السبت، أغسطس 06، 2011

بدون عنوان


فى جريدة المصرى اليوم قرآت الخبر التالى:

تعرضت طفلة معاقة لحادث مأساوى بشع بالسويس، الضحية تبلغ من العمر ثلاث سنوات، التهمتها الفئران وهى على قيد الحياة. قال خال الضحية إنه تركها فى المنزل وحدها وعاد ليجد الفئران تهاجمها. تحرر محضر بالواقعة وتولت نيابة الأربعين التحقيقات تحت إشراف المستشار محمد شلبى، مدير النيابة الكلية.

تلقى اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، إخطاراً من نقطة شرطة مستشفى السويس العام بوصول الطفلة «منى صبحى جميل- ٣ سنوات» جثة هامدة إثر انتزاع أجزاء من جسدها الصغير.

انتقل رجال المباحث إلى عنوان الضحية، وتبين أن الطفلة كانت معاقة ولا تتكلم وتعانى شللا بقدميها، وأنها تعيش مع خالها عقب انفصال والديها عن بعضهما، حيث تركتها الأم لتقيم فى القاهرة، وسافر الأب إلى الصعيد وتركها مع خالها لتقيم معه فى عزبة الصفيح بكفر العرب بآخر شارع الغورى، إحدى المناطق العشوائية شديدة الفقر بالسويس، والتى يعانى سكانها من ضعف الموارد والخدمات.

الطفله المعاقة لم يتركها القدر إلا وأوقعها فى إهمال جديد من أسرتها، تركوها ضحية الانفصال والاهمال.

وبسؤال المباحث لخال الطفلة قال: إن الكهرباء انقطعت عن منطقتهم ساعات قبل موعد الإفطار، فخرج وترك الصغيرة نائمة على السرير ليحضر شمعاً، خوفاً من أن يستمر انقطاع الكهرباء حتى دخول الليل، خاصة أن بيتهم الصغير مظلم ولا يدخله ضوء النهار، وحينما عاد قبل الإفطار بـ١٠ دقائق ليحضر الطعام ويأكل مع الصغيرة وجد كمية كبيرة من الفئران، وقد خرجت من الشقوق وهاجمت السرير والتهمت أجزاء من وجه الطفلة وقدميها وذراعيها وبطنها، ولم تمكنها إعاقتها التى بقدميها وكونها خرساء من الاستغاثة بأحد، وتعذبت الصغيرة وهى تشاهد الفئران وهى تلتهمها حتى قضت عليها وتركتها جثة هامدة. تحرر محضر بالواقعة، وتولت نيابة الأربعين التحقيق، وقررت استدعاء والديها للاستماع لأقوالهما فى الواقعة، وصرحت بدفن جثة الضحية.



لقد أنهمرت دموعى حين قرأت هذه المأساة والله لم أفكر سوى أن الله العزيز القدير قد رحمها حين أسترد وديعته بجواره فهو الأدرى والأرحم بعباده.

تلك الطفلة ضحية لأب تخلى عن مسئوليته تجاه طفلة مريضة وأم تحجر قلبها على فلذة كبدها فهجرتها هى ضحية خال هو نفسه ضحية الفقر والجهل فالخال أعتاد على القبح والقذارة من حوله فى المكان الذى يقطن فيه.

هى ضحية المسئولين الذين لا يعرفون شىء عن سكان مثل تلك المناطق التى لا تتوفر لهم أبسط سبل الحياة الأنسانية.

هى ضحية الجمعيات الخيرية والمتبرعين الذين لا يعرفون شىء عن الأعمال الخيرية سوى توزيع الطعام وكأن الفقير لا يحتاج فى هذه الحياة سوى أن يملاء فمه ومعدته بالطعام.

هى ضحية عدم توفر مراكز علاجية وطبية لتقديم خدمات واحتضان لمثل هذه الحالات المرضية بالمجان للذين لا تتوفر لهم الأمكانيات للعلاج حتى وأن لم يتوفر لمثل هذه الحالات العلاج فهناك سبل لأدراج مثل هؤلاء الأطفال فى برامج نفسية وتربوية وتعليمية.

هى ضحية للقذارة التى أعتاد عليها أهل العشوائيات الذين هم ضحايا لقلة الوعى وللجهل والذين لا يصلهم أى شخص ليتحدث إليهم ويقوم على توعيتهم ولا تصلهم أدنى مساعدات للرقى بمستواهم الأجتماعى وعدم خضوعهم لأمتهان كرامتهم وأنسانيتهم.

هى ضحية لمسئولى الكهرباء الذين يقطعون الكهرباء عن الأحياء الفقيرة بينما لا يتم قطع الكهرباء عن الأحياء السكنية التى يقطن فيها كبارات البلد.

هى ضحية "رضينا بالهم والهم مش راضى بينا" حين نرضى بأن نهان وأن نذل ونعيش فى جحر لاتدخله شمس النهار وتقاسمنا فيه الفئران فى السكن.

الطفلة منى ليست ضحية الفئران ولاضحية عجزها هى ضحية لمنظومة فاسدة من الألف للياء بدأت من البذرة التى وضعتها فى رحم الحياة لتلفظها خارجها بكل قسوة. هى ضحية للتوحش الذى أصبح سمة من سمات المجتمع المصرى لدرجة لا ترحم.

هل حقا سيضع المرشحين للرئاسة العشوائيات فى أولوياتهم كما أدعى البعض فى حوارتهم؟ هل الأموال التى قرر المشير طنطاوى منحها لمشروع العشوائيات ستصرف بمشروعية وبما يرضى الله؟ وهل ستكفى لمنح آدمية لفئة عريضة من المواطنين قاطنى العشوائيات الذين لا يعرفون سبيل فى هذه الحياة لقتل شعورهم بالمهانة سوى ممارسة البلطجة والمزيد من القهر على المستضعفين أو فى أهون الأحوال التسول؟

هل سيأتى اليوم الذى ينظر فيه بعين الرأفة والعطف لأمثال هؤلاء الذى يعتبرهم البعض حثالة المجتمع قبل أن يلتهمهم المزيد من الفئران وهم باقون بلا حراك فى جحورهم المظلمة المتعفنة!!!

أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.

قلمى

هناك 4 تعليقات:

  1. ماساة بشعه بالفعل
    ربنا ارحم بيها مننا

    ردحذف
  2. مش لاقية تعليق


    ارحم يارب

    ردحذف
  3. ربنا يرحمها فعلا ربنا استرد امانته ال مكنش ممكن حد هيحافظ عليها ... وللأسف زيها كتير بيمرو بظروف مشابهه ... العيب فينا احنا كمجتمع مش بس ف نظام لكن المشكله ان كل واحد مش عاوز يساعد التاني ومكتفى بأنه كويس وعايش وخلاص ...

    ردحذف
  4. سبحان الله كل الظروف ضددها...ربنا بيحبها انه انقذها م العذاب ده

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))