السبت، سبتمبر 03، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 5

كانت "غابرييلاّ ميسترالGabriela Mistral  1889 -1957أوّل شاعرة أميركيّة لاتينيّة تفوز بجائزة نوبل في الأدب العام 1945.  أسمها الحقيقى هو لوشيلا جودوى ألكاياجا، وهى تنتمى لعائلة نصف – هندية فقيرة، استلهمت اسمها الأدبيّ (غابرييلا ميتسرال) من اسميّ اثنين من أحبّ الشعراء إليها: الشاعر الايطاليّ "غابرييلّي دانّونْتْسِيو Gabriele D'Annunzio" (1863-1938)، والشّاعر الفرنسيّ، الحائز على جائزة نويل في الأدب للعام 1904، فريدريك ميسترال Frederic Mistral (1830-191 .



وذكرت الأكاديمية السويدية أنها منحتها هذه الجائزة من اجل شعرها الغنائي الذي ألهمته العواطف الجياشة القوية فجعل إسمها رمزاً للطموحات المثالية للعالم اللاتيني الأميركي بأكمله.

بدأت كتابة الشّعر أثناء عملها كمعلّمة في مدرسة القرية وبعد علاقة حبّ جارفة مع "رُومِيليُو أُوريتَا"، موظّف شركة سكّة الحديد الذي انتحر، في العام 1909، بإطلاق الرّصاص على نفسه، بعد إدانته بالإختلاس، لتعيشَ، من بعده، حياة حزينة، متوحّدة، تّواقةً لأمومة ستحرم منها طيلةَ حياتها. وكان لموت حبيبها أبلغ الأثر على حياتها، فقد الهمها الأبيات الأكثر حزنا وتأثيراً فى تاريخ حياتها الأدبية، وهى "قصائد الموت" “Sonetos de la muerte" التى كانت سببا فى تكريمها فى مهرجان "العاب الزهور" الذى أقيم فى سانتيجو عام 1914 وقد أشتهرت بعد ذلك فى أمريكا اللاتينية كلها.

كتابها الثّاني "يأس Desolacion" 1922، القائم على ثيمتيّ الإيمان المسيحيّ والموت، قد قطف لها اعترافاً عالميّاً بها كواحدة من أبرز شعراء ذلك العصر. وقيل عنه إنه "مكتوب بالدم"، فقد كان يلوح بي ن سطوره خيال المعشوق الذى فقدته، لكنها أستخدمت الشعر فى تطهير حبها الذى بدا فى هذا الديوان يخاطف الأطفال والأنسانية، ويسمو ليخاطب الخالق.

وقد أثرت هذه التجربة فى حياة غابرييلا وكانت سببا فى رفضها النهائى للزواج وبالتالى الأمومة التى طالما تمنتها. وكان هذا الحرمان الأختيارى مصدر إلهام للعديد من أعمالها خاصة " لتبارك بطنى وإلا أنقطع نسلى" و"مدح الشجرة" وغيرهما من الأعمال التى تستحضر فيها بقوة لذة الأمومة، وتشير فيها إلى اهتمامها بالأطفال، والفقراء والمساكين، وتبحث بين سطورها عن اقامة علاقة روحانية مع الطبيعة.

ظهرت مجموعتها الثّالثة "رِقّة Ternura" -1924؛ كتابٌ هيمنت عليه ثيمة الطّفولة، ثمّ تنشرُ، سنة 1938، "تالا Tala" التي مازجتْ في قصائدها الميتافيزيقيّة بين الطّفولة وحنين مُضمَر إلى أمومة محرّمة. ومن أشهر أعمالها أيضا "السحب البيضاء" Nubes Blancas 1934 و" المعاصر" Lagar 1954.

ومع بداية عام 1922، تركت غابرييلا بلدها ذهبت لتعيش فى المكسيك حيث دعيت للمشاركة فى تعديل مناهج التعليم وتأسيس المكتبات العامة. وبناء على طلب من وزير التعليم العام، كتبت غابرييلا ديوانها الرائع "غناء الأطفال فى دائرة" 1923 الذى أشتهر حتى يومنا هذا.

من أجمل من قدم لها : الكاتب الفرنسي الكبير " بول فاليري " في ترجمة ماتيلد بومس Mathilde Pomes لقصائد غابرييلا بالفرنسية قائلاً : إن أول إنطباع أحدثته هذه المجموعة من النصوص .. كان شبيهاً بما يحدثه في نفوسنا وجود شئ أو كائن فيه كل الغرابة مع كونه واقعياً .. فتراه يفاجئنا كما تفاجئنا الطبيعة بقدرتها علي خلق ضروب وقيم حياتية أكثر مما يخطر لنا ببال .. فهي لا تتبني نظريات معتمدة علي فعل خواطر تواردت مصادفة .. أو أن تتبني الصناعة اللفظية .. إنها تعطي من مادتها الخاصة وفق ما يؤديه التعبير الغريب عن حياة تبرز بعمق وعفوية ؛ وأحياناً بعنف .

لقد تغنت هذه المرأة بالولد في إسلوب لم يسبقها إليه أحد .. ففي قصيدتها " أغنية الدم " شيئاً لا أدري ما أسميه .. شيئاً من الصوفية الفيزيولوجية .. إذ تعبق الأمومة في كامل صفائها بعبارت شعرية واقعية ؛ فتري هذه الأم / دمها نفسه / في وليدها الجديد الذي يغفو علي مذاق اللبن و الدم .
وفي قصيدة " غفوة " نري حركة السرير الناعمة حيث تحس الأم في الحلم وكأنها تهدهد الكون .. وأن الكون يغيب مثلها عن وعيه .
وبقصيدة " رواية العالم " نري الأم وهي تحكي إلي طفلها شتي جماليات الوجود : الهواء / الماء / الجبل / النور .. وقد وجدت فيها أفكاراً ممتازة جداً.

سافرت غابرييلا إلى باريس واقامت فيها فى الفترة الواقعة بين 1926-1932 حيث عملت كسكرتيرة لمعهد التعاون الفكرى لعصبة الأمم، ثم شغلت وظيفة "قنصل" فى كل من مدريد ولشبونة ونيس وريو ولوس انجلوس وأخيرا، وفى عام 1945 اختيرت لتمثيل "شيلى" فى الأمم المتحدة. وكانت فى كل مرة تعود إلى بلادها، تُستقبل استقبال الأبطال. خاصة بعد حصولها على جائزة نوبل. وقد كرمتها شيلى بإصدار طابع تذكارى يحمل صورتها بعد مرور عام على وفاتها.

لتحميل كتاب "قصائد مختارة" لأشهر قصائد الشاعرة باللغة العربية






تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال - تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل"

هناك تعليقان (2):

  1. أنا متشوق جدا لقراءة قصائده ..
    يعنى أنا ممكن أول ايه دلوقتى .. حالة من الإثراء الأدبى المجانية القيمة جدااا فى نفس الوقت .. شكرا ومش حاسس انها كلمة تكفى بجد ربنا يجازيكى كل خير ..
    أشكرك وبشدة ..

    تحياتى

    ردحذف
  2. بصراحه منى مجهود رائع

    ومساعدتك لنا فى التثقيف رائعه

    للمرة الاولى اسمع عنها

    ونشالله سوف استمتع بقرأة قصائدها

    جزاك الله كل خير حبيبتى

    تحياتى

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))