الأحد، سبتمبر 04، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 6


نللى زاكس (أحيانا فى البحث على الأنترنت تظهر نيللى ساخس) Nelly Sachs اسمها الأصلي ليوني زاكس Leonie Sachs ؛ ولدت في 10 ديسمبر 1891 في برلين – وماتت في 12 مايو 1970 في ستوكهولم هي شاعرة وأديبة ألمانية. منحت جائزة نوبل في الأدب في عام 1966 مناصفة مع الأديب اليهودي شموئيل يوسف عجنون، وذلك لأعمالها الشعرية والمسرحية.



وكانت الابنة الوحيدة لعائلة يهودية ويليام زاكس الذي كان مخترعا وصاحب مصنع، والام مارجاريته (مولودة بلقب كارجر). ونشأت في أسرة مثقفة متآلفة في مناخ برجوازي. وبسبب سوء حالتها الصحية فقد تلقت دروسا خاصة لمدة ثلاث سنوات والتحقت في عام 1903 بمدرسة الفتيات العليا، وحصلت منها بعد خمس سنوات على الشهادة المتوسطة. قرأت في سن الخامسة عشرة أولى روايات سلمى لاجرلوف بعنوان Gösta Berling وأعجبت بها جدا، لدرجة أنها تبادلت الرسائل مع الكاتبة السويدية، ودامت تلك المراسلة 35 عاما حتى توفيت لاجرلوف.



وكتبت أولى قصائدها وهي في سن السابعة عشرة ولفتت انتباه الكاتب النمساوى "ستيفان زويج" فساعدها على نشرها. صدرت في عام 1921 أولى مجموعاتها الشعرية بعنوان "أساطير وقصص" بتشجيع ومساندة منه . وكانت القصائد الأولى ذات الصبغة السوداوية لم تزل مصطبغة بتأثيرات من المدرسة الروائية الجديدة وتدور حول مواضيع من الطبيعة والموسيقى. لكن عندما قامت نيلي زاكس بنشر أعمالها الكاملة فيما بعد لم تضمنها تلك المجموعة الشعرية.



مات والدها ويليام في عام 1930، فعاشت بمفردها مع والدتها، وفى عام 1940، هاجرتا إلى السويد بمساعدة سلمى لاجرلوف فراراً من النازية. وعند وصولها إلى السويد توفيت سلمى، فأضطرت نللى للأعتماد على نفسها لتأمين معيشتها هى ووالدتها، وعاشت المرأتان في ظروف فقر في مسكن من حجرة واحدة في جنوب ستوكهولم. وكانت نيلي ترعى والدتها وتعمل بشكل مؤقت غسالة لتكسب قوت يومها وبدأت تتعلم السويدية وتترجم الشعر السويدي الحديث إلى الألمانية.



ولم تبدأ أعمالها الشعرية تتوالى إلا بعد هجرتها (أو عندما كانت فى الخمسين) وتطور شعرها في أثناء سنوات الحرب بشكل كامل عن قصائدها المبكرة الرومانتيكية. فقصائدها لعامي 43/1944 والتي صدرت فيما بعد في مجموعة "في مساكن الموت" تتضمن صورا للألم والموت، وتعتبر تأبينا فريدا لشعب معذب.



ظهر أول ديواينها وهو "فى بيوت الموت" عام 1947 الذى حكت فيه عن معاناة اليهود فى هذا الوقت. ثم المجموعة الشعرية "أفول النجوم" 1949 و "لاأحد يعرف أين يذهب" 1957 و"تحليق وتحول" 1959 وفيها تؤكد العذابات وآلام النفى والتعذيب والموت التى لاقاها شعبها.



ومن مسرحياتها الشعرية، يمكن ذكر "إلى" 1950 التى بُثت فى الإذاعة الألمانية وحققت نجاحاً منقطع النظير. وقد فازت نللى بالعديد من الجوائز فى السويد وألمانيا. في عام 1961 أسست مدينة دورتموند جائزة نللي زاكس ومنحتها لصاحبة الاسم. وكانت أول امرأة تمنح جائزة السلام لتجارة الكتب الألمانية في عام 1965.



صدرت لها مجموعة متكاملة ضمت جميع اشعارها تحت عنوان "رحلة إلى العالم الآخر". وقد ظهر تراجم بالأنجليزية لبعض أعمالها عام 1967 ولمسرحيتها الشعرية "إلى". كما ترجمت أبياتها "الوجود فى الليل" إلى الفرنسية فى عام 1961. وصدرت لها مجموعة أخرى متكاملة من المسرحيات الشعرية بعنوان "علامات على الرمال" فى عام 1962.



وقد أشتهرت نللى فى سن متأخرة وفي عيد ميلادها الخامس والسبعين في 10 ديسمبر 1966 منحت نللي زاكس جائزة نوبل في الأدب وألقت خطاب شكرها القصير بالألمانية واقتبست فيه من قصيدة لها :" استبدلت بالوطن تحولات العالم". وقد منحت زاكس القيمة المالية للمحتاجين، ومنحت نصفها لصديقتها القديمة جودرون هارلان. وكان اسمها قد أطلق قبل منحها جائزة نوبل على مدرسة ثانوية Nelly-Sachs-Gymnasium .




