الثلاثاء، سبتمبر 27، 2011

نساء "نوبل" - الآداب 11



فازت الروائية البريطانية دوريس ليسنغ بجائزة نوبل للأدب للعام 2007 بعد مسيرة حافلة من العطاء الأدبي والفكري الغزير وبهذا تصبح ليسينغ المرأة الحادية عشرة التي تفوز بجائزة نوبل للآداب.


 
وقدحصلت الكاتبة على الجائزة لقدرتها الإبداعية في رحلتها الروائية التي بدأتها في بداية الخمسينات من القرن الماضي، وأنجزت ما يزيد عن خمسين عملاً روائياً ترجمت خلالها خطها الفكري والأخلاقي . والمتتبع لأعمال دوريس ليسنغ يجد انها تتنوع في مواضيعها، فمن المواضيع العاطفية الى قصص الخيال العلمي . وكدلك لها اعمال مسرحية عديدة .

ووصفت الأكاديمية المؤلفة البريطانية بأنها "شاعرة ملحمية للتجربة النسائية أمعنت النظر في حضارة منقسمة، مستخدمةً الشك وقوة الرؤية والتوقد". وتميَّز فوزها بالجائزة بما يشبه الإجماع على جدارتها بها، فلم يثر أي لغط أو تساؤل من أي نوع كان.

وتعد الروائية البريطانية دوريس ليسنغ واحدة من أهم الشخصيات الأدبية بعد الحرب العالمية الثانية التي تميزت بغزارة عطائها الأدبي والروائي ساهمت كتابتها في إغناء المكتبة العالمية. وولدت ليسنغ في 22 أكتوبر عام 1919 في إيران حيث كان والدها يعمل كضابط في الجيش البريطاني وأمضت طفولتها في إحدى المزارع الكبيرة في زمبابوي قبل أن تنتقل إلى بريطانيا موطن والديها عام 1949. تركت مقاعد الدراسة في وقت مبكر منذ أن كانت في سن الرابعة عشر وعكفت على دراسة الأوروبي والأمريكي في القرن التاسع عشر.

اشتهرت الكاتبة البريطانية خلال مسيرتها الفكرية والأدبية بنضالها ضد المظالم والاستعمار والتمييز العنصري كما عُرفت بأفكارها المؤيدة لحقوق المرأة وهي مواضيع تناولتها بأسلوب يمزج بين الواقعية الاجتماعية و الإبداع الخيالي. ومع صدور روايتها "المفكرة الذهبية" 1962 تحولت ليسينغ إلى أيقونة الحركات النسائية رغم أنها لم تنتمي يوما من الأيام إلى تلك الحركات.

الأّ انها في مناسبات عديدة تؤكد على انها ترفض رفضاً باتاً أي شكل من أشكال الأدلجة، ولذا فإنها ضد ان يصنف أدبها في إطار الأدب النسوي أوفي إطار النظريات السياسية الجامدة، رغم انها كانت قد انتمت للحزب الشيوعي قبل عام 1956، ومع انها غادرته بعد هذا التاريخ الأ ان اعمالها بقيت تصب في مجرى الأدب السياسي وتحمل الطابع الأخلاقي الإنساني.

اعمالها غالبا ما تكون مستوحاة من تجربتها الشخصية التي تقول عنها أفاجأ دائما بما اكتشفه في داخلي كما اثرت نشأتها في افريقيا ونضالها السياسي والنسائي علي اعمالها.

كتابها الاكثر شهرة المفكرة الذهبية (ذي غولدن نوتبوك، 1962) يروي قصة روائية ناجحة تكتب مذكراتها علي اربع مفكرات مختلفة: واحدة سوداء لعملها الادبي واخري حمراء لانشطتها السياسية وزرقاء تحاول فيها ايجاد الحقيقة عبر التحليل النفسي وصفراء لحياتها الخاصة. وحين تفتح المفكرة الخامسة وهي المفكرة الذهبية التي ستتضمن كل سيرة حياتها، لم يسعها سوي ان تعهد بها الي حبيبها.

طفولتها المشتتة بين عدة قارات كانت مصدر الهام ملحمتها الادبية (اولاد العنف) التي صدرت بين عامي 1952 و1969 في خمسة اجزاء وهي تشبه شخصية بطلتها الروائية مارتا كويست الي حد كبير. ومن انجح اعمالها Going Home(1957) الذي تندد فيه بالتمييز العنصري في جنوب افريقيا و The Good Terrorist (الارهابية الصالحة 1985) حول مجموعة من الشبان الثوريين من اليسار.

