الخميس، أكتوبر 06، 2011

نساء نوبل – "السلام" - 7 \12


هى سيدة ناضلت من أجل موقفها وهاجمت الدول التي تصنع الحروب، وتصدّر الأسلحة للشعوب الصغيرة، والمغلوبة على أمرها اشتركت في العديد من المؤتمرات دولية. بفضلها أُنشئ في السويد معهد خاص لنزع السلاح.

هى التى قالت :"أعيدوا إلى الأرض البراءة. أعيدوا إليها السلام". عندما شعرت بأن العلوم الحديثة التي يبتكرها العقل البشري باتت تهدّد البراءة الأولى للطبيعة.

هى آلفا ميردال Alva Myrdal التى مُنحت جائزة نوبل للسلام فى العام 1982 وكانت في العقد الثامن من عمرها.

وجاء ذلك التكريم تتويجاً لمسيرتها الإنسانية والفكرية، إذ ركّزتْ اهتمامَها على التعليم والتربية، للأطفال وللبالغين كما اهتمّت بأحوال السجون، وحقوق المرأة، ومساعدة المعوّقين، والقضايا السكانية، إلى أن توصّلت إلى موضوع السلاح ونصرة السلام في وجه الحروب ومسبّبيها.

ولدت آلفا فى مدينة أبسالا فى مملكة السويد عام 1902 وتخرجت فى الجامعة فى العام 1924 وتزوجت فى العام نفسه بغونار ميردال . وقد ساهمت هى وزوجها مساهمة كبيرة جدا فى مجال تحقيق الرفاه الأجتماعى. كما أشترك الزوجان فى تأليف كتاب بعنوان " المشكلة السكانية فى أزمة" The Population Problem in Crisis حيث عبرت فيه وفى كتاباتها الأخرى وأنشطتها عن أهتمامها بقضايا الرفاه الأجتماعى وتطور المجتمع، إلى جانب أنخراطها فى الكثير من النقاشات والحوارات المتعلقة بالمشكلات السكانية والمدرسية. بالأضافة إلى ذلك، كانت آلفا عضواً بارزاً فى الحزب الديمقراطى الأشتراكى فى السويد، وقد عينت فى العام 1943 فى لجنة الحزب التى أوكلت إليها مهمة وضع مسودة برنامج مابعد الحرب. وفى تلك السنة تم تعيينها فى لجنة "المساعدات الدولية وإعادة التعمير" الحكومية.

وهي لم تُحدّد سعيها بالكلام والمحاضرات وحسب، بل استخدمت مركزها كسفيرة لبلادها، في عدد من البلدان، لكي تتابع نشر دعوتها.
وفى العام 1962 سيمت مندوباً عن السويد فى مؤتمر جنيف لنزع السلاح. وفى تلك السنة أصبحت عضواً فى البرلمان السويدى ثم فى الحكومة السويدية عام 1967، حيث تولت مسئوولية المهمة الخاصة بتشجيع نزع السلاح. ولقد مثلت بلادها سنوات عديدة فى اللجنة السياسية التابعة للأمم المتحدة التى كانت مكلفة بمعالجة قضايا نزع السلاح، حيث ترأست لجنة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة من عام 1962 وحتى عام 1973، ونشرت خلال هذه الفترة أفضل الكتب التى تتعلق بسباق التسلح والتى لخصت فيه تجربتها الغنية وخبرتها الغزيرة طوال السنوات التى قضتها فى جنيف " لعبة نزع السلاح" The Game of Disarmament والذى عبرت فيه عن خيبة أملها من تلكؤ كل من الولايات المتحدة والأتحاد السوفيتى (السابق) فى مجال نزع السلاح. ". وقد صبّت غضبها، من خلال ما كتبت، وقالت عن الدول القويّة،: "بانها تتظاهر بأنها تبحث موضوع نزع السلاح، وترسل بعثاتها إلى المؤتمرات، بينما هي في الواقع، تبحث عن وسيلة لإضاعة الوقت، من أجل مزيد من التسلّح.

إن الموضوع الذي تركّز عليه هذه السيدة بعيداً عن الأمور التقليدية التي تثير اهتمام المرأة عامّة. إلاّ أن آلفا ميردال ليست عادية. فقد ظلت، طوال حياتها، مثل نبض الضمير، في عالم جفّفَت عروقه الحروب، وامتصّت حيويته أخبارها. كما ان ما تخلّفه من دمار ومآس ينتزع الفرح والأمل من النفوس.

