ما أن تنتهى المدرسة حتى يبدأ الطفل بالشكوى من الملل لأنه ليس لديه ما يفعله. يشكل الوقت غير المجدول تحديا للطفل ليجلس إلى نفسه ويتخيل ويبدع ويبتكر. فالطفل فى حاجة إلى وقت غير مجدول، وإلا فإنه لن يتعلم على كيفية إدارة أوقاته، والأهم من كل ذلك يحتاج الطفل إلى هذا الوقت لأكتشاف عالمه الداخلى والخارجى وهذا بداية الأبداع.
يشعر الأطفال بسعادة غامرة عندما يبتكرون العابا بأنفسهم وعندما لا يستطيع الأطفال إيجاد ما يفعلونه فإن ذلك يعود إلى:
• إعتيادهم الجلوس أمام شاشات التليفزيون، بحيث لا يجدون الوقت للإعتماد على قدراتهم الذاتية للأبداع والخلق.
• إن وقتهم حافل بالعديد من الأنشطة (رياضية مثلا) بحيث لا يجدون الوقت الكافى لأبتكار وسائل تسلية أخرى.
• حاجتهم إلى أهتمام الأهل ورعايتهم، فكل الأطفال فى حاجة إلى التشاور مع الأهل، بما يقومون به خلال النهار.
كيف تتصرف الأم فى حال شعور طفلها بالضجر؟ إليك بعض النصائح التى تمكنك من مساعدة طفلك على تمضية إجازة صيفية مثمرة، وممتعة
أولا : الأطفال بين خمس وست سنوات:
أيا كان عمر الطفل على الأم أن تدرك أنه بالأضافة إلى أعداد برامج غنية بالأنشطة فأنه يجب عليها بالسماح للطفل بالتغلب على الضجر بنفسه.
1- إطلاق العنان لخيال الطفل: يجيد الطفل الشغوف بالأشياء الخيالية الترفيه عن نفسه بسبب خياله الواسع. فعندما تكون الأم مشغولة كثيرا يمكنها أن تختار ألعابا تعتمد على خيال طفلها الجامح ليشغل نفسه حتى لا يشعر بالضجر. يمكنها أن تقترح عليه مثلا أن يتظاهر بأنه رجل بوليس يطاردها من مكان إلى مكان آخر طوال النهار ليكتشف مالذى تفعله. أو أن يتظاهر بأنه تاجر يريد نقل البضاعة إلى محله فيملاء لعبته السيارة أو القطار بأشياء من عنده ثم يربط مقدمة السيارة بخيط متين ويجرها إلى المكان الذى يريد فيفرغ حمولتها ويعود ليملأها مرو ثانية وثالثة. كما أن إيجاد مشروع مثل زرع النباتات وريها يمكن أن يشغل الطفل طوال الإجازة الصيفية ويمكن للطفل أن يقوم بها بسهولة. على الأم ترك طفلها يختار ما يريد زراعته وأين. وقد تنجح هذه الفكرة وقد لا تنجح، لكن إعطاء الطفل الحرية يساعده على توسيع آفاقه الأبداعية.
2- مكافأة الطفل على لعبه وحده: على الأم أن تشجع طفلها على اللعب وحده فى الأسابيع الأخيرة قبل انتهاء المدرسة حتى يعتاد اللعب وحيدا قبل بدء الإجازة الصيفية. إن أمورا مثل القيام ببناء قلعة من المكعبات ، أو تجميع قطع صغيرة معا للحصول على الصورة المطلوبة، أو قراءة كتاب أو مجلة مصورة، أو تصفح ألبوم صوره وصور العائلة. على الأم أن تقترح على طفلها هذه الألعاب لا أن تجبره عليها، إذ يجب أن يترك له المجال ليعتمد على نفسه فى إيجاد الوسيلة المناسبة التى تريحه وتساعده على الخروج من حالة الضجر. فى البداية يجب ألا تزيد مدة لعب الطفل وحده على15-20 دقيقة، ثم فى إمكان الأم إضافة خمس أو عشر دقائق أسبوعيا إلى المدة المقترحة، إلى أن يصبح الطفل قادرا على اللعب وحده مدة ساعة كاملة من دون كلل أو ملل. وهنا طبعا، على الأم ألا تترك طفلها بلا رقابة أينما كان يلعب، خاصة إن كان فى المطبخ أو فى حديقة المنزل، وعند أنتهاء الطفل من اللعب وتمكنه من جمع قطع الصورة معا، على الأم مكافأته بأصطاحبه إلى مكان عام، أو السماح له بزيارة شخص يحبه (ابن الجيران، جدته، طفل آخر فى صفه... إلخ).
