الثلاثاء، يونيو 14، 2011

كل سنة وأنت أعز صديقة



النهاردة 14 يونيو عيد ميلاد صاحبتى هى مش أى صاحبة هى عشرة عمر فكرت السنة ديه أقدم لها حاجة مختلفة بدل ما أحط لها فلوس فى ظرف علشان تشترى إلى هى عاوزاه وأكتب لها كل سنة وأنت طيبة وأروح أديها الظرف وأقول لها كل سنة وأنت طيبة ياعجوزة يلى أكبر منى بسنة زى مابعمل كل سنة علشان أغيظها أصلها الوحيدة الى أكبر منى بين صحباتى وبصراحة أحساس لذيذ أنه يكون فيه حد أكبر منك بين الصحاب :)  المهم أنها أكبر منى ب8 شهور بس :) فكرت السنة ديه أعمل لها شىء مختلف رغم أننا متعودين نعمل كده فى كل عيد ميلاد لها ولى من زمان حتى أنا محتفظة بكل الأظرف الى كاتبة لى عليهم من سنين. السنة ديه بقى قررت أكتب لها وعنها هنا فى البلوج لعدة أسباب أولا أنى مقشفرة ومعنديش فلوس أحطهم لها فى ظرف :) وثانيا لأن أبنها فى ثانوية عامة وهى عندها حالة أنهيار (كابوس ربنا يزيحه عن كل الأمهات يارب) وكمان هى تعبانة اليومين دول وحاسة بأرهاق شديد فقلت أكيد لو كتبت عنها حتنبسط وتفرح والمود بتاعها حيبقى أحسن وهو ده المهم عندى أنى أخليها سعيدة ومبسوطة فى عيد ميلادها والأهم من ده كله أنها فعلا أنسانة تستحق أنه يتكتب عنها.




سميحة مش أى صاحبة أعرفها من 27 سنة من 1 يوليو 1984 يعنى لما كان عمرى 24 سنة لما رحت أشتغل فى أوتيل وعملت لى هى أمتحان تايبينج بعد ما عصرونى قبل ما أروح لها. كانت أول مرة أشوفها وطلعت معايا فى نفس المكتب مكتب الأغذية والمشروبات والحفلات فى الفندق، الغريبة أنها كانت معايا فى الكلية بس دفعة (أكبر منى بسنة) وعمرى ما شفتها ولا أتعرفت عليها فى الكلية. كانت لسة متجوزتش وكانت شابة أنيقة وعالطول بتلبس كعب عالى ولغاية النهاردة بتلبس كعب عالى لأنها مش بتعرف أبدا تلبس أحذية بكعب صغير أو زحافى زى حالاتى. قبل مانتجوز كانت حياتنا كلها فى المكتب ده قعدنا فيه سنين حتى بعد ما أتجوزنا بس بعد ماخلفنا لتانى مرة حياتنا بقيت برة المكتب ده.

