الخميس، فبراير 11، 2010

هنا وهناك وفى أى مكان هى أيضا أمرأة

لم أكن أنوى الكتابة فى هذا الموضوع لانه ربما لا يعنى أحد أو خارج محيط أهتمام الكثيرين الا أننى وجدت نفسى مدفوعة لكتاباته لعدة أسباب سأذكرها فى سياق الموضوع – هل تذكرون أم على السيدة التى تأتى لمنزلى كل أسبوع لتعاوننى فى تنظيف المنزل لانى أعانى من الم فى ظهرى يحول دون أدائى لتلك المهام – حين حضرت من أسبوعين كنت أقوم بترتيب بعض كريمات اليد وعطور الفواكه التى أعشقها بشكل خاص فوجدت أن بعضها ستنتهى صلاحيته خلال 4 شهور ولن أتمكن من أستعمال العديد منها فى نفس الوقت وتساءلت ما المانع أن أمنح أم على كريم للوجه واليد وعطر أليست هى الاخرى أمرأة وسألتها ضاحكة " هو أنت بتحطى ريحة يا أم على؟ " فأجابت أيوه بحط امال ايه؟ فمنحتها عطرا أعتز به وليس ممن ستنتهى صلاحيته قريبا وشرحت لها كيف تستعمل كريم الوجه واليد وأنا أردد لنفسى هى أمرأة أيضا من حقها أن تتعطر لزوجها وتحافظ على يديها ووجها من تشققات الزمن والعمل فى بيوتنا –

وصادف أنه فى نفس اليوم قرأت أن لبنان أقامت مسابقة ملكة جمال الخادمات الغير لبنانيات وكانت أن فازت فى المسابقة فليبنية تعمل لدى الاعلامية المعروفة هناك السيدة سعاد قاروط العشى وهى التى رشحت خادمتها وأصرت على أشتراكها فى المسابقة والمسابقة ليس الغرض منها الترفيه بل أن هذه المسابقة أقيمت لان كما تقول الاعلامية والمقمين عليها " نحن أى لبنان من الشعوب التى تنتهك حقوق العاملات الاجنبيات".
أبتسمت أبتسامة مريرة من الخبر ليس لانه خبر ساخر لا بل تخيلت لو أقيمت تلك المسابقة فى مصر بالتأكيد ستقوم السيدة بقتل الخادمة الفائزة باللقب فهل يعقل أن تكون الخادمة جميلة ياللهول؟؟؟؟
وتذكرت حين كنت فى رحلة عمل فى ماليزيا وقابلت فتاة ماليزية فى أحدى حمامات المول وكانت تشرف عليه وأخبرتنى أن كل أمنيتها أن تذهب للعمل لدى أسرة سعودية لانها تريد أن توفر مبلغ من المال لتكمل دراستها – تساءلت وراء كل خادمة أجنبية قصة فبالتأكيد لم ترغب فى العمل كخادمة لاجل حلاوة هذا العمل الشاق والذى يتحول مع الكثيرات الى أهانات لا حصر لها.
وليس لبنان فقط من ينتهك حقوق العاملات الاجنبيات بل شعوب أخرى ونحن منهم – بل أننا لا ننتهك حقوق الخادمات الاجنبيات فقط بل ومن هم من بنى وطننا أيضا
أى قمع يرتكب فى حق مثل هؤلاء النسوة الكادحات؟ سواء من الوطن أو خارجه أحيانا أرى سيدة ومعها أطفالها والمربية (العاملة) أو الخادمة كما يحلو البعض أن يطلق عليها ذلك الاسم وتجد السيدة تبتاع لاطفالها طعام من كنتاكى أوماكدوندلز ولاتفكر حتى أن تشترى سندوتش للمنبوذة تلك التى لا تفتأ تركض هنا وهناك وراء الاطفال.
وفى أحد المولات الشهيرة فى القاهرة وجدت مرة فتاة من المطحونات التى تقوم بتنظيف الحمامات ووجدتها تبكى وهى تعمل فقالت أنها متعبة ولا تقوى على الجلوس لان الجلوس ممنوع أثناء فترة العمل وللحق صدمت وأصابنى الذهول هل يعقل أن تظل الفتاة واقفة على قدميها مدة تزيد عن 8 ساعات أى قانون عمل هذا وطلبت منها أن تشتكى فقالت لى أشتكى لمين علشان عيشى يتقطع – وقد سألت عدة فتيات فى هذا المول فوجدت أنه من تخالف الامر يستقطع من راتبها – أى قمع هذا لمجرد انهن فتيات بائسات يبحثن عن عمل شريف ربما لمساعدة الاهل أو لاتمام خطوبة أو مشروع زواج.
كم هى عديدة سلسلة الممنوعات المفروضة على تلك النسوة وكأنهن لسن ببشر بل آلات جاءت خصيصا من المريخ لتزيل الاتربة من منازلنا وتنظف السجاجيد وتغسل الشبابيك وتقوم بتنظيف مراحيض منازلنا ومنازل غيرنا وربما بعضنا يملك غسالة أوتوماتيك ورغم ذلك هناك من يجبرها أن تغسل على يدها فى عز البرد – عندى خادمة وأشغل الغسالة الاوتوماتيك ليه أمال أحنا جيبناها ليه؟؟
أما الذى دفعنى حقا لكتابة هذا الموضوع هى أم جعفر وأم جعفر هى قصة قصيرة ضمن مجموعة قصصية تحت أسم مطر جاف للكاتبة السورية هيفاء البيطار والروائية فى قصصها دائما تحمل خيط واقعى للغاية فى قصصها فهى ليست مجرد قصص للتسلية لا بل هى حقيقة مرة نلمسها فى حياتنا وأم جعفر هنا خادمة مطحونة تسخر منها سيدتها لانها تضع طلاء أظافر فى قدميها فالسيدة لا ترى فى الخادمة أنها أمرأة لها روح وعقل وتفكير المرأة حتى وأن كانت خادمة وتصرخ فى أبنتها حين تجدها وضعت لحم فى طبقها وتقول لها كل هذا اللحم للخادمة – ياالهى كم من سيدة فى الحقيقة تمنع الخادمة من وضع يدها على الطعام – كم من سيدة فى واقع حياتنا تحدد كمية بل ونوع الطعام الذى تتناوله الخادمة وقد لا تطعمها سوى الطعام البايت أو الخبز المقدد.
أم على وأم جعفر وأم وأم وغيرهن كثيرات هنا وهناك وفى أماكن عدة هى ايضا أمرأة لها قلب أمرأة وجسد أمرأة وهى قبل كل شىء أنسانة فى قالب أمرأة فهل ياترى نتذكر ذلك حين يتعامل البعض (وهن للاسف أغلبية) بفظاعة وغلظة معهن -
قلمى

