السبت، أغسطس 22، 2009

يارب السرير يوسع وأخرى

فى مكان جميل برأس البر تطل على البحر مكتبة صغيرة "مشروع القراءة للجميع" على شكل خيمة بسيطة وجدت فيها مجموعة قصصية شدنى عنوانها "فتافيت أمرأة" للاديب عصام عبد الحميد – وهى أول مجموعة له وهى ليست بقصص بل هى من مسرح الحياة وتحتوى المجموعة على ثمان قصص كل قصة أجمل من الاخرى وتمس شغاف القلب عند قراءتها ومن أكثر القصص التى أمتعتنى قصة "يارب السرير يوسع" والراوى هو زوج يروى معاناته الازلية مع زوجته فهو يخبرنا أنها كانت فراشة قبل الزواج ويوم الزفاف طارت فراشته لانه أكتشف شراهتها التى لا مثيل لها وتمر الايام بينهما والسنوات وينجبان أطفال ثلاثة وهو يبحث عن فراشته فلا يجدها وأصبح كل ما يتمناه يوميا هو أن سريره يوسع حتى يستطيع النوم فيه لانها أصبحت من ضخامة الجسد حتى أنه لا يتمكن أبدا من أيجاد مكان واسع للنوم على السرير براحته ورغم محاولته بأن ينام على الكنبة أو مع الاطفال فأنها كانت ترفض لانها أعتادت طوال حياتهما النوم وهى بجواره وتتوسد ذراعه حتى جاء اليوم الذى رفسته من السرير وصمم أن يوقف هذه المهزلة فأذ بزوجته تسقط مريضة فيسرع بها للمستشفى فيخبره الطبيب بأنه يجب حجزها ليوم أو أكثر لعمل التحاليل اللازمة ففرح جدا ورقص طربا أن السرير سيكون له لليلة كاملة وعاد للمنزل وهو يمنى نفسه بنوم هنيئا فحاول أن ينام فلم يقدر فهى ليست معه وكلما حاول يجد أطفاله يتوافدون عليه الواحد تلو الاخر بطلبات لا حصر لها فبات مشدوها أن زوجته كانت تقوم فى منتصف الليل لتعتنى بأولادهما بينما هو نائم لا يشعر وفى اليوم التالى ذهب للمستشفى فوعدته زوجته بأن تتوقف عن عادة الشراهة ووجد هو فيها سيدة فاضلة يحبها جدا ولا يقدر على الاستغناء عنها مهما كان وبدأت زوجته حمية لانقاص وزنها وعادت اليه فراشته وأستمرت الحياة بفراشته لحين حتى عادت مرة أخرى لعادتها وطارت الفراشة – القصة جميلة جدا ولا يسعك الا أن تضحك من دعوة الزوج بأن" يارب السرير يوسع" وهى قصتنا جميعا قصة الازواج الذين لا يرون غير جانب واحد سىء فى علاقتهما ولا يشعران بقيمة الطرف الاخر الا بعد فوات الاوان أحيانا فطوال سنوات حياته الزوجية لم تكن له سوى أمنية بأن السرير يوسع ولم يرى سوى شراهة زوجته التى تنغص عليه حياته رغم حبها له واحتياجها الشديد والدائم له ورغم أنه شخصيا يعشق زوجته لكنه لا يخبرها أبدا فهو لم يعيب بدانتها بقدر أمنيته فى النوم على سرير يسعه حتى وهو يخبرها بأنه يرغب فى النوم على الكنبة لم يجرح شعورها – فهى قصة حب الحب فيها مختفى يصرخ للظهور والتصريح به وقد وفق الاديب فى عرضها بشكل رقيق وناعم ومضحك -

