحى الثامن مع إن فى يجى 10 مدارس جنبنا المهم لاقيت طابور طوييييييييييل من الستات قلت ياسلام إيه الشمللة ديه؟؟ يعنى نقول كان قدامى ألف سيدة غير اللى كانوا قاعدين على الرصيف.
طبعاً مافيش داعى أقول انه فى أقل من 5 دقائق أصبح خلفى نفس العدد – كنت نازلة بقى وعاملة حسابى إن ألبس تقيل وواخدة معايا الشال الأسود على كتفى ولفها لفة بقى قال علشان الدفا.
الساعة بقت 8 ونصف الطابور يزيد ولكن لا يتحرك على 9 الا ربع قالوا الورق لسة ماجاش شوية كده ولاقيت واحدة ست بتقول الستات اللى على المعاش يجوا معايا. لاقيت شوية ستات طلعوا من الطابور علشان يروحوا معاها لما دققت فيهم لاقيت شكلهم حتى مكملش الخمسين معاش إيه فأدركت أن لجنة الإنتخابات هو المكان الوحيد اللى الست ممكن تقول فيه سنها مضاف إليه من 5 إلى عشر سنوات. بعد شوية نفس الست رجعت وقالت ياجماعة معاش مبكر لا – معاش مبكر لا – الصراحة وقفت اضحك. بس قلت الحمدلله فى بوادر لحركة بس على 9 ونصف أكتشفنا أن الستات الكبيرة اللى دخلت قاعدة فى حوش المدرسة مش أكتر.
وعلى 10 صباحاً أبتدينا نسمع قصص بقى أصل الورق متأخر علشان قسم مدينة نصر محاصر والناس فيه عاملين إضراب وبعد شوية أصل بتوع الحزب الوطنى اللى فى حى مدينة نصر معطلين الورق وبعدين ده القاضى لسة ماجاش وبعدين آخر حاجة أصل ورق مدينة نصر راح المعادى بالغلط – أنا طبعاً معرفتش الورق أتأخر ليه بس الورق جيه بالسلامة الساعة 10 ونصف والحمدلله كنت دخلت حوش المدرسة ووقفت فى الحوش بدل برة المدرسة ولما لاقيت نفسى واقفة فى الحوش مع ملاحظة انى كل ده واقفة لم أجلس فكرت هو احنا ليه ماجبناش كرة وكنا لعبنا والله كان حيبقى يوم FUN
توقعت انه حيكون فيه بقال عند المدرسة وقلت أبقى أجيب منه المياه وأى بسكويت لاقيت فعلا فيه بقال لكنه كان قافل فأدركت كم هو غبياً أنه يضيع يوم كهذا بينما بائع اللب والبطاطا سارحين بعربيتهم على باب المدرسة.
نسيت اقول لكم رصيف المدرسة مكسر وكله زبالة بشكل مخزى ومزرى مع إن المدرسة من الداخل للأمانة فى منتهى النظافة!!. المهم دخلت الحوش لاقيت الستات بتقول أكتبى أسمك عند الولد الواقف هناك بتاع لجنة 390 رحت لاقيت شباب واقفين يأكلوا فول وطعمية ومعاهم ورق فى إيديهم مقطوع من نوتة إد كف الأيد كان نفسى أسالهم هو اختراع ورق الفولسكاب ماوصلش هنا المهم قلت يابت أسكتى لأنى عرفت أن الشباب دول متطوعين وجايين من برة القاهرة علشان يساعدوا.
وقفت فى طابور الحوش معرفش ليه بس عرفت أن الصناديق وصلت من غير أقفال وراحوا يشتروا أقفال معلقتش وكنت بكلم جوزى وأبنى فى لجنتهم والاقيهم واقفين لسة برة المدرسة بس قالوا لى الورق وصل فى عربية نقل عام!!!
طبعاً كل ربع ساعة نسمع صوت ست بتتخانق أصل كمان الشمس ضربت فى رأس كل واحدة وكل ما ست تتخانق تبص تلاقى التوتر يزيد واللى كان ساكت يبتدى يثور ونهدى فى الناس ونقول معلش الصبر ياجماعة بصراحة معرفش إزاى كان عندى كم الصبر ده وانا ضهرى خلاص كان بيموتنى من الوقفة وفضلت أتنقل من طابور الحوش لطابور الدور الآرضى وأتعرفت على الستات اللى معايا فى الطابور. نسيت أقول لكم أنى قلعت الشال لأنى كنت حأموت من الحر وكل واحدة واقفة فى الطابور كانت عاملة زى ماتكون جاية تنتخب فى الأسكيمو وكانوا حيفطسوا من الحر.
