أتكون أنت مراهقتى المتأخرة؟
ثورة البركان التى تعترض طريقنا
ونحن فى أتجاه مرحلة ما من العمر؟
مراهقتى التى لم تستيقظ وأنا على عتبة البلوغ؟
مراهقتى التى لم أصافحها وأنا على المقاعد المدرسية؟
مراهقتى التى كانت وصايا أمى وجدتى أقوى منى ومنهما؟
مراهقتى التى كنت أسترها وأستتر منها ادعاء للنضج؟
مراهقتى التى بحثت عنها طويلا
بين أكوام الكتب والصحف والروايات؟
ولم أجدها ولم تجدنى؟
فعشت بين رفيقات صباى كتمثال من النضج
تمر به المشاعر ولا تمر.
***
وسمعت نسوة الحى يوما يتهامسن أمامى
موقنات بأنها يوما ما ستأتى
ستطرق بابى فى مرحلة من العمر
وقلن: ما لم يأت فى مرحلة البلوغ
يأتى فى مرحلة النضج
وإن مراهقة النضج تختلف كثيرا
فمراهقة البلوغ فيها من الأحلام والفرح والطيش الكثير
بينما مراهقة النضج بركان ثائر
وكأننا حين نصاب بها نحاول أن ننتهز كل دقيقة لنا فى الحياة
فتصبح دقائق الحياة أغلى
وكأننا أكتشفنا الحياة للمرة الأولى
وكأن كل مامضى من حكايات
لم يكن سوى بروفات مكررة
من أجل الحكاية الأنضج والأقوى
***
وسخرت يومها من قولهن حد الضحك
وتساءلت: كيف لقلب يسير على ثلاث وهنا
أن ينبض بقوة؟
وكيف للحب قدرة على بث الروح فى جثة قلب متآكلة الأطراف؟
لكنى أكتشفت الآن وبعد أن كبرت
وبعد أن ماتت عجائز القوم
أن تجربتهن كانت أعظم من سخرينى
وأن عاطفة النضج هى عاصفة العمر
لها فى النفس مكانة مخيفة
كأنها آخر الأبناء
كأنها آخر الفرص
كأنها آخر الأطواق
كأنها آخر اللحظات على هذه الأرض
***
فمراهقتنا المتأخرة رائعة
عاطفة تأتى لتوقظ الميت فينا
لتمنحنا فرصة للشعور بالحياة
لتذكرنا بالقلب والنبض والسهر والشوق لتقيس لنا مساحة المتبقى بنا
من قدرة على الجنون والحب بجنون
فنحن ياسيدى نحتاج إلى الأعتراض أحيانا.. وبقوة نحتاج إلى التمرد
نحتاج إلى رفض أشياء قبلناها معظم العمر
نحتاج إلى تبديل أسطوانة
حرصنا كل العمر على الأستماع لها وترديدها
كأغنية من التراث
***
وأنت جئتنى فى مرحلة
بدأ الهدوء يخيم فيها على أحلامى وأحزانى
لهذا.. أحتاج لكى أصلك إلى الكثير من التمرد
والكثير من الرفض والكثير من العصيان
والكثير من الطيش والكثير من الحماقة
والكثير من السخافة والكثير من القسوة
والكثير من الجنون
أحتاج لكى أستقبلك إلى تسلق الجبل العظيم
أحتاج إلى السباحة عكس التيار
أحتاج إلى السير على رأسى مئة عام
أحتاج إلى اسئصال عقلى
أحتاج إلى فقدان الذاكرة
أحتاج إلى أحراق المدينة الفاضلة
أحتاج إلى أستبدال القوم والزمان والمكان
أحتاج إلى نسف الكثير وتدمير الكثير
***
فأنت ...
استيقظت متأخرا وتأخرت كثيرا
أكثر من قدرتى على أستقبالك فى عالمى
أكثر من قدرة العثور على ثغرة تسر بك إلى دنياى
أكثر من تجاهل الوقت والعمر والعقل والظروف
تغيرت العملة فى وقتى وقلبى وحلمى
فأنت لم تتأخر سنوات طويلة
أنت تأخرت عمرا بأكمله
أنت تأخرت عمرا بأكمله
***
منشورة فى مجلة زهرة الخليج – مقالها الأسبوعى بتاريخ 12 مارس 2011
الله يا منى انا بحب جدا كتابات شهرزاد
ردحذفبتلمسنى اوى
تحياتى لاختيارك الرائع ولذوقك
وجعتنى قوى
ردحذفالتدوينة دى
بس كلامها حقيقى
جميلة و بديعة
ردحذفلكنها كعادة الرومانسية المتمردة تفتقد المنطق
فليكن الخيال و الخيال جميل
تحياتى لاختيارك
الله جميييييله اوي بجد تسلم ايديكي دايما اختياراتك رائعه
ردحذفوحشتينيييي اوي ووحشني الكلام معاكي
أنا أحب أقرأ لشهرزاد التى تشاركنى فى جزء من الإسم المستعار
ردحذفآه يانى لما الحاجة تيجى بعد أوانها
بدل ما تبقى نعمة بتبقى عذاب
و لو أنى لا أعترف بالعمر فى موضوع الحب و لكن أحيانا الظروف تكون لا تسمح لوجود أطراف أخرى
تحياتى لذوقك فى الإختيار يا منى فهو راقى جدا
قاسية اوى التدوينة دى
ردحذفدائما اخشى ان تأتينى مراهقة النضج
لانى لما احيا مراهقة البلوغ ابدا
اشفق على نفسى من مراهقة متأخرة تصيبنى بغتة
احسنتى الاختيار
تدوينه عميقة وجميله مثلك
كتاباتج رائعة جدا وستظل هكذا دائما دائما دائما مرسي وايد على هذا الكلام الجميل والعميق والرائع
ردحذف