اليوم نتحدث عن الفائزة رقم 12 بجائزة نوبل للأداب وتعد هيرتا مولر الأخيرة فى هذه السلسلة – تفصلنا أيام قلائل عن الدورة الجديدة لتوزيع الجوائز التى ربما تحمل لنا سيدة أخرى فى هذا المجال. ومن المعروف أن عدد الحاصلين على جائزة نوبل للأداب منذ عام 1901 وحتى 2010 هو (107) من بينهم 12 سيدة.
وقد فازت الكاتبة الالمانية من أصول رومانية هيرتا مولر Herta Muller بجائزة نوبل للاداب للعام 2009 لاعمالها المستوحاة من حياتها في ظل ديكتاتورية نيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا ،ولقدرتها على تصوير "حياة المحرومين". وقالت لجنة الحكام ان مولر (56 عاما وقتها) هي كاتبة "عكست حياة المحرومين بتركيز الشعر وصراحة النثر".
ولدت مولر في 17 اب/اغسطس 1953 في غرب رومانيا لوالدين من اقلية تتحدث الالمانية. وكان والدها في الحرس الخاص النازي خلال الحرب العالمية الثانية وقام الشيوعيون الرومانيون بترحيل والدتها الى معسكر اعتقال في الاتحاد السوفياتي بعد الحرب.
وطردت مولر من اول عمل لها كمترجمة بعد ان رفضت العمل لحساب الشرطة الخاصة التابعة للديكتاتور السابق نيكولاي تشاوشيسكو.
وقررت تكريس حياتها للادب وعكست كتابات مولر الحياة اليومية الكئيبة في ظل نظام تشاوشيسكو القمعي والمعاملة القاسية للرومانيين الالمان. كما شكل الفساد وعدم التسامح والاضطهاد افكارا رئيسية في كتاباتها.
ومن بين اشهر رواياتها "جواز السفر" التي نشرت العام 1986 في المانيا وترجمت في العام 1989، و"الموعد" التي نشرت العام 2001 وتصف القلق الذي تعيشه امرأة بعد ان استدعتها مديرية امن الدولة.
ووصفت مولر الديكتاتور الروماني السابق تشاوشيسكو في مقال نشرته صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" العام 2007 بانه "محدث نعمة يستخدم الصنابير وادوات الطعام المصنوعة من الذهب كما ان لديه ضعفا خاصا تجاه القصور". وقالت ان رومانيا اصيبت "بفقدان الذاكرة الجماعي" لماضيها القمعي.
وقالت ان سكان رومانيا "يتظاهرون بان ذلك الماضي اختفى، ان البلاد جميعها مصابة بفقدان الذاكرة الجماعي"، واضافت "ان (رومانيا) كانت مأوى لاعتى الطغاة في شرق اوروبا واكثرهم شرا بعد ستالين، خلق (تشاوشيسكو) لنفسه صور بطل توازي ما يحدث في كوريا الشمالية".
أعمالها:
منخفضات (مجموعة قصصية) - سنة النشر: 1984 ألمانيا (نشرت للمرة الأولى في رومانيا عام 1982 بعد حذف العديد من الفقرات بها من قبل الرقابة الرومانية) وهى أقرب لسيرتها الذاتية، حيث تصف فيها طفولتها فى عائلة ألمانية فى رومانيا. ووصفت مولر الألمان فى هذا الكتاب بأنهم أقلية منعزلة وغير متحضرة، كما وصفت العنف وإدمان الخمور كأحد مشاكل تلك الأقلية، واتهمت الأقلية بأنها حتى بعد انتهاء الحرب لم تتخلص من فكرها الفاشى مثلما فعل الألمان داخل ألمانيا. وكانت مولر تقصد بالتحديد والدها الذى كان نازيا متعصبا وكان عضوا فى القوات الخاصة المقربة من هتلر. كما تطرقت للمجتمع الرومانى وقسوته واضطهاده للأقليات. ولكن تم نشر الكتاب بعد أن حذفت الرقابة الرومانية كل الأجزاء التى تدين المجتمع الرومانى.
ثم نشر الكتاب لأول مرة بالألمانية عام 1984 فى نسخته الأصلية مما عرض مولر للاضطهاد الشديد والمضايقات المستمرة من قبل أجهزة الأمن الرومانية، حتى هربت عام 1987 إلى ألمانيا وعملت أستاذة زائرة بجامعات ألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة
رواية (1982) - سنة النشر 1984
جواز السفر - سنة النشر 1986
الترحال على ساق واحدة - سنة النشر 1989
الشيطان منعكسًا في المرآة - سنة النشر 1991
الثعلب هو بالفعل الصياد - سنة النشر 1992
البطاطا الساخنة هي السرير الدافئ - سنة النشر 1992
الجوع والحرير (مقالات) - سنة النشر 1995
الموعد - سنة النشر 2001
الملك يركع ويُقتل - سنة النشر 2003
الرجال الشاحبون وفناجين القهوة - سنة النشر 2009
أرجوحة النفس - سنة النشر 2009 وهى الرواية الوحيدة المترجمة لها باللغة العربية والتى قام مشروع "كلمة" للترجمة - هيئة أبوظبي للثقافة والتراث- بترجمتها وتتناول «أرجوحة النفس» قضية قمع الرومانيين الألمان إبان فترة الحكم الستاليني في أوربا الشرقية. فبعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية واحتلال الجيش الأحمر لرومانيا صدرت الأوامر بإيداع جميع الرومانيين من أصل ألماني بين سن السابعة عشرة والخامسة والأربعين معسكرات العمل القسري. فقد رأى الاتحاد السوفيتي حينها أن على هؤلاء الألمان المشاركة في إعادة بناء ما دمرته ألمانيا النازية.
وقد ترجمت أعمالها لأكثر من عشرين لغة وقد حصلت على العديد من الجوائز.
لم يكن أشد الألمان تفاؤلا يتوقع فوز "هيرتا مولر" بجائزة نوبل للآداب، فهى وإن كانت كاتبة لها وزنها فى المجال الأدبى، لكنها لم تكن تنتمى لأدباء الصف الأول فى ألمانيا حتى صدرت روايتها الأخيرة "أرجوحة النفس"، التى أعادتها للصدارة مرة أخرى.
أضف إلى ذلك أن هيرتا مولر كرست كل أعمالها تقريبا لمواضيع تتعلق بالأقلية الألمانية فى رومانيا وحياتها تحت دكتاتورية الحكم السوفيتى. وهو موضوع لا يحظى باهتمام كبير داخل ألمانيا، ناهيك عن الاهتمام العالمى.
فالقارئ العالمى حين يقرأ روايات تغوص فى التاريخ الألمانى فإنه يفضل أعمالا ترصد الفترة النازية وجرائمها، مثل أعمال "جونتر جراس"، ولكن هيرتا مولر قررت رصد التاريخ الآخر لألمانيا الذى يصور الألمان كضحايا لدكتاتورية أخرى.
هيرتا مولر تعيش اليوم ببرلين وأصبحت عضوا فى أكاديمية اللغة الألمانية.
تم الأستعانة بعدة مصادر لكتابة المقال - تابعونى لمعرفة المزيد عن نساء "نوبل" < السلسلة القادمة نساء نوبل الحاصلات على جائزة السلام
المُلاحظ أن كلهم يشتركون فى شيىء واحد
ردحذفأن التنشئة بتأثر جداً فى طريقة كتابتهم
و كمان كلهم و أغلبهم مروا بنفس الحقبة الزمنية
و مروا بأضطهاد عرقى
شكراً للبوستات الجميلة دى
بجد صدقينى استفدت (:
....................