هناك 8 تعليقات:

  1. غير معرف12/2/10 2:00 ص

    السلام عليكم
    جميل أن عدت للكتابة فأنا أستمتع بقلمك جداً وعتبره نموذج للفضفة المهذبة والمنمقة أحداثها كثيراً.. تروق لي الحقيقة حينما أمل من السطور الرسمية

    المهم : كلامك في الصميم ودعيني أتذكر معك موقف وحكاية حدثت في 2006 مرتبطة بنفس الموضوع :
    كان بيني وبين محافظ كفر الشيخ الأسبق اللواء صلاح سلامة حوار صحفي أدرته معه لمدة زادت عن الساعتين ونصف ، وقتها طرح علي موضوع أثاره في المحافظة وكان اقتراح نابع من تجرب شخصية مر هو بها عندها كانت والدته أو والده ( لا أتذكر ) بحاجة لمن يرعاه لظروف السن فأحضر له شغالة أجنبية وكانت على ما أتذكر فلبينية
    وهنا نبتت الفكرة في رأسة أن يقوم بإنشاء مدرسة للعاملات لكي تخرج عاملات مصريات مثقفات ومتدربات وتعمل بتسعيرة معينة ومحددة وبعقود وبشكل احترافي يحافظ لها على آدميتها وحقوقها وكذلك يحفظ المجتمع من العاملات الأجنبيات التي تقتحم الأسر المصرية ، وقتها ثار المجتمع عليه ونعته بأنه يريد تلويث سمعة أبناء الوطن
    رغم أن يقوم سلوك موجود بالفعل لتكون سمته الجديدة الإنضباط والاحترام والاحترافية .. لكن للأسف فشل المشروع

    العمل عبادة ولا يعيبه شيء بالمرة مهما كان شكله

    آه بالمناسبة تعلمي : المرأة التي تمسح سلم العمارة التي أسكن بها والعمارات المجاورة عندها 70 سنة ..كلنا نحترمها بشدة لأنها لم ترضخ لأفعال مشينة أو تذهب لهؤلاء اللصوص الذين يتسولون ، هم بالفعل عصابات منظمة

    المهم : لي سؤال على الهامش ولك مطلق الحرية في الإجابة عنه أو الرفض :
    ما هي طبيعة عملك ؟

