الجمعة، فبراير 26، 2010

أهداء للمعلم أياه


أهدى هذه القصة القديمة التى وصلتنى على الايميل الى المعلم الذى ضرب سيف الطفل المريض بالسرطان فأصابه بكدمات ورضوض عنيفة ولسيادة الوزير الذى قال أن شكوى أم الولد كيدية وبصراحة أهديها لكل المعلمين والمعلمات بلا أستثناء
لعلها تكون موقظة ولعل أحد يرسلها ليوقظ ضمير من ليس عنده ضمير ويرحم أطفالنا
حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.
لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".
أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعر بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".
مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.
(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).

هناك 7 تعليقات:

  1. غير معرف26/2/10 11:03 م

    يا منى
    لا بد من أن يتم توزيع هذه القصة بالإجبار على جميع المعلمين بلا استثاء كما قلت
    تأثرت بها كثيرا
    تصبحين على خير

    ردحذف
  2. عزيزتى كيف تتوقعى ان يكون حال التعليم فى ظل وزراء التخلف واحد تلو الاخر؟

    الا تذكرى ان فى اول اسبوع لتولى هذا الوزير التعليم اعلن فى حوار صحفى ان كرامة المدرس مهدرة بسبب عدم الضرب و ان كان بيضرب و هو صغير فى المدرسة و شايف ان ده الحل الافضل...المدرس كان بينفذ سياسة الوزير و لهذا حماه الوزير بدمه بل سلط على والده الطفل من يقطع رزقها بل وصرح فى التلفزيون ان المدرس اللى كسر ايد الطفل غلبان و مراته متوفيه و ان كلامها افترا

    المنظومة كلها خربانه و السمك تفسد من راسها...و راسها فاسدة بقالها تلاتين سنة

    ردحذف
  3. sonnet العزيزة: تعرفى أنا لقيت مدونات ومنتديات عربية ومصرية حاطها وكمان قرأت أن أحد المسئولين فى دولة عربية أفتتح بها كلماته فى مناسبة ما - يارب المسئولين يتأثروا

    Tears العزيزة: لا طبعا فاكرة مش كتبت عنها وأنت كمان كتبتى عنها وانا بجد حزينة ومذهولة لتطور الاحداث مع أم الطفل الغلبانة - أنا بس سؤالى لهم هم ازاى بيعرفوا يناموا بالليل - وربنا على الظالم أن شاء الله فأن ربك لبلمرصاد - أنت عارفة أنا بقالى 9 أشهر بلف على التأمينات بتاعتى من العمرانية للجيزة لمدينة نصر وكل مكتب يطلع لى فيه مشكلة شكل وكل مرة أقول هو محدش بيحاسب الناس ديه أشتكى لمين ولا أروح لمين طيب أنا فى صحة وبأروح وبأجى أمال الستات الى أكبر منى بتعمل ايه والله حسبى الله ونعم الوكيل -

    ردحذف
  4. ليس غريبا إذا ان يكون لطفلهم هذا الفضل فى العلم ومساعدة المرضى بعد ذلك ويكون لأطفالنا عدم القدرة حتى على العلاج فى مركزه الطبى .. لا اقول حتى العمل مثله

    ردحذف
  5. لا تعليق بجد مفروسة وفعلا القصة بتاعتك دي لما قرأتها عالإيميل قلت لازم يعلقوها على أبواب المدارس و يعطوها للمعلمين والمعلمات أول يوم في المدرسة ...يلا جت عالتعليم يا منمن؟

    ردحذف
  6. حاجة تكسف بصحيح ....ده الفرق بينهم وبينا فى التعليم الصحيح

    ردحذف
  7. عقدتينى بالقصه دى
    ربنا يستر على عيالنا


    تحياتى

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))