مافيش حاجة فى حياتى سميحة متعرفهاش من يوم ماعرفتها لغاية النهاردة عمرى مافكرت أخبى عنها حاجة وبأثق فيها لأنها كتومة فبأكون عارفة أن فعلا السر فى بير، والميزة فيها أنها عمرها ما كانت بتحكم على ولا على أخطائى كانت دايما متفهمة لكل أفكارى وحساسيتى الزائدة عن اللزوم ولكل لحظات حياتى ولا عمرها قالت لى كلمة جارحة ولا عمرها لما كانت بتدى نصيحة بتقول كلام يضايق أو يجرح مشاعرى وعمرها مابتتكلم على حد من وراه ولا جابت سيرة حد بأى كلام وحش طوال سنوات عشرتى لها. والحقيقة صفاتها الرئيسية تخلتف عنى تماما هى دائما بشوشة وصبورة لأقصى درجة ولاتبدى أى أنفعال على الأطلاق مهما كانت تحت أى ضغط عصبى وتعرف تتحكم فى أنفعالاتها وتصرفاتها دائما حكيمة وأنا عكس كده تماما – هواياتنا مختلفة أختلاف كلى وجذرى يعنى هى بتحب الخياطة وأنا بكره الخياطة جدا ومن كتر شطارتها فى الخياطة هى الى خيطت لى فستان فرحى وهى كمان الى حضرت لى فرحى فى الأوتيل. أنا بحب قراءة الروايات والكتب التاريخية موت وهى مش بتقرأ غير مجلات البوردة علشان البترونات ومجلات وكتب الأكل والمكياج والفساتين وتعرف حياة الفنانين من الألف للياء معرفش أزاى. يمكن الحاجة الوحيدة الى مشتركين فيها غير أننا أعز اصحاب هى أننا أجوزاتنا عندهم القلب مع أن المفروض هم الى كانوا يجيبوا لنا القلب :) !!! وطبعا مش حأنسى أفكرها أن أنا السبب فى جوازها :)
سميحة دايما تقول على أنى شاطرة فى شغلى والحقيقة أنا بقيت شاطرة علشان هى كانت أستاذتى وهى الى علمتنى حاجات كتير فى الشغل أتعلمت منها النظام والدقة والحرفية فى الشغل وأنك أزاى تعمل شغلك بطريقة صح وكمان يعنى أيه تحب شغلك وتخلص له. لما كنا بنشتغل فى الأوتيل كان لسة الفاكس مش أختراع كان فيه تلكس طبعا محدش يوعى عليه غير أنا وهى :)  وكان فيه موظف مخصوص شغلته أنه يبعت التلكسات لأقسام الأوتيل كلها وسميحة كان بيبقى عندها كمية مهولة من التلكسات تتبعت كانت بتكتبها على الألة الكاتبة علشان الرجل يعرف يقرأ الخط ومايغلطتش فى نقل ولا كلمة وأقول لها يابنتى ماخطك حلو أكتبى التلكسات بأيدك ليه تضيعى وقتك كده تقول لى لا علشان يفهم المهم أنها لما كانت بتخد أجازة كنت بعمل زيها برضة وأكتب التلكسات على الألة الكاتبة.


أيام شغل الأوتيل ماكنش فيه حاجة أسمها أوفر تايم كان ممكن نقعد للساعة عشرة فى الشغل لما يكون فيه ضغط شغل وأفواج سياحية أو مواسم ومن النادر أننا كنا بنمشى الساعة خمسة ولومشينا خمسة كان بيتقال لنا هو أنتوا فاكرين نفسكوا شغالين فى حكومة. سميحة وضبت أفراح لناس كتير وناس مهمة جدا فى البلد لها تقلها أوى علشان هى كانت مسئولة الحفلات فى الفندق طلبات الناس الهاى كانت لها العجب وكانت بتعرف أزاى تتعامل مع الناس المتعجرفة وكمان الى معندهاش ذوق هى أستاذة فى فن التعامل مع الناس يعنى لا ترمى دبش فى كلامها ولاتقول كلمة تندم عليها وده بالطبع عكسى تماما. مفتكرش فيه يوم أتخانقنا سويا الحمدلله وحتى لما كنا بنتخانق كنا بنروق عالطول. كنا بنضحك لما مديرها يكلمها بالليل فى البيت ويسألها هى الزفة أتأخرت ليه كأنه ذنبها. ده غير التأخير الى كنا بنتأخره أيام الكريسماس والنيويرعلشان كنا بنطبع المنيوهات على أخر لحظة وبالصدفة أكتشفنا أن مكتبنا كان مبنى على مقبرة والناس الى فى الأوتيل كانت بتخاف تمشى فى الممر الى تحته بالليل والحمدلله نقلوا لنا المكتب بعد الأكتشاف المذهل ده.


سبت الشغل فى الأوتيل وبعدها بشوية هى كمان سابته وكل واحدة فينا راحت شغل غير التانى كنا بنشوف بعض من الوقت للتانى لغاية لما أتجمعنا فى شغل تانى فى شركة أدوية كنت بتسغرب النقلة من أنها كانت مسئولة ولها هيلمان وبعدين تغير الكارير بتاعها وتشتغل فى قسم كله مناقصات وعمليات أدوية بعد ماكانت بتحط مينوهات للأفراح ولمناسبات عديدة يعنى من أفراح وزغاريد وكوش وورد لأدوية وعينات ومناقصات وطلبيات والحقيقة كان الحال من بعضه لأنى رحت قسم عمرى ماكنت بفهم فيه ولا حتى سمعت عنه فى حياتى لغاية لمادخلته وهو الأى تى.


