السبت، أكتوبر 23، 2010

لا مكان ولاوقت لليأس


قال
"احب ان اجد الهوى كشعلة نار في عينيك سهم عدا قربي , فتسمر عقلي على شفتيك قبلة منهما تحرق كبدي وجسدي".
وقال
الدرب صعود، وشكر، وصلوات لله
 طهارة، ظواهر وجدانية، وكفاح
حلول، هلع، كوارث، وكلام سعيد
قروح عصبية زوّدتني ثراء النفس
اضطراب عكّر فؤادي ورثني الوجع
  ثورة وعقبات ألهمت أقلامي
جلب سكوتي سؤالاً وكدراً
قلق الحب وهبني الكبرياء
لجأت إلى الكتابة تعويضا

أنه الشاعر الشاب كريستوفر قصارجي
ولد كريستوفر قصارجى عام 1981 فىى لبنان وتسبّب خطأ طبي بفقدانه الأوكسيجين خلال الولادة، فأصيب بتشنّجات سببت له شللاً دماغياً (IMC) بحيث بات لا يستطيع التحكم بحركاته، إذ تغلب اللا إرادية منها على الإرادية. كذلك لا يستطيع النطق أو المشي، لكن عقله الباطن عوّض عليه خسارته مهارات النطق والمشي والتحرك، من خلال كتابة الشعر بطريقة خاصة. هو يدلّ إلى الحروف الأبجدية العربية في جدول صُمّم خصيصاً له، حيث يختار الحروف ليكوّن كلمة ومن بعدها جملة ومن ثم قصيدة
وتشرح والدة كريس السيدة ندى الطريقة التي يكتب فيها ابنها الشعر، فتقول أنها تجلس قربه لساعات حاملة لوحة الحروف العربية، «يختار منها الحرف تلو الحرف، وأدوّن أنا على ورقة ما يختاره إلى أن يصنع كلمة تليها كلمة، وكلما أنجز كلمة يضحك كثيراً... ولكل قصيدة قصة».
ندى التي تحولت الى قلم ابنها ودفتره، لا تكف عن الحديث عنه وعن إبداعاته ونجاحه وشهرته: «أراه طفلاً عندما أهتم به، ورجلاً عندما يكتب الشعر. لا أتخيّل نفسي يوماً من دون رؤيته أو الكلام معه.
منح رئيس الجمهورية السابق اميل لحود كريستوفر قصارجي وسام الأرز الوطني برتبة فارس عام 2003 تقديراً لعطاءاته في حقل الشعر والفكر إثر صدور ديوانه الأول "درب الحب".
كذلك حاز على جوائز وشهادات تقدير من عدة مؤسسات إنسانية وثقافية واجتماعية في لبنان والعالم العربي.
وأعدّت تالين كيباريان فيلماً وثائقياً عنه حمل عنوان «عزلة ورؤى» ، نال جائزة أفضل فيلم وثائقي لبناني في مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية ـــــ الدورة الخامسة (2003) حيث رسم الفيلم «بورتريه» عن كريستوفر الشاعر والإنسان في أعين أهله وحبيبته الوحيدة... إضافة إلى رصد يوميات حياته في وحدته.

وقد رعت نائبة رئيس "مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية" السيدة ليلى الصلح حمادة اطلاق الكتاب الثاني "خلوة الروح" الذى صدر مؤخرا فى شهر أبريل من هذا العام 2010 لكريستوفر قصارجي وتعهدت بتعميم الكتاب على كل المدارس الرسمية الثانوية ومكتبات وزارة الثقافة ليتعرف النشء إلى شاعر شاب يحمل روح الشباب وعشقهم وحيويتهم، لكنه يختلف عنهم بجسده الذى أقعده الشلل.
وكان كريس قد أهدى ديوانه الأول «عزلة ورؤى»  إلى أمه " إلى أمى التى سقتنى سعادة وحبا فنبتا شعرا وقدرا".
أن أمنية كريس الوحيدة أن يبقي الله أمه وعائلته بخير وإلى جانبه، مؤكداً أنه غير مبال بأنه لا يمشي أو ينطق، مكتفياً بصحته الجيّدة وعقله الذي تخرج منه أبدع الأعمال الشعرية فهو يملك سعادة وسلاما داخليا.
يحمل هذا الشاب فى جسده المقعد حيوية تحدت أعاقته
ولايزال يؤمن بالحب وينتظره ويكتب عنه
فلنتوقف قليلا لنتأمله ولنحرق أوراقنا المحبطة ونقتل الأكتئاب الذى يعصف بحواسنا وأحساسنا
 