وهذه السيدة لا تدّعي بأنها تصنع المعجزات، لكنها لم تكن تكتفي بإنارة شمعة وحسب، بل ظلّت تناضل، حتى نشرت رسالتها، وأصبح لها حركة واسعة، تتوزّع في عدّة بلدان، من أجل توسيع رقعة السلام، وغرس الأمل في النفوس. ففى كل المجالات والإدارات التى تولتها أو عملت فيها خلفت وراءها سجلا أقل مايوصف به بأنه مشرف ومتميز، وقد نالت العديد من الأوسمة وحظيت بالتكريم فى مناسبات عدة وتوجت أعمالها وأنشطتها بحصولها بحصولها على جائزة نوبل للسلام حيث تقاسمتها مع المكسيكى ألفونسو غارسيا روبليز، وذلك لمساهتمها فى حركة نزع السلاح.

وكانت آلفا قد رشحت للجائزة نفسها فى العام 1981 إلا أنها ذهبت إلى اللجنة الدولية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، الأمر الذى أثار انتقادات حادة فى النرويج إلى حد قيام إحدى الحركات الشعبية فى النرويج بجمع 60 ألف دولار لتقديمها إلى آلفا كجائزة باسم الشعب الترويجى.

وقد حصل زوجها غونار ميردال على جائزة نوبل في الإقتصاد سنة 1974 وكان رئيسا لجنة تخطيط ما بعد الحرب في الفترة
 (1945-1947) وكان وزير التجارة في السويد ، ثم شغل منصب الامين التنفيذي للجنة الامم المتحدة الاقتصادية لاوروبا في 1957, وإتجة بعد هذا مباشرة إلى دراسة شاملة عن الاتجاهات والسياسات الاقتصادية في بلدان جنوب آسيا في للقرن العشرين و بحث في الفقر وتحدي الفقر في العالم ومن عام 1961 عمل في برنامج مكافحة الفقر، ثم عاد إلى السويد وشغل وظيفة استاذ الاقتصاد الدولي في جامعة ستوكهولم وأصبح رئيس مجلس إدارة معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام في ستوكهولم و أصبح رئيس مجلس إدارة معهد أمريكا اللاتينية في ستوكهولم و في الفترة( 1973-1974 ) كان زميل و باحث زائر في مركز دراسة المؤسسات الديمقراطيه في سانتا باربرا بولايه كاليفورنيا ، وفى الفترة( 1974-1975) كان أستاذا زائرا في جامعة نيويورك.

وعندما سألتها الصحافة عن المنافسة بين الزوجين قالت: "أنا وزوجي سفينتان مختلفتان إنما نُبحران معاً في اتجاه واحد".

وللزوجين ميردال ولداً يعد الأن واحد من أفضل المفكرين والكتاب المشهورين في السويد على مدى العقود الأربعة الماضية. وهو جان ميردال ويمثل ايضا واحدا من أهم الأصوات في الدوائر اليسارية في أوروبا الغربية. لقد اكتسب ميردال لنفسه شهرة الكاتب الذي شارك في الإجابة عن أسئلة تتعلق بالعالم الثالث، الصراعات التحررية الاقليمية، معاداة الامبريالية، وكناقد لاذع لما يسمى بالحرب الأميركية على "الإرهاب". وهو أيضا كاتب شارك في المسائل التي تتعلق بحرية التعبير وحرية التفكير. لقد ألف جان ميردال ثمانين كتابا ومقالات لا تحصى حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى.

وهو من قال عن بوش وبلير أثناء حرب العراق" هذان الرئيسان السياسيان يتحدثان دائما عن معتقداتهم ومفاهيمهم‏ العليا؛ بوش كما يقال مسيحي مولود من جديد، ويقال ان بلير صلى قبل اتخاذه قرار‏ الحرب. ولكن أفعالهما لا تعبر عن الإيمان المسيحي. هما ليسا سوى منافقين.‏‏‏‏ "حربهما ليست حربا مسيحية دينية ضد الإسلام. لقد كانت جدتي المتوفية مسيحية مخلصة.‏ هناك الملايين مثلها في بلادنا. هؤلاء المسيحيون المؤمنون ليسوا أعداءً لبلادكم‏ وشعوبكم، وليسوا الأشخاص الذين شنوا الحرب."

وفي أول فبراير من العام 1986 رحلت آلفا ميردال، تاركة حلمها الكبير في حضن عالم يتظاهر دائماً، بأنه يسعى إلى تحقيق السلام.

المعلومات من عدة مصادر

يتبع ......

 

هناك تعليقان (2):

  1. العالم مليء بالشخصيات العظيمة التي لم تجد حظها في الشهرة
    تحياتي على المعلومات القيمة

    ردحذف
  2. الواضح ان نفس المشكلات

    هى اللى بتشغل فكر المرأة

    لأن اغلب الفائزات كانوا مشغولين بالسلام العالمى و الفقر العالمى

    .............

    اللغة السويدية لغة جميلة حاولت اتعلما بس ملحقتش
    بس أسهل كتييير جداً من لغة جارتها أو أختها الصُغرى فنلندا

    ...........

    شكراً على المعلومات الجديدة بالنسبة ليا (:

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))