يوم المسرح العالمي في 27 مارس من كل عام وقد اختير هذا اليوم بالذات لأنه اليوم الذي يبدأ فيه مسرح سارة برنار في باريس بتقديم مهرجانه المسرحي الذي تقدم فيه عروض لمختلف المسارح العالمية. وقد سميّ مسرح سارة برنار بعد ذلك بمسرح الأمم. انطلقت فكرة تسمية هذا اليوم عام 1961ليجدد فيه المسرحيون عزمهم ومثابرتهم في المضي قدما في العطاء والابداع ، وكذلك في هذا اليوم، يتم الاحتفال والتواصل بين معظم المسرحيين في العالم، ويشعر فيه المسرحي أينما وجد، بأن هنالك حركة و ديمومة المسرح، حيث تربط هذا اليوم كل المسرحيين في العالم بهذا الفن الراقي .
وكان الكاتب المسرحي الفرنسي (جان كوكتو) هو اول من كتب الرسالة المسرحية الاولى لهذا اليوم عام 1962 والذي اعتبر عيدا للمسرح في كافة دول العالم ، ثم تبعه عدد من الفنانين المسرحيين امثال: (آرثر ميللر، ولورانس أوليفيه، وهيلينا فايغل، واستورياس، وبيتر بروك، وبابلو نيرودا، ويوجين يونسكو، وول سوينكا، وأنطونيو جالا، ومارتن أسلن، وإدوارد إلبي، وفكلاف هافل، وسعدالله ونوس، وجيونغ أوك كيم.)
وقد ساهم ثلاث شخصيات مسرحية عربية فى كتابة رسالة يوم المسرح العالمي حتى الآن ضمن التقليد المتبع سنوياً منذ العام ,1961 إذ يكلف المعهد الدولي للمسرح, إحدى الشخصيات المسرحية المعروفة لإعداد الكلمة لتقدّم في السابع والعشرين من آذار في جميع لغات العالم والشخصيات هم :
سعد الله ونوس (سورى) عام 1996
وفتحية العسال (مصرية) 2004
والاماراتي الشيخ الدكتور (سلطان بن محمد القاسمي) عام 2007
وقد قال فيها: الحروب التي حاقت بالبشرية منذ قديم العصور بواعثها مكنونات شريرة لا تقدر الجمال. والجمال المكتمل لا يتوفر في فن من الفنون بقدر ما هو عليه في المسرح، فهو الوعاء الجامع لكل فنون الجمال، ومن لا يتذوق الجمال لا يدرك قيمة الحياة. والمسرح حياة، فما أحوجنا اليوم إلى نبذ كلّ أنواع الحروب العبثية والاختلافات العقائدية التي تؤجج من دون وازعٍ من ضميرٍ حيّ، ومشاهد العنف والقتل العشوائي تكاد تغّلف المعمورة بأسرها، مصحوبة بهذه الفوارق الشاسعة بين غنىً فاحشٍ وفقرٍ مدقع، بين أجزاءٍ من العالم المنكوبة بأوبئة لا تتظافر قوى الخير من أجل القضاء عليها كأمراض الإيدز وغيرها من الأوبئة المستوطنة، إلى مشكلات التصحّر والجفاف في ظل انعدام الحوار الحقيقي مع بعضنا بعضًا من أجل العالم الذي نعيش فيه مكانًا أفضل.أما كلمة هذا العام كتبتها الدكتورة جسيكا كاهوا من أوغندة وهى حاصلة على الدكتوراه في العلوم المسرحية وكتبت أكثر من 15 مسرحية منها: "حجر الزاوية", "عدالة عضة الكلب", "الجنة إلى الأبد", "أصداء السلام" و"طبول الحرية".
وهي معروفة جدا ككاتبة مسرح وممثلة ومخرجة وأستاذة جامعية في بلدها. وهي حاصلة على منحة مؤسسة فولبرايت، وعلى عدة جوائز وشهادات تقدير على أبحاثها في ميدان المسرح حازت كاهوا درجة الدكتوراه في تاريخ النقد المسرحي من جامعة مريلاند الأميركية عام 2001. وهي من كبار المدافعين عن حقوق الإنسان والعدالة والتنمية وحقوق المرأة والسلام. جاء في كلمتها «هل خطر لكم ذات يوم ان المسرح يمكن ان يشكل اداة فاعلة لتحقيق السلام والوئام بين الناس؟ وفي حين يجري انفاق مبالغ طائلة على جهود تأمين السلام في المناطق المتفجرة عبر العالم، فإن المسرح لا يحظى سوى بقليل من الاهتمام، رغم انه يشكل بديلا للتأثير في تلك الصراعات ومعالجتها. كيف إذن يمكن لأهالي كوكبنا الأرضي تحقيق السلام العالمي باستخدام وسائل تأتي من الخارج، وهي تمثل قوى قمعية فيما يبدو؟ حين يتغلغل المسرح في شغاف الروح المسكونة بالخوف والشكل فإنها تطمئن، مغيرا صورة الإنسان لذاته، ويفتحها على عالم من البدائل، فيتغير بذلك الأفراد والمجتمعات».
الكلمة الكاملة لجيسكا كاهوا باللغة العربية وقد أسندت الهيئة العربية للمسرح د. يوسف عيدابي ترجمة الرسالة للعربية.
الكلمة باللغة الأنجليزية