«لماذا يكون صنع السلام أصعب من خوض الحرب؟»، لأن صنعه ومن ثم المحافظة عليه يتطلبان الشجاعة، ويفترضان «اختبار مقاربات جديدة والتمتع بشخصية مدنية محببة»
والأميريكية جين آدمز(Jane Addams 1860-1935) واحدة من اثنا عشرة امرأة دافعن عن حقوق الانسان بشجاعة ومثابرة، فكوفئن بجائزة نوبل للسلام بسبب التزامهن بهذه القضية. نساء ناضلن في سبيل الحقيقة، والعدالة، والأمل، والاصلاح.
هي ثانية أمرأة تنال جائزة نوبل للسلام عام 1931 وقد حصلت عليها مناصفة مع نيكولاس موراي باتلر.
وقد فازت بها مكافأة عن ابحاثها الطويلة فى مجال "البديل الأخلاقى للحرب"‘ وقد أعتبر تكريمها تكريماً للأتحاد الدولى للمرأة من أجل السلام والحرية الذى أُسس عام 1919 وكانت أول رئيسة له ، كما ظلت ترأسه حتى توفيت.
ولدت جين فى سيدارفيل بولاية إلينوى، وكان أبوها من الأثرياء، كما كان زعيماً سياسياً وعمل مدة ستة عشر عاما كسيناتور وعضو مجلس الشيوخ وشارك فى الحرب الأهلية، وكان صديقا للرئيس الأميركى إبراهام لينكولن.
وكانت جين فى بداية حياتها تعانى من عيب خلقة فى العمود الفقرى نال من قوتها الجسدية فى الصغر وجعلها تعانى الوهن طوال حياتها، الا انها عولجت منه بعد ذلك.
فى عام 1881، تخرجت جين فى ثانوية روكفورد للإناث، ثم بدأت خلال الست سنوات التالية فى دارسة الطب، لكنها تركته بسبب ضعف حالتها الصحية واحتجازها بالمستشفى عدة مرات. ثم سافرت إلى أوروبا حيث قضت 21 شهرا فى القراءة ودراسة خططها المستقبلية. وعندما أصبحت فى السابعة والعشرين من عمرها قامت هى وصديقتها إلين ستار بزيارة أحد المساكن الحكومية فى شيكاغو التى تمنح مجاناً للفقراء. وفى عام 1889، ساهمت جين وصديقتها فى تأجير منزل أخر مشابه ثم اتجهت الصديقتان بعد ذلك وجهة أجتماعية ومدنية وساهمتا فى إنشاء وادارة المعاهد التربوية والتعليمية، والشركات التى تجمع روؤس أموالها من التبرعات.
ومنذ إعلان قيام الحرب عام 1914، حرصت جين على تكريس طاقتها ووقتها من أجل السلام. وفى يناير 1915، تم أختيارها رئيسة لحزب السلام الأميريكى للنساء وفى أبريل من نفس العام, أختيرت لرئاسة مجلس النساء للسلام ورغم ذلك، لم تتمكن جين من الحصول على عرض من قبل الرئيس ويسلن بشأن القيام بوساطة بين الدول المتحاربة، فتعرضت جين لتجربة قاسية عندما أبدت موقفها الرافض دخول بلادها الحرب فى ابريل عام 1917، وأصطدمت بهجوم الآراء المحافظة عليها مثل اراء جماعة "بنات الثورة" و"الرابطة الأميريكية"، كما قوبلت أراؤها بسوء فهم من قبل أصدقائها المقربين.
ولكن الموقف تغير تماماً مع بداية العشرينات، وصارت تعامل معاملة القديسات، وتقارن بالرئيس الأميركى لينوكلن وأخذت مكانتها تزداد رفعة وأكتسبت شهرة دولية بعد رحلاتها المتعددة، وبصفة خاصة، رحلتها عام 1923 حول العالم التى حققت لها من المزيد من الأنتصارات الدولية.
وبالأضافة إلى مجهوداتها لدفع السلام، كانت جين آدامز دائما رمزاً للعدالة الأجتماعية، والجهود المبذولة لتحقيقها فى الولايات المتحدة فهى التى أسست حركة التكافل الأجتماعى.
وفى منزل هال هاوس الذى أسسته فى شيكاغو، ومنزل (هنرى ستريت) فى نيويورك قدمت جين آدامز العديد من الأعمال الأجتماعية الخيرية، كالتربية والتعليم واعادة التأهيل، وغيرها من الأعمال التى هدفت لتغيير حياة الفقراء وتحسينها. وقد شملت جهودها الفقراء ماديا والتصدى لقضية عمل الأطفال، واتاحة الفرص لهم للوقاية من مختلف الأمراض.
كانت جين تؤمن إيمانًا قويًا بضرورة البحث عن أسباب الفقر والجريمة، وأهمية المستخدمين الاجتماعيين المدرَّبين، بالإضافة إلى العمل الاجتماعي للضغط من أجل تحقيق الإصلاحات. لذا فقد كونت بخبرتها المعهودة مجموعات مدنية للضغط على الهيئات التشريعية وكبار المسؤولين. ومن ضمن الإصلاحات التي تمت في الولايات المتحدة والتي تُعزى كثيرًا لجهودها، القانون الأول الذي حدد ثماني ساعات عمل في اليوم للنساء العاملات، كذلك أول قانون تصدره الدولة يختص بتشغيل الأطفال. بالإضافة إلى الإصلاح السكني وأول محكمة للأحداث.
كتبت آدمز وألقت كثيرا من المحاضرات عن تشكيلة واسعة من المشاكل الاجتماعية، اشتملت على تشغيل الأطفال والصحة العامة وتخفيف البطالة، وكذلك الضمان الاجتماعي.
انعكس تنوع اهتمامات جين آدمز في كتبها التي منها: الديمقراطية والأخلاق الاجتماعية (1902)؛ روح الشباب وشوارع المدينة (1909)؛ عشرون عاما في دار هَلْ (1910)؛ النساء في لاهاي (1915)؛ أحدث مفاهيم السلام (1915)؛ السَّلم والخبز وقت الحرب (1922).
لتحميل كتاب الديمقراطية والأخلاق الاجتماعية باللغة الأنجيليزية
وعندما نالت جين جائزة نوبل، كانت حركة مقاومة الحروب والتصدى لها قد بلغت أوجها. وفى عام 1930، أخذت زمام المبادرة لجمع أصوات النساء للمطالبة بوقف الحروب وإيصالها إلى رؤساء الدول وقد ظلت تساند جميع الجهود النسائية الدولية الموالية للسلام حتى وفاتها عام 1935.
من أقوالها المأثورة
Nothing could be worse than the fear that one had given up too soon and left one unexpended effort which might have saved the world.
منقول بتصرف من كتيب نساء نوبل 29 امرأة فى قمة المجد إصدار عام 2000- المعلومات المتوفرة عن جين آدمز باللغة العربية قليلة
يتبع ......