هناك 8 تعليقات:

  1. "لا مكان ولاوقت لليأس"

    طبعا بعد القصة دى مينفعش أن الواحد يقول فيه يأس

    و يحمد ربنا ع النعم الكتير اللى مديهله

    فتقول أنها تجلس قربه لساعات حاملة لوحة الحروف العربية، «يختار منها الحرف تلو الحرف، وأدوّن أنا على ورقة ما يختاره إلى أن يصنع كلمة تليها كلمة، وكلما أنجز كلمة يضحك كثيراً... ولكل قصيدة قصة»

    قد ايه عنيا دمعت و أنا بقرا الجزء ده

    لفته رائعة من حضرتك

    فعلا محتاجين نشوف الأمثلة دى علشان نتذكر دايما ربنا جنبنا أزاى

    شكرا جدا

    ردحذف
  2. بس مين يعتبر...
    المشكلة ان إحساس اليأس ده زي الصابونة المبلولة صعب نسيطر عليه او نتحكم فيه بسهولة ، لإنه أحيانا بيوصل لدرجة إنه يكون جزء من شخصية الفرد ، أو طبع معروف بيه...
    كلام هايل يا مدام مني كل مرة بتعرفيني حاجات جديدة عليا...

    ردحذف
  3. سبحان الله

    بيقطع من ناحية و يوصل من ناحية

    مش بيظلم حد

    ردحذف
  4. حقا لا مكان ولا وقت للياس

    رائعه

    اشكرك

    تحياتى

    ردحذف
  5. تسلم الأيادي يا منمن على حسن الإختيار والله بجد ...الحمدلله على كل النعم

    ردحذف
  6. حقيقى العزيمة والثقة بربنا بتعمل معجزات

    زى ما رامى قال محتاجين نعرف القصص دى كتير اوى

    علشان اولا نشكر ربنا على النعم والصحة

    وثانيا نتعلم ان مافيش مستحيل

    ميرسى ليكى يا منى

    وردة لعيونك

    ردحذف
  7. أكيد فارس :)
    و يستاهل يكون فارس.
    فعلا .. الحمدلله على كل النعم..
    و عسى الله ان يحقق امنيته الصادقة .

    ردحذف
  8. والله اروع قصة قريتها بجد
    سبحان الله فى اهل بيكونو اعاقة اطفالهم اقل من كدة وتلاقيهم مش طايقين نفسهم
    ومخبينهم عن انظار الناس وبيتمنو يموتو
    ياريت كل الاهل يتعاملو مع احتياجات اولادهم بالطريقة دى من فترة كنت فى دريم بارك ولقيت طفلة منغولية مع بابها كان بيفسحها وفرحان بيها وركبت لعبة من الالعاب الخطر انا كنت مستغربة هو مش خايف عليها بس بعدها فهمت انو بيحاول يعاملها زيها زى اى حد علشان ميكنش فى فرق والغريب ان حتى ابنو التانى مش بيتحرك وجاى على كرسى سبحان الله بابهم فرحان بيهم وبيفسهم ياريت يرو يتعلمو منو ومن ام الشاعر الرائع جزاكى الله كل خير
    وتسلم ايدك يا رامى انك جبتنى للقصة الرائعة دى

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))