شابة من التجمع سايبة أولادها واحدة عنده سبع سنوات والتانى 5 فى البيت لوحدهم وكل شوية تكلمهم وطلع ان والدتها من الصبح فى المدرسة مع كبار السن داخل المدرسة. واحدة واخدة إذن ساعتين وكل شوية يكلموها فى الشغل وواحدة ست بيت حاملة هم انها مش حتلحق تطبخ وقالت بيقوا يأكلوا فول وطعمية – أنا بقى كنت واخدة أجازة من الشغل وكنت عاملة حسابى اعمل صنية لازانيا وارتاح بقية اليوم – ولقد تأجل عمل صنية اللازانيا ليوم الجمعة إن شاءالله. بس أجمل ما فى المجموعة اللى معايا هى أننا كلنا كان عندنا نفس الأختيارات.
الستات الكبار كانوا ماشاءالله كتير أوى رغم ان فيه منهن من تمشى بعكاز ومن ترى بصعوبة وصعود السلم بالنسبة للكثيرات كارثة ولكن كان يتم الإعتناء بهن بشكل فائق كما أن أفراد الأمن والجيش المتواجدين كانوا فى غاية التعاون.
باقة ورد لهم للستات الكبار بجد ستات زى الفل الله عليهم ربنا يخليكم يارب - رسالة صارخة فى وجه من يريد أن يقتل وجودهن - أحلى باقة ورد لهن -
ما أحزننى أنى أكتشفت أن فيه نسبة لكنها ليست كبيرة جاءت فقط خوفاً من الغرامة ولاتعرف من تنتخب وكانت تسأل المتواجدات عن من ينتخبن والحمدلله ربنا قدرنى وقلت للبعض اللى يرضى ضميرى ولكن البعض الآخر كنا ضحية لآخري من تيار متشدد.
الساعة بقيت 12 الا ربع والحمدلله تحركنا للدور الأول اللى فيه لجنتى هيه هيه واحدة من الستات قالت لى حأقعد على السلم قلت لها أنا لو قعدت مش حأعرف أقوم. جوزى كلمنى قال لى أنا خلصت أروح اصلى وأجيلك (طبعا هو دخل كبار السن علشان كده خلص) قلت له لا روح لسة قدامى زمن قال لى طيب شوفى أكرم لسة مخلصش حتى روحوا سويا. وكل شوية بقى واحدة تقول ماما فى لجنة أمير الشعراء روحت – والتانية تقول أختى فى لجنة معرفش إيه روحت هو فيه إيه بس؟؟ وبنات أهاليها يكلموهم مش مصدقين انهم لسة فى اللجنة وتقول لها يلا روحى تقول لها لا ياماما مش حأروح بعد الوقفة ديه كلها.
أكرم أبنى كلمنى الساعة واحدة الا تلث قال لى انا خلصت وواقف لك على باب المدرسة قلت له إن شاءالله قدامى ربع ساعة – من 12 الاربع بقى البنت اللى فى اللجنة تطلع كل 5 دقائق تقول نفس الكلام ياجماعة 2 فئات ونعلم على ورقة القائمة قلت لها ورحمة ماما حفظنا ماهو احنا نفس الناس مش بنتحرك ولا فيه ناس جديدة بتطلع واللى بيخش جوة اللجنة 2 ستات واحدة من 390 وواحدة من 391 وماتفهمش بيعملوا إيه جوة طلع ياعينى الناس بتعوم جوة الورقة بتاعة الفردى لأنها ورقة كبيرة قد ترابيزة السفرة فراح واحد علق واحدة على الحيطة علشان كل ست تعرف المكان قبل ماتدخل طيب ماكان من الأول بس ماعلينا – لاقيت اللى ورايا بتسألنى هو إحنا اللى حنتخبهم رقمهم إيه ورمزهم قلت لها وكتبتهم فى ورقة وكل شوية تقول لى انا مش بحفظ أبقى كل شوية قولى لى – واللى قدامى تقول لى انا بقى حفظت ماما وكل اللى واقفين قالوا انا حفظت ماما وبابا انا بكل فخر قلت لهم انا بقى اللى حفظت أولادى وجوزى.
