أصدرت محكمة باكستانية هذا الأسبوع للمرة الثالثة مذكرات اعتقال بحق الرئيس السابق برويز مشرف الوارد اسمه على لائحة المتهمين في قضية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو. وذكرت قناة آري ان المحكمة أصدرت مذكرات اعتقال لا يمكن استبدالها بكفالة مالية. وخلال جلسة في سجن روالبندي أعطت المحكمة وكالة التحقيقات الفدرالية 15 يوما للامتثال لمذكرات الاعتقال. وأرجئت جلسة الاستماع إلى 19 مارس الحالي.
وقد أغتيلت بنازير بوتو السيدة المثيرة للجدل يوم 27 ديسمبر 2007 وسقطت تلك المرأة ذات الاطلالة الرائعة والايشارب المزركش الجميل.
وكانت بنازير ذو الفقار علي بوتو قد قررت دخول عالم السياسية للدفاع عن سمعة
والدها الذي أعدم بعد عامين من انقلاب الجنرال ضياء الحق فأصبحت أول وأصغر رئيسة وزراء لدولة إسلامية في العصر الحديث عام 1988.
والدها الذي أعدم بعد عامين من انقلاب الجنرال ضياء الحق فأصبحت أول وأصغر رئيسة وزراء لدولة إسلامية في العصر الحديث عام 1988.
ولدت بنازير ذو الفقار علي بوتو عام 1953 في مدينة كراتشي بباكستان لعائلة سياسية شهيرة حيث كان والدها رئيسا لدولة باكستان ثم رئيسا للوزراء في السبعينيات من القرن الماضي.
درست بنازير العلوم السياسية والاقتصاد في جامعتي هارفارد وأكسفورد. وتزوجت بنازير عام 1987 من رجل الأعمال وعضو البرلمان آصف علي زارداري وأنجبت منه ثلاثة من الأبناء.
تأثرت بنازير بوالدها ذو الفقار على بوتو وبالحياة الغربية التي عاشت فيها سنوات طويلة من عمرها وأفردت ذلك على صفحات الكتاب الذي ألفته عام 1989 عن حياتها الخاصة والعامة وأسمته "ابنة القدر ".
وهى تعتبر نفسها داعية من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان وتؤمن بدور فعال لمؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها البرلمان وتدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإصدار عفو عام عنهم.
وحول رؤيتها لمستقبل باكستان فكانت تعتبر أن "استرجاع باكستان -والبلاد الإسلامية عموما- لإرثها الحضاري يتوقف على استعادتها للسلام والحرية وحقوق الإنسان.
عادت بنازير إلى باكستان عام 1977 قبيل الانقلاب الذي قاده الجنرال ضياء الحق والذي انتهى بإلقاء القبض على والدها ثم إعدامه عام 1979.
وهذه الفاجعة العائلية أثرت كثيرا على شخصية بنازير بوتو لأنها كانت متعلقة جدا بوالدها ولأنها كانت لا تزال في ربيع العمر (24 سنة فقط). وربما لهذا السبب قررت دخول معترك السياسة من أجل الانتقام لوالدها الشهيد. ومعلوم أن ذو الفقار علي بوتو ساهم في حكم الباكستان منذ عام 1966 بصفته وزيرا للخارجية وحتى عام 1977 عندما كان رئيسا للجمهورية بعد أن كان رئيسا للوزراء أيضا. وبالتالي فقد احتل جميع المناصب الكبرى في البلاد قبل سقوطه المدوي على يد جنرال أصولي. هذا وقد اعتقلت ابنته بنازير بوتو بعد سقوطه وبقيت بنازير تحت الإقامة الجبرية ثم أطلق سراحها وأبعدت إلى الخارج لكي تعيش حياة المنفى. ولم تعد إلي باكستان مرة أخرى إلا بعد ثلاثة أشهر من وفاة ضياء الحق في حادث طائرة عام 1988
شجعت وفاة ضياء الحق بنازير على التفكير في العودة مرة أخرى بعد عشر سنوات قضتها في المنفى وبالفعل بعد ثلاثة أشهر من غياب ضياء الحق عن الساحة الباكستانية عادت لتتولى قيادة حزب الشعب الباكستاني الذي كان قد أسسه والدها عام 1967
وفي ذلك العام (1988) فاز تحالف بوتو بأغلبية قليلة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت آنذاك مما مكنها من تولي منصب رئيسة الوزراء وكان عمرها وقتئذ 35 عاما لتصبح أول وأصغر رئيسة وزراء دولة إسلامية. كانت هذه هي أول مرة تصل فيها امرأة إلى منصب رئاسة الوزراء في بلد إسلامي كبير، وقد أزعج وصولها التيار الأصولي المتشدد إلى أقصى حد ممكن. فمن الصعب على المتزمتين أن يقبلوا بوجود امرأة على رأس الدولة.
واجهت حكومة بنازير العديد من المشاكل أهمها المشكلات الاقتصادية التي لم تستطع التعامل معها بفاعلية مما ألب عليها خصومها السياسيين الذين رفعوا عليها وعلى زوجها آصف زارداري العديد من قضايا الفساد وسوء استعمال السلطة.
