النهاردة كنت عايزة أكتب عن حاجة معينة بس غيرت رأى للسبب إلى حأكتب عنه وكمان حاسة أنى مش حابة أكتب الموضوع غير باللغة العامية معرفش ليه؟
أمبارح وأنا خارجة من شغلى متجهة إلى المنزل، دايما بأمرمن شارع وراء نادى مشهور فى مصر الجديدة المهم لفت نظرى مشهد آلمنى جدا، فعلى الرصيف لاقيت العديد من علب لجبنة مستوردة من ماركات كل شوية بتنط لنا فى أعلانات التليفزيون مرمية – ولولا أنى كنت شايلة اللاب توب بتاعى وفى إيدى التانية كيس صابون مخدل إيدى، كنت وقفت وصورت المنظر بس خفت حد يجى يقلب اللاب توب منى – وقلت والله حأصوره الصبح لما أجى الشغل بس لما جيت الصبح لاقيت الكومة أختفت. وبقيت طول اليوم أدعى وأقول يارب مايكنش حد لم الكومة ديه وخدها يوزعها لناس غلابة مش عارفة الفولة إيه.
طبعا كومة علب الجبن المرمية ديه تاريخ صلاحيتها أنتهى ومعرفش إزاى السوبر ماركت المشهور برضة جنب الشغل قرر أنه يرميهم على الرصيف وربنا وحده العالم إيه الى حصل لهم من بعد الساعة 5 لحد تانى يوم الصبح، وإيه الفكرة من رمي العلب على الرصيف بالشكل ده؟ طيب ما يعدموها عندهم أكيد فيه تصرف ما فى الحالات إلى زى ديه – ده أنا بأفترض أننا على درجة وعى كاملة بالإعدادات الخاصة بإعدام أغذية منتهية الصلاحية.
بس أنا لم يؤلمنى إلقاء العلب فى الشارع بقدر أن أرى مالايقل عن خمسين علبة منتهية الصلاحية ملقاة على الرصيف بينما هناك العديد والعديد من أهل هذا البلد الطيب لا يجدون رغيف العيش ولا حتى يعرفون شكل الجبنة. فإن كان مانستورده لا نستهلكه فلما نستورده من الأساس؟؟؟ وإن كانت هناك حاجة ملحة للأستيراد (لا أفهم ماهى الحاجة لهذه الأصناف) فلما لا نستورد كميات محدودة حتى لا تتراكم لتصل الى مابعد تاريخ الصلاحية؟ ما الضرر الذى سيقع على زبائن ذاك السوبر ماركت أن لم يجدوا تلك الأصناف؟ لن يقع عليهم أى ضرر على الأطلاق فهى ليست مستحضرات دوائية تم وصفها بروشتة طبية للتناول.
وأكاد أجزم أننا فى غنى عن مثل تلك الأصناف طالما فى النهاية يتم إهدارها بهذا الشكل بالطبع لأرتفاع ثمنها. ولاأفهم لما لم يقوم هذا السوبر ماركت بتخفيض ثمن تلك الأصناف والدعاية لها لبيعها فى وقت كافى قبل أن تنتهى صلاحيتها. أو أن يعرض عدد (2) بسعر( ا) وبالتأكيد سيتمكن من بيعها لتكون الخسارة بالنسبة له أقل وأفضل كثيرا من أهدار الكمية كلها بهذا الشكل.
وقد لفت نظرى أن نفس السوبر ماركت به كمية مهولة من العصير المعلب المستورد أيضا والذى ينط علينا أيضا فى إعلانات سمجة للغاية ويعرض العلبة بـ 2 جنيه بدلا من 2.5 لأن صلاحيته ستنتهى فى شهر 6 أى بعد شهر وصلاحية العصير عام فلا أفهم ماهو السر فى إستيراد تلك الكمية الكثيرة جدا منه!! منطقة مصر الجديدة وهذه المنطقة تحديدا لا يقطن فيها العرب ولاأهل الخليج كسائر بعض المناطق فى مصر فمن إذا يشرب هذا النوع من العصير بينما المنتج المصرى من العصير يتفوق عليه كثيرا فى الطعم والسعر معا. هل سيقع أى ضرر لو لم يتواجد هذا العصير فى الأسواق؟ لا لن يضار أحد.
هل يعقل أن يستهلك المصريين سلع أستهلاكية بهذا الشكل المفزع لمجرد أشتهاء الأشياء الثمينة والمستوردة؟؟ لا مانع من وجود سلع ترفيهية ولكن ليس لهذه الدرجة من السفه وطالما لا نستهلكها لماذا نستوردها؟ فلنتذكر مقولة عمربن الخطاب رضى الله عنه فى حديث له : "أكلما أشتهيت أشتريت؟" الخاسر الوحيد فى هذه الصفقات التجارية التى لا معنى لها هو المواطن المصرى البسيط الذى لا تتوفر له أحيانا أهم السلع الرئيسية ولا يهتم بالتأكدي لأى من تلك السلع الترفيهية والتى لا يشاهدها ربما الا فى أعلانات التلفاز المستفزة. أن ثقافة الأستهلاك لدى الشعب المصرى تحتاج إلى أعادة صياغة وفى أسرع وقت وهذا الوقت هو الأنسب فمن الأنسب الأن أن تكون أموال أستيراد تلك التوافه لشراء وأنتاج سلع أهم – سلع توكلنا المام الحقيقى؟؟؟
يقول الله تعالى : "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين" سورة الأعراف آية 31
ويقول سبحانه : "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" سورة الفرقان آية رقم 67
قلمى