    ردحذف
  2. غير معرف12/2/10 10:34 ص

    عزيزتي منى
    لقد تعجبت من موضوع ممنوع الجلوس أثناء العمل. هذا ينافي حقوق العامل الطبيعية. غنها فقط ستجلس على كرسي. يا لقسوة القلوب و غشاوة أرباب العمل.
    و غريب جدا امر الأسرة التي تجبر الخادمة على العمل و غسل الملابس بيدها عوضا عن الغسالة. لا حول و لا قوة إلا بالله.
    حتى أفراد الأسر العادية صاروا قساة القلوب.
    بالخليج لو سقطت ورقة على الأرض أو كان بينها و بين كوب الماء خطوات لنادت السيدة خادمتها لتناولها لها حتى لا تتحرك. و هذا ليس من عملها و ليس من المرؤة في شيء.
    للأسف بعض المصريات ممن لديهن خادمات تقلدن غيرهن في هذه المعاملة السادية.
    ألا نتذكر معهم كيف عامل رسول الله غلامه و ما قال عبده و لا خادمه. كيف لم يق له لشيء لم فعلته و لم تركته. كيف لم يقل له أف قط على مد سنوات.
    لأنه الخلق الذي يجب ان نسلكه.
    دمتي بخير

    ردحذف
  3. كلام سليم جدا ... على الاقل يجب ان يكون هناك مراعاه لحقوق الانسان من جانبنا كملسمين كما وصانا ديننا

    ردحذف
  4. فعلا عندك حق

    فيه ناس بتعامل الخدم وكانهم مش بشر اساسا وبيجدوا لذة فى اذلالهم داخل البيوت ومتعة فى سحبهم وراهم اثناء التسوق

    الموضوع فعلا جميل وغايب عن عيون كتير من الناس

    تحياتى

    ردحذف
  5. احيانا أظن ان المعاملة السيئة للخادمة كما يطلقون عليها نابع من حقد دفين بان تلك الانثى الخادمة تجيد مالا تجيده سيدة المنزل

    ليست كل خادمة من الممكن ان تكون ام جعفر او في وضعها

    تحياتي

    ردحذف
  6. نو : طبعا ٌقرأت تعليقك ولم أنشره بس ضحكت ضحك - أما أنت غريبة صحيح ما تشترى لها جزمة ياشريييييييييييييرة :))) طبعا هو فيه عاملات عايزة قطم رقبتها من الدلع بس الاغلبية غلابة الى عندك ديه بقى سايسيها معلش أكيد هى فى سن رخم -

    أحمد شريف: أنا حاليا لا أعمل (من حوالى سنة) لكن أعمل من المنزل حسب الطلب ,وعند الحاجة كresearcher


    sonnet:أنا للان مستغربة هذا التعسف والله وياريت الجميع يتذكر كيف كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قدوة

    شريف وحازم ربنا يهدى الجميع ويتم مراعاة حقوق الناس دول

    أحمد عاطف : ممكن برضة - وطبعا العاملات لسن كلهن أم جعفر وربما هناك الاسواء وربما هناك الاحسن

    ردحذف
  7. ماما منى
    وحشانى جدا جدا
    ونفسى اشوفك بقى
    اولا فرحت جدا باللى عملتيه مع ام على بجد اكدلى ان احساسى بمامتى حقيقى
    اما عن موضوع الخادمات فبما اننى احيا فى قريه صغيره فليس هنا خادمات بالمعنى المعروف
    ولكن هنا بعض الناس التى من الممكن ان تستعينى بها لتساعدك فى عمل معين وتأخذ اجرها وبشوف ماما بتعاملهم كويس جدا وكمان بتتعامل معاهم زيهم زى اى جيران لينا
    يعنى لابتقول ولابتعمل اى حاجه تحسسها ولو من بعيد انها بتخدم
    ودايما بسمعها بتشكرها كانها اخت اتت لتساعدها فى شغل بيتها
    موضوعك جميل ويحتاج تفكير وتفكير
    الف سلامه عليكى ياماما

    ردحذف
  8. موضوع هام و تغطيته جيدة جدا ولكن اعتقد انها مشكلة فى المنظومة كلها...فليس لدينا حقوق لاحد سواء عمال او أطفال و او مسنين او مواطن

    الانتهاك هو الاصل فطبيعى ان يكون القهر و الحرمان من نصيب الخادمة

    الرحمة انعدمت و الاخلاق اختفت فى زمن طغت فيه المظاهر و النفاق

    تحياتي

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))