وقال الناقد الانكليزي ميشيل همبرغر الذي درس قصائد الشاعرة زاكس" أنه فى أعمال زاكس نجد التعامل مع الموضوع أسطورياً و صوفياً أكثر مما هو واقعي."

ويرى البعض أن مهمة هذه الأشعار (أشعار اليهود فى تلك الفترة) هي مجرد استدرار للعواطف وأنه مشكوك في جدية المعاناة. إلا أنه فى رأى الشخصى (أنا) على المستوى الأنسانى من حق أى أنسان التعبير عن معاناته وبغض النظر عن جنسية الفائزات نلاحظ أن المرض والمعاناة والوحدة والعزلة والتمييز - بما ذلك التمييز العنصري جمع بين هؤلاء النسوة وقد كانت نللى تدافع عن كرامة الأنسان فى قصائدها. 



وتبادلت زاكس رسائل مع الشاعرالألمانى بول تسيلان ودامت مراسلاتهما 16 عاماً التى تنطوي على دينامية لافتة، وعلى رقة هي وليدة حاجة يائسة إلى الصداقة الحميمة، التي يتوق إليها الناجون من الموت، في رسائلهما، وخاصة تلك التي كتبتها زاكس، وهي الأكثر عدداً والأكثر حرارة في المجموعة، بعد أن تعرضت للانهيار العصبي والمعالجات الطبية الطويلة، يشعر القارئ بهذا العراك المستميت ضد العزلة ورعب الظلام المطبق، على أن رقة النبرة المضحية سرعان ما تسود، في حين تكشف الرسائل التي كتبها تسيلان، والتي كُتبت خلال العطلة التي قضاها في منطقة بريتاني، عن مشاعر أب فخور بأبوته، وألمعية بالغة الرهافة. وقد تم نشر هذه الرسائل باللغة الأنجليزية (أدب الرسائل).




والعلاقة بينهما تبدو استثنائية، لأن هناك أكثر من عنصر مقاربة بينهما، فالشاعران عالميان أولاً، وبالرغم من فارق العمر بينهما، حيث تكبره زاخس بقرابة ثلاثين عاماً، فإنهما ماتا في زمنين متقاربين تماماً (تسيلان في ابريل وزاكس في مايو) من عام 1970، وإلى جانب هذا حقق بول تسيلان شهرة شعرية أوسع بعد انتحاره، في حين حازت زاكس جائزة نوبل عام 1966.



وفي سنوات عمرها الأخيرة انسحبت من الأضواء وعاشت في عزلة. وبجوار معاناتها النفسية وإقامتها الثانية في مصح للأعصاب، فقد أصيبت بالسرطان ماتت بسببه في مستشفى في ستوكهولم في 12 مايو 1970. ودفنت في مقبرة يهودية في شمال ستوكهولم.



من أعمالها التى ترجمت إلى الأنجليزية


- O the Chimneys -In den Wohnungen des Todes (New York: Farrar, Straus and Giroux, 1967)



- The Seeker and Other Poems (New York: Farrar, Straus and Giroux, 1970)



- Collected Poems: 1944-1949 (Los Angeles: Green Integer, 2010)


تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال - للأسف لم أتمكن من العثور على روابط لتحميل قصائدها -
تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل"

هناك تعليقان (2):

  1. بصراحة أنا قفلت منها لما قولت يهودية .. رغم انى عارف الفرق الكبير بين اليهودية والصهيونية .. بس بصراحة استنيت تقولى بعد ماراحت السويد ايه اللى حصل .. انتى قولتى فالاخر انها ماتت فاستكهولم بس انا عاوز اعرف وبالتحديد موقفها ساعتها او بعدها بشوية من دعوات الصهيونية بالذهاب لفلسطين .. يعنى من الأخر ايه موقفها من الحركة الصهيونية العالمية ..

    وأنا معاكى ان كل حد يعبر زى ما هو عايز عن معاناته الى عاشها ويبقى الحكم لينا ان كان ده حصل فعلا ولا لا بالصورة اللى هوه بيقولها .. وكمان الحكم على المعاناة اللى تسبب فيها ده لو هى ساهمت او ايدت الحركة الصهيونية .. فى يهود كتير ما هجروش لاسرائيل بس بيدعموا اسرائيل دوليا ..

    اتمنى مكونش تقلت عليكى بس السلسة كلها شيقة وممتعة .. ربنا يجازيكى كل خير :)

    تحياتى

    تانى نقطة

    ردحذف
  2. مقال جميل يا منى تسلم إيدك
    لفت نظرى إن كتاباتها نضجت فى سن متأخرة و دة الطبيعى
    الإنسان بيحتاج لشوية خبرة فى الحياةعشان يقدر يكتب كويس
    الروائية آنى برو و هى من كتابى المفضلين كانت بتنصح هواة الكتابة ما يبدأوش يكتبوا إلا لما يكبروا شوية و يبقى عندهم عدد سنين على أكتافهم- زى ما هى عبرت عنها- عشان يكتبوا حاجات قيمة
    تحياتى

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))