الاثنين، يناير 17، 2011

(678) على الشماعة إياها



قرأت الخبر الذى يفيد بأن أمين عام الشكاوى والمقترحات في جمعية العدالة الاجتماعية قام برفع دعوى قضائية ضد فيلم "678" الذي تقوم ببطولته الفنانة المصرية بشرى، قال فيها إن الفيلم يدرب الفتيات على استخدام العنف والتحريض على نشر الألفاظ المسيئة التي تتعارض مع الآداب العامة والتقاليد والأعراف المصرية، ويحرضهن كذلك على ارتكاب جريمة جنائية بإصابة الشباب الذين يتعرضون لهن في مناطق حساسة
وطالب الأمين بوقف عرض الفيلم، معتبرا أنه يسيء لمصر، ويحرض النساء على التعدي على الرجال المتحرشين!!!!!!!!!!!!!
 
والفيلم لمن لا يعرفه يطرح ظاهرة التحرش التى تعانى منها الفتيات والسيدات فى مصر والتى هى فى أزدياد مستمر وهو من وحى قصص حقيقية.
وأنا هنا لن أناقش الفيلم فهو فى نظرى طرح راقى لمشكلة غير راقية ولم أجد فى هذا الفيلم أى أساءة لمصر أو التحريض على نشر الألفاظ المسيئة التي تتعارض مع الآداب العامة والتقاليد والأعراف المصرية ورغم أن الفيلم يعرض أن العنف يولد العنف وهو شعور طبيعى عند أى أنسان تهان كرامته وتهدر أنسانيته خاصة لو كان هذا الأنسان أنثى فأن الفيلم يناشد بأن يكون هناك حل لهذه المشكلة وأن الحل ليس بأستخدام العنف الذى توقف بعد أدراك أن الخطأ لا يعالج بخطأ ويبدو أن أمين عام الشكاوى والمقترحات لم يشاهد الفيلم أو لم يفهم مغزى الفيلم
وكما أسلفت لن أناقش الفيلم هنا ولكن يجول فى ذهنى العديد من التساؤلات وأولها
خاصة بجمعية العدالة الأجتماعية التى أعترف أننى لا أعرف ما هدفها وما عملها ولكن سؤالى "هل ستتحقق العدالة الأجتماعية بعد توقف الفيلم ومقاضاة الفنانة بشرى المنتجة له؟؟ وهل حقا العدالة الأجتماعية هى فى رفع مثل هذه القضايا الجوفاء بدلا من رفع قضايا على الأشخاص المنوطين بتحقيق العدالة الأجتماعية ولكنهم لا يقومون بتحقيقها منذ عهود وعهود مضت!!!!
وهل شاهد السيد الأمين محقق العدالة الأجتماعية أعلان فيلم الهانس فى الدانس أقصد بون سواريه
أوشاهد الأعلان الذى تقول فيه الفتاة لصديقتها شوفى خطيبى بعتلى إيه على الموبايل
فتقول لها الفتاة الأخرى إيه ده  جامد أوى!!!لم أسمع عن أى دعوات قضائية قامت على الفيلم بل أن منتجه قال أنه صنعه بوازع دينى أى والله!!
عدالة أجتماعية فى الصميم!!!
  أما ما أدهشنى أو ما أصابنى بالغثيان هو بعض التعليقات على هذا الخبر وأخترت مناقشة أثنان من تلك التعليقات
الأول: أنه لا يوجد تحرش فى مصر وأن هذا الفيلم أدعاء باطل!!!
الثانى : أن المرأة بطريقة لبسها هى التى تدفع الرجل للتحرش بها!!!
وللرد على التعليق الأول أحب أن أوضح أشكال التحرش العديدة بالمرأة فهى تتمثل
 في عدة أشكال منها:
 لمس الجسد
 والتصفير
 والنظرة الفاحصة للجسد
 والتلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي
 والملاحقة والتتبع
المعاكسات الكلامية
 والمعاكسات التليفونية
ومن يقول أنه لا يوجد أى شكل من هذه الأشكال فى مصر فهو أكيد مش من بلدنا أو بيضحك على نفسه
ومن مبررات منع الفيلم بند العيب ومايصحش أولادنا يشوفوا الاعلان ده وكأن الفيلم أباحى وكأننا فى عالم وردى يخلو من أى منغصات أو أن الظاهرة من صنع الخيال
وليس أدل على وجود التحرش من هذا اللينك
وهى خريطة التحرش الجنسى فى مصر والتى أدعوكم فقط لزيارتها من باب المعرفة بالشىء
وإن لم تكن هناك ظاهرة تحرش فى مصر ما سر وجود كل هذه الألوان على الخريطة
ولماذا يمكن الإبلاغ عن وقائع التحرش الجنسي عن طريق الرسائل القصيرة : 0169870900

