السبت، أكتوبر 01، 2011

نساء نوبل – "السلام" - 3 \12

نكمل حديثنا عن صانعات السلام من النساء.
إميلي جرين بالش Emily Greene Balch هى ثالث أمرأة تحصل على جائزة نوبل للسلام سنة 1946 وقد حصلت عليها مناصفة مع جون راليج موت.


ولدت إميلي جرين بالش فى 8 يناير 1867 فى مدينة بوسطن الأميريكية لأسرة ثرية،حيث كان والدها محاميا ناجحا كما عمل مساعداَ لتشارلز سومنر (العضو فى مجلس الشيوخ الأميركى).

حصلت إميلى علي تعليم راقي في مدارس خاصة، تخرجت من كلية براين مور سنة 1889 وكانت الاولي علي دفعتها، امضت الفترة من سنة 1889-1890 في دراسة علم الاجتماع، وفي السنة التالية حصلت علي منحة من كليتها لدراسة الاقتصاد في باريس تحت رعاية اميلي لوفسير وقد انجزت خلال هذه الفترة بحثاَ بعنوان "المساعدة الشعبية للفقراء فى فرنسا" نشر فى عام 1893، أكملت دراستها العليا بين جامعة هارفرد وجامعة شيكاجو، بالاضافة الي سنة من العمل في مجال الاقتصاد في برلين 1895-1896.

فى سنة 1896 انضمت إلى هيئة التدريس في كلية وليسلي ، وفي سنة 1913 وصلت الي درجة بروفيسير في الاقتصاد وعلم الاجتماع. ولقد تميزت بوضوح أفكارها وسعة خبرتها واطلاعها، وحضورها القوي وذهنها الحاد وتعاطفها مع الفقراء وكانت تصرعلي ان يصوغ طلابها افكارهم الخاصة عبر العمل الجماعي في ابحاثهم المشتركة وقد أستمر عملها فى الكلية أكثر من عشرين عاماَ.

وخلال هذه الفترة كانت عضوا بارزا في بعض من المجالس المحلية واللجان الحكومية فيما يختص بمجال الاطفال، التخطيط الحضري، التعليم الصناعي والهجرة، بالاضافة الي مشاركتها في الحركات النسائية التي تعني بالمساوة في الكثير من المجالات مثل حق النساء في التصويت، الحد من عمالة الاطفال، تحسين الاجور وظروف العمل، ساهمت ايضا بدراستها عن القاء الضوء علي اوضاع المهاجرين السيئة التي كانت تقترب من ظروف "العبيد".

وكانت إميلى مهتمة دائما بقضية السلام وتتبعت بدقة أعمال مؤتمرات السلام في سنة 1899، 1907 في لاهاي واصبحت مقتنعة تماما بعد اندلاع الحرب العالمية الأولي في سنة 1914 أن مهمتها الاساسية في الحياة هي تخليص البشرية من آثام الحرب وتعزيز الجهود الانسانية لمنع اندلاع مزيد من الحروب.

كمندوبة للمؤتمر العالمي للنساء في لاهاي سنة 1915 لعبت دورا بارزا في العديد من المشاريع الهامة ومنها : تأسيس منظمة لجنة المرأة الدولية من أجل السلام الدائم التي تحول اسمها فيما بعد الي الرابطة النسائية الدولية للسلم والحرية (WILPD)

وقد لعبت أميلى دوراً مماثلاً فى تقديم المقترحات السلمية بين الدول المتحاربة ، وخدمت فى وفد – رعاه المؤتمر – إلى الدول الأسكندنافية وروسيا وذلك لحث حكوماتها على إطلاق مبادرات للتوسط بين الدول المتحاربة.

وشاركت إميلى إلى جانب جين أدامس واليس هاملتون فى وضع كتاب بعنوان "المرأة فى لاهاى: مؤتمر المرأة الدولة ونتائجه" الذى صدر فى عام 1951.


وقد رافقت إميلى زميلتها جين آدامز فى عصبة المرأة الدولية فى مساعيها وجهودها من أجل وقف الحرب العالمية الأولى. كما كانت إميلى من نشطاء الحملة الشعبية ضد الدعوات المطالبة بتدخل أميركا فى الحرب. وكانت أنشطتها السلمية فى الحرب العالمية الأولى سبباَ فى فصلها من عملها فى كلية ويلسلى. لكنها انضمت الي هيئة تحرير مجلة الأمة الاسبوعية التي تعني بشئون الحريات حيث كتبت عدة مقالات عن اتفاقيات السلام، كما حضرت المؤتمر الدولي الثاني للمرأة الذي عقد في زيورخ 1919 وقبلت عرض المؤتمر لتصبح امينة رابطة المرأة الدولية للسلام والحرية ومقرها جينيف.


بالإضافة إلى ذلك كانت جهود إميلى متميزة وواضحة فى مجال تحسين العلاقات السياسية الدولية والتعاون الدولى، حيث وضعت موهبتها وخبراتها فى هذا المجال تحت تصرف الحكومات والمنظمات الدولية المختلفة. وساهمت بقوة فى انسحاب القوات الأميركية من هاييتى، حيث تولت بنفسها التحقيق فى ظروف الأحتلال الأميركى الذى أستمر 11 عاماَ، ووضعت كل نتائج التحقيق فى تقرير بعنوان "هاييتى المحتلة" ورفعته إلى رابطة المرأة. ولقد ناضلت بقوة من أجل موافقة حكومة بلدها على قبول توصياتها بالأنسحاب من هاييتى.

وقد تخلت إميلى عن منصبها من الرابطة في سنة 1922 وكلن عندما واجهت الرابطة صعوبات مالية في سنة 1934 ثم عادت وعملت مرة اخري بدون راتب لمدة سنة ونصف، ولقد تبرعت فيما بعد بنصيبها من جائزة نوبل لهذة الرابطة.

في خلال الفترة ما بين الحربين كرست جهودها وخبراتها في خدمة مختلف الحكومات والمنظمات الدولية واللجان من كافة الانواع، كما ساهمت في العديد من المشاريع الخاصة بالامم المتحدة من بينها نزع السلاح وتدويل الطيران ومكافحة المخدرات وذلك كممثلة لامريكا.

توفيت إميلى عام 1961، وخلال مسيرة حياتها الطويلة، كانت على أهبة الأستعداد لتلبية نداء الواجب الأنسانى. وكانت لها أهتماماتها الأدبية والفنية حيث نشرت مجموعة شعرية بعنوان "معجزة الحياة" فى عام 1941. The Miracle of Living

منقول بتصرف من كتيب نساء نوبل 29 امرأة فى قمة المجد إصدار عام 2000- المعلومات المتوفرة عن إميلى جرين باللغة العربية قليلة

يتبع ......

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا على هذه الإضاءة الوافية عن شخصيات لانعلم عنها شيئا.
    إنها جرعة ثقافية غنية بحق.
    تحياتي

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))