وكل شوية ست تخترق الطابور وتقول انا تعبانة وسمعت أمراض الدنيا كلها فى أقل من 5 دقائق علشان يخترقوا الطابور ولاقيت واحدة بتقول انا فوق الستين راحت واحدة قايلة لها مش بالسن على فكرة ده فيه فوق الستين وزى الفل وصحتهم أحسن مننا – الستات كانت خلاص أعصابها باظت اللى ورايا قالت لى على فكرة انا كبيرة برضة عندى 47 سنة ضحكت وقلت لها أنا 51 وقعدنا نضحك وأخيراً دخلت اللجنة قعدت فيها بالضبط 5 دقائق ولغمطت صباعى بالحبر البنفسجى ومشيت. أسمى كان موجود فى الكشف ورقمى مضبوط مجهود جبار أتعمل من قبل وزارة الدولة للتنمية الإدارية لا يمكن إنكاره تحية لهم.
خرجت لاقيت أبنى مستانينى قلت له لازم اشرب وإلا حأموت أشترى لى مياه وقال لى معلش ياماما حنمشى شوية بس علشان نطلع كان حيغمى على بجد فضلنا ماشين اكتر من ربع ساعة وبعدين لم نجد اى مواصلات مافيش تاكسى بيقف والدنيا زحمة مووووووت بس جوزى كلمنى وقال لى حأجيلكم قعدت على الرصيف أنتظر معرفش جيه إمتى بس كنت خلاص مش شايفة قدامى لاقيته بيقول لى معلش حنعدى على أختى بس لأنها مسافرة وجايب لها حاجة طلبتها منى بصراحة كان نفسى أموته هو وأخته بس ماعلينا خلصنا المشوار وروحت البيت تفتكروا لو كان لاقدر الله فيه إعادة حأروح دلوقتى بأقول لا من التعب لكن لو حصل أكيد حأروح تانى – ما أجمل أن يكون لك صوت وأن تقول رأيك. بس طبعاً مش حأقول لكم أخترت مين (ضحكات شريرة متقطعة).
أننى أدعو لكل شهيد و كل مصاب ضحى بحياته أو بجزء من جسده من أجل أن نعيش نحن المصريين تلك اللحظة بكل كرامة وفخر. جزاهم الله عنا خيرا.
ملحوظة كده : فيه ناس للأسف تحب تنشر الأحباط - يعنى ناس تقول الناس نزلت بس علشان خايفة من الغرامة والسجن ؟ وناس تقول لك ديه ديمقراطية زائفة - وناس مش بتشوف غير كل شىء أسود وخلاص - عن نفسى مش حأخلى الكلام ده يحبطنى لأنى متأكده أنه على الأقل نسبة كبيرة كانت فعلاً عايزة تغيير وعايزة تعبر عن رأيها واللى بيقول غير كده عايز يستخف ويحبط من عزيمة الناس ويقتل فيها الأمل - لا تقتلوا الأمل واجعلوا ثقتكم بالله كبيرة.
ملحوظة كده : فيه ناس للأسف تحب تنشر الأحباط - يعنى ناس تقول الناس نزلت بس علشان خايفة من الغرامة والسجن ؟ وناس تقول لك ديه ديمقراطية زائفة - وناس مش بتشوف غير كل شىء أسود وخلاص - عن نفسى مش حأخلى الكلام ده يحبطنى لأنى متأكده أنه على الأقل نسبة كبيرة كانت فعلاً عايزة تغيير وعايزة تعبر عن رأيها واللى بيقول غير كده عايز يستخف ويحبط من عزيمة الناس ويقتل فيها الأمل - لا تقتلوا الأمل واجعلوا ثقتكم بالله كبيرة.
نسيت أقول لكم أبنى كريم الكبير نزل الساعة 3 ونصف ينتخب الساعة 4 الا ربع كان مخلص وكلمنا يغيظنا – حظووووووووووووووووظ وكل إنتخابات وأنتوا طيبين.
قلمى