اليوم لاحظت أن أحدى صديقاتى أنضمت لجروب أسمه السينما المصرية تحتضر على الفيس بوك أنا ضحكت رغم أننى لاأعرف محتوى الجروب وضحكت لأنى على يقين تام أن السينما المصرية لا تحتضر بل هى فى عداد الاموات منذ زمن!
كنت بدأت فى كتابة مقالة بهذا الصدد منذ عدة أيام ولسبب أجهله حتى الان (رغم أننى أعتبر نفسى جهبذ فى التعامل مع الكمبيوتر) الا أن المقال أختفى ولم يعد له أى اثر على اللاب توب فى أى مكان بعد كتابة استمرت حوالى النصف ساعة.
لن أحدثكم عن الاسفاف فى فيلم كلمنى شكرا ولا عن كم الالفاظ السوقية والبذيئة ولا عن المشاهد التى ظهرت فيها الممثلة بشكل يدعو الى الاشمئزاز ولكن ما أعرفه هو أن السينما أو الفن السابع لأنها فن فعليه اذا أن يرتقى بالفكر الأنسانى وأن يطرح فى هذا الفن هدف ما يجعلك تفكر بعد المشاهدة ما المغزى أو المعنى من وراء هذا العرض والذى يحدث الان فى السينما المصرية هو افلاس فكرى من الدرجة الاولى فلا تجد أى فكر ولا هدف سوى مناظر عارية وأسفاف ولاأعرف ما الهدف من وراء ذلك؟ وما الغرض منه فنحن من نسوق لتلك الافلام أى من يكتبها مصرى شرب من نيلها ومن يقوم على الانتاج والاخراج والتمثيل ليسوا يهودا ولا أمريكان حتى نقول أنهم يسعون لتخريب وتدمير فننا وبالتالى تدمير المشاهدين وتخريب عقولهم ومن لم يخرب عقله لابد وأن يصاب بالعته بعد مشاهدة أفلامنا التى لا أعرف لاى بيئة أو ملة تنتمى.
وأتساءل هل التفكير توقف وهل الابداع تلاشى من عقول من يقومون بالتأليف وكتابة السيناريو؟
دعونى أعرض عليكم بأختصار بعض من الأفكار السينمائية الواردة من خلال بعض الافلام الاميريكية (الاعداء الاشرار الذين لا يجلبون لنا سوى الفساد الفكرى – الشماعة التى نعلق عليها فلس وأسفاف ما نسميه عندنا فن)
The Girl in the Park
يطرح الفيلم قصة أم أختطفت أبنتها أثناء لهوها فى الحديقة وتختفى لتتحول حياة الام الى أنسلاخ من كل الاشياء ولا تستعيد رونق حياتها الا بعد 16 عاما حين تقابل شابة تظن أنها ابنتها – فكرة برضة مش كده؟؟
Love Happens
رجل توفيت زوجته فى حادث سيارة وهى معه يبدأ فى ألقاء محاضرات للناس فى كيفية التعامل مع فقدان الاعزاء بعد أن قام بتأليف كتاب عن ذلك ويستميت فى أداء عمله بينما هو داخليا محطم ويشعر بالذنب تجاه موت زوجته حتى يقابل فتاة تمتلك محل زهور يقع فى حبها وتتغير مفاهيمه ونظرته للاشياء – ومن جمال محل الزهور الذى يظهر فى الفيلم رغم صغره تتمنى أن تعيش فيه – والفيلم بطلته
تفوق كل ممثلاتنا جمالا ولا تقوم بأى مشهد أغراء فى الفيلم
The Blind Side
قصة حقيقية لبطل كرة القدم الامريكية الاسود مايكل أوهار ويحكى كيف تبنته أسرة بيضاء وهو فى سن المراهقة وتجد الممثل الذى يقوم بدور اللاعب بنفس المقاييس الجسمية لللاعب الحقيقى وقد أخذت بطلة الفيلم ساندرا بولك جائزة الجولدن جلوب عن هذا الفيلم رغم أنها لم ترتدى كومبيليزون أسود قصير فى الفيلم وهى أيضا تفوق المحروسة غادة عبد الرزاق جمالا.
The Lovely Bones
تقوم ببطولة هذا الفيلم شابة لم تتعدى 16 عاما بعد وتقوم بدور فتاة قتلت على يد سفاح أطفال وتسرد أحداث الفيلم من خلال روحها المعلقة بين السماء والارض ورغبتها فى الارشاد عن قاتلها – فكرة جديدة حتى وأن كانت غير مستساغة فى ثقافتنا وأن كان بعض الناس يؤمن أن الروح حين تقتل لا تستريح حتى يقبض على قاتلها.