ولقد تمنيت بعد قراءة تلك القصة أن تكون الحياة الزوجية كما وصفها رجل أرسل قصته لبريد الاهرام يوم الجمعة 14\8\2009 حيث كتب قصته لخيرى رمضان (بريد الجمعة) هو لا يشكو كعادة الرجال والنساء فى هذا الباب ولكنه أرسل قصة زواجه من السيدة التى عرفها منذ كان عمرها 4 سنوات لانها أخت صديقه الانتيم وكيف أن السنوات مرت بينهما حتى صارا الان زوجين بينهما سنوات وسنوات من زواج ناجح كله حب ووئام وسعادة وهدوء وسكينة والرجل يتحدث عن زوجته بمعسول الكلام ويخبرنا أنها للان ترسل له كلمة أحبك على الموبايل أثناء عمله وتستقبله بكل بشاشة ويعود هو الى منزله بعد العمل وهو فى اشتياق لزوجته وينصح الرجال جميعا بأن يتعاملن مع زوجاتهم بأنسانية وحب وليس من منطلق أنها خادمة فى بيته فالمعاملة الحسنة والطيبة هى مفتاح المرأة (الله يفتحها عليه يارب ويخلى له زوجته وياسلام ياترى كم واحد وواحدة بعد الزواج بيقولوا أحبك ده مش بعيد يقولها حب أيه ياولية يامخبولة أو هى تقول له ياراجل أختشى عيالك على وش جواز!!!) أما مشكلته فهى أنه يعيش فى خوف من أن يفقد هذه المرأة الملائكية ولا يقدر أن يتخيل اليوم الذى يمكن فيه أن تزول هذه السعادة لسبب هو لا يعلمه – وقد أشفقت كثيرا على هذا الرجل وتمنيت أن يحفظه الله من كل سوء هو وزجته الفاضلة فلا يحدث له ما حدث فى فيلم المجنون (لا اذكر الاسم جيدا) الذى كان فيه الزوج "حسين الشربينى" وزوجته "اسعاد يونس" زوجان فى منتهى الرقة والرومانسية وشاء حظهما العثر أن يقطنا فى عمارة بها 3 أزواج لا يعرفون معنى للحب فوجد الرجال أن الزوج الرومانسى يشكل خطر على تفكير زوجاتهم فوضعوا خطة للتخلص منه وايداعه مستشفى المجانين!!! وتصورت كمية السخرية التى لابد أن لاقها هذا الرجل بعد نشر رسالته أو القر والحسد عليه وعلى زوجته وبصراحة أنا لو مكانه أدارى على شمعتى علشان تقيد لان فى الزمن ده لا يؤمن أحد لا بالحب ولا بالرومانسية ومن يقوم ويصرح بهذه الافعال يعد من المجانييييييييييييين !!!!! فى زمن البشاعة والحسد والقر والماديات وياسيدى الرجل صاحب الرسالة يارب يحفظ لك عشك السعيد ويظله الحب والسكينة دائما ويبعد عنك كل سوء ولاتخشى شىء فالثقة فى الله أولا وأخيرا كفيلة بأن تجعل الحياة أحلى وأحلى –
وقد جاءتنى فكرة بعد قراءة القصتين الواقعيتين أن ابدأ بكتابة قصص من الواقع عن معاناة نساء عرفتهن على أن تكون تحت عنوان حكايات من دفتر التلوين أن شاءالله قريبا
" العرض فقط بقلمى أما القصص فهى بقلم رجلين لا أعرفهما"

هناك 11 تعليقًا:

  1. تقبل الله منا و منك صالح الاعمال
    صيام و قيام مقبول باذن الله
    رمضان كريم
    مودتي

    ردحذف
  2. اولا موضوع هام جدا ماتناولتيه يامنى واسعدنى ان اكون اول تعليق فيلم اسعاد يونس فعلا هو اسمه المجنون تاليف الكاتب الكبير احمد رجب ضمن مجموعه قصصية تتعلق باحوال الزواج وعموما
    المشكلة فى راى باختصار تتعلق بالرجل والمراه معا بمعنى الجانب الأخر من قصة يارب السرير يوسع مهمل تماما وهو ياترى الزوجه بقى كانت بتدعى بأيه ؟ ماهو كمان اكيد غلطان وفيه عيوب يعنى ياترى بتدعى مثلا يارب يحس بيه ؟؟ او شئ من هذا القبيل
    عموما موضوع هام وجميل وتناول رائع منك انتى بس صدقينى كلنا فى حياتنا الزوجيه غلطانين او بمعنى اصح لسه مش فاهمين مش عارف بس متهيألى كده

    ردحذف
  3. اسافو : لك مودتى أيضا ونفس الدعوات

    هشام : أولا يعايشك :)) القصة كانت من زاوية الرجل فقط وليس المرأة لذا لم نعرف تفكير المرأة - مش دايما الطرفين بيكونوا غلطانين وساعات كمان مش بيقى فيه تنازلات علشان الحياة تمشى مع أن ممكن بكلمة صغيرة الدنيا تبقى أحلى وبرضة محدش عايز يتعب نفسه ويفكر فى حاجات تسعد التانى على أساس مفاهيم غلط ومفلوطة وعموماربنا يجعل حياة الجميع سكينة وهدوء -

