الجمعة، أكتوبر 22، 2010

ختامهم ألم - للكاتبة الأماراتية شهرزاد


هناك أناس تأتي بهم صدف الحياة الينا .. فنشعر بأنهم خاتمة كل الأشياء الجميلة بنا ، وبأن بَعدَهم ..لا جديد 

تك تك تك
هل تسمع هذه الطرقات كما أسمعها الآن؟
انها صوت الفراق على باب حكايتنا
انتهت الحكاية
وما زال صوت الطرقات يملأ أذني
 
تك تك تك
هل تسمع ؟
لماذا لا يسمع الصوت سواي ؟
فأجري بوهم اللهفه ولهفة الوهم
أفتح الباب
فلا أحد بالباب سوى الفراغ
يا الله .. لو تدرك مساحة الفراغ الممتد خلفك
 
وترحل
وتبقى الأشياء خلفك في حالة ذهول وذبول
كم هي مُرة الأشياء خلفك
وكم بطيئة هي اللحظات
فالآن أصبح الفراق واقعا مجسّدا
فمن يبيعني طاقة أوجه بها ما لا طاقة لي عليه ؟

وترحل
فيتعلق العمر بطرف ثوبك
ويختبىء الفرح في جيبك
ويستقرّ الأمل تحت ردائك
فتُغادرني معهم
وأبقى وحدي
حيث لا شيء معي .. سواي

انظر
ها أنذا أقف بشموخي المعتّق
فما زلت أستطيع الوقوف
والحركة حول بقاياك
والسير في اتجاه النسيان
والنوم تحت عجلات الألم
والجري الى أبعد حدود الحزن

وانظر
ها أنذي ابتسم
لست مرعوبه
فراقك لا يرعبني
فراقك لا يرعبني
فراقك لا يرعبني
سأكتبها في دفتري كل ليلة
قبل النوم
كي أنام بسلام
نعم
اريد ان أنام بسلام
بعيدا عن ضوضاء الحزن
وثرثرة العقل
وأنين القلب
وبكاء الحنين
أريد ان انام بسلام
فمنذ أن أضعتك .. اضعت السلام
أحببتك جدا لدرجه أني حين رأيتك ترحل أمامي
أغمضت عيني بعمق
كنت احاول اقناع نفسي بأني
أغط في سبات عميق
وأني في الغد سأفتح عيني نحوك
كي أخبرك أني ليلة البارحة
حلمت بك حلما مرعبا
ورأيتك في منامي تفارقني  

أحببتك جدا
لدرجه أني بكيت خلفك
كنت أظن أن دموعي ستجرفك نحوي
كنت واهمة
وأدركت بعد ليالٍ من البكاء المر
أن من ترحل به رياح الواقع
لا تعود به بحور الحنين أبدا  

لحظه من فضلك
قبل أن تغيّبك سحب الفراق
هل تأذن لي ؟
أريد أن احتفظ بهذا الجزء من حكايتنا
فهذا الجزء فيه طفلي وطفلتي
وأشياء أخرى
رسمنا ملامحها ذات حب جميل
غدا يا سيدي
وآه من الغد
حين أعود إلى فراشي
وأضع رأسي فوق وسادتي
وانظر الى الهاتف الذي كان
يهديني صوتك في كل مساء
ويهديني مع صوتك إحساسا
بنكهة الفرح
وأسمع في الدجى حنيني يبكيك
فماذا أقول له ؟
ماذا أقول له ؟
 
سيدي
الآن أنا لا أقف في مرحلة الحزن
تجاوزت الحزن بمراحل
فبعد الحزن يا سيدي
هناك مراحل بطيئة ثقيلة
مراحل لا تكتب ولا تقرأ ولا توصف
ولا طاقة لنا على احتمالها 
ففي هذا المساء يا سيدي
سأنام وتحت وسادتي وصيتي
أوصيت لك بقلبي
بكل أحلامه وأمنياته وأحاسيسه
ضعه في زجاجه صغيرة
وضع الزجاجة قرب سريرك
وكلما نظرت اليها
تذكر امرأة أحبتك بهذا القلب يوما
 
تك تك تك
ها قد عاد الصوت ذاته
هل تسمعه ؟
ترى ؟
متى سيختفي كي أظهر ؟
ومتى سيموت كي أعيش ؟

للأطلاع على المزيد من أعمال الكاتبة

هناك 4 تعليقات:

  1. ففي هذا المساء يا سيدي
    سأنام وتحت وسادتي وصيتي
    أوصيت لك بقلبي
    بكل أحلامه وأمنياته وأحاسيسه
    ضعه في زجاجه صغيرة
    وضع الزجاجة قرب سريرك
    وكلما نظرت اليها
    تذكر امرأة أحبتك بهذا القلب يوما
    ------------------------

    الله على اختياراتك

    رايحه الموقع اقرا بس بكرة بقى

    بون وي (:

    ردحذف
  2. غدا يا سيدي
    وآه من الغد
    حين أعود إلى فراشي
    وأضع رأسي فوق وسادتي
    وانظر الى الهاتف الذي كان
    يهديني صوتك في كل مساءويهديني مع صوتك إحساسابنكهة الفرح
    وأسمع في الدجى حنيني يبكيك
    فماذا أقول له ؟ماذا أقول له ؟
    ___________

    قولي له : أن الذين يبقون في الماضي لم يتسطيعوا النجاح للحاق بك !!

    فكن رائعاً .. و اهدني أياماً أجمل .. رجلاً أفضل .. و حكايا ملونة كقوس قزح.
    :)
    أشكرك على تعريفي بهذه الرائعة :)
    و الله انا ممتنة لكِ جداً.. بارك الله بكِ.

    ردحذف
  3. ما اجملها من شاعرة

    وما اروع تلك الكلمات

    حقا اول مرة اقرا لها

    اشكرك

    تحياتى

    ردحذف
  4. شهرزاد

    احساس لا يضاهى

    انا عن نفسى بحب كتاباتها جدا


    اختيار موفق جدا جدا يا منى

    ميرسى ليكى

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))