3- التفكير فى أنشطة لا علاقة لها بصندوق الألعاب: على الأم أن تؤكد لطفلها أن فى إمكانه اللعب بمواد متوافرة فى المنزل بأستمرار، مثل أشكال المعكرونة بأشكالها المختلفة، أكياس الورق الفارغة، قطعة الكرتون المقوى التى يلف عليها ورق الحمام، أو ورق المطبخ، الأزرار بألوانها المختلفة التى لا تحتاج إليها الأم... إلخ. ولكن، على الأم مقاومة تكديس طفلها لهذه المواد فى صندوق الملل إلى جانب الألعاب الأخرى، فينساها، لأن مثل هذا التصرف يحرم الطفل حس الأبداع. مثلا، لنفترض أن الطفل أحب أن يعمل دمية متحركة من المواد الموجودة فى المنزل. هنا سيجد نفسه أمام مشكلة. فهو فى حاجة إلى شىء يستخدمه مكان عيون الدمية، فيأخذ فى الأنتقال من غرفة إلى غرفة بحثا عن هذا الشىء، ناسيا أن فى أستطاعته أن يجد كل ما يحتاج إليه داخل الصندوق.
ثانيا : الأطفال تزيد أعمارهم على عشر سنوات:
على الأم مساعدتهم على الأنخراط فى أعمال تطوعية، مثل زيارة بيوت المسنين للترفيه عنهم ومساعدتهم، أو زيارة رياض الأطفال ودور الأيتام واللعب معهم، لأن التطوع يعلم الأطفال تحمل المسئولية والأعتماد على النفس، ويمنحهم الأستقلال الذى يسعى وراءه الأطفال دوما. كما يمكن أن تتطوع الأم مع أطفالها فى توزيع الطعام على المرضى فى المستشفيات أو دور العجزة وعلى الأيتام. كما يمكن زيارة الأطفال المرضى فى المستشفيات، فقد تبين للطفل الفرق بينه وبينهم، مايقلل من شكواه من الضجر. ومع أقتراب شهر رمضان يمكن للطفل المشاركة فى العديد من أمور الخير الخاصة بهذا الشهر الفضيل.
وتلعب الأمور المالية دورا مهما فى مساعدة الطفل فى التغلب على ضجره، إذ كلما كبر الطفل زاد استيعابه للقضايا المالية. من هنا، فى إمكان الأم تعليم طفلها البدء فى كسب المال، من خلال الأهتمام بأطفال الآخرين ومجالستهم، أو حتى غسل سيارة العائلة أو الجيران. كما فى إمكان الأم إشراك الطفل فى مناقشة أمور العائلة المالية.
يمكن للأم أن تدون أفكار عديدة على ورقة، وأن تتركه يختار ما يناسبه منها. وفى كل مرة يقول لها الطفل أنا ضجران يمكنها أعطاؤه الورقة ليختار النشاط الذى يعجبه، وإلا عليه أن يقوم بتنظيف غرفته بنفسه.
من المهم أيضا أيا كان عمر الطفل أن تعرف الأم أن أسوأ ما يمكن أن تفعله للطفل فى حالة شعوره بالملل هو تشغيل التليفزيون، أو وضع فيلم فى جهاز الدى فى دى أو إعطاء طفلها هاتفها الخليوى، فهى بذلك تعلم طفلها على توقع التوصل لحل مشكلة الضجر بسرعة بدلا من منحه الفرصة ليفكر ويبدع. فعلى المدى القصير، يمكن أن تلهى هذه الحلول الطفل لفترة قصيرة، ولكن، على المدى البعيد ستحد هذه الثوابت من قدرة الطفل على تحمل أى دقيقة فراغ لأنه سيشعر بأنه فى حاجة دائمة الى شىء يسليه، إضافة إلى أن وسائل التسلية هذه لا تتيح المجال للطفل كى يبدع ويفكر ولابد للأم تحديد وقت الشاشة سواء أكانت شاشة الكمبيوتر أم التليفزيون على ألا تزيد على الساعتين أن اللجوء إلى شراء أدوات تسلية تكنولوجية للترويح عن النفس تصرف مرفوض من قبل التربويون.
إن أيام الأجازة الطويلة توفر للطفل الوقت الكافى لإطلاق خياله فى اللعب وعلى الأم أن تساعد طفلها على التركيز فى الأبداع والا تسرع فى مواساة طفلها والتخفيف من شعوره بالضجر بل عليها أن تتركه لأكتشاف الوسيلة التى يمكن أن تساعده على الشعور بالراحة. أما فى حال أرادت أن تتدخل، فيمكنها أن توجهه بلطف إلى الوجهة الصحيحة، ثم تعطيه المجال ليستخدم خياله. إذ من المحتمل أن تكون الأوضاع المملة والمضجرة فرصا رائعة يستطيع الطفل من خلالها الذهاب بخياله إلى أبعد حد ففى الحقيقة الطفل لا يبدع الا إذا شعر بالملل.
منقول بتصرف من مقال تحت عنوان ساعدى طفلك على مواجهة الضجر من مجلة زهرة الخليج عدد السبت 9 يوليو 2011
قمت بأضافة الروابط التالية لمزيد من الأفكار
ربنا يكرمك على
ردحذففكرة الموضوع وأمانة النقل
مفيدة النصائح دى المفروض تتوزع على الام و الاب مع اول مولود :)
ردحذفTears
بوست اكثر من رائع
ردحذفونصائح غالية
تسلمى منى عليها
مع خالص تحياتى
انا جاية متأخرة اسفة بجد
ردحذفموضوع مهم جدا وفعلا زى ما قالت تيرز المفروض يتدرس اصلا كمان لكل ام لسه بتبدء حياتها من اطفالها
دايما بتقدمى لينا كل شىء قيم يا منى
تحية ليكى