    ردحذف
  4. دايما اختياراتك جميله يا منى
    ودايما يكون فى مضمون وبتقول فكره معينه
    فعلا حجات كتير مش بنعرف قيمتها الا لما نحس انها هتضيع مننا
    وفعلا لازم نشوف الميزه قبل العيب فاى شخص بنتعامل معاه
    تقبل الله الصيام منا ومنكم

    ردحذف
  5. عندك حق

    فيه حاجات كتير فى حياتنا ما بنحسش بيها الا لمي تبعد عننا


    الموضوع جميل جدااا

    وفى انتظار القصص الواقعية اللى هتكتبيها

    تحياتى وتقديري

    ردحذف
  6. كل سنة وانت طيبة

    بجد قصة جميلة بصراحة الواحد مبيحسش بقيمة الحاجة اللى معاه الا لما تضيع منه

    نعرفى اقولك على قصة
    ناس قرايبنا والله عمرى ماهشوف نجاح للحياه الزوجية مثل هذة الحياه
    كانت نسمة فى البيت حين يغضب تهدأه ولا تغضب ولا تقل غير عنيا اكيد انت الصح طيب نبقى نشوف الموضوع دا بعدين بس اهدأ دلوقتى
    عمرها مازعلته وعلى الرغم من هذا كان حين بغضب يقول لها انت وانت وانت
    وهى لاتغضب منه لانها علمت بشخصيته
    وحين يهدأ يصالحا

    والاااان مرضت كان يبكى ويقول لها سامحينى وهى تبتسم على رغم ما كان يفعل وتقول سامحتك وتوفاها الله
    وهو يعيش فى حالة لاتصدق ويشهد بأنه لا ولن يرى مثلها
    وتوفاه الله
    ممعلش طولت عليكم
    بس دا مشهد بجد ملقتوش فى حد خالص

    ردحذف
  7. عصام عبد الحميد23/8/09 9:26 ص

    السلام عليكم منى
    وكل عام وأنت بخير
    سعدت جدا بهذه القراءة لقصة يارب السرير يوسع ولكامل مجموعتي التي شرفت ببهاء حضور
    في خلال أيام ستصدر مجموعة جديدة من دار أكتب اسمها
    زوجتك نفسي
    أتمنى أن تعجبك وتعجب القراء جميعا

    ردحذف
  8. منوووون
    كل سنة و انتي طيبة
    أنا قلت أبص بصة النهردة وأشوف أخباركم ايه لقيتك كاتبة كلام مينفعش معلقش عليه.
    موضوع جميل جداً يا رب كل الرجالة يتعلموا منه و الستات كمان عشان منكونش أنانيين ( أصل احنا دايما يتقال علينا أنانيين يا أختشي)يعني دايما الواحد بيبص على شريك حياتة من أسوأ الجوانب وينسى بقى كل الصفات الحلوة و كل المواقف اللي كنتي (جدعة)فيها معاه و كل الحاجات اللي كانت مميزات بقدرة قادر تلاقيها بقت عيوب.
    ربنا يهدينا جميعاً و يصلح أحوالنا.
    سلام يا منى

    ردحذف
  9. كل سنة وانتى طيبة

    وموضوعك جميل

    أكيد كل واحد بييبقا فية عيوب يعنى الزوجة بتحب تأكل كتير علشان كدة بتتخن ممكن الزوج يبقا مكانها فلية نركز على الجانب السىءدايما ومنبصش على
    الجوانب والمميزات الاخرى اللى ممكن تبقا اهم بكتير

    مستنين بقية القصص

    دمتى بكل ود

    ردحذف
  10. جمل عرضك لأحداث قصة فيها عبرة والخروج بنتيجة يمكن أن تستفيد منها أى زوجة
    وكذلك الزوج

    وفى انتظار قصصك

    لكن طبعاً بعد رمضان فأنت أكيد مشغولة بقيام وقراءة قرآن
    تقبل الله منا جميعاً

    ردحذف
  11. ههههههههههه
    يارب السرير يوسع
    فكرتينى بأذمة كنت عايش فيها من سنة
    بس الحمد لله السرير وسع
    فعلا فى معظم الاوقات الناس بتبقى شايفه جنب واحد بس من العلاقة

    ردحذف

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))