Avatar
وهو القرين وهو فيلم خيالى بحت ورغم ذلك فأن روعة التصوير والفكرة المطروحة فى الفيلم هى الفكرة الاستعمارية المعروفة وهى حين يملك الضعيف شىء يريده القوى فأن القوى يشحذ كل قواه بل ويضخم فكرة أن الضعيف هو العدو ويستحق الابادة وهى الفكرة الاستعمارية التى تقوم عليها كل الحروب وأجمل ما فى هذا الفيلم الامريكى الصنعة أنه ينتهى بفشل وسقوط الجنود الاستعماريين (الامريكان)
كما ترون خمسة افلام كل فيلم يطرح فكرة مختلفة ولا شبه بين الفكرة والأخرى (2 منهم مرشحين لجائزة الأوسكار)
أنهم يصنعون أيضا أفلام للكوارث لشتى أنواع الكوارث الزلزال والسيول وسقوط الطائرات فوراء كل كارثة حكاية – ترى هل نفتقر نحن للكوارث؟ أن فيلم مثل
World trade center يخلد فى أذهانهم 11 سبتمبر فى حوالى 3 ساعات ليحكى عزيمة وتشبت رجلين من رجال الشرطة بالحياة وهما تحت الانقاض – ونحن كم قصة يمكن أن نصنعها من وراء السيول الاخيرة التى حدثت فى مصرنا – وكم رواية وراء السقوط الاخير للطائرة اللبنانية منذ أسبوعين – ليس بالضرورى أن نصنع مأساة على الشاشة ولكن نصور الشجاعة والعزيمة والتضحيات وسبب الكارثة وكيفية تلافيها –
أنك حتى تجد افلام الاكشن مصنوعة بحرفية شديدة لجذب المشاهد وحتى أفلام الرعب مثل سلسلة
Final destination قائمة على فكرة أن "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة "
حتى المرض له الاف الافلام وليس بالضرورى قصة تفطر القلب
كم فيلم تمت صناعته لابطال وشعراء وكتاب الغرب ونحن ماذا صنعنا لابطالنا سوى افلام رديئة تعاد فى كل مناسبة وأرتبطت الثورة بالست أنجى وعلى ويظهر أنى أتشليت يا أم أحمد الذى سئم الجميع من مشاهدته والطريق الى أيلات الذى أهترئت نسخته من كثرة العرض الا نخجل حتى من أن فيلم كعمر المختار صناعة غير عربية – كم من بطل لا يعرف عنه الناس شىء والله كنت أشاهد حلقة من سيربح المليون الاسبوع الماضى وكان السؤال من هى أخت الرسول عليه الصلاة والسلام فى الرضاعة وكان الدكتور البيطرى لا يعرف الاجابة – ترى متى كانت أخر مرة صنعنا فيها فيلم دينى ومن قال أن الافلام الدينية غير مربحة؟ بينما فيلم مثل 2012 وهو تصور لنهاية العالم مأخوذ من القرآن الكريم كان له فى نفوس الشباب عظة أكبر من صراخ بعض شيوخ الفضائيات - الف عقبة يضعها المسئولين أمام الفيلم الدينى ولا تظهر هذه العقبات أمام أفلام كبديعة مصابنى وبمبة كشر وأحاسيس - قرأت مؤخرا أنهم يرفضون تصوير مسلسل الفاروق بحجة أنه لا يجوز (لا أذكر لا يجوز أم حرام) أظهار المبشرين بالجنة فى مسلسل – ولا أفهم ما علاقة هذا بذاك ولكنى أذكر أن مسلسل خالد بن الوليد السورى كان حافلا بوقائع تاريخية كنت أجهلها أو نسيتها – أليس من الأفضل أن نبث مسلسل عن الفاروق بدلا من هيافات الست كوم التى تزيد الشباب هطلا – أيران المتشدة صنعت مسلسلا لسيدنا يوسف ومسلسل أخر للسيدة مريم ونحن نصنع كرومبو ووديع وتهامى وحين نصنع مسلسل لجمال عبد الناصر نصوره كقديس لم يرتكب أى خطأ فى حياته حتى ما نصنعه لا مصداقية فيه - ونصنع أفلام للسفاح وأبراهيم الابيض بينما أراهن أن لا أحد يعلم من هو خضر التونى سوى أنه أسم شارع فى مدينة نصر. والطامة أننا لا نملك سينما للاطفال وتجد الاطفال مع أهاليهم فى أفلام مثل كلمنى شكرا و كلم ماما وكلم العبط وغيره فلا نصنع لهم أفلام كرتونية ويستمر بكار ومعزته مافيش غيره يظهر كل رمضان ولاأعرف أن كان لايزال متواجدا أم لا – كم فيلم كارتونى يصنعه الغرب لاجل الاطفال حتى أننى أحب مشاهدة تلك الافلام التى يقوم بأداء اصواتها نجوم الصفوف الاولى عندهم ولا يقومون بسرسعة اصواتهم والتحدث بهطل وتخلف كما فى كارتون بسنت ودياسطى بالذمة بسنت ايه ودياسطى ايه يا بعدة؟؟
وكأن القصص أنتهت من حياتنا ولم يتبقى لنا سوى قصص المرأة سليطة اللسان والساقطة والراقصة والرجل فاقد الرجولة والشهامة والشمام والمزواج. كم هى عديدة القصص الدينية وقصص الصحابة وقصص الابطال فى كل عصورنا وقصص الشهامة والبطولة والفروسية كم حياتنا مليئة بقصص الرياضين والشعراء والادباء وكم هى مليئة بقصص الحروب والكوارث والحوادث الحقيقية (ماذا عن القراصنة وأختطافهم للصيادين أليست هذه رواية تصلح ويجب أن تؤرخ- ماذا عن العبارات وضحاياها؟ والقطارات؟ وغيرها) – كم هى رائعة الحياة بقصص حب لا يشوبها شائبة ولا تستلزم لعلاقات قبل الزواج التى لم يعد الغرب يروج لها الان فى أفلامه كما نفعل نحن
أتمنى أن يفيق القائمين على صناعة الافلام المصرية من غفوتهم وأن لم يقوموا فمن الافضل لهم ولنا أن يبقوا فى نومهم بعيدا عنا فنحن لم نعد نرغب فى أفلامهم ولن نموت بدونها لاننا للحق نموت من وجدودها فى حياتنا.
قلمى