واليوم قراءت عن الفنانة التشكيلية الصماء البكماء "حنان النحراوي" والتى توقع علي لوحاتها بأسم "صماء بكماء" وكأنها تعلن عن اعاقتها بفخر، لوحاتها اقرب إلي الواقعية تتقن رسم البورتريه والشخصيات المشهورة، تستخدم بعض الرموز الفنية من اجل توصيل رسالة وهدف، اسلوبها الفني "التنقيط" تتفاعل مع الحياة، متفائلة ترسم عن السلام والحب والتضامن والقضايا العامة مثل الفقر والبطالة، تتحرك وحدها في عالمنا بدون مترجم اشارات يرافقها.
ضربت الفنانة المصرية حنان مرزوق قطب النحراوي أروع الأمثلة للتحدي، فحولت لوحاتها إلى كلمات تعبر بها عن كل ما عجز لسانها عن التعبير عنه، لتنطلق من المحلية إلى العالمية، بدأت رحلتها مع الإعاقة عندما كان عمرها ست سنوات حيث أصيبت بحمى شديدة، حاولت الأسرة علاجها، ولكن نظرا لضيق ذات اليد تدهورت حالتها لتخرج من وعكتها الصحية فاقدة للسمع والنطق تماما. وقد دخلت معهدا للصم والبكم فى عمر الثامنة وقد طلب منها المدرس رسم آية قرآنية فقامت برسمها جيدا وبدأ المدرسون يشجعونها لثقل موهبتها، وبالفعل اشتركت الفنانة في معارض محلية وعالمية باسم المعهد، بعدها حصلت على الدبلوم المهني من نفس المعهد والتحقت بجمعية الفن الخاص بالولايات المتحدة. وكانت حنان تقوم برسم نفسها بين عدد كبير من الناس مميزة شكلها بعلامة معينة لأنها لا تستطيع الأندماج معهم.
نالت أعمال حنان إعجاب العديد من الرسامين كان على رأسهم الفنان الكبير مصطفي حسين الذي أشاد بلوحاتها، كما كانت أستاذة الإعاقة نادية العربي من بين من آزروا الفنانة في رحلتها، وأول معرض أقامته النحراوي كان بمساعدة الفنانة نبيلة عبيد، بعدها سطع نجمها وشاركت في العديد من المعارض والمسابقات في مختلف الدول العربية كالمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، وفتح إبداعها التشكيلي الباب للمشاركة في المعارض الدولية فشاركت في معارض أقيمت في فرنسا وهونج كونج، وتركيا والصين، وحصلت عن مشاركتها على عدد من الجوائز تزيد على خمس وعشرين جائزة، منها جائزة جمعية الفن الخاص في هونج كونج عام 1992م، وجائزة عن مشاركتها في معرض الشارقة عام 1999م، وتركيا سنة 2001، والمملكة العربية السعودية عام 2004م. وقد أعجب الفنان محسن شعلان بأعمال حنان وأقام صالونا للفن الخاص لعرض أعمال جماعة الصم والبكم منذ 4 سنوات.
وحنان التى تبلغ الآن 47 عاما متزوجة منذ 25 عاما من زميل لها فى جميعة الصم والبكم ولها أربعة ابناء جميعهم أصحاء ولد وثلاث بنات وقد تعلم أولادها لغة الإشارة للتواصل فيما بينهم.
وقد واجهت حنان العديد من الصعوبات والمعوقات فى حياتها والعديد من المحاولات لعدم مساعدتها فمثلا رفض أحد المسئولين أن يقيم لها معرضا خاصا لمجرد أنها خرساء، كما في أحد المعارض التي شاركت فيها تعمد منظمو المعرض وضع لوحاتها وزملائها فى ركن مهمل من قاعة العرض الكبيرة ، مكتفين بلافته من الورق العادي كتب عليها "هذه أعمال الصم والبكم" ولم يكتبوا عليها أسماء المشاركين. وقد منعت حنان من التكريم من مؤسسة فيز عام 2004 ذلك أنها قامت بتوثيق بعض المذابح التى أرتكبها الأميركيون والأسرائليون على أرض العراق وفلسطين وتم منع هذه الأعمال من السفر والمشاركة. فقد رسمت الفنانة أفواج من الحمام تطير وأخرى مذبوحة كناية عن انهيار السلام وتحوله إلى خرافة، وعملان يجسدان أطفال الانتفاضة ورميهم لليهود بالحجارة.
وتتفاعل حنان مع القضايا المثارة داخل مصر كالفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة، معبرة بلوحاتها عن إحساسها تجاه كل ما يحدث في الوطن. فهى تحاول أن تجسد الواقع الذى نعيشه سواء كان سياسيا أم أجتماعيا وتسعى لتجسيد المعاناة الأنسانية ومشاكل وصعوبات الحياة.
وحنان تفضل أستخدام اللونين الأبيض والأسود وهى تستخدم الأسلوب التجريدى وفن التنقيط فى رسم اللوحات. ورسمت العديد من البورتريهات لشخصيات مشهورة ومنها هيلين كيلر وكنيدى وأوباما حين جاء إلى مصر كما قمت برسم عبد الناصر والسادات ومحمد نجيب بالأضافة إلى بعض النجوم. ويتم الاستعانة بخبراتها في الكثير من الجمعيات والمؤسسات المعنية برعاية الصم والبكم في الوطن العربي، كجمعية بنت محمد القاسمي لرعاية ذوي الاحتياجات.
وحنان تفضل أستخدام اللونين الأبيض والأسود وهى تستخدم الأسلوب التجريدى وفن التنقيط فى رسم اللوحات. ورسمت العديد من البورتريهات لشخصيات مشهورة ومنها هيلين كيلر وكنيدى وأوباما حين جاء إلى مصر كما قمت برسم عبد الناصر والسادات ومحمد نجيب بالأضافة إلى بعض النجوم. ويتم الاستعانة بخبراتها في الكثير من الجمعيات والمؤسسات المعنية برعاية الصم والبكم في الوطن العربي، كجمعية بنت محمد القاسمي لرعاية ذوي الاحتياجات.
وأختارت حنان النحراوى محطة مترو أنور السادات أو التحرير لتكون مكانا لمعرضها الفنى الأخير حيث قدمت أعمالها التى يتمحور موضوعها حول أحداث الثورة وميدان التحرير.
ربما لم تستطيع حنان أن تستمتع بنعمة الكلام أو السمع ولكنها سمعت بالألوان وتحدثت بالفرشاة ولم تستسلم لواقعها الصعب. حنان تتمنى أن يهتم المسؤولون بإبداع الصم والبكم ويخصصوا مناهج للتربية الفنية للصغار المعوقين. فهي «أم الصم والبكم» وتدافع عن قضاياهم ومشكلاتهم وتطرحها في الداخل والخارج وكأنها محامية متخصصة في شؤون الصم والبكم بالمجان.
للأطلاع على مزيد من اللوحات للفنانة :
(المعلومات من عدة مصادر)