قعدنا سنين سويا فى الشركة 14 سنة ساعات ماكناش بنقدر نشوف بعض كل يوم بس كان كفاية أننا مع بعض فى نفس المكان بيننا ذكريات كتيرة حلوة ومضحكة مش ممكن تتنسى عايزلها كتاب علشان أحكيها كلها. سميحة عندها مقدرة على تخيل المواقف المفزعة بشكل بشع يعنى أحسن من ستفين كينج مرة كنا سويا فى رحلة لماجيك لاند أول مافتحت كنا رايحين بباص مخصوص مع أولادنا أنا ولدين وهى معاها بناتها العسل الأثنين وأبنها الصغير المهم بعد ماقضينا اليوم وأنبسطنا كان ميعاد الباص يجى يخدنا الساعة 7 بالليل الباص للساعة 8 مجاش 8 ونصف 9 وأيامها كانت المنطقة هناك صحراء جردااااء مافيهاش صريخ أبن يومين يعنى مافيش تاكسى حيعدى أبدا وهى عمالة تقول لى يالهوى لو طلعوا علينا حرامية وياريت بتقول يسرقونا وخلاص لا لازم تقول ويغتصبونا وبعدين يموتونا وبعدين يسرقونا ياحبييتى أهدى بس تعالى نروح نشوف أكيد فيه محطة أوتوبيس المهم لاقينا موقف ميكروباصات وطبعا العمال بتوع البارك واقفين يستنوا هم كمان الميكروباص وديه مش تسكت ايه ده حتركيبنا ميكروباص ياى ده الناس حتخطفنا وطبعا الناس سمعاها المهم الميكروباص جيه وكان رايح رمسيس قلت لها يلا نركب قالت لى الله وحننزل فين ياستى أركبى الساعة بقيت 9 ونصف وحاقولك تعملى أيه المهم الميكروباص طلع بيعدى من الجيزة وقلت لها أنزلى يلا وخدى تاكس وكلمينى لما توصلى البيت وهى بيتها فى العجوزة وانا بيتى فى مدينة نصر وقررت تانى يوم أنها تشتكى الشركة وبعتت جواب شكوى علشان الباص الى أتأخر وقعديت يجى شهر تقول لى بس لو كان طلع علينا حرامية ياستى ماخلاص روحنا وكله تمام تتغاظ :) وبعد كام سنة تفتكر الموضوع ده وتضحك. أحنا ممكن نفتكر مواقف كتيرة ونفضل نضحك عليها نفس الضحك الى ضحكناه أول مرة زى بالضبط لما تتفرج على أفلام زمان الحلوة الأبيض والأسود بتاعة عبد السلام النابلسى الى كل مرة لازم نضحك عليها لما تشوفها.


صحيح السنين عدت علينا بحلوها ومرها بس ماغيرتش حاجة فينا أنا وهى زى ماأحنا لسة أعز أصحاب حضرت حفلة تخرج بناتها السنة إلى فاتت ولسة فاكرة كأنه أمبارح أول مرة أشوف فيها اسماء بنتها وهى بيبى وإن شاءالله أحضر أفراحهما قريب وربنا يديم علينا نعمة الصداقة ديه لأخر يوم فى عمرنا. صيفنا سويا وسافرنا رحلة عمل سويا لتركيا وقعدنا سويا فى نفس الاوضة صحيح كنا بنتقابل قبل النوم علشان ظروف الشغل بس برضة كنا بنلاقى وقت نضحك ونهزر مرة لاقيتها بتصور السراير وهى ملعبكة وعليها كمية هدوم وحاجات مش متوضبة سألتها اشمعنا يعنى قالت لى علشان كل حاجة نصورها حتى الفوضى الى كانت بيننا فى الأوضة أنا كمان صورت الصورة ديه وهى عندى من 2005 بس أنا متأكدة أنه لسة محمضتش الفيلم لغاية دلوقتى :) مافيش مرة حد فينا سافر الا وكان جايب تذكار من البلد إلى كان فيها للتانى ولغاية دلوقت عندى أول لوحة صغيرة عن الصداقة كانت جايباهالى من بيروت فضلت متعلقة فى مكتبى لغاية لما مشيت من الشركة جبيتها علقتها عندى فى البيت فوق مكتبى.