دخلت البلاد فيما يشبه الفوضى السياسية ازداد معها احتقان الحياة السياسية الأمر الذي دفع الرئيس الباكستاني غلام إسحق خان إلى إسقاط حكومتها في أغسطس1990
وفي غضون ذلك حكم على زوجها الذي كان يشغل منصب وزير الاستثمارات الخارجية بالسجن ثلاث سنوات (1990 – 1993) على خلفية اتهامات سابقة بالفساد.
استطاعت بنازير بعد ثلاث سنوات العودة إلى رئاسة الوزراء بعد فوزها في الانتخابات التي أجريت في أكتوبر 1993 وفي الولاية الثانية للحكم أصبحت بنازير بوتو أكثر حنكة ودهاء في إدارة شؤون الحكم. واستطاعت بالتالي أن تعالج بعض المشاكل الحساسة بفعالية أكبر. كما وعرفت كيف تتحالف مع بعض أجنحة السلطة العسكرية والمخابرات لاتقاء شرها.
ولكنها اصطدمت من جديد بصعود الحركات الأصولية في الشارع الباكستاني. وكانت هذه الحركات ضدها منذ البداية ليس فقط لكونها امرأة وإنما أيضاً لكونها تحمل أفكارا جديدة وتحديثية لإصلاح البلاد، وهي أفكار مضادة للأصوليين بل ومرفوضة من قبلهم تماما. فهم يرون فيها تقليدا للغرب ورجسا من عمل الشيطان.
ولذلك فإن حزبها خسر الانتخابات عام 1996 لمصلحة الحزب الأصولي: الجماعة الإسلامية. وفي نفس العام تم اغتيال أخيها مرتضى بوتو من قبل رجال البوليس في كراتشي. والغريب في الأمر هو أن البعض اتهمها بارتكاب هذه الجريمة لأن أخاها كان المنافس السياسي الأول لها!
ولكن لم يستطع أحد تقديم أي برهان على هذه الاتهامات الخطيرة، وفي عام 1999 اضطرت بنازير بوتو إلى مغادرة البلاد والعيش في المنفى مرة أخرى، وكل ذلك بسبب تهم الفساد التي تلاحقها. وقد اختارت أن تعيش متنقلة بين الإمارات العربية المتحدة وانجلترا، وقد أنكرت تهمة الفساد المنسوبة إليها، ورفضت عام 2002 أن تمثل أمام المحكمة للنظر في الأمر.
وعندئذ أصدرت المحكمة قرارا بمنعها من دخول الأراضي الباكستانية، إضافة إلى ذلك فإن الرئيس برويز مشرف طلب من البرلمان التصويت على القرار التالي: ممنوع على أي شخص أن يمارس مهنة رئيس الوزراء أكثر من مرتين. وهذا يعني قطع الطريق عليها ومنعها من العودة إلى السلطة بأي شكل كان.
وكانت قضايا الفساد الخاصة بزوجها قد شوهت سمعتها إلى حد كبير وأساءت إلى عهدها. ويبدو أن زوجها قد هرّب مبالغ ضخمة إلى الغرب عبر البنوك السويسرية كما يفعل معظم قادة العالم الثالث. ولهذا السبب أمضى ثماني سنوات في السجن كما أنه سجن مرتين، ولم يطلق سراحه في المرة الثانية إلا عام 2004.
عاشت بنازير بوتو في المنفى متنقلة بين بريطانيا والإمارات العربية المتحدة في انتظار الفرصة التي تمكنها من العودة إلى الحياة السياسية الباكستانية لتستعيد بعضا من نشاطها القديم. وقضت بنازير ثمانية أعوام في منفاها ثم عادت إلى باكستان يوم 18 ديسمبر 2007 على إثرعفو عام صادر عن الرئيس الباكستاني برويز مشرف. ويوم الخميس الموافق 27 ديسمبر 2007 قتلت بعملية أغتيال بتفجير إنتحاري يبعد عنها 25 مترا أثناء حملة أنتخابية كانت تقوم بها فى مدينة راولبندى.
وهكذا أسدل الستار على تلك المرأة ذات الابتسامة الجذابة والشخصية الآسرة. التى كانت أول امرأة مسلمة تصل الى قيادة واحد من أهم بلدان العالم الاسلامي وأشدها خطورة في وقتنا الحاضر. لقد اغتيلت تلك المرأة المسلمة المنيرة والمستنيرة التي كانت تشق الدرب نحو تحرير العالم الاسلامي وإدخاله في الحداثة من دون ان تتخلى عن أجمل ما فيه: روحانيته الصافية وقيمه التنزيهية والأخلاقية العليا. وكثيرا ما كانت تدعو نفسها أمام الغربيين بأنها: بنت الشرق. وقد كانت.
(منقول بتصرف من عدة مصادر)
وتستمر إن شاء الله المقالات تحت هذا العنوان المأخوذ من مجلة زهرة الخليج حيث قامت بعرض نبذة مختصرة عن بعض النساء اللاتى شغلن العالم فى العقد الأول من القرن 21 ففكرت أن أعرض من ناحيتى بعض تلك النماذج هنا ولكن بأستفاضة أكثر.
------------------------ (:
ردحذف