اتهم النقاد ليسنغ بالمبالغة في مساندة تحرر المرأة حتى وصْفِها بـ عدم الأنوثة . الأمر الذي ردت عليه الأديبة بالقول: يبدو أن ما تقوله النساء وما يعانينه وما يخضعن له كان مفاجأة للبعض . وفي الواقع فإن ليسنغ وإن كانت قد دفعت بوجوب إعطاء المرأة حقوقها حتى الحد الأقصى, فإنها لم تتخطَّ الخط الأحمر. بل العكس، فقد حذرت من تخطيه. ففي آخر أعمالها الروائية الصدع ، تحذر الكاتبة النساء من دفع المطالبة بحقوقهن إلى مستوى استعداء الرجال لأن هذا العداء خطر محتمل فعلاً.

وإضافة إلى الأعمال الروائية, كتبت دوريس عدداً من الكتب عن القطط، حبها منذ الطفولة، ومذكراتها حتى العام 1949م بعنوان: تحت جلدي الذي حازت عليه جائزة جيمس تايت سنة 1995م.

منحتها جامعة هارفرد دكتوراه فخرية عام 1995 وقد منحتها ملكة بريطانيا لقب رفيقة شرف ، بعدما رفضت دوريس لقب سيدة الإمبراطورية البريطانية لأنه لم يعد هناك من إمبراطورية بريطانية على قولها. وحازت في العام 2001م جائزة أمير استورياس أرفع جائزة أدبية في إسبانيا وغير ذلك الكثير، وصولاً إلى جائزة نوبل، التي ما من جائزة بعدها.

دوريس ليسنغ دون تضخيم هي أعظم كاتبة بالانجليزية لا تزال علي قيد الحياة، فرغم كبر سنها، إلا أنها لا تزال تكتب وتصدر لها الرواية تلو الأخرى، فالكتابة هي الحياة لها، وذلك علي حد وصفها، ولأنها متفردة وسابقة لعصرها دوما في كتاباتها منذ قرابة ثلاثين عاما أو أكثر، كان النقاد وكبار الأدباء ينتظرون سنويًا تكريمها بمنحها جائزة نوبل في الآداب، ولكن مع مرور الأيام وقلة توهجها بحكم التقدم في السن، اعتقد الجميع أنها علي قائمة المحرومين لأسباب سياسية، حتي جاءت جائزة الآداب لعام 2007.

تصدر الأعمال الروائية والقصصية للكاتبة البريطانية دوريس ليسنغ مترجمة الى العربية عن الدار العربية للعلوم - ناشرون التي حصلت على حقوق النشر من الكاتبة بموجب اتفاق تمّ بينهما. وقد صدر من أعمال ليسنغ حتى الآن: «الأنثى»، «الحلم الجميل»، «الجدتان»، «مذكرات مَن نجا»... ويصدر في السلسلة «الفرد وإميلي»، «قصص قصيرة» وسواهما. واللافت أن الدار شاءت أن يتولى ترجمة هذه الأعمال مترجم واحد هو الأكاديمي العراقي محمد درويش.



إنها اليوم عجوز في حوالى الثانية والتسعين من عمرها، تعيش في إحدى ضواحي لندن، وتستأنس في وحدتها بقطتين تشاركانها المسكن.


 
وللإطلاع على قائمة أعمالها:

http://en.wikipedia.org/wiki/Doris_Lessing

وأنصح كل من يحبون القراءة الا يفوتوا فرصة قراءة أعمالها بل وأقتنائها.

لتحميل بعض أعمالها باللغة الإنجليزية
http://freebooksnet.blogspot.com/2010/10/doris-lessing-collection-free-download.html


تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال - تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل

هناك تعليقان (2):

  1. بالرغم انها نفس طريق

    الفائزة السابقة

    يمككن بنفس القضايا

    لكن هنا هى أكثر رقه

    يمكن يكون الواحد مبيستحملش الحقايق الفظيعة

    او كانت مفاجاة للبعض زى ما هى بتقول

    (:

    بس برضه

    thank you
    (:

    ردحذف
  2. اسمحيلى اعبر عن تقديرى عن الموضوعات الشيقة والدسمة بالمعلومات الجامدة دى فى البوستات هنا .. خلتينا نغضب على رجال نوبل وان ماحدش بيعبر عنهم.. شكرا للمجهود والوقت اللى بتعطيه للموضوعات الجميلة والمفيدة

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))