أو عن طريق البريد الإلكترونى
وبالمناسبة فأن رسالة الفيلم لكل فتاة وأمرأة هى بألا تواجه المتحرش بها بخوف أو جزع وألا تتهاون فى تقديم بلاغ عن المتحرش بها ولا تلوم نفسها على حماقة وتدنى أخلاق المتحرش بها سواء كان عازبا أو متزوجا.
وتتعرض المرأة المصرية بشكل أو بأخر لاشكال التحرش المذكورة سابقا بل أن ظاهرة التحرش فى أزدياد ورغم ذلك ينكر العديد بأن هذه الظاهرة موجودة وحتى أن أعترفوا بوجودها فهم لا يلومون الا المرأة عليها لعدة أسباب ومنها  طريقة أرتداء الملابس ويأتى هنا الرد على التعليق التانى
 فقد أثبتت الدراسات أن 72 في المئة ممن تعرضن للتحرش محجبات.
 ولكن هذا ليس الرد الوحيد الذى أملكه ولكن قبل أن أواصل الكلام أحب أن أذكر أننا جميعا مطالبون بغض البصر ولأن الله سبحانه وتعالى أدرى بنفوس البشر فهم لم يورد أمر غض البصر من فراغ بل لأنه الله يعرف أن من الطبيعى أن يتعرض المرء فى  طريقه لبعض العوامل التى تجذب النظر لذا المرء مطالب بغض البصر ولكن هذا الكلام لا يعجب الكثيرون الذى يصرون أن لبس المرأة هو السبب
وسؤالى هنا لماذا فى مصر فقط تظهر هذه الشماعة لنعلق عليها ظاهرة التحرش
فالرجل المصرى فى دولة عربية مثل دبى أو أى دولة أوروبية أو ولاية أمريكية لا يستطيع أن يتحرش بأى فتاة أو سيدة مهما كانت طريقة لبسها بل لا يجروء أى رجل من أى جنسية أن يحدق بأى أمرأة ليس تدينا بل لأن هناك قانون رادع للتحرش بالنساء أى أن الرجال تخاف القانون ولاتخاف الله فى حالات التحرش.
وعن تجربة شخصية أقول لمن يصر أن العيب فى لبس المرأة أقول له أو لها أنه حين كان عمرى 30 عاما رزقت بأبنى الثانى الذى كنت أضطر لحمله معى من مدينة نصر الى أخر شارع الهرم حيث كنت أعمل وكنت أضطر أن أستقل أتوبيس للتحرير حيث تنتظرنى حافلة العمل التى تقلنى للحاضنة حيث أودع طفلى قبل التوجه لمقر عملى وكنت أحمل أبنى معلقا بالحمالة الخاصة له من الأمام بينما أحمل حقيبة يدى والحقيبة الخاصة به (ونعم لم يكن هناك من يقوم لأجلس أنا الا فيما ندر جدا) ولم يمنع وضعى هذا من تعرضى للتحرش والمتحرش عادة لا يهمه وجه الضحية فالدمامة لن تمنعه من التحرش بل هو ربما لا يرى وجه الضحية وبعد شهر من أهدار لأنسانيتى فى بلدى المزدحمة دائما قدمت أستقالتى وحصلت الحمدلله على عمل بالقرب من منزلى ويمكن أن أسرد العديد من الحكايات للتحرش التى سمعتها وشاهدتها بعينى
ويمكنكم الرجوع إلى البوست بعنوان 
حديث عابر فى المينى باص رقم (1) لتتأكد أن تلك الظاهرة ليست من الخيال العلمى
وبالطبع هناك من سيقول أن مكان المرأة هو المنزل ولاينبغى لها أن تخرج للعمل وهذا ما لن أناقشه هنا لأنه ليس بالحل بل هو حل مهترىء ولكن هل لن تتعرض الفتاة أو السيدة للتحرش إن رغبت فى شراء متطلبات منزلها لو قبعت فيه؟؟؟
هل يمكن أن يأتى يوما ويدرك المتحرشون أن المرأة هى كيان أنسانى وأدمى ويجب أن تحترم وأنها ليست كائن مستباح 
 
وقد شاهد فيلم 678 معى أبنى الشاب والذى يبلغ من العمر 21 سنة وشاهده بعد ذلك أبنى الثانى البالغ من العمر 20 عاما مع أصدقائه وقد أظهرا تعاطفا شديدا للمرأة من خلال مشاهدتهما لأحداث الفيلم ومن خلال مناقشتهما لم أجد أى غضاضة من ناحيتهما من فكرة الفيلم أو فى طريقة طرحه بل أنهم طالبوا أصدقائهم بمشاهدته ليدركوا معاناة المرأة المصرية فى مجتمع التدين الظاهرى والشكلى وليس لأنه فيلم أباحى كما يصوره البعض.
أما آن الأوان لنرفع قضايا حقيقية لتحقيق العدالة الأجتماعية
أما آن الأوان لنواجه أخطائنا ولا نردم عليها
وهل العيب التحدث عن العيب والقبح اللذان يحيطان بنا حتى يكادا أن يخنقا جمال روحنا
أما آن الأوان أن ننزع عننا الخوف وأن نتوقف عن خلط الأوراق
أما آن الأوان أن نعرف معنى الأنسانية الحق
وأن نتوقف على أن ننصب أنفسنا آلهة على الأخرين وأصدار أحكام عليهم
أما آن الأوان لنكسر الشماعة أياها

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية.
قلمى

هناك 8 تعليقات:

  1. تسلم ايدك ما هو اللى ع راسه بطحه يا منى ده من عينه الناس
    اللى عايشه
    فى بلد تانيه
    زى كده اللى نقلت حديثهم
    تسلم ايدك يا جميله

    ردحذف
  2. نهى حماد18/1/11 12:18 ص

    اولا طرحك مقنع للمشكلة
    هل ندفن راسنا فى التراب
    و طالما ان تناول القضية المحرجة تم بفنية درامية عالية هذا هو دور الفن لكن البيه لماذا لم يثور على القضايا السافلة التى يتم تناولها بسفالة موازية على طريقة المدرسة الدغيدية ؟؟؟؟
    ناس فاضية يا منمن
    و الهانس فى الدانس

    ردحذف
  3. أستاذه / منى
    معك حق فى قولك وكلامك وليس لى تفسير لإعتراض أمين عام الشكاوى والمقترحات فى جمعية العدالة الإجتماعية
    لهو ينفع يبقى أمين ولا حل للمشاكل أو فهم مقترحات أو عنده عدالة أو عنده حتى دين أو كرامة وأعتقد أنه مريض وشاذ ؤبما لاأشتمه ولكن هذه صفاته من كلامه وموقفه لم أرى الفيل ولكنى رأيت أجزاء منه ومناقشة له مع المخرج والمنتج والممثلين وأعجبت به
    شكرا لكى " كل إناء بما فيه ينضح "

    ردحذف
  4. منى

    طرح الموضوع راقى وجرئ كالفيلم تماما

    انا اؤيدك جدا فى كل كلمه واردد بل التحرش ذادت نسبته فى مصر اضعلف

    لامته هنقضل زى النعام ندفن راسنا فى الرمل

    اصبت غاليتى

    تحياتى

    ردحذف
  5. طبعاً أكتر فترة للمتحرشين

    هى فترة ثانوى عام

    بجد انا بقرف منهم لدرجة لا تتخيليها

    زمان كُنت بنبه على اى حد من اللى ماشيين معايا هتعاكس متمشيش معايا

    يعنى اعتبر اللى هتعكسها دى اختك

    لو اختك هترضى بده ليها

    واللى بيقةل مفيش تحرش دة أكيد مش من هنا من عالم تانى

    ردحذف
  6. متفقة معك وبشدة يا منى

    ردحذف
  7. و هو المشكلة فى الفيلم و لا العنف ضد المتحرش و لا فى وجود المتحرش من اصله

    نفسى اللى بيدافعوا و يكلموا كلام مالوش معنى يفهمونى ليه شفت بعينى النساء فى فرنسا..نيس...عرايا اساسا و ماحدش بيعاكسهم و لا بيبصلهم حتى

    ردحذف
  8. لا ينكر ظاهرة التحرش الجنسى سوى ناكر لكل ما هو جلى .... فهل الشمس لا تظهر الا فى السماء ؟؟
    وأرى أن التحرش الجنسى خصوصا بمصر نتيجة لعوامل عدة ...
    أهمها التدين المظهرى , و قلة أهتمام الاسرة بالتربية السليمة للاولاد , والتفرقة فى التعامل بين الولد والبنت ...الولد ..راجل يعمل اللى هو عاوزه والبنت يتكسر لها ضلع يطلع 24 ...
    الفقر ...أنحدار مستوى التعليم ... الكبت والحرمان .... تأخر سن الزواج .. الخ
    رغم أنى لسه ما شفتش الفيلم ...الا أننى أحترم جدا كل ما هو هادف وكل ما يضيىء شمعة فى الظلام ...

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))