الجمعة، يناير 07، 2011

أوراق جافة


العاشرة صباحا : عطلة نهاية الأسبوع
 أفتح عيناى ببطء وأحاول أن أتذكر ما على من مهام
واحدة والثانية وتلك ثم تلك و......
 أبحث عن مشغل الموسيقى الخاص بى أضع السماعات على أذناى وأغمض عيناى مرة أخرى

لا أقوى على النهوض من فراشى مجهدة الجسد ومشوشة الأفكار
تأخذنى الموسيقى لعالم من الهدوء الذهنى المؤقت
 لا أتصور حياتى بدون سحر الموسيقى وبدون خطواتى الراقصة أحيانا حين أكون بمفردى
تعصف بى حالة من الشجن الغير مبررة فلا أعرف أحيانا السر وراء حزنى أو حتى ثورات غضبى
 أختبىء بداخل لحافى الأزرق كم أحب هذا اللون
تأخذنى الموسيقى إلى شاطىء البحر فأتوق إلى جلسة صامتة أراقب فيها أمواجه وهى تداعب قداماى
وربما أرسم قلب يحمل أسمى وأشاهد أختفاءه الحرف بعد الحرف
تراقصنى النغمات فى مكان أجهله ولاأصل إليه
 أحاول أن أفتش فى ذاكرتى عن لحظات من أنوثة أفتقدها فلا أجدها ولم أعد أعرف ملامحها
تذكرت حين سألنى الطبيب "سيدتى لم توقفتى عن تناول الدواء؟"
  "لأنى لاأشعر بأى تحسن".  
فيسألنى للمرة الألف إن كان هناك مايؤرقنى فأجيب بإبتسامة ساحرة بأن كل شىء على ما يرام
ويهمس عقلى هل يمكنك أن تمنحنى رجلا يحبنى بدلا من دواء يزيدنى إحساسا بإننى أمرأة شاخت
أنتبه إلى رنين الهاتف ولكنى أتكاسل عن النهوض أرفع صوت المشغل وأنكمش بداخل لحافى كالقطة أنتظر أن يطمئنى أحدهم ويربت على رأسى بلطف
ترى لما لا يكون الرجال رابطة حب للإيجار فيمكن أستئجار رجلا ليقوم بدور المحب وفق شروط ما
 فما أبرع الرجل فى تمثيل دور الحبيب دون أن يبنض له قلبا
فى بقعة ما ومكان ما من العالم يتبادل الناس هدايا أعياد الميلاد والعام الجديد
دائما ما أتذكر أمى فى مثل هذا الوقت من العام حين كانت تخفى لى هدية بابانويل تحت فراشى فتتلاشى من ذهنى طفولة ضائعة بجوار جنونها ولايتبقى منها سوى لهفة لحنان لم أعهده فيها
أبحث الآن تحت فراشى عن هدية خيالية ربما رسالة حب أو وردة زنبق
أو ربما ذراعيان لأتوسدهما فأغفو دون أرق أو لثمة ندية كندى الفجر
الساعة الحادية عشر أشعر بالبرد رغم أن أشعة الشمس تتخلل نافذتى لا أشعر بالدفء أبدا حين يجتاح الشتاء عالمى الصغير
يسقط الكتاب الذى كنت اقرأه ليلة الأمس على الأرض
أخلع السماعات وأمد يدى لأضعه على الطاولة الصغيرة بجوار فراشى
ينفلت من شعرى رباط الشعر ويسقط أيضا على الأرض
لاأهتم فأحيانا أحب شعرى منسدلا رغم أنه فى لحظة غضب قريبة قمت بتقصيره
ألمح رسالة من صديقة على هاتفى النقال فأؤجل قرائتها وأغلق الهاتف
وأحكم أغلاق النافذة جيدا حتى لا تتسرب منها لفحات الصباح الباردة
ينادينى من الغرفة الأخرى "هل ستخرجين؟"
لا فأنا متعبة جدا
حسنا سأذهب إلى القهوة مع صديق
أضع السماعات مرة أخرى وأغمض عيناى
أفكر فى أن الحب والموت يأتيان دون دعوة ولكنى لا أعرف أيهما سيأتى أولا
ألقى نظرة على البيانو القابع فى زواية الغرفة
ثم على أصابعى المرسومة بتجاعيد الوحشة والنسيان
التى لم تعد قادرة على العزف
وأغوص فى لحافى ويخطفنى النوم بعيدا بعيدا
قلمى

هناك تعليقان (2):

  1. رائعه حقيقيه رايت فيها كل التفاصيل
    بجد واقعيه وحلوة جدا تحياتي يا استاذه مني

    ردحذف
  2. أستاذه/ منى........
    أعجبنى جدا طريقة التتابع بالأحداث وسرعتها وطريقة سردها لم يعجبنى العبارة :
    ترى لم لايكون الرجال رابطة حب للإيجار فيمكن إستئجار رجلا ليقوم بدور المحب وفق شروط ما فماأبرع الرجل فى تمثيل دور الحبيب دون أن ينبض له قلبا
    والسبب أنها تخرج من إمرأة صنعت من العاطفة ومزجت بالحب وخلطت مع قلب ووجدان وحنان وصدق مشاعر وأحاسيس , فكيف لأنثى أن تطلب تمثيلية على أحاسيسها وكيانها وقلبها ووجودها ؟!!!!!!!!!!!!!!لا أتفق معها فى ذلك شكرا لكى

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))