ذكرت فى خاطرتى أرحموا أطفالكن أن أكثر ما يفطر قلبى هو قسوة الامهات مع أطفالهن لاتفه الاسباب والتى لازالت متفشية والتى أراها فى كل مكان فلازال فى أذنى صراخ أحد الامهات فى طفلها بشكل هستيرى حتى أننى للوهلة الاولى ظننت أن الطفل ارتكب خطأ فادح فرأيت أن الطفل بكل برأة متردد فى نزول حمام السباحة بينما وقفت الام تعنفه بشكل هيستيرى مما جعلنى لاشعوريا ألتفت لاعرف سر صراخها وخاصة أنها كانت تهدده بعقاب وخيم!! مش فاهمة على ايه ده كله؟؟ وده كان من أسبوعين ثلاتة - ولسة النهاردة وأنا فى السوق شفت أم مسكت بنتها سكعتها قلمين على وجهها (مع ملاحظة الاهانة الضرب على الوجه وهو العادى الان) طبعا فى وسط الشارع والناس لمجرد أن البنت تعبت وقعدت عند قاعدة الشجرة ولما بصيت على البنت لقيت أن عينيها من الاول كانت ورمة ورم فظيع هو فيه أيه ايه الشر والعنف ده كله بجدأمهات مش طبيعية!!! وكما ينفطر قلبى لتلك المشاهد التى لا اعرف سببا لها أبدا فعلى العكس تأثرنى المشاهد الحانية التى تقطر حنو بين الام وأطفالها فهى أجمل ما يمكن أن يراه أى أنسان وتتفوق على أى مشاهد فى تلك الحياة القاسية التى نحيها- ومن أحلى ما رأيت حديثا كان بالامس فى نفس المكان عند حمام السباحة الخاص بالسيدات حيث شاهدت طفلا صغيرا يسبح وهو يصدر أصواتا صاخبة ولاننى عاصرت العديد من مشاهد أطفال كانوا على وشك الغرق من قبل فعندى حساسية مفرطة اذا شاهدت طفلا بمفرده فى حوض السباحة فأنتبهت اليه خشية أن يكون على وشك الغرق ولكنى وجدت أمه تقترب منه وتهمس له بكل رقة أعرف أنك سعيد ياحبيبى لكن يجب أن تخفض من صوتك قليلا- وفي كل مرة أسبح فيها واقترب منهما أجده يقوم بنفس الاصوات (هو يضحك فرحا) والحركات بيده بطرطشة المياه وأجدها بكل هدوء ورقة تهمس له بنفس العبارة ولا يبدو عليها أى تململ وكنت قد أدركت أنه ولابد طفل ذو اعاقة ودعوت له بالشفاء ولها بالصبر وحمدت الله على نعمه الكثيرة على والتى منها أنه أنعم على بأطفال اصحاء أراهم الان ولله الحمد شبابا جامعيين فأى نعمة أجمل من هذا لا يقدرها للاسف الكثير من الامهات التى ذكرتهم فى خاطرتى السابقة حيث لايقدرون النعمة التى بين أيديهن- وتلك الام الشابة الحنونة لديها طفلة أخرى تجد فيها نفس رقة أمها على اخيها فلا تتركه أبدا فهى على عكسه فى أكمل صحة ورغم ذلك تلاعبه ولاتكل ولايبدو عليها أى غضاضة من أصوات وحركات شقيقها وبعد اللهو والصخب رأيت الام تقوم بأحتضان الابن والبنت سويا وتجلس بهما فى هدوء فى الماء على اول سلمة من سلالم حمام السباحة فى حب وعطف جميل فما كان منى الا أن ذهبت اليها وقلت لها ضاحكة خالص تعبتوا فردت ضاحكة أيضا أيوه فقلت لها ربنا يخليهم لك فشكرتنى - أفتكرت أمهات كتير معندهومش صبر مع أطفالهم الاصحاء الى ربنا أنعم بهم عليهم و الزعيق والضرب العمال على بطال والشتايم - سبحان الله الاطفال الملائكة بيضربوا ويتبهدلوا ويتهانوا -
سيدتى الام أم يحيى التى لا أعرفك لك منى ألف تحية فأنت من أرق الامهات التى شاهدت مؤخرا منحتينى أجمل المشاهد الانسانية اللهم بارك لك فى أطفالك يارب -
" قلمى "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))