صعب أنك تلاقى أنسانة بمواصفات سميحة فى الأيام ديه هى فعلا ملاك قلبها أبيض بفتة بيضاء بل ناصعة البياض ولايمكن أغفل ذكر برها بوالدتها ربنا يخليها لها. عيبها الوحيد أهمالها الشديد فى صحتها معرفش سببه أيه مرة رحت معاها للدكتور وبعدين الدكتور أتأخر قلت لها حأروح أنا لحسن مالقيش تاكسى وبعدين بعد ماشيت لقيتها بتكلمنى وتقول لى أنا روحت بعد ما كنا قعدنا أستنينا فى الدور ساعة ونصف وكان خلاص عليها الدور!! المهم أنها تحب تلعب دور الدكتور يعنى لو قلت لها أنا حاسة بمغص تقول لك عندك الزائدة لو عندك  صداع تقول لك روحى أكشفى لحسن يطلع ورم طيب ياحبيبتى ماتلعبى دور المنصح ده لنفسك وتروحى للدكتور والنبى ياسميحة آلهى يسعدك أبوس إيدك روحى للدكتور يوم الخميس ده.


<سميحة أحمد فؤاد > وحشتينى أوى بقالى شهرين ماشفتكيش من يوم ما رحنا زورنا أستاذ حمدى فى القصر العينى كل سنة وأنت طيبة ياأغلى وأعز صديقة ربنا يخليكى لى ويحفظك يارب لزوجك ولعائلتك الجميلة. كل سنة وأنت أغلى صديقة وأحلى أم وأرق زوجة ودايما صبورة وحمالة قاسية ربنا يحفظك يارب.

قلمى

هناك 5 تعليقات:

  1. الله عليكى
    و على أستاذة سميحة

    ربنا ما يحرمكم من بعض يارب

    بجد انا كُنت مُستمتع جداً جداً جداً بالقراءة

    عندك حق يا أستاذة منى صعب تلاقى حد بالشكل ده دلوقت

    الحياة بقت أصعب ان الواحد يلاقى صديق يثق فيه كده و يعيش معه كده

    يووووووووووه نسيت (:

    كل سنة و هى طيبة و حضرتك بخير (:

    ردحذف
  2. أستاذة منى ....... أستاذة سميحة..........
    لاأعرف معنى أجمل للصداقة مما ذكرتى ولاأجد صداقة بهذا العمق والحب والتفانى والتسامح كما سمعت
    ولا ألمس أحدا مخلصا فى صداقته بهذه الأيام التى نحن فيها
    ربنا يديم عليكم الحب والصداقة والإخلاص
    وكل سنة وأنتى طيبة ياسميحة وقلبك الأبيض الناصع البياض أحسن من إيريال أو الثلج الأبيض
    وكل سنة وإنتى رائعة ومخلصة وقلبك كبير يامنى
    حاولت بالبوست السابق لأسبوع كامل أن أعلق دون فايدة شكرا لكما علمتاننى الكثير

    ردحذف
  3. كل سنة وانتى وصديقتك بكل خير يا منى

    يارب تفضلوا مع بعض دايما

    ردحذف
  4. إنتى خليتينى أدمع على الصبح يا منى بالبوست دة
    دموع السعادة طبعا
    شئ جميل و مؤثر جدا أن نجد صداقة كهذه
    و أعتقد السبب واضح لأن إنتى إنسانة رائعة و صديقتك كمان
    كل سنة و هى طيبة و ربنا يخليكوا لبعض

    ردحذف
  5. كل سنة